موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
مرحبا بكم في منتدي فرع الجمعية الشرعية بقرية
البطاخ التابع لمحافظة سوهاج
يسعدنا انضمامكم لنا عبرسجيلكم فى المنتدى
منتدى فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ
مع تحيات مدير المنتدى
مشرف الدعوة بالفرع
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
مرحبا بكم في منتدي فرع الجمعية الشرعية بقرية
البطاخ التابع لمحافظة سوهاج
يسعدنا انضمامكم لنا عبرسجيلكم فى المنتدى
منتدى فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ
مع تحيات مدير المنتدى
مشرف الدعوة بالفرع
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ هو أحد فروع الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية بمحافظة سوهاج
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا بكم فى منتدي فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ ساهموا فى نشر موقعنا
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
صلي الله على محمد صلي الله عليه وسلم
اللهم أعنا على رضاك حتى ترضي رضاءاً ليس بعده سخط ولا غضب
جميع حقوق الطبع والنشر والتوزيع والتصوير لأي كتاب موجود في المنتدي متااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااح بشرط دعوة صالحة بظهر الغيب
أرجو من كل من استفاد أو تعلم شيئاً من المنتدي أن لا ينسانا من صالح دعائه
نعدكم بإذن الله في كل زيارة لنا بالجديد وبالمفيد
بشري سارة لكل طلاب العلم : تم افتتاح ركن في منتدي فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ للإجازات الشرعية المسندة لكل الراغبين في إجازة علمية بالسند مجاناً
هاااااااام جدا لمن لا يعلم :قد تظهر إعلانات على المنتدي بها صور نساء وهي لا تخص المنتدي بل هي تابعة لشركة جوجل ولا يمكن وقفها .

 

 الإمام الفضيل بن عياض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

الإمام الفضيل بن عياض  Empty
مُساهمةموضوع: الإمام الفضيل بن عياض    الإمام الفضيل بن عياض  I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 30, 2013 1:54 pm

مقدمة
إن الحمد لله . . .
نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران:102)
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } (النساء:1)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } (الأحزاب:70-71)
أما بعد . . .
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وأن خير الهدى هدى نبيه محمد  ، وأن شر الأمور محدثاتها ، وأن كل محدثة بدعة ، وأن كل بدعة ضلالة ، وأن كل ضلالة في النار .
ثم أما بعد . . .

الفضيل بن عياض
( 105 - 187 هـ = 723 - 803 م )
إمام من أئمة المسلمين . . .
وواحد من أكابر الزهاد العباد المشهورين . . . .
هو من فتت الخوف كبده . . . .
ومزقت الخشية فؤاده . . . .
وأحرقت الدموع عينه . . .
هو الراحل من المفاوز والقفار إلى الحصون والحياض . .
هو الناقل من المهالك والسباخ إلى الغصون والرياض . . .
هو : أبو على الفضيل بن عياض ابن مسعود بن بشر ، الإمام القدوة الثبت ، شيخ الإسلام ، أبو علي التميمي اليربوعي الخراساني الطالقاني الأصل ، الفنديني , المجاور بحرم الله .
ولد ـ رحمه الله ـ بـ " سمرقند " ، ونشأ بـ " أبيورد " أو " أبى ورد " ، وارتحل في طلب العلم .
والطالقاني : نسبة إلى " طالقان " من أعمال خراسان .
والفنديني : بضم الفاء , وسكون النون , وكسر الدال المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وفي آجرها نون ، هذه النسبة إلى " فندين " ، وهي من قرى " مرو " .
وأبيورد : بفتح الهمزة , وكسر الباء الموحدة , وسكون الياء المثناة من تحتها , وفتح الواو وسكون الراء وبعدها دال مهملة ، بليدة بخراسان .
وسمرقند : بفتح السين المهملة والميم , وسكون الراء , وفتح القاف , وسكون النون وبعدها دال مهملة ، أعظم مدينة بما وراء النهر . 1
قال محمد بن سعد :
" ولد بخراسان بكورة أبيورد ، وقدم الكوفة وهو كبير، فسمع من منصور ـ محدث ـ وغيره ، ثم تعبد وانتقل إلى مكة ، ونزلها إلى أن مات بها في أول سنة سبع وثمانين ومئة , في خلافة هارون ، وكان ثقة نبيلاً فاضلاً عابداً ورعاً ، كثير الحديث " . 2
عن الفضل بن موسى قال :
" كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس وكان سبب توبته أنه عشق جارية ، فبينا هو يرتقي الجدران إليها ، إذا سمع تاليا يتلو : { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم } الحديد : 16, فلما سمعها ، قال : بلى يا رب قد آن ، فرجع ، فآواه الليل إلى خربة ، فإذا فيها سابلة ـ رفقة ـ ، فقال بعضهم نرحل ، وقال بعضهم : حتى نصبح , فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا .
قال : ففكرت وقلت : أنا أسعى بالليل في المعاصي ، وقوم من المسلمين هاهنا يخافوني ، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لارتدع ، اللهم إني قد تبت إليك ، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام " . 3
وعن إبراهيم بن الأشعث ـ خادم الفضيل ـ قال :
" كان مبتدأ توبة فضيل بن عياض أنه خرج عشية يريد مقطعه وكان يقطع الطريق , فإذا بقوم حمارة معهم ملح , فسمع بعضهم يقول : مروا مروا , لا يفجأنا فضيل فيأخذ ما معنا , فسمع ذلك فضيل فاغتم وتفكر وقال : يخافني هذا الخلق الخوف العظيم , فتقدم إليهم وسلم عليهم وقال لهم وهم لا يعرفونه : تكونون الليلة عندي وأنتم آمنون من الفضيل , قال : فاستبشروا وفرحوا وذهبوا معه فأنزلهم , وخرج يرتاد لهم علفاً , فرجع إليهم فسمع قارئا يقرأ : { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق } فصاح الفضيل ومزق ثيابه على نفسه وقال : بلى والله قد آن , وكان هذا مبتدأ توبته " .4
   
شيوخه وتلاميذه ـ رحمه الله ـ
انتقل ـ رحمه الله تعالى ـ إلى الكوفة ، وبدأ طريق البحث والطلب فتلقى العلم عن خلق كثيرين فكتب عن منصور , والأعمش ـ سليمان بن مهران ـ وبيان بن بشر ، وحصين بن عبد الرحمن ، وليث ، وعطاء بن السائب ، وصفوان بن سليم ، وعبد العزيز بن رفيع ، وأبي إسحاق الشيباني ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وهشام بن حسان ، وابن أبي ليلى ، ومجاهد ، وأشعث بن سوار ، وجعفر الصادق ، وحميد الطويل ، وخلق كثبر سواهم من الكوفيين والحجازيين .
وتلقى عنه العلم أيضاً خلق كثير منهم : عبد الله بن المبارك ، ويحيى بن سعيد القطان , وعبد الرحمن بن مهدي ، وابن سفيان عيينة ، والأصمعي ، وعبد الرزاق ، وعبد الرحمن بن مهدي بن هلال ، وحسين الجعفي , والشافعي ، وأحمد بن يونس ، ويحيى بن يحيى التميمي ، وابن وهب ، ومسدد ، وقتيبة ، وبشر الحافي ، والسري بن مغلس السقطي ، وأحمد بن المقدام ، وعبيد الله القواريري ، ومحمد بن زنبور المكي ، ومحمد بن يحيى العدني ، والحميدي ، وعبد الصمد بن يزيد مردويه ، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي ، ومحمد بن أبي السري العسقلاني ، ومحمد بن قدام المصيصي ، ويحيى بن أيوب المقابري ، وخلق كثير . 5
   
