منظومة / زاد الطالب في أصول الفقة

منظومة زاد الطالب في أصول الفقة
الحمدُ للهِ العليِ الأعْلَــــــــــــــى*** المُهيمِنُ المُقتدِرُ المُولَـــــــــــي
ثمَّ الصَّلاةُ على النَّبي المَاحِــــي ***طّرْقِ الضَّلالِ بطرْقِ الإيضَــــاحِ
والآلِ والصَّحْبِ وَأهلِ المِلـــــــةْ*** وَمَنْ تَبَعْ لهديهمْ مِـ القِلـــــــــــة
وهذهِ مَنْظومَةٌ فريـــــــــــــــــدَةْ*** ضمنتُها من أصُولِ سَدِيـــــــــدَةْ
وَقَدْ سَمًََّيتُها بزادِ الطالِـــــــــــبْ*** في أصلِ الفِقهِ لِنيلِ المَطَالــــــبْ
فامْنُنْ إلهي بالقبولِ وَالرِضَـــــا*** وبالإكمالِ وَالإخْلاصِ المُرْتَضَي
قبلَ الشروعِ تعْريفٌ للفِقْـــــــــهِ*** في لغةٍ أتَيَ بمَعنَيَ الفِهِـــــــــــمِ
وَهْوَ عِلمُ الحكمِ الشَّرْعِي العَمَلِــي*** المُكتَسَبْ مِن دَليلٍ مُفَصَّـــــــــــــلُ
أمَّا لأصْلِ الفِقهِ تعريفٌ حَصَــــرْ*** بأقسامٍ أربَعَةٍ قد انْحَصَــــــــــــرْ
فالأولُ الأدلةُ الشرعيــــــــــــــةْ*** ثمَّ يَليهَا الأحكامُ الشرعِيــــــــــة
ثالِثُهَا لِطُرقٍ تُسْتَنْبَــــــــــــــــــطُ*** ثمَّ حالُ المُجتهدُ المُستنبِـــــــــطُ
والشافِعِيُ أولَ المُصنِــــــــــــفِ*** مُحَرِراً مُسَطِرَ الرسَالَــــــــــــــةِ
ثم التوحيدُ واللغةْ قدْ اسْتَمَـــــــدْ*** أصُولُهُ وَحُكمُ شَرعيٌ يُمَــــــــــدْ
وَأولُ المَبَاحِثِ الدَّلِيـــــــــــــــــلْ*** في لغةٍ وَهْوَ هَادِيْ السَّبيــــــــلْ
بِهِ نَصِلْ بِصحةٍ في النَّظــــــــــرِ*** بنحْوِهِ إلى مَطلوبٍ خَبَــــــــــري
وَقَدْ أتي بقسمينِ مِنْْهُ اتَفَــــــــقْ*** في أولٍ وَغَيرهِ لمْ يَتَّفِـــــــــــــقْ
فالقرآنُ اتفقْ بلاَ التِبَـــــــــــاسْ*** وَسُنةٌ وَإجماعٌ قِيـــــــــــــــــاسْ
وَأولُ الأدلةُ الشرعيــــــــــــــــةْ*** كِتابُ الحَق ذو الصِّفةْ العليــــــة
وَهْوَ كَلامُ رَبنا المُنَــــــــــــــــزَلُ*** على النَّبيْ مُحَمَدِ المُفَضَّــــــــــلُ
بهِ الإلهُ يُقصَدُ وَيُعْبَــــــــــــــــــدُ*** حُجَتَهُ على العِبادِ مُعْجِـــــــــــــزُ
والسنةُ ما ثَبَتَتْ للمُصْطَفَــــــــي*** من قولِ فِعلٍ ثمَّ تَقريرٌ صِفَــــــة
ثمَّ اتِّفاقُ العُلَمَا بَعْدَ النبِـــــــــــيِ*** في زَمَنٍ فإجماعٌ لِحكمِــــــــــــهِ
وَحَمْلُ فرعٍ على أصلٍ بَينهُــــــمْ*** في حكمٍ ثابتٍ بجامعٍ لهُـــــــــــمْ
فذا القياسُ جَا بأربعٍ لَـــــــــــــهُ*** فرعٌ وَأصلٌ ثمَّ حُكمٌ جَامِــــــــــعُ
ثمَّ يَليهِ آَخَرٌ قْدِ اخْتَلَـــــــــــــــفْ*** أخْذاً بهِ لديهِمُ لمْ يَأتلِــــــــــــــفْ
أتَيَ أولهُ قَولُ الصَّحَابِـــــــــــــي*** وَذَا مَذهَبُهُ بلا ارتيــــــــــــــــابِ
