تعريف الإجازة لغة واصطلاحاً

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا بحث مختصر في الإجازة العامة – إجازة الرواية – والتعريف بها وبشروطها، ولا شك أن الإجازة أحد أدوات التحمل من الشيوخ وهي معتبرة على ما استقر عليه العمل عن العلماء فلا إنكار في طلبها ولا إنكار في بذلها.

تعريف الإجازة
لا بد قبل الخوض في أي شيء أن نتعرف عليه ونعرف معناه فالحكم على الشيء فرع عن تصوره وبما أننا نتكلم عن الإجازة فلا بد أن نتعرف على معنى الإجازة لغة واصطلاحا فنقول:

تعريف الإجازة لغة:
الإجازة: من جاز وهي تأتي على معاني كثيرة في لغة العرب منها
الإنفاذ والإمضاء والسلوك والقبول والإباحة والتسويغ والإذن والاحتمال والعطاء (انظر لسان العرب والقاموس وشرحه مادة "جوز")
وقال الخطيب في الكفاية (2/267) وذكر بإسناده إلى ابن فارس في معجم مقاييس اللغة:
"يقول معنى الإجازة في كلام العرب مأخوذ من جواز الماء الذي يسقاه المال من الماشية والحرث يقال منه استجزت فلانا فأجازني إذا أسقاك ماء لأرضك ولماشيتك قال القطامي:
وقالوا فقيم قيم الماء فاستجز...عبادة إن المستجيز على قتر.
(قال الخطيب) كذلك طالب العلم يسأل العالم أن يجيزه علمه فيجيزه إياه فالطالب مستجيز والعالم مجيز"
قلت: معنى الإجازة في اللغة يدور حول معنى الإذن المطلق فلو نظرنا في معانيها الواردة في قواميس اللغة لوجدنها لا تخرج عن هذا المعنى.

وأما في الاصطلاح:
الإجازة بمعنى الإذن بالرواية
وعلى هذا تدور كافة التعريفات تفصيلا وإجمالا
قال المرتضى الزبيدي في تاج العروس (15/84)"
"استجاز رجل رجلا طلب الإجازة أي الإذن في مروياته ومسموعاته وأجازه فهو مجاز والمجازات المرويات"
قال شيخ شيوخنا محمد عطاء الله حنيف – رحمه الله – في مقدمة إتحاف النبيه للدهلوي:
"الإجازة وهي اصطلاح القوم أن يأذن الشيخ لغيره بأن يروي عنه مروياته أو مؤلفاته وكأنها تتضمن إخباره بما أذن له بروايته عنه".
قال شيخنا د.خالد مرغوب في رسالته "مكانة الإجازة" صـ 29
"والإجازة اصطلاحا إذن في الرواية لفظا أو خطا يفيد الإخبار الإجمالي عرفا".

أركان الإجازة
وأركانها (أي الإجازة) أربعة: المجيز والمجاز له والمجاز به ولفظ الإجازة"
تصريف الإجازة:
قال الشيخ العلامة جمال الدين القاسمي رحمه الله في الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين (94-95):
"فأما لفظ الإجازة فهو مصدر من باب الإفعال.
وأما تصريفها فـ أجاز يجيز إجازة كـ أقام يقيم إقامة.
وأصلها إجواز نقلت حركة الواو إلى الجيم لأن الواو حرف علة متحرك وما قبله حرف صحيح ساكن وهو أولى بتحمل الحركة ثم يقال تحركت الواو بحسب الأصل وانفتح ما قبلها بعد النقل فقلبت ألفا فالتقى ساكنان الألف المنقلبة عن الواو والألف الزائدة للمصر فحذفت إحداهما لالتقاء الساكنين وعوضت عنها تاء في الآخر فصار إجازة.
واختلف في أن المحذوف ألف إفعال أو عين الفعل ذهب إلى الأول الخليل وسيبويه فوزنها إفْعَلَة قالوا لأنها زائدة والزائد بالحذف أولى وذهب إلى الثاني أبو الحسن الأخفش فوزنها عنده إفالة قال لأن العين كثيرا ما يعرض له الحذف في غير هذا الموضع فحذفه أولى.
والمذهب الأول أولى لأن التقاء الساكنين إنما يحصل عند الثاني فحذفه أولى".

» أنواع الإجازة
» تعريف الإسناد وكيف نشأ