ثناء العلماء عليه ـ رحمه الله ـ
كان ـ رحمه الله ـ عالماً , ثقة , نبيلاً , ورعاً , كثير الحديث , لذلك أثنى عليه جمع كثير من العلماء والمحدثين ، فشهدوا له بالعدالة والرسوخ في العلم .
فعن شريكاً قال :
" لم يزل لكل قوم حجة في أهل زمانهم ، وإن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه ، فقام فتى من مجلس الهيثم ، فلما توارى ، قال الهيثم : إن عاش هذا الفتى يكون حجة لأهل زمانه .
قيل : من كان الفتى ؟ قال : أحمد ابن حنبل " . 6
قال عبد الصمد مردويه الصائغ :
" قال لي ابن المبارك : إن الفضيل بن عياض صدق الله ، فأجرى الحكمة على لسانه ، فالفضيل ممن نفعه علمه " .7
قال النضر بن شميل :
" سمعت الرشيد يقول : ما رأيت في العلماء أهيب من مالك ، ولا أورع من الفضيل " . 8
وقال إبراهيم بن محمد الشافعي :
" سمعت سفيان بن عيينة يقول : فضيل ثقة " .
وقال أبو عبيد :
" قال ابن مهدي : فضيل رجل صالح ، ولم يكن بحافظ " .9
وقال العجلي :
" كوفي ثقة متعبد ، رجل صالح سكن مكة " .
وقال محمد بن عبد الله بن عمار :
" ليت فضيلاً كان يحدثك بما يعرف ، قيل لابن عمار : ترى حديثه حجة ؟ قال : سبحان الله "
وقال النسائي :
" ثقة مأمون ، رجل صالح " .10
وعن ابن المبارك قال :
" رأيت أعبد الناس عبد العزيز بن أبي رواد ، وأورع الناس الفضيل بن عياض ، وأعلم الناس سفيان الثوري ، وأفقه الناس أبا حنيفة ، ما رأيت في الفقه مثله " .
وعنه قال : " ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض " .
وقال نصر بن المغيرة البخاري :
" سمعت إبراهيم بن شماس يقول : رأيت أفقه الناس ، وأورع الناس ، وأحفظ الناس : وكيعاً والفضيل وابن المبارك " . 11
وعن إبراهيم بن الأشعث قال :
" ما رأيت أحداً كان الله في صدره أعظم من الفضيل بن عياض كان إذا ذكر الله , أو ذكر عنده , أو سمع القرآن ظهر به الخوف والحزن وفاضت عيناه وبكى حتى يرحمه من بحضرته , وكان دائم الحزن , شديد الفكرة , ما رأيت رجلاً يريد الله بعلمه وعمله وأخذه وعطائه ومنعه وبذله وبغضه وحبه وخصاله كلها غيره " .12
   
بكاؤه وخشيته ـ رحمه الله ـ
كان الفضيل بن عياض ـ رحمه الله ـ كثير الحزن والهم ، شديد الخوف والوجل ، له عينان لا تجفان من الدموع من خشيه الله عز و جل ، وهذا لا يخفي على أي أحد قد قرأ عنه , أو تتبع ترجمته في بطون الكتب .
ويشهد لهذا ما نقله علماؤنا ـ رحمه الله عليهم ـ من بديع كلامه ـ رحمه الله ـ , والذي ينصب جله على ذكر القيامة والموت . . . الخ .
وهذا أيضاً ملاحظ من خلال كلام أقرب الناس إليه , وهو خادمه , إبراهيم بن الأشعث حيث قال عنه : " ما رأيت أحداً كان الله في صدره أعظم من الفضيل ، كان إذا ذكر الله ، أو ذكر عنده ، أو سمع القرآن ، ظهر به من الخوف والحزن ، وفاضت عيناه ، وبكى حتى يرحمه من يحضره ، وكان دائم الحزن ، شديد الفكرة .
كنا إذا خرجنا معه في جنازة لا يزال يعظ ، ويذكر , ويبكي كأنه مودع أصحابه ، ذاهب إلى الآخرة ، حتى يبلغ المقابر ، فيجلس مكانه بين الموتى من الحزن , والبكاء ، حتى يقوم وكأنه رجع من
الآخرة يخبر عنها " .13
وعن محمد بن حاتم قال :
" قال الفضيل : لو خيرت بين أن أبعث فأدخل الجنة , وبين أن لا أبعث , لاخترت أن لا أبعث .
قلت لمحمد بن حاتم : هذا من الحياء ؟
قال : نعم هذا من طريق الحياء من الله عز وجل " .14
وعن إسحاق بن إبراهيم قال :
" سمعت الفضيل بن عياض يقول : وعزته لو أدخلني النار فصرت فيها ما آيست , ووقفت مع الفضيل بعرفات فلم أسمع من دعائه شيئا إلا أنه واضعاً يده اليمنى على خده , وواضعاً رأسه يبكي بكاء خفياً , فلم يزل كذلك حتى أفاض الإمام , فرفع رأسه إلى السماء فقال : واسوأتاه والله منك وإن عفوت ثلاث مرات " .15
وعن عبد الصمد بن يزيد قال :
" سمعت الفضيل بن عياض يقول : لا تجعل الرجال أوصياءك كيف تلومهم أن يضيعوا وصيتك وأنت قد ضيعتها في حياتك , وأنت بعد هذا تصير إلى بيت الوحشة وبيت الظلمة وبيت الدود , ويكون زائرك فيها منكراً ونكيراً , وقبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ثم بكى الفضيل وقال : أعاذنا الله وإياكم من النار " . 16
وعن أبو إسحاق قال :
" قال الفضيل : لو خيرت بين أن أعيش كلباً , وأموت كلبا ، ولا أرى يوم القيامة ، لاخترت ذلك " . 17
وقال سهل بن راهويه :
" قلت لابن عيينة : ألا ترى إلى الفضيل لا تكاد تجف له دمعة .
قال : إذا قرح القلب ، نديت العينان " . 18
قال يحيى بن أيوب :
" دخلت مع زافر بن سليمان على الفضيل بن عياض ، فإذا معه شيخ ، فدخل زافر وأقعدني على الباب .
قال زافر : فجعل الفضيل ينظر إلي ثم قال : هؤلاء المحدثون يعجبهم قرب الاسناد ، ألا أخبرك بإسناد لا شك فيه ، رسول الله  عن جبريل ، عن الله عز وجل : { نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد } التحريم : 6 .
فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس ، ثم غشي عليه وعلى الشيخ ، وجعل زافر ينظر إليهما ، ثم خرج الفضيل ، وقمنا والشيخ مغشي عليه " . 19
وعن شعيب بن حرب قال :
" بينا أنا أطوف بالبيت إذا رجل يمد ثوبي من خلفي , فالتفت فإذا بفضيل بن عياض فقال : لو شفع في وفيك أهل السماء كنا أهلاً أن لا يشفع فينا , قال شعيب : ولم أكن رأيته قبل ذلك بسنة , قال : فكسرني وتمنيت أني لم أكن رأيته " . 20
قال : " وسمعت فضيلاً يقول ذات ليلة وهو يقرأ سورة محمد ويبكي ويردد هذه الآية : { ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم } , وجعل يقول : ونبلو أخباركم , ويردد وتبلو أخبارنا إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا , إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا ويبكي " . 21
وعن عبيد الله بن عمر قال :
" دخلت أنا ويحيى بن سليم إلى الفضيل نعوده , فقال الفضيل وجعل يضرب بيده على رأسه : يا فضيل خلقك وأفرغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة , وحرسك بعينه , وصرف وجوه الناس إليك , وأنت تشتغل عنه , من أنت , وما أنت , ثم شهق شهقة وسقط وغطي بثوبه وجعل ينتفض وهو لا يعقل وتركناه " .22
وعن بشر بن الحارث قال :
" كنت بمكة مع الفضيل بن عياض فجلس معنا إلى نصف الليل ثم قام يطوف إلى الصبح , فقلت : يا أبا علي ألا تنام ؟
قال : ويحك ! وهل أحد سمع بذكر النار تطيب نفسه أن ينام " . 23
   