ثمَّ المَصَالحُ التى قَدْ أُرْسِلَـــــــتْ*** بحفظِ خمسٍ مِنْ كلٍ قدْ شُرعَــتْ
مَا لمْ تَأتِي بشَاهِدٍ يُخَصَّــــــــصُ*** بإلغاءٍ أوْ إثباتٍ مُخصَّــــــــــصُ
وَنَحْوَهُ انْسِدَادٌ للذريعًــــــــــــــة*** ثمَّ إبطالُ الحيلِ الشنيعـــــــــــــة
ثمَّ اسْتِصْحَابُ حُكمٍ فيما قدْ مَضَي*** بإثباتٍ أوْ إلغاءِ وَقَدْ بَقَــــــــــــي
وَشَرْعُهُمْ شَرْعٌ لنا مَا لَمْ يَحِــــدْ*** عن شرعِنا في حُكمِهِ مِمَّا يُعَـــدْ
ثمَّ اسْتِحْسَانُ عَمَل بمَا قَـــــوِي*** من دليلٍ مُرجحٍ عنْ غيـــــــــرِهِ
والعرفُ مَا عَليهِ كلٌ اتفََــــــــــقْ*** بلا مُخالفٍ لنصٍ مُتفِــــــــــــــقْ
ثمَّ مَبَاحِثٌ أتْتْ مُعَلقَــــــــــــــــة*** بما سبقْ مِنْ أدلةْ مُوثَقَـــــــــــة
فإذْ بِدَلِيلينِ قدْ تَعَارَضَـــــــــــــــا*** في ظاهرٍ وَحُكمهُمْ لمْ يُرْتَضَـــــا
بذا وَجَبْ عَليهِ أنْ يُرَجِحَــــــــــا*** بينهُمُ بإعمالِ المُرَجَّحَــــــــــــــا
وَأيُ نَصٍ ثابتٍ قدْ انْتَسَــــــــــخْ*** بغيرهِ فيمَا لَحَقْ قد انفَسَـــــــــخْ
وَجَعْلُ كل دَلِيلٍ في رُتْبَتِـــــــــــه*** مُرتباً على حِسابِ قُوتِـــــــــــــه
ثمَّ يَليهِ حُكمٌ شَرْعِيٌ لَــــــــــــــه*** وَهْوَ خِطابُ رَبِنَا المُعلــــــــــــقُ
بأفعالِ المُكلفينَ اقتِضَـــــــــــــــا*** أوْ تخييراً في فعلِهِ أوْ وُضِعَــــــا
أتَيَ بقِسْمَينِ اثنينِ مِمَّـــــا رَوَوْا*** تكليفِيٌ وَوَضعِيٌ مِمَّا حَكَــــــــوا
فالتكليفيُ قدْ أتَيَ بِخَمْسَـــــــــــهِ*** من أقسامٍ في حُكمِهِ المُكلــــــفِ
فمندوبٌ وواجبٌ يُقسَّـــــــــــــــمُ*** ثمَّ مُباحٌ مكروهٌ مُحَــــــــــــــــرمُ
فالأولُ الواجبُ وَهْوَ مَا فُـــرِضْ*** على العبادِ حُكمهُ مِمَّا عـُـــرضْ
وَحَدُّهُ في فعلهِ الإثَابَــــــــــــــــة*** وتركُهُ مُعرضٌ عِقَابَــــــــــــــــه
وَفَرْضُ عَيْنٍ على كلِ وَاحِـــــــدِ*** ثم كِفَائِيْ قدْ سَقَطْ ببعضِـــــــــــهِ
ثمَّ مَندُوبُ ما يُثابُ فاعِلُـــــــــــه*** وَإنْ تُركْ فلا يُذمُ تاركُــــــــــــــه
وأيُ فعلٍ حَدُّهُ العِقَـــــــــــــــــابْ*** فهْوَ المُحرمُ الذي يُعَـــــــــــــابْ
ثمَّ المَكْرُوهُ ما يُثابُ تارِكُـــــــــه*** وَإنْ وَقَعْ فلا يُعاقبْ فاعِلُـــــــــه
ثمَّ المُباحُ مَا استوَي في فِعلِــــهِ*** فمدحُهُ وذمُهُ لمْ يَقتَضِـــــــــــــي
ثمَّ وَضْعِيُ عِندمَا وُقُوعِــــــــــهِ*** بهِ تُعرفُ أحكامُ المُشَــــــــــــرعِ
أقسامُهُ ثمانيةْ مُوضَحَـــــــــــــة*** سببْ وشرطٌ مَانعٌ مُرجحَـــــــــة  
رخصَةْ عَزيمةْ قضاءٌ إعَــــــادَة*** أداءُ صِحةً ثمَ فَسَــــــــــــــــــادَه