من نصائحه ومواعظه ـ رحمه الله ـ
كان الفضيل بن عياض ـ رحمه الله ـ شديد النصح لغيره من عامة المسلمين وخاصتهم . . .
وعلى رأس هؤلاء الخاصة الخليفة " هارون الرشيد " , فقد كان كثيراً ما يذهب إليه هارون طالباً منه النصيحة والموعظة . . .
وكثيراً ما كان يذهب إليه الفضيل لكى يعظه ويأمره وينهاه . . .
فعن الفضل بن الربيع قال :
" حج أمير المؤمنين ـ يعني هارون ـ فقال لي : ويحك ، قد حك في نفسي شئ فانظر لي رجلاً أسأله .
فقلت : هاهنا سفيان بن عيينة .
فقال : امض بنا إليه ، فأتيناه ، فقرعت بابه ، فقال : من ذا ؟
فقلت : أجب أمير المؤمنين ، فخرج مسرعاً ، فقال : يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك .
فقال : خذ لما جئتك له ، فحدثه ساعة ، ثم قال له : عليك دين .
قال : نعم .
فقال لي : اقض دينه ، فلما خرجنا قال : ما أغنى عني صاحبك شيئاَ .
قلت : هاهنا عبد الرزاق .
قال : امض بنا إليه ، فأتيناه ، فقرعت الباب فخرج ، وحادثه ساعة ثم قال : عليك دين ؟ قال : نعم .
قال : أبا عباس ، اقض دينه .
فلما خرجنا قال : ما أغنى عني صاحبك شيئاً ، انظر لي رجلاً أسأله ، قلت : هاهنا الفضيل ابن عياض ، قال : امض بنا إليه ، فأتيناه فإذا هو قائم يصلي ، يتلو آية يرددها ، فقال : اقرع الباب ، فقرعت ، فقال : من هذا ؟
قلت : أجب أمير المؤمنين .
قال : مالي ولأمير المؤمنين ؟
قلت : سبحان الله ، أما عليك طاعة ، فنزل ففتح الباب ، ثم ارتقى إلى الغرفة ، فأطفأ السراج ثم التجأ إلى زاوية ، فدخلنا ، فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت كف هارون قبلي إليه ، فقال : يا لها من كف ما ألينها إن نجت غداً من عذاب الله .
فقلت في نفسي : ليكلمنه الليلة بكلام نقي من قلب تقي ، فقال له : خذ لما جئناك له رحمك الله .
فقال : إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله ، ومحمد بن كعب ، ورجاء بن حيوة فقال لهم : إني قد ابتليت بهذا البلاء ، فأشيروا علي .
فعد الخلافة بلاء ، وعددتها أنت وأصحابك نعمة .
فقال له سالم : إن أردت النجاة فصم عن الدنيا , وليكن إفطارك منها الموت .
وقال له ابن كعب : إن أردت النجاة من عذاب الله ، فليكن كبير المسلمين عندك أباً ، وأوسطهم أخاً ، وأصغرهم ولداً ، فوقر أباك ، وأكرم أخاك ، وتحنن على ولدك .
وقال له رجاء : إن أردت النجاة من عذاب الله ، فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك ، واكره لهم ما تكره لنفسك ، ثم مت إذا شئت ، وإني أقول لك هذا ، وإني أخاف عليك أشد الخوف يوماً تزل فيه الاقدام ، فهل معك رحمك الله من يشير عليك بمثل هذا .
فبكى هارون بكاء شديداً حتى غشي عليه .
فقلت له : ارفق بأمير المؤمنين ، فقال : يا ابن أم الربيع تقتله أنت وأصحابك ، وأرفق به أنا ؟ ثم أفاق ، فقال له : زدني رحمك الله .
قلت : بلغني أن عاملاً لعمر بن عبد العزيز شكي إليه ، فكتب إليه يا أخي أذكرك طول سهر أهل النار في النار مع خلود الابد ، وإياك أن ينصرف بك من عند الله ، فيكون آخر العهد وانقطاع الرجاء ، فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم عليه ، فقال : ما أقدمك ؟
قال : خلعت قلبي بكتابك ، لا أعود إلى ولاية حتى ألقى الله .
فبكى هارون بكاء شديداً فقال : يا أمير المؤمنين إن العباس عم النبي  جاء إليه فقال : أمرني ، فقال له  : " إن الإمارة حسرة وندامة يوم القيامة " ، فإن استطعت أن لا تكون أميراً فافعل .
فبكى هارون وقال : زدني .
قال : يا حسن الوجه أنت الذي يسألك الله عن هذا الخلق يوم القيامة ، فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار فافعل ، وإياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لاحد من رعيتك ، فإن النبي  قال : " من أصبح لهم غاشاً لم يرح رائحة الجنة " .
فبكى هارون وقال له : عليك دين ؟
قال : نعم ، دين لربي لم يحاسبني عليه , فالويل لي إن ساءلني ، والويل لي إن ناقشني ، والويل لي إن لم ألهم حجتي .
قال : إنما أعني من دين العباد .
قال : إن ربي لم يأمرني بهذا ، أمرني أن أصدق وعده ، وأطيع أمره ، فقال عزوجل : { وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون } الذاريات :56 .
فقال : هذه ألف دينار خذها فأنفقها على عيالك ، وتقو بها على عبادة ربك .
فقال : سبحان الله ، أنا أدلك على طريق النجاة ، وأنت تكافئني بمثل هذا , سلمك الله ووفقك , ثم صمت فلم يكلمنا ، فخرجنا ، فقال هارون: أبا عباس إذا دللتني فدلني على متل هذا ، هذا سيد المسلمين.
فدخلت عليه امرأة من نسائه فقالت : قد ترى ما نحن فيه من الضيق ، فلو قبلت هذا المال .
قال : إنما مثلي ومثلكم كمثل قوم لهم بعير يأكلون من كسبه ، فلما كبر نحروه ، فأكلوا لحمه ، فلما سمع هارون هذا الكلام قال : ندخل فعسى أن يقبل المال ، فلما علم الفضيل خرج فجلس في السطح على باب الغرفة ، فجاء هارون ، فجلس إلى جنبه ، فجعل يكلمه فلا يجيبه فبينا نحن كذلك إذ خرجت جارية سوداء ، فقالت : يا هذا ، قد آذيت الشيخ منذ الليلة فانصرف , فانصرفنا " .24
وعن يحيى بن يوسف الزمي :
" عن فضيل بن عياض قال : لما دخل علي هارون أمير المؤمنين قلت : يا حسن الوجه ، لقد كلفت أمراً عظيماً ، أما إني ما رأيت أحدا أحسن وجهاً منك ، فإن قدرت أن لا تسود هذا الوجه بلفحة من النار فافعل .
قال : عظني .
قلت : بماذا أعظك ؟ هذا كتاب الله بين الدفتين ، انظر ماذا عمل بمن أطاعه ، وماذا عمل بمن عصاه ، إني رأيت الناس يغوصون على النار غوصاً شديداً ، ويطلبونها طلباً حثيثاً ، أما والله لو طلبوا الجنة بمثلها أو أيسر لنالوها ، وقال : عد إلي ، فقال : لو لم تبعث إلي لم آتك ، وإن انتفعت بما سمعت ، عدت إليك " .25
وعن محمد بن عبد الله الانباري قال :
" سمعت فضيلاً يقول : لما قدم هارون الرشيد إلى مكة قعد في الحجر هو وولده ، وقوم من الهاشميين ، وأحضروا المشايخ ، فبعثوا إلي فأردت أن لا أذهب ، فاستشرت جاري ، فقال : اذهب لعله يريد أن تعظه .
فدخلت المسجد ، فلما صرت إلى الحجر قلت لادناهم : أيكم أمير المؤمنين ؟ فأشار إليه ، فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فرد علي وقال : اقعد ، ثم قال : إنما دعوناك لتحدثنا بشئ وتعظنا ، فأقبلت عليه .
فقلت : يا حسن الوجه ، حساب الخلق كلهم عليك .
فجعل يبكي ويشهق ، فرددت عليه وهو يبكي ، حتى جاء الخادم فحملوني وأخرجوني ، وقال : اذهب بسلام " . 26
وعن الفيض بن إسحاق قال :
" اشتريت داراً , وكتبت كتاباً , وأشهدت عدولاً , فبلغ ذلك الفضيل بن عياض فأرسل إلى يدعوني , فلم أذهب , ثم أرسل إلي فمررت إليه , فلما رآني قال : يا ابن يزيد بلغني أنك اشتريت داراً وكتبت كتاباً , وأشهدت عدولاً , قلت : قد كان ذلك .
قال : فإنه يأتيك من لا ينظر في كتابك ، ولا يسأل عن بينتك ، حتى يخرجك منها شاخصاً ، يسلمك إلى قبرك خالصاً , فانظر أن لا تكون اشتريت هذه الدار من غير مالك ، أو ورثت مالاً من غير حله فتكون قد خسرت الدنيا والآخرة , ولو كنت حين اشتريت كتبت على هذه النسخة هذا ما اشترى عبد ذليل من ميت قد أزعج بالرحيل اشترى منه داراً تعرف بدار الغرور ، حد منها في زقاق الفناء إلى عسكر الهالكين ، ويجمع هذه الدار حدود أربعة ، الحد الأول ينتهي منها إلى دواعي العاهات ، والحد الثاني ينتهي إلى دواعي المصيبات والحد الثالث ينتهي منها إلى دواعي الآفات ، والحد الرابع ينتهي إلى الهوى المردى والشيطان المغوي ، وفيه يشرع باب هذه الدار على الخروج من عز الطاعة إلى الدخول في ذل الطلب ، فما أدركك في هذه الدار فعلى مبلبل أجسام الملوك ، وسالب نفوس الجبابرة ، ومزيل ملك الفراعنة مثل كسرى وقيصر وتبع وحمير ، ومن جمع المال فأكثر ، واتحد ونظر بزعمه الولد ، ومن بنى وشيد وزخرف وأشخصهم إلى موقف العرض إذا نصب الله عز وجل كرسيه لفصل القضاء ، وخسر هنالك المبطلون ، يشهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى ، ونظر بالعينين إلى زوال الدنيا ، وسمع صارخ الزهد عن عرصاتها ، ما أبين الحق لذي عينين ، إن الرحيل أحد اليومين فبادروا بصالح الأعمال فقد دنا النقلة والزوال " .27
وعن الحسن بن علي العابد قال :
" قال فضيل بن عياض لرجل : كم أتت عليك ؟
قال : ستون سنة , قال : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك توشك أن تبلغ ، فقال الرجل : يا أبا علي إنا لله وإن إليه راجعون ، قال له الفضيل : تعلم ما تقول ؟ قال الرجل : قلت إنا لله وإنا إليه راجعون قال الفضيل : تعلم ما تفسيره ؟ قال الرجل : فسره لنا يا أبا علي , قال : قولك إنا لله تقول أنا لله عبد , وأنا إلى الله راجع , فمن علم أنه عبد الله , وأنه إليه راجع فليعلم بأنه موقوف , ومن علم بأنه موقوف فليعلم بأنه مسئول , ومن علم أنه مسئول فليعد للسؤال جواباً , فقال الرجل : فما الحيلة ؟ قال : تستره , قال : ما هي , قال : تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى وما بقي , فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي " .28
وعن محمد بن الحسن الهمداني قال :
" توفي للرشيد ابن , فكتب إليه الفضيل بن عياض : أما بعد يا أمير المؤمنين فإن استطعت أن يكون شكرك له حين أخذه منك أفضل من شكرك له حين وهبه لك , يا أمير المؤمنين إنه جل ثناؤه لما وهبه لك أخذ هبته , ولو بقي لم تسلم من فتنته , أرأيت جزعك عليه وتلهفك على فراقه , أرضيت الدنيا لنفسك أفترضاها لابنك , أما هو فقد خلص من الكدر وبقيت أنت في الخطر " .29
وعن أحمد بن عاصم أبو عبد الله الأنطاكي قال :
" قال هارون الرشيد لسفيان : أحب أن أرى الفضيل , فقال له أذهب بك إليه , فاستأذن سفيان على فضيل فقال له : من هذا ؟ فقال قولوا له هذا سفيان , فقال : قولوا له يدخل , فقال : ومن معي , قال ومن معك , قال : فلما دخلوا عليه قال له سفيان : يا أبا علي هذا أمير المؤمنين , فقال : وإنك لهو يا جميل الوجه , أنت الذي ليس بين الله وبين خلقه أحد غيرك , أنت الذي يسأل يوم القيامة كل إنسان عن نفسه , وتسأل أنت عن هذه الأمة , قال : فبكى هارون " 30.
وقال عبد الصمد :
" وسمعت رباحاً الكوفي يقول : مات بعض ولد العلماء بمكة , فأتاه القداحي , ومسلم بن خالد الزنجي , وسفيان بن عيينة , وعبد المجيد بن عبد العزيز يعزونه فلم يتعز , فأتاه الفضيل فقال : يا هذا ما ترى في رجل كان في سجن هو وولده , فأخرج ولده من السجن فأولى به أن يفرح أو يحزن ؟
فقال الرجل : أولى به أن يفرح .
قال : كأنك كنت أنت وابنك في السجن فأخرج ابنك من السجن فقال : تعزيت والله " . 31
وقال له الرشيد يوماً : ما أزهدك .
فقال : أنت أزهد منى , لأني أنا زهدت في الدنيا التي هي أقل من جناح بعوضة , وأنت زهدت في الآخرة التي لا قيمة لها , فأنا زاهد في الفاني وأنت زاهد في الباقي , ومن زهده في درة أزهد ممن زهد في بعرة " .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

الإمام الفضيل بن عياض  Empty
مُساهمةموضوع: الإمام الفضيل بن عياض   الإمام الفضيل بن عياض  I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 30, 2013 1:56 pm

من كلامه ـ رحمه الله ـ
ترك لنا الإمام الفضيل بن عياض من بديع كلامه الكثير والكثير , وياله من كلام ما أجمله وما أزكاه وما أسرعه وصولاً الى القلب . .
وستشعر معي أخي القارئ كما شعرت حينما قمت بجمع ترجمه هذا الإمام , بأن كلامه يصل الى صميم القلب مباشرة . . .
وصدق من قال : أن الكلام إذا خرج من القلب وصل الى القلب . .
فهيا بنا أخي القارئ نقتطف زهرات يانعات من بستان أطايب كلام الإمام الفضيل بن عياض ـ رحمه الله عليه ـ والتى ذكرها الإمام الذهبي في " سير الأعلام " ، والإمام أبي نعيم في " الحلية " :
قال عبد الصمد بن يزيد مروديه :
" سمعت الفضيل يقول : لم يتزين الناس بشي ء أفضل من الصدق وطلب الحلال .
فقال ابنه علي: يا آبي إن الحلال عزيز .
قال : يا بني ، وإن قليله عند الله كثير " .
قال سري بن المغلس :
" سمعت الفضيل يقول : من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله ، لم ينفعه أحد " .
وقال فيض بن إسحاق :
" سمعت الفضيل بن عياض وسأله عبد الله ابن مالك : يا أبا علي ما الخلاص مما نحن فيه ؟
قال : أخبرني ، من أطاع الله هل تضره معصية أحد ؟
قال : لا.
قال : فمن يعصي الله هل تنفعه طاعة أحد ؟
قال: لا .
قال : هو الخلاص إن أردت الخلاص " .
قال إبراهيم بن الاشعث :
" سمعت الفضيل يقول : رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله ، وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة ، من عمل بما علم استغنى عما لا يعلم ، ومن عمل بما علم وفقه الله لما لا يعلم ، ومن ساء خلقه شان دينه وحسبه ومروءته " .
وسمعته يقول :
" أكذب الناس العائذ في ذنبه ، وأجهل الناس المدل بحسناته ، وأعلم الناس بالله أخوفهم منه ، ولن يكمل عبد حتى يؤثر دينه على شهوته ، ولن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه " .
وقال محمد بن عبدويه :
" سمعت الفضيل يقول : ترك العمل من أجل الناس رياء ، والعمل من أجل الناس شرك ، والاخلاص أن يعافيك الله منهما " .
قال سلم بن عبد الله الخراساني :
" سمعت الفضيل يقول : إنما أمس مثل واليوم عمل وغدا أمل " .
وقال فيض بن إسحاق :
" قال الفضيل : والله ما يحل لك أن تؤذي كلباً ولا خنزيراً بغير حق ، فكيف تؤذي مسلما " . 33
وقال إبراهيم بن الاشعث :
" سمعت الفضيل يقول : من أحب أن يذكر لم يذكر ، ومن كره أن يذكر ذكر " .
وعنه قال : " الخوف أفضل من الرجاء مادام الرجل صحيحاً ، فإذا نزل به الموت ، فالرجاء أفضل " . 34
وقيل له : ما الزهد ؟ , قال : القنوع ، قيل : ما الورع ؟ , قال : اجتناب المحارم .
قيل : ما العبادة ؟ , قال : أداء الفرائض .
قيل : ما التواضع ؟ , قال : أن تخضع للحق .
وقال : أشد الورع في اللسان " .35
وعن قال عبد الصمد بن يزيد :
" سمعت الفضيل يقول : لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في إمام ، فصلاح الإمام صلاح البلاد والعباد " .
وسمعته يقول : " إنما هما عالمان : فعالم الدنيا علمه منشور ، وعالم الآخرة علمه مستور " .
وعن الحسين بن زياد قال :
" سمعت الفضيل كثيراً يقول : احفظ لسانك ، وأقبل على شأنك ،
واعرف زمانك ، وأخف مكانك " .36
وقال الفيض :
" قال لي الفضيل : لو قيل لك : يا مرائي غضبت ، وشق عليك ، وعسى ما قيل لك حق ، تزينت للدنيا وتصنعت ، وقصرت ثيابك ، وحسنت سمتك ، وكففت أذاك حتى يقال : أبو فلان عابد ، ما أحسن سمته فيكرمونك ، وينظرونك ، ويقصدونك ويهدون إليك ، مثل الدرهم الستوق لا يعرفه كل أحد , فإذا قشر ، قشر عن نحاس " .37
وعنه قال : " كفى بالله محباً , وبالقرآن مؤنساً ، وبالموت واعظاً وبخشية الله علماً ، وبالاغترار جهلاًً " .
وعنه قال : " خصلتان تقسيان القلب : كثرة الكلام وكثرة الاكل "
وعنه قال : " يا مسكين ، أنت مسئ وترى أنك محسن ، وأنت جاهل وترى أنك عالم ، وتبخل وترى أنك كريم ، وأحمق وترى أنك عاقل ، أجلك قصير ، وأملك طويل " . 38
وقال بعضهم : " كنا جلوساً عن الفضيل بن عياض ، فقلنا له : كم سنك ؟ فقال :
بلغت الثمانين أو جزتها فماذا أؤمل أو أنتظــــــر
علتني السنون فأبليننــي فدق العظام وكل البصر 39
وقال إبراهيم بن الأشعث :
" سمعت الفضيل بن عياض يقول : إن رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله وإن زهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة " .40
وقال محمد بن أبي القاسم مولى بني هاشم :
" قال الفضيل بن عياض : بقدر ما يصغر الذنب عندك كذلك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك كذلك يصغر عند الله " .41
وعن الفيض بن إسحاق قال :
" سمعت فضيلاً يقول : لم تر أقر عيناً ممن خرج من شدة الى رخاء , ويقدم على خير مقدم , وينزل على خير منزل , فإذا رأى ما يرى من الكرامة يقول : لو علمت ما سألتك إلا الموت , ولم تر يوم القيامة أقر عيناً ممن خرج من الضيق والشدة والجوع والعطش , ثم نزل على الجنة , يقال لهم : { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون } , ولم تر يومئذ أسخن عيناً ممن خرج من الروح والسعة والرخاء والنعمة ثم نزل على النار بقول الله : { ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين } . 42
وعن إبراهيم بن الأشعث قال :
" سمعت الفضيل بن عياض يقول : لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت علي حلالاً لا أحاسب بها في الآخرة , لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم الجيفة إذا مر بها أن تصيب ثوبه " .
وعن أحمد بن عيسى الوانشي :
" عن فضيل بن عياض قال : ما أغبط ملكاً مقرباً , ولا نبياً مرسلاً يعاين القيامة وأهوالها , ما أغبط إلا من لم يكن شيئاً " .
وعن الفيض بن اسحاق قال :
" قال لي الفضيل : تريد الجنة مع النبيين والصديقين , وتريد أن تقف الموقف مع نوح وإبراهيم ومحمد ـ عليهم الصلاة والسلام ـ بأي عمل وأي شهوة تركتها لله عز وجل , وأي قريب باعدته في الله , وأي بعيد قربته في الله " . 43