فالسببُ وُجودُهُ عَلامَـــــــــــــة*** وُجودُ حكمِهِ أو انعِدَامَـــــــــــــه
وشرطُهُ لا بُدَّ منْ وَجـــــــــــودِه*** لحكمهِ منفصلٌ وُجُـــــــــــــــودِه
ومانعٌ في شرعِهِ قدْ يَلتَـــــــــزمْ*** في حكمهِ وُجودُهُ قدْ يَنعَـــــــــدِمْ
وأفعالُ التكليفِ إذْ ما اتفقـــــــتْ*** صحتُهَا مَعْ شرعِهِ أوْ فَسَـــــدتْ
والحكمُ الثابتُ المُؤكدُ أقــــــــــرْ*** بلا معارضٍ عَزيمةٌ تُقـــــــــــــرْ
والحُكمُ الثابتُ المخالفُ لِنَــــصْ*** فرخصةٌ جَاءتْ بِعَارضٍ يُنـــصْ
ثمَّ أداءُ العبادةْ  في وقتِهَــــــــــا*** في شرعِهِ مُقدَرَاً إيقاعُهَــــــــــا
ثمَّ إعادةٌ لاحِقةٌ لَهَــــــــــــــــــــا*** بشرطِ خللٍ وَرَدْ في فِعلِهــــــــــا
ثمَّ القضاءُ في غير الوقتِ الـذِي*** حَدَّدَهُ المشرعُ في نصَّـــــــــــــهِ
ثمَّ يَليها طُرُقٌ تُستنبَـــــــــــــــطُ*** لِأحكامٍ بِدَلالاتٍ تُلفَــــــــــــــــــظُ
فأيُ لفظٍ قدْ وَرَدْ لا يَحتمِـــــــــلْ*** سِوَيَ تفسيراً واحداُ نَصٌ عُمِــلْ
وأيُ لفظٍ احْتملْ فظاهِــــــــــــــرُ*** لمعنيينِ احداهُمَا مُرَجَّــــــــــــحُ
وأيُ مَعنيَ قدْ بَعَدْ يُـــــــــــــؤوَلُ*** للفظهِ بدليلِ يُعَــــــــــــــــــــــولُ
وأيُ لفظٍ معناهُ قد احْتَمَـــــــــــلْ*** بلا مُرجحٍ فمجملٌ حَصَــــــــــــلْ
وإذْ مَقصودُ المُجْمَلِ قد اتضَـــحْ*** بِدَليلٍ فذا المُبَيَّنُ وَضَــــــــــــــحْ
ثمَّ اسْتدْعَاءُ فعلٍ بالقولٍ عَلـــــى*** وَجْهُ استعلاءٍ فذا أمرٌ قَدْ بَــــــدَا
وأيُ أمرٍ وَاردٍ فقدْ وَجَـــــــــــبْ*** إلا بصارفٍ لهُ قد انْتَــــــــــــدَبْ
وأيُ أمرٍ قدْ طَلبْ بتركِـــــــــــــهِ*** مُسْتعلِياً فَذَا بِنَهيٍ يَقتَضَــــــــــي
وأيُ نَهيٍ قدْ وَرَدْ مُحَــــــــــــرَّمُ*** إلا بصارفٍ لَهُ فيكرَهُـــــــــــــوا
ثمَّ العامُ المُسْتغرِقُ لا يَقتَصَـــــرْ*** بحسبِ وَاحِدٍ دُفعَةْ لا يَنْحَصِـــــرْ
وَقَصرُ العامِ عَلى بعضِ فــــردِهِ*** بِدَليلٍ مُخصصٍ في حَـــــــــــــدِّهِ
وأيُ لفظٍ وَاحِدٍ لا عَينِــــــــــــــهِ*** فمُطلقٌ وَقَدْ شَمَلْ لِجِنسِـــــــــــهِ
وأيُ لفظ ٍيَستويْ وَقدْ وَصَـــــفْ*** مُقيدٌ بأمرٍ زَائِدٍ عُــــــــــــــــرِفْ
وأيُ مُطلقٍ فقدْ يُقيــــــــــــــــــدُ*** إذ مَا أتَيَ بدَليلٍ مُقَيــــــــــــــــــدُ
وأيُ لفظِ في مَحِلِ نُطقِـــــــــــــهِ*** لا يُسْتفادُ مَنطَوقٌ إلا بِـــــــــــــهِ
ومفهومٌ لا في مَحلِ نطقَــــــــــه*** فلازمٌ دَلَّ عَليهِ لفظَــــــــــــــــــه
ثم المنطوقُ في حُكمٍ قدْ لَحَقَــــه*** مَعْ مَسْكُوتٍ إذْ مَا اتحدْ مُوافَقَـة
وأيُ مَنطوقٍ في حُكمٍ خَالَفَــــــه*** خطابهُ عنْ مَسْكوتٍ مُخالفــــــة