وعنه قال : " وسمعت الفضيل يقول : حامل القرآن حامل راية الاسلام , لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو , ولا أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو , وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له الى الخلق حاجة , لا إلى الخلفاء فمن دونهم , وينبغي أن يكون حوايج الخلق إليه " . 44
وعن خلف بن الوليد قال :
" جاء رجل الى فضيل يشكو اليه الحاجة , فقال له : أمدبراً غير الله تريد " . 45
وعن ابراهيم بن الاشعث قال :
" سمعته يقول في قوله تعالى : { ليبلوكم أيكم أحسن عملا } قال أخلصه وأصوبه , فإنه إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل , وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً , والخالص إذا كان لله , والصواب إذا كان على السنة " .
وعن إسحاق بن إبراهيم الطبري قال :
" سمعت الفضيل يقول : إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل كبلتك خطيئتك " . 46
وعن إبراهيم بن الأشعث قال :
" سمعت فضيل بن عياض يقول : المؤمن قليل الكلام كثير العمل والمنافق كثير الكلام قليل العمل , كلام المؤمن حكم , وصمته تفكر ونظره عبرة , وعمله بر , وإذا كنت كذا لم تزل في عبادة " .47
وعن عبد الصمد قال :
" سمعت الفضيل يقول : صبر قليل ونعيم طويل , وعجلة قليلة وندامة طويلة , رحم الله عبداً أخمد ذكره وبكى على خطيئته قبل أن يرتهن بعمله " . 48
وعن عبد الصمد بن يزيد قال :
" سمعت فضيل بن عياض يقول : ليس من عبد إلا وفيه ثلاثة خصال : أما اثنتين يسترهما , وأما الثالثة فلا يقوى , قيل كيف ذاك يا أبا علي ؟
قال : يظهر الرجل حسن الخلق في الخيرات , وليس بحسن الخلق ويظهر السخاء وليس بسخى , ولكن الثالثة عقل الرجل عند المحاورة , إن كان له عقل عرفته لا يقدر يتصنع " . 49
وقال الفضيل : " إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي " . 50
وعن السري يقول :
" سمعت رجلاً يسأل الفضيل قال له : يا أبا علي علمني الرضا , قال له الفضيل : يا بن أخي ارض عن الله , فرضاك عن الله يهب لك الرضا " . 51
وعن بشر بن الحارث قال :
" رأى فضيل بن عياض رجلاً يسأل في الموقف ـ الحج ـ فقال له أفي هذا الموضع تسأل غير الله " . 52
وعن إبراهيم بن الأشعث قال :
" سمعت الفضيل يقول : خير العمل أخفاه , أمنعه من الشيطان وأبعده من الرياء " . 53
وعن الأصمعي قال :
" نظر الفضيل بن عياض إلى رجل يشكو إلى رجل حاله , فقال : يا هذا! تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك " .54
وعن سري بن المغلس يقول :
" سمعت الفضيل بن عياض يقول : من خاف الله لم يضره أحد ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد " . 55
وعن محمد بن عبد الله العنبري قال :
" سمعت الفضيل بن عياض يقول : كامل المروءة من بر والديه وأصلح ماله , وأنفق من ماله , وحسن خلقه , وأكرم إخوانه , ولزم بيته " . 56
وعن سالم بن عبد الله الخراساني قال :
" سمعت الفضيل بن عياض يقول : تفكروا واعملوا من قبل أن تندموا ولا تغتروا بالدنيا , فإن صحيحها يسقم , وجديدها يبلى ونعيمها يفنى , وشبابها يهرم " .57
وعن يحيى بن معاذ الرازي قال :
" سمعت الفضيل بن عياض يقول : جُعل الشر كله في بيت , وجعل مفتاحه حب الدنيا , وجعل الخير كله في بيت , وجعل مفتاحه حب الزهد في الدنيا " .58
وعن إبراهيم بن الأشعث قال :
" سمعت فضيل بن عياض يقول : خمس من علامات الشقاء القسوة في القلب , وجمود العين , وقلة الحياء , والرغبة في الدنيا وطول الأمل " .59
وعن الفيض بن إسحاق قال :
" سمعت الفضيل بن عياض يقول : تكلمت فيما لا يعنيك , فشغلك عما يعنيك , ولو شغلك ما يعنيك تركت مالا يعنيك " .60
وعن خالد بن خداش قال :
" أتيت فضيل بن عياض فقال : ممن الرجل ؟
فقلت من : المهالبة ـ قبيلة ـ .
فقال لي : أنت الشريف كل الشريف إن كنت رجلاً صالحاً , وأنت الوضيع كل الوضيع إن كنت رجل سوء " . 61
وعنه قال : " وسمعت الفضيل يقول : من اراد الآخرة أضر بالدنيا ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة , ألا فاضربوا بالدنيا فإنها دار فناء واعملوا لدار البقاء " . 62
وعن إسحاق بن إبراهيم قال :
" قال رجل للفضيل : كيف أصبحت يا أبا علي ؟ , فكان يُُثقل عليه كيف أصبحت وكيف أمسيت , فقال : في عافية .
فقال الرجل : كيف حالك ؟ فقال : عن أي حال تسأل ؟ عن حال الدنيا , أو حال الآخرة , إن كنت تسأل عن حال الدنيا فإن الدنيا قد مالت بنا وذهبت بنا كل مذهب , وإن كنت تسأل عن حال الآخرة فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه , وضعف عمله , وفنى عمره , ولم يتزود لمعاده , ولم يتأهب للموت , ولم يخضع للموت , ولم يتشمر للموت , ولم يتزين للموت وتزين للدنيا , هيه وقعد يحدث ـ يعني نفسه ـ واجتمعوا حولك يكتبون عنك , بخ فقد تفرغت للحديث ثم قال : هاه ـ وتنفس طويلا ـ ويحك أنت تحسن تحدث , أو أنت أهل أن يحمل عنك , استحيي يا أحمق بين الحمقان , لولا قلة حيائك وسفاهة وجهك ما جلست تحدث , وأنت أنت أما تعرف نفسك , أما تذكر ما كنت وكيف كنت , أما لو عرفوك ما جلسوا إليك ولا كتبوا عنك ولا سمعوا منك شيئاً أبدا . .
فيأخذ في مثل هذا ثم يقول : ويحك أما تذكر الموت , أما للموت في قلبك موضع , أما تدري متى تؤخذ فيرمى بك في الآخرة فتصير في القبر وضيقه ووحشته , أما رأيت قبراً قط , أما رأيت حين دفنوه , أما رأيت كيف سلوه في حفرته وهالوا عليه التراب والحجارة , ثم قال , ما ينبغي لك أن تتكلم بفمك كله ـ يعني نفسه ـ تدري من تكلم بفقه كله إنه عمر بن الخطاب , كان يطعمهم الطيب ويأكل الغليظ , ويكسوهم اللين ويلبس الخشن , وكان يعطيهم حقوقهم ويزيدهم , أعطى رجلاً عطاءه أربعة آلاف درهم وزاده ألفاً , فقيل له : ألا تزيد أخيك كما زدت هذا ؟ قال : إن أبا هذا ثبت يوم أحد , ولم يثبت أبو هذا " . 63

عبادته ـ رحمه الله ـ
قال المفضل الجندي :
" حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري ، قال : ما رأيت أحداً أخوف على نفسه ، ولا أرجى للناس من الفضيل . . .
كانت قراءته حزينة ، شهية ، بطيئة ، مترسلة ، كأنه يخاطب إنساناً ، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها وسأل ، وكانت صلاته بالليل أكثر ذلك قاعداً ، يلقى له الحصير في مسجده ، فيصلي من أول الليل ساعة ، ثم تغلبه عينه ، فيلقي نفسه على الحصير ، فينام قليلاً ، ثم يقوم ، فإذا غلبه النوم نام ، ثم يقوم هكذا حتى يصبح .
وكان دأبه إذا نعس أن ينام ويقول : أشد العبادة ما كان هكذا " .64
وعن إبراهيم بن الأشعث قال :
" سمعت الفضيل بن عياض يقول : ما أجد لذة ولا راحة ولا قرة عين إلا حين أخلو في بيتي بربي , فإذا سمعت النداء قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون , كراهية أن ألقى الناس فيشغلوني عن ربي تبارك وتعالى " 65.
وعن عبد الصمد بن يزيد قال :
" سمعت الفضيل يقول : أدركت أقواماً يستحيون من الله في سواد الليل من طول الهجعة ـ النوم ـ إنما هو على الجنب , فإذا تحرك قال ليس هذا لك قومي خذي حظك من الآخرة " . 66
   