ثمَّ يَليهِ أحكامٌ للمُجتهِـــــــــــــــدْ*** ثمَّ التقليدُ والفتوَيَ لِمَنْ عَهَـــــدْ
فالاجتهادُ بَذلُ الوُسعِ في النظَـرْ*** مِنْ دَليلٍ لِحكمٍ شرعِيٍ خَطَـــــــرْ
وأيُ عَالِمٍ فقيهِ مُجْتهِـــــــــــــــدْ*** شرطٌ ذو فِطنةٍ مُجِدٌ مُعْتمِـــــــــدْ
ثمَّ يَليهِ الفتويُ المُبينـــــــــــــــة*** لأحكامٍ شرعِيةٍ مُعينــــــــــــــــة
بعدَ اجتهادٍ في حكمٍ مُخــــــــرَّجُ*** مِنْ عَالمٍ بطُرُقٍ تُخَـــــــــــــــرَّجُ
وَعِلمُ الفُتيا وَالشرُوطِ قدْ تَجِــــدْ*** مِمَّا حَوَتْ صُدُورُ الكُتْبِ فاستَزِدْ
ثمَّ اتباعُ عَالمٍ في مَذْهَـــــــــــبِ*** فَذَا التقلِيدُ بغِيرِ تَعَصُّــــــــــــــبِ
فكلهُمْ مَأخوذُ مِنهُ أوْ يُـــــــــــرَدْ*** إلا النبيْ في أي قولٍ لا يُـــــــرَدْ
وانظرْ مَا قالتِ الهُداةِ الأربَعَــــة*** في نبذِهِمْ لِكلِ تقليدٍ عَمَـــــــــــه  
قالَ الإمامُ النعمانُ بنُ ثابـــــــتْ*** أبو حنيفةَ الإمامُ الثابـــــــــــــتْ
أيُ حَدِيثٍ صَحِيحٍ فمذهَبِـــــــــي*** والمُنْصِفونَ يَكتفونَ بالنبـــــــي
ومالكٌ قالَ لَهُمْ لا تكتبُــــــــــــوا*** مِنْ قولِيَ إذْ مَا أَخَذتُ فَاترُكُـــوه
ثمَّ اضربُوا بقولِيَ الجِـــــــــــدارَ*** إذ قلتُهُ مُخالفُ الأخبــــــــــــــارَ
والشافعيُ صاحبُ القدرِ العَلِـــي*** قالَ لهُمْ كل حَديثٍ مُعْتَلِـــــــــــي
وأيُ قولِ قلتُهُ وَقَدْ خَلَــــــــــــفْ*** لهديهِ فهذا عَقلِي انخلـــــــــــف  
وأحمدٌ إمامُ أهلِ السُّنـــــــــــــــةِ*** في قولهِ أشدُهُمْ للسنـــــــــــــــةِ
فهذهِ أقوالهُمْ تحكِي الـــــــــدُّررْ*** بمَا في الأخذِ بالحَدِيثِ وَالأثـــــرْ
مِنْ كلِ خيرٍ لِكلِ مَنْ يَتَبِـــــــــــعْ*** وَكُلَ شَرٍ لِكلِ منْ يَبْتَــــــــــــــدِعْ
وهذا آخرُ مَا فِي ذَاَ العِلْـــــــــــمِ*** وليس لي فيهِ سِوَيَ ذا النظـــــمِ  
ثمَّ التمامُ بفضلِ اللهِ الوَلِـــــــــي*** في ثالثْ عَشرِ مِنْ جُمَــادَي الأولِ
من عامِ ألفٍ وَأربُعْمَائةٍ مَضَــتْ*** في أربعٍ وَثَلاثِينَ قدْ جَـــــــــرَتْ
فالحمدُ للهٍ على التمَــــــــــــــــامْ*** ثمَّ الصلاةُ على النبيْ الإمَـــــــامْ
وآلهِ وَصحبِهِ وَمَنْ خَلَـــــــــــفْ*** لعلمِهِمْ وَدَربهِمْ ممن سَلَــــــــفْ
[color=red]الخاتمـــــــة
وفي الختام : أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلي أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه تعالى وأن يرزقنا فيه الإخلاص والقبول وأن ينفع به المسلمين والمسلمات إنه ولي ذلك والقادر عليه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين  سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت
استغفرك وأتوب إليك