ورعه ـ رحمه الله ـ
كان الإمام الفضيل ـ رحمه الله ـ شديد الورع والتقوي . .
دائماً ما يتهم نفسه ويوبخها ، وهذا شعار الصالحين دوماً . .
لا يدخل جوفه إلا الحلال الطيب . . .
متحلى بمكارم الأخلاق وبمعاليها . . .
ومن هذ الأخلاق تواضعه , فكان ـ رحمه الله ـ شديد التواضع ، لا يحب الظهور , ولا والسمعة ، وكان يخاف خوفاً شديداً من الرياء . .
وهذا ملاحظ من خلال كلامه ـ رحمه الله ـ .
فعن أحمد بن حنبل قال :
" حدثنا أبو جعفر الحذاء ، سمعت الفضيل يقول : أخذت بيد سفيان بن عيينة في هذا الوادي ، فقلت : إن كنت تظن أنه بقي على وجه الارض شر مني ومنك فبئس ما تظن " . 67
وعن أحمد بن إسحاق قال :
" أتينا فضيل بن عياض لنسمع منه , فلما رآنا وقف على باب الدار فلما أتيناه سلمنا عليه , فقال لنا : لقد تعوذت بالله من شركم حيث رأيتكم .
قلنا له : ولم يا أبا علي ؟
قال : أكره أن تزينوا إلي وأتزين لكم " . 68
وعن شعيب بن حرب قال :
" بينا أنا أطوف إذ لكزني رجل بمرفقه , فالتفت وإذا بالفضيل بن عياض , فقال : يا أبا صالح , فقلت : لبيك يا أبا علي , فقال : إن كنت تظن أنه قد شهد الموسم ـ الحج ـ شر مني ومنك , فبئس ما ظننت " . 69
وعن فيض بن إسحاق قال :
" كنت عند الفضيل بن عياض فجاء رجل فسأله حاجة فألح بالسؤال عليه , فقلت : لا تؤذي الشيخ , فزجرني الفضيل وصاح علي وقال لي : يا فيض أما علمت أن حوائج الناس إليكم نعم من الله عليكم , فاحذروا أن تملوا النعم فتحول نقماً , ألا تحمد ربك أن جعلك موضعاً تسأل , ولم يجعلك موضعاً تسأل " .70
وعن بشر بن الحارث قال :
" بعث أبو رجاء الذي كان بمكة إلى فضيل يستقرضه , وقال البيهقي : يستقرض دراهم , أو يسأله دراهم ثم قال أبو نصر : بعث مسكين إلى مسكين , قال : ولم يكن عند فضيل إلا بعير له يعمل عليه قال : فأمر ابنه أن يدخله السوق فيبيعه , ثم يبعث إلى أبي رجاء بنصف ثمنه , ويأتيه بالنصف الآخر " .71
وعن علي بن الحسن قال :
" بلغ فضيلاً أن جريراً يريد أن يأتيه قال : فأقفل الباب من خارج قال : فجاء جرير فرأى الباب مقفلاً فرجع , قال علي : فبلغني ذلك فأتيته فقلت له : جرير , فقال : ما يصنع بي , يظهر لي محاسن كلامه , وأظهر له محاسن كلامي , فلا يتزين لي , ولا أتزين له خير له " .72 .
وعن أبو عبد الله الانطاكي قال :
" اجتمع الفضيل والثوري ، فتذاكرا ، فرق سفيان وبكى ، ثم قال : أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركة .
فقال له الفضيل : لكني يا أبا عبد الله أخاف أن لا يكون أضر علينا منه .
ألست تخلصت إلى أحسن حديثك ، وتخلصت أنا إلى أحسن حديثي فتزينت لي وتزينت لك ؟
فبكى سفيان ، وقال : أحييتني أحياك الله " . 73
وقال أبو بكر المقاريضي المذكر :
" سمعت بشر بن الحارث يقول : عشرة ممن كانوا يأكلون الحلال لا يدخلون بطونهم إلا حلالاً ولو استفوا التراب والرماد .
قلت : من هم يا أبا نصر ؟ قال : سفيان ، وإبراهيم بن أدهم ، والفضيل بن عياض وابنه ، وسليمان الخواص ، ويوسف بن أسباط، وأبو معاوية نجيح الخادم ، وحذيفة المرعشي ، وداود الطائي ، ووهيب بن الورد " .74 .
   
من كراماته ـ رحمه الله ـ
عن مليح بن وكيع قال :
" سمعتهم يقولون : خرجنا من مكة في طلب فضيل بن عياض إلى رأس الجبل , فقرأنا القرآن فإذا هو قد خرج علينا من شعب لم نره .
فقال لنا : أخرجتموني من منزلي , ومنعتموني الصلاة والطواف أما إنكم لو أطعتم الله ثم شئتم أن تزول الجبال معكم زالت , ثم دق الجبل بيده فرأينا الجبال أو الجبل اهتزت وتحركت " .75
وعن طلحة اليربوعي قال :
" كنا مع فضيل بن عياض على جبل من جبال منى على القرآن ورغبنا , وقال : لو أن وليا من أولياء الله أمر هذا الجبل أن يميل لمال , فتحرك الجبل , فقال الفضيل : يرحمك الله إنا لم نرد هذا فسكن الجبل " .76
وعن أحمد بن زنبور المكي قال :
" احتبس على فضيل بن عياض بوله . .
فقال : سيدي أطلقه عني فما بال . . .
قال : فقال في الثانية : وعزتك لو قطعتني إرباً أرباً ما ازددت لك إلا حباً . .
قال : فما بال . .
قال : فقال في الثالثة : بحبي لك إلا ما أطلقته عني , قال : فما برحنا حتى بال " . 77
   
وفاته ـ رحمه الله ـ
قال الإمام ابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله ـ :
" قيل : توفى الفضيل يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين ومائة , وقد نيف على الثمانين رحمة الله عليه " .78
وقال إبراهيم بن الاشعث :
" سمعت الفضيل يقول في مرضه : ارحمني بحبي إياك , فليس شئ أحب إلي منك .
وسمعته يقول وهو يشتكي : مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " 79
وسمعت الفضيل كثيراً يقول : " ارحمني فإنك بي عالم , ولا تعذبني فإنك علي قادر " . 80

1أنظر : " وفيات الأعيان " لابن خلكان 4/49 .
2أنظر : " سير أعلام النبلاء " للذهبي 8/424 , و " تهذيب الكمال " للمزي 23/287 .
3 أنظر : " سير أعلام النبلاء " للذهبي 8/423 .
4أنظر : " تاريخ دمشق " لابن عساكر 48/384 .
5أنظر : " سير أعلام النبلاء " للذهبي 8/422 .
6أنظر : " سير أعلام النبلاء " للذهبي 8/425 .
7أنظر : " سير أعلام النبلاء " للذهبي 8/425 .
8 " سير أعلام النبلاء " للذهبي 8/425 .
9 أنظر : " سير أعلام النبلاء " للذهبي 8/423 .
10 أنظر : " سير أعلام النبلاء " للذهبي 8/424 .
11 أنظر " سير أعلام النبلاء " للذهبي 8/424.
12أنظر : " تهذيب الكمال " للمزي 23/289 .
13 أنظر : " سير أعلام النبلاء " 8/426 , و " تهذيب الكمال " للمزي 23/289 .
14 أنظر : " حلية الأولياء " لأبي نعيم 8/84 .
15أنظر : " حلية الأولياء " لأبي نعيم 8/88.
16 " حلية الأولياء " لأبي نعيم 8/87 .
17 " سير أعلام النبلاء " للذذهبي 8/432 .
18أنظر : " سير أعلام النبلاء " 8-439
19 " سير أعلام النبلاء " للذهبي 8/438 .
20 أنظر : " حلية الأولياء " لأبي نعيم 8/90.
21 " حلية الأولياء " لأبي نعيم 8/111 .
22 أنظر : " تاريخ دمشق " لابن عساكر 48/394
23 أنظر : " تاريح دمشق " لابن عساكر 48/396 .
24 أنظر : " تاريخ دمشق " لابن عساكر 48/439ـ440 , و " تهذيب الكمال " للمزي 23/294ـ297, و " سير أعلام النبلاء " للذهبي 8/430ـ433 .
25" سير أعلام النبلاء " 8/436 .
26 أنظر : " سير أعلام النبلاء " 8/441 .
27 أنظر : " حلية الأولياء " لأبي نعيم 8/102 .
28 " حلية الأولياء " لأبي نعيم 8/113 .
29 أنظر : " تاريخ دمشق" لابن عساكر 48/400.
30" تاريخ دمشق " لابن عساكر 48/435 .
31 أنظر : " تاريخ دمشق " لابن عساكر 48/448 .
32 أنظر : " البداية والنهاية " لابن كثير 10/199 .
33 أنظر : " سير أعلام النبلاء " للذهبي 8/426ـ427 .
34" سير أعلام النبلاء " 8/432 .
35 " سيرأعلام النبلاء " 8/434 .
36" سير أعلام النبلاء " 8/436 .
37 " سير أعلام النبلاء " 8/439 .
38 " سير أعلام النبلاء " 8/440 .
39 " سير أعلام النبلاء " 8/442 .
40 " تهذيب الكمال " للمزي 23/290 .
41 " تهذيب الكمال " للمزي 23/292.
42" حلية الأولياء " لأبي نعيم 8/87 .
43" حلية الأولياء " لأبي نعيم 8/89ـ90 .
44" حلية الأولياء " لأبي نعيم 8/92.
45 " حلية الأولياء " لأبي نعيم 8/93 .
46 " حلية الأولياء " لأبي نعيم 8/95ـ96 .
47" حلية الأولياء " 8/98.
48" حلية الأولياء " 8/112 .
49" حلية الأولياء " 8/113 .
50 أنظر : " حلية الأولياء " 8/109 , و " تاريخ دمشق " لابن عساكر 48/383 .
51" تاريخ دمشق " 48/400 .
52 " تاريخ دمشق " 48/ 401 .
53" تاريخ دمشق " 48/404 .
54 أنظر : " تاريخ دمشق " 48/401 , " سير أعلام النبلاء " 8/439 .
55" تاريخ دمشق " 48/406 .
56" تاريخ دمشق " 48/409 .
57" تاريخ دمشق " 48/412 .
58أنظر : " الرسالة القشيرية " ( ص : 119 ) .
59 " تاريخ دمشق " 48/416 .
60" تاريخ دمشق " 48/416 , و " حلية الأولياء " 8/100 .
61" تاريخ دمشق " 48/421 .
62 " تاريخ دمشق " 48/440 .
63" حلية الأولياء " لأبي نعيم 8/86 .
64أنظر : " سير أعلام النبلاء " 8/428 , و " تاريخ دمشق " 48/396 , و " تهذيب الكمال " 23/292 .
65 " تاريخ دمشق " 48//411 .
66 " أنظر " صفة الصفوة " لابن الجوزي 2/241 .
67" سير أعلام النبلاء " 8/435 .
68" تاريخ دمشق " لابن عساكر 48/404 .
69" تاريخ دمشق " 48/418 .
70" تاريخ دمشق " 48/431 .
71" تاريخ دمشق " 48/432 .
72 " صفة الصفوة " لابن الجوزي 2/240 .
73" سير أعلام النبلاء " 8/439 .
74 أنظر : " سير أعلام النبلاء " للذهبي 8/426 , و " تهذيب الكمال " للمزي 23/289 .
75 أنظر : " حلية الأولياء " 8/112 .
76 أنظر : " تاريخ دمشق " لابن عساكر 48/399 .
77" تاريح دمشق " لابن عساكر 48/449.
78 أنظر : " تذكرة الحفاظ " لابن حجر 1/246 .
79 أنظر : " سير أعلام النبلاء " 8/436 .
80 أنظر : " حلية الأولياء " 8/109 .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
 
الإمام الفضيل بن عياض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإمام مالك بن أنس
»  مكتبة الإمام السيوطي
»  مكتبة الإمام النووي
» الإمام أبو حنيفة النعمان
»  مكتبة الإمام ابن كثير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ :: كتابات وأبحاث مشرف الدعوة بالفرع :: السير والتراجم :: سير أعلام اسلف " الفضيل بن عياض ـ رحمه الله ـ "-
انتقل الى: