موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
مرحبا بكم في منتدي فرع الجمعية الشرعية بقرية
البطاخ التابع لمحافظة سوهاج
يسعدنا انضمامكم لنا عبرسجيلكم فى المنتدى
منتدى فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ
مع تحيات مدير المنتدى
مشرف الدعوة بالفرع
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
مرحبا بكم في منتدي فرع الجمعية الشرعية بقرية
البطاخ التابع لمحافظة سوهاج
يسعدنا انضمامكم لنا عبرسجيلكم فى المنتدى
منتدى فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ
مع تحيات مدير المنتدى
مشرف الدعوة بالفرع
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ هو أحد فروع الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية بمحافظة سوهاج
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا بكم فى منتدي فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ ساهموا فى نشر موقعنا
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
صلي الله على محمد صلي الله عليه وسلم
اللهم أعنا على رضاك حتى ترضي رضاءاً ليس بعده سخط ولا غضب
جميع حقوق الطبع والنشر والتوزيع والتصوير لأي كتاب موجود في المنتدي متااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااح بشرط دعوة صالحة بظهر الغيب
أرجو من كل من استفاد أو تعلم شيئاً من المنتدي أن لا ينسانا من صالح دعائه
نعدكم بإذن الله في كل زيارة لنا بالجديد وبالمفيد
بشري سارة لكل طلاب العلم : تم افتتاح ركن في منتدي فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ للإجازات الشرعية المسندة لكل الراغبين في إجازة علمية بالسند مجاناً
هاااااااام جدا لمن لا يعلم :قد تظهر إعلانات على المنتدي بها صور نساء وهي لا تخص المنتدي بل هي تابعة لشركة جوجل ولا يمكن وقفها .

 

 إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  Empty
مُساهمةموضوع: إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر    إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 25, 2013 2:10 pm

مقدمة
إن الحمد لله . . .
نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران:102)
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } (النساء:1)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } (الأحزاب:70-71)
أما بعد . . .
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وأن خير الهدى هدى نبيه محمد  ، وأن شر الأمور محدثاتها ، وأن كل محدثة بدعة ، وأن كل بدعة ضلالة ، وأن كل ضلالة في النار .
ثم أما بعد : إن الحديث عن اليوم الآخر ومعرفته أمر واجب , إذ فى الحديث عنه وتذكره احترام الإنسان لنفسه , وحث على استعداده , ودعوة إلى حسن عبادته , وإرشاده له إلى إسلام وجهه , ونفسه , وماله , وولده لله سبحانه وتعالي , فلا يكون لديه إذعان إلا الله تعالى , ولا يكون عنده خوف إلا من الله تعالى . . .
وهنا يدفعه الإذعان لله تعالى إلى الإخلاص له سبحانه وتعالي فى كل ما يقوم به من عمل , وفى كل ما يؤديه من عبادات , وفى كل ما يكون منه من تعاملات , وعموماً يدفعه إلى حسن خلافته لله تعالى على هذه الأرض .
وكذلك يدفعه الخوف من الله وحده إلى تحرره من كل ألوان الخوف التى تعوقه عن القيام بمهمته الأساسية , وهى : عبادته لله تعالى , ودعوته لدين الله تعالى , أمراً بالمعروف , ونهياًً عن المنكر , فلا يكون لديه خوف من جهة الرزق , ولا يكون عنده خوف من غير الله سبحانه وتعالي , أياً كان مصدر هذا الخوف .
وهنا يدفعه هذا الأمن وهذا التحرر إلى : حسن أدائه لرسالته , وكمال قيامه بمهمته , فإن الله { هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } فلا رازق إلا هو , ولا باسط فى الزرق إلا هو , ولا قابض فى الرزق إلا هو , كما أن الرزق فى السماء : { وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } , ولا يملك السماء , وما فى السماء , وما من فى السماء إلا الله سبحانه وتعالى , { وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ } .
إذن فلا يملك الرزق بشر . . أياً كان موضعه ؟ وأياً ما كانت صفته !! .
إذن فلا خوف من جهة الرزق . . وكذلك لا خوف من غير الله سبحانه وتعالى . . فلا خوف إلا من الله , ولا إذعان إلا لله , ولا خضوع إلا لله , ولا تذلل إلا لله .
ولذلك فهذه فتاوي مهمة عن ما يتعلق باليوم الآخر بداية بالموت وحتى الجنة والنار، نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل .


من أحكام
المــــــــــــــــوت
هل الجن يموتون ؟
هل الجن يموتون كالإنس ويدفنون ؟ وهل يشملهم قول الرسول  أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين "1 , . . . إلخ ؟أخرجه الترمذي رقم ( 3550 ) , وابن ماجه واللفظ له برقم ( 4236 ) .
الجن يموتون كالإنس , لعموم قوله تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } , وأما تقدير أعمارهم فالظاهر أنه يعمهم الحديث المذكور , لأنهم من جملة الأمة في عموم رسالة محمد  , لعموم قوله : { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ }{ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى }{ الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ }{ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }{ وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } الأحقاف 29ـ32 ، وقوله تعالى : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا }{ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} الجن :
فتاوى اللجنة الدائمة .

من عليه دين لم يستطع أداءه
من مات وعليه دين لم يستطع أداءه لفقره هل تبقى روحه مرهونة معلقة ؟
أخرج أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة  عن رسول الله  أنه قال : " نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه " , وهذا محمول على من ترك مالاً يقضى منه دينه ، أما من لا مال له يقضى منه فيرجى ألا يتناوله هذا الحديث , لقوله سبحانه وتعالى : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } (1) وقوله سبحانه: { وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ } (2) . كما لا يتناول من بَيَّتَ النية الحسنة بالأداء عند الاستدانة ومات ولم يتمكن من الأداء , لما روى البخاري رحمه الله عن أبي هريرة  ، أن رسول الله  قال : " من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله " .
فتاوى اللجنة الدائمة .

من عليه دين للدولة
كما تعلمون أن الحكومة تعطي قروضاً لبناء البيوت أو ترميمها ، وبذلك يكون هناك دين على الإنسان قد لا يقضيه إلا بعد خمسة وعشرين عاما , وإذا مات الشخص نعلم أن دينه معلق بذمته ، فما حكم هذا الدين هل هو كدين شخص آخر أم له حكم خاص ؟
يعتبر ما لم يسدد من هذا القرض ديناً يسدد من تركته كسائر الديون في وقته لعموم قوله  : " نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه " .
فتاوى اللجنة الدائمة .

سن الذهب للمتوفى
ما حكم السنون الذهب بالنسبة للميت إذا راح إلى رحمة الله ويوجد به سنون ذهب ، هل عليه إساءة في ذلك أم لا ؟
الميت الذي مات ودفن ويوجد به أسنان ذهب ليس عليه إساءة في ذلك ، فإن قدر على نزعها قبل الدفن ولم يترتب على نزعها ضرر عليه فإنها تنزع ، فإن دُفن ولم تنزع فلا ينبش لنزعها ، قال أحمد : في الميت تكون أسنان مربوطة بذهب , إن قدر على نزعه من غير أن تسقط بعض أسنانه نزعه ، وإن خاف سقوط بعضها تركه .
فتاوى اللجنة الدائمة .

تغسيل الميت المثلج
توفي رجل مسلم في المستشفى , ووضع في الثلاجة لمدة ثلاثة أيام حتى انتهت إجراءات الدفن ، وبعد خروجه من الثلاجة فخشب من الثلج , ذهبنا به لتغسيله في أحد المدافن ، وقام المغسل بتغسيله على ما هو عليه ، - وما زال جسمه مخشبًا من الثلج- وبذلك لم يتمكن نحنحته ( إقعاده ) وتحريكه حتى إذا كان شيء في بطنه من أرياح يخرج , ما الحكم في ذلك ، وما هو الصحيح ؟
إذا كان الأمر كما ذكرت فالغسل الذي حصل للميت بعد إخراجه من الثلاجة صحيح ومجزئ .
فتاوى اللجنة الدائمة .

تغسيل الميت بالانتحار
هل يجوز تغسيل المنتحر والصلاة عليه ؟
يشرع تغسيل المسلم المنتحر والصلاة عليه ، وهكذا غيره من العصاة مع الدعاء لهم بالعفو والمغفرة .
فتاوى اللجنة الدائمة

تغسيل الرجل للمرأة
هل يجوز للرجل أن يغسل من محارمه غير زوجته ؟
لا يجوز للرجل أن يغسل غير زوجته من الإناث ، سواء كن محارم أم أجنبيات ، إلا الطفلة الصغيرة التي ماتت دون سبع سنوات ، فله أن يغسلها ، وعلى هذا إن ماتت امرأة بين رجال فقط ، ليس فيهم زوج لها ولا امرأة يممت بالنية عن الوضوء والغسل جميعاً ، تغليباً لجانب المحافظة على عورتها ، فإن الغالب على من يباشر تغسيل الميت ولو بصب الماء عليه أن يقع بصره على شيء من عورته ، وأن يمسها ويقلبه ، ليتمكن من تعميم الماء على جسده ، فكان التيمم لمن ماتت وليس معها إلا رجال , أحفظ لعورتها ، وأحوط لصيانتها .
ويلحق بزوجته في جواز تغسيلها جاريته التي ملكها ملكاً شرعيا إذا توفيت وهي مباحة له , بأن لا تكن في عصمة زوج حين وفاتها أو في عدتها منه .
فتاوى اللجنة الدائمة .

تغسيل الولد لأمه بعد وفاتها
رجل بلغت والدته سن الكبر 80 عاماً تقريباً ، وأصابها مرض باطني حتى بلغت عامين وهي مريضة ثم توفيت ، وغسلها ، وقصده من تغسيلها مبرة لنفسه ، وليس من حاجة إلى من يقوم بذلك ، فماذا يجب علي في ذلك جزاك الله خيراً ؟
الذي جرى عليه العمل في عهد النبي  والخلفاء الراشدين  : أن المرأة إذا ماتت غسلها النساء دون الرجال ، إلا الزوجة ، فلزوجها أن يغسلها وله أن يترك تغسيلها للنساء ، وكذا الأمة بالنسبة لسيدها ما دامت مباحة له ، وإذا مات الرجل غسله الرجال دون النساء إلا الزوج ، فلزوجته أن تغسله ، ولها أن تترك ذلك إلى الرجال ، وعلى ذلك فتغسيلك والدتك مخالف شرعا , لما عرف عن النبي  وصحابته  ، وإن كانت كبيرة السن ، فعليك أن تستغفر الله وتتوب إليه ، ولا تفعل مثل هذا بعد ذلك مع أي واحدة من محارمك ، ولو مع حسن النية وقصد المبرة .
فتاوى اللجنة الدائمة .

تغسيل الحائض للميت
هل يجوز للمرأة وهي حائض أن تقوم بتغسيل الميت وتكفينه ؟
يجوز للمرأة وهي حائض أن تغسل النساء وتكفنهن ، ولها أن تغسل من الرجال زوجها فقط ، ولا يعتبر الحيض مانعاً من تغسيل الجنازة .
فتاوى اللجنة الدائمة .

ختان الطفل الميت
إذا مات الطفل صغيرًا قبل أن يطهر فهل يطهر وهو ميت ؟
لا يطهر لفوات زمان ختانه وهو مدة حياته .
فتاوى اللجنة الدائمة .

تغسيل الميت بحادث قَطَّعَ جسمه
إذا كان إنسان في سيارة فتوفي ، وكانت وفاة هذا الرجل مؤلمة جداً , بحيث كان أكثر عظامه قد تلوث بالدم ، فهل يجوز لنا أن نغسله أم لا ؟
إذا تعذر غسله فإنه ييمم لعموم قوله تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } ولأن الله شرع التيمم للطهارة من الحدث الأكبر والأصغر في حالة عدم وجود الماء ، أو العجز عن استعماله ، أو التضرر باستعماله .
فتاوى اللجنة الدائمة .

حكم صلاة الجنازة
من هم الأموات الذين لا يجب على المسلم الصلاة عليهم ، ومن هم الأموات الذين يجب على المسلم الصلاة عليهم ؟
دلت الأدلة الشرعية على أن صلاة الجنازة تجب على أموات المسلمين ، برهم وفاجرهم ، ما دام فجوره لم يصل به إلى حد الشرك بالله , لقوله سبحانه { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } ، ويرجى لمحسنهم ، ويخاف على مسيئهم ، أما الكافر يهودياً أو نصرانياً أو ملحداً ، ونحوهم فلا يصلى عليهم .
فتاوى اللجنة الدائمة .

دفن الصبي الصغير
هل الصبي الصغير يدفن بدون تغسيل أم لا ؟
الصبي الصغير يغسل ويكفن ويصلى عليه قبل الدفن مثل الكبير .
فتاوى اللجنة الدائمة .

صلاة الجنازة داخل المقابر
هل تجوز صلاة الجنازة داخل المقبرة ، وما دليلكم في ذلك ؟ أفتونا مأجورين .
تجوز الصلاة على الجنازة داخل المقبرة كما تجوز الصلاة عليها بعد الدفن لما ثبت : " أن جارية كانت تقم المسجد ، فماتت فسأل النبي  عنها ، فقالوا : ماتت ، فقال : " أفلا كنتم آذنتموني ؟ فدلوني على قبرها " ، فدلوه فصلى عليها ثم قال : " إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها ، وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم "2 .
فتاوى اللجنة الدائمة .

قضاء ما فات من صلاة الجنازة
ما حكم من أدرك مع الإمام تكبيرة من صلاة الجنازة ، وفاته ثلاث تكبيرات وماذا يفعل ؟
يكمل صلاة الجنازة فيكبر ثلاث تكبيرات قضاء قبل رفع الجنازة ، لما فاته ثم يسلم ، ويعتبر ما أدركه مع الإمام أول صلاة ، ويكفيه أقل الواجب بعد التكبيرة الثانية والثالثة ، فيقول بعد الثانية : اللهم صل على محمد ، وبعد الثالثة اللهم اغفر له ، ويسلم بعد الرابعة .
فتاوى اللجنة الدائمة .

إخبار المغسل بعلامات الخير والشر
هل يبين المغسل بعض العلامات من الخير والشر ؟
علامات الخير لا بأس بالإخبار عنها ، أما الشر فلا ، لأنها غيبة ، لكن لو قال : إن بعض الأموات يكون أسود أو غير ذلك فلا بأس ، لكن الممنوع أن يقول غسلت فلاناً ورأيت فيه كذا من علامات الشر ، لأن ذلك يحزن أهله ويؤذيهم وهو من الغيبة .
عبد العزيز بن باز

روح الميت هل تعود إلى أهله
هل يشعر موتى المسلمون بأحاسيس أقربائهم بعد الموت ؟ أحزانهم ، بكائهم سعادتهم وإن كانوا يذكرون الميت أم لا يذكرونه ؟
وهل تعود روح المسلم إلي هذا العالم لتعرف ماذا يحدث للعائلة ؟ سمعت أن الروح تعود لمدة أربعين يوماً إلي المكان الذي قبضت فيه , هل نرى أو نشعر بأرواح الأقرباء ؟ وما مدى تصديق الأحلام عن الموتى ؟ .
الإنسان إذا مات يغيب عن هذه الحياة ويصير إلى عالم آخر ، ولا تعود روحه إلى أهله ولا يشعرون بشيء عنه ، وما ذكر من عودة الروح لمدة أربعين يوماً فهي من الخرافات التي لا أصل لها ، والميت كذلك لا يعلم بشيء من أحوالهم لأنه غائب عنهم في نعيم أو عذاب ، ولكن قد يُطلع الله بعض الموتى على بعض أحوال أهله ولكن دون تحديد .
وقد جاءت آثار لا يعتمد عليها بأن الأموات قد يعرفون أشياء من أحوال أهلهم ، وأما الأحلام أي الرؤى فمنها ما هو حق ومنها ما هو من تلاعب الشيطان ، فقد يعرف الأحياء بطريق الرؤيا الصالحة شيئاً من أحوال الميت ، ولكن ذلك يعتمد على صدق الرائي ، وصدق الرؤية ، وقدرة المعبّر لتلك الرؤيا ، ومع ذلك فلا يصح الجزم بمضمونها إلا أن يقوم دليل على ذلك ، فقد يرى الحي قريبه الميت فيوصيه بأشياء ويذكر له بعض الأمور التي يمكن معرفة صدقها إذا طابقت الواقع وقد حصل من هذا وقائع بهذا الشأن فمنها ما يكون مطابقاً للواقع ، ومنها ما لا تعلم صحته ومنها ما يعلم كذبه فهي ثلاثة أقسام ، فيجب أن يراعى ذلك بالتعامل مع الأخبار والروايات والقصص المتعلقة بأحوال الموتى .
عبد الرحمن البراك .

التسابق في حمل الميت
ألاحظ أنه في كثير من جنائز المسلمين يتدافع الناس حول خشبة النعش لحملها وينتقل حامل النعش من الخلف إلى الأمام , ثم يترك المجال لغيره ليحمل النعش وهكذا يحمل النعش كثير من الناس بالتناوب , وعندما سألتهم عن سبب ذلك قالوا : حتى ينال الجميع أجر حمل الميت , وهذا أمر غير عادي ويتسبب في سقوط النعش كما حصل في بعض الحالات بالفعل , هل هناك أي أساس لهذا الفعل في الإسلام ؟ .
الذي صح وثبت عن النبي  سنيّة إتباع الجنازة , فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة  ، عن النبي  قال : " حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام ، وعيادة المريض ، وإتباع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، وتشميت العاطس " .
وأخرجا عنه أيضاً  ، عن النبي  قال : " من شهِد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان " ، قيل : وما القيراطان ؟ قال : " مثل الجبلين العظيمين " .
ولا شك أن من حملها أو ساهم في حملها حتى تدفن يكون محصّلاً لهذا الأجر العظيم وزيادة ، فإن حمل جنازة المسلم وإن لم يرد فيه حديث صحيح إلا أن قواعد الشريعة العامة تدل على مشروعيته ، إذ فيه إحسان إلى الميت .
لكن إن كان ذلك الإحسان سيفضي إلى مفسدة التدافع المذكورة فدرء المفسدة مقدم على جلب المصالح ، فالذي يطمع في الأجر المترتب على حملها ليس أعظم أجراً من الذي يدعها شفقة على إخوانه المسلمين ، وليس عجزاً عن حملها
سعد الحميد .

حكم الاجتماع لتعزية أهل الميت
ما حكم ما يفعله كثير من الناس الآن ، إذا مات لهم ميت اجتمع أهله في بيت وأتاهم الناس يعزونهم ، وقد يكون ذلك في قاعة كبيرة أعدت لذلك تسمى المناسبات ، وقد يقيمون السرادقات ؟ .
بقاء أهل الميت في المنزل لاستقبال المعزين ليس معروفاً في عهد السلف الصالح , ولهذا صرح بعض العلماء بأنه بدعة .
وقال في الإقناع وشرحه : ويكره الجلوس لها ـ أي التعزية ـ بأن يجلس المصاب في مكان ليعزوه ولما ذكرَ حكم صنع الطعام لأهل الميت قال : وينوي فعل ذلك لأهل الميت لا لمن يجتمع عندهم فيكره ، لأنه معونة على مكروه ، وهو اجتماع الناس عند أهل الميت , ونقل المروزي عن أحمد : هو من أفعال الجاهلية ، وأنكره شديداً ، ثم ذكر حديث جرير بن عبد الله  قال : " كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعه الطعام بعد دفنه من النياحة " .
وقال النووي في شرح المهذب : وأما الجلوس للتعزية فنص الشافعي والمصنف وسائر الأصحاب على كراهته , ونقله أبو حامد في التعليق وآخرون عن نص الشافعي قالوا : يعني بالجلوس لها أن يجتمع أهل الميت في بيت فيقصدهم من أراد التعزية , قالوا : بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم فمن صادفهم عزاهم . ا هـ .
ثم إن فتح أهل الميت الباب ليأتيهم من يعزيهم كأنما يقولون للناس بلسان الحال : يا أيها الناس إنا قد أصبنا فعزونا , وكونهم يعلنون في الصحف عن مكان العزاء هو دعوة بلسان المقال أيضاً .
محمد بن صالح العثيمين .

حكم دفن الميت في تابوت
ما حكم دفن الم في تابوت ؟
لم يعرف وضع الميت في تابوت على عهد رسول الله  ولا عهد الصحابة  ، وخير للمسلمين أن يسيروا على نهجهم ، ولذا كره وضع الميت في تابوت ، سواء كانت الأرض صلبة أو رخوة أم نديّة ، وإذا أوصى بوضعه في تابوت لم تنفذ وصيته .
وأجاز الشافعية إذا كانت الأرض رخوة أو ندية ولا تنفذ وصيته عندهم إلا في مثل هذه الحالة ا . هـ .
فتاوى اللجنة الدائمة .

هل تخلع السن الذهب من الميت ؟
إذا توفي إنسان وكان أحد أسنانه من ذهب هل يترك هذا السن أو يخلع ؟ وإذا كان هذا الخلع يترتب عليه مضرة لبقية الأسنان فما الحكم ؟.
أولا : يجب أن نعلم أن السن الذهب لا يجوز أن يركب إلا عند الحاجة إليه ، فلا يجوز أن يركبه أحد للزينة , اللهم إلا النساء إذا جرت عادتهن التزين بتحلية الأسنان بالذهب فلا بأس , أما الرجال فلا يجوز أبدا إلا لحاجة .
ثانياً : إذا مات من عليه أسنان من ذهب فإن كان يمكن خلع السن بدون مثلة ـ أي تمثيل به وهو تقطيع بعض أجزاء الميت ـ خلع , لأن ملكه انتقل إلى الورثة وإن كان لا يمكن خلعه إلا بمثلة بحيث تسقط بقية الأسنان فإنه يبقى ويدفن معه .
ثم إن كان الوارث بالغاً عاقلاً رشيداً وسمح بذلك ترك ولم يتعرض له ، وإلا فقد قال العلماء : إنه إذا ظن أن الميت بلي حفر القبر وأخذ السن لأن بقاءه إضاعة مال , وقد نهى النبي  عن ذلك .
محمد بن صالح بن عثيمين

حكم تسويك الميت
لا أعلم لهذا أصلاً ، وإنما يوضأ ثم يغسل ، وإذا سوكه عند المضمضة فلا بأس كالحي .
عبد العزيز بن باز .

حكم لبس السواد حدادا على الميت
ما حكم متابعة النساء للجنازة ؟ ولبس الثوب الأسود ؟
إتباع النساء للجنائز حرام لقلة صبرهن ، ولما في ذلك من التعرض للفتنة والاختلاط بالرجال .
وأما لبس السواد عند المصيبة فمن البدع .
محمد بن صالح العثيمين .

هل للعزاء وقت محدد
أما العزاء فليس له أيام محددة ، بل يشرع من حين خروج الروح قبل الصلاة على الميت وبعدها ، وليس لغايته حد في الشرع المطهر سواء كان ذلك ليلاً أو نهاراً ، وسواء كان ذلك في البيت أو في الطريق أو في المسجد أو في المقبرة أو في غير ذلك من الأماكن .
عبد العزيز بن باز .

سكرات الموت هل تخفف من الذنوب
صعوبة سكرات الموت هل تخفف من الذنوب ، وكذلك المرض هل يخفف من الذنوب نرجو الإفادة ؟
نعم كل ما يصيب الإنسان من مرض أو شدة أو همّ أو غمّ حتى الشوكة تصيبه فإنها كفارة لذنوبه ، ثم إن صبر واحتسب كان له مع التكفير أجر ذلك الصبر الذي قابل به هذه المصيبة التي لحقت به ، ولا فرق في ذلك بينما يكون عند الموت وما يكون قبله ، فالمصائب كفارات للذنوب بالنسبة للمؤمن ويدل على هذا قوله تعالى : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } الشورى :30 , فإذا كان ذلك بما كسبت أيدينا دل هذا على أنها مكفرة لما عملناه منها وكسبناه , وكذلك أخبر النبي  بأنه لا يصيب المؤمن هم ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عنه .
محمد بن صالح العثيمين .

من مرض مرضا شديداً قبل الموت ما هو مصيره
توفيت أختي البالغة من العمر 14 عاماً , وأنا أريد أن أعرف أين ذهبت هل إلى الجنة أم إلى النار حيث أنها عانت الكثير من أمراض عديدة ؟
من عقيدة أهل السنة والجماعة ألا يُقطع لأحدٍٍ من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا من شهد له الله أو رسوله بذلك ، لأن الشهادة بذلك لأحد من الناس لا تعلم إلا من جهة الوحي .
والوحي قد انقطع بموت النبي  ، ولا يعلم حقيقة الخواتم وخبايا النفوس إلا الله الذي خلقها , إلا أن المسلم الموحد لابد له من دخول الجنة إذا شهد الشهادتين وقام بحقوقهما ، وقد يعذبه الله على ما اقترف من الذنوب وقد يعفو عنه ، ولكن آخر أمره سيكون إلى الجنة و لابد تصديقا لوعد الله المبشر بذلك .
وقد ثبت في النصوص أن من كان سنه دون سن البلوغ من أطفال المسلمين أنه إذا مات يكون في رعاية نبي الله إبراهيم  وزوجته سارة وأنه يكون شفيعاً لوالديه يوم القيامة .
وأما من عاش إلى ما بعد البلوغ فإنه يجازى بأعماله إن خيراً فخير وإلا فإنه يكون تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له .
وما ذكرته الأخت السائلة من تعرض أختها- رحمها الله - إلى البلاء المذكور في سؤالها فلعله إن شاء الله رفعة لها في درجتها عند الله فالمؤمن لا يصيبه هم ولا حزن إلا كفر الله له به من خطاياه .
وسيتمنى أهل العافية يوم القيامة عندما يرون ما لأهل البلاء من الأجر أن جلودهم قرضت في الدنيا بالمقاريض .
ولذا فإننا نرجو لأختك إن ماتت وهي صابرة على ما أصابها مؤمنة بالله قائمة بما استطاعت من فرائضه أن لها عند الله أجراً عظيماً ومنزلة كريمة . نسأل الله أن يرحمنا وإياها إنه سميع مجيب . والله أعلم .
محمد صالح المنجد .

هل اسم ملك الموت عزرائيل
هل ورد ما يدل على أن ملك الموت اسمه عزرائيل ؟.
اشتهر أن اسم ملك الموت عزرائيل ، إلا أنه لم ترد تسمية ملك الموت بهذا الاسم في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الصحيحة ، وإنما ورد ذلك في بعض الآثار والتي قد تكون من الإسرائيليات .
وعلى هذا ، لا ينبغي الجزم بالنفي ولا بالإثبات ، فلا نثبت أن اسم ملك الموت عزرائيل ، ولا ننفي ذلك ، بل نفوض الأمر إلى الله تعالى ونسميه بما سماه الله تعالى به "مللك الموت" قال الله تعالى : { قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } السجدة : 11.
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ :
" وأما ملك الموت فليس بمصرح باسمه في القرآن ، ولا في الأحاديث الصحاح ، وقد جاء تسميته في بعض الآثار بعزرائيل ، والله أعلم " . انظر : " البداية والنهاية " لابن كثير 1/49 .
وقد قال الله تعالى : ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) السجدة :11.
وقال السندي : لم يرد في تسميته حديث مرفوع . اهـ .
وقال المناوي بعد أن ذكر أن ملك الموت اشتهر أن اسمه عزرائيل ، قال :
" ولم أقف على تسميته بذلك في الخبر اهـ " . انظر : " فيض القدير " للمناوي 3/32 .
محمد بن صالح العثيمين .

حكم تمني الموت
إذا كان المسلم يواجه مشكلات كثيرة في حياته ، ولا يستطيع حلها ، فهل يجوز له أن يدعو على نفسه بالموت ، حتى يستريح من هذه المشاكل ؟.
أولا : طول العمر للمؤمن الذي يعمل صالحا خير له من الموت , قال النبي  : " خير الناس من طال عمره وحسن عمله " .
وقال  : " طوبى لمن طال عمره وحسن عمله " .
وعن أبي هريرة  قال : كان رجلان أسلما مع النبي  واستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة . قال طلحة بن عبيد الله : فأريت الجنة ، فرأيت فيها المؤخر
منهما أدخل قبل الشهيد ، فعجبت لذلك ، فأصبحت فذكرت ذلك لرسول الله 
فقال رسول الله  : " أليس قد صام بعده رمضان ! وصلى ستة آلاف ركعة أو كذا وكذا ركعة ! صلاة السنة " . صحيح : صححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 2591 ) .
قال الطيبي ـ رحمه الله ـ :
" إن الأوقات والساعات كرأس المال للتاجر فينبغي أن يتجر فيما يربح فيه وكلما كان رأس ماله كثيراً كان الربح أكثر , فمن انتفع من عمره بأن حسن عمله فقد فاز وأفلح , ومن أضاع رأس ماله لم يربح وخسر خسرانا مبينا " .
ولذلك قيل لبعض السلف : طاب الموت !!
قال : يا ابن أخي ، لا تفعل ، لساعة تعيش فيها تستغفر الله ، خير لك من موت الدهر !
وقيل لشيخ كبير منهم : أتحب الموت ؟ قال : لا ، قد ذهب الشباب وشره ، وجاء الكبر وخيره ، فإذا قمت قلت : بسم الله ، وإذا قعدت قلت : الحمد لله ، فأنا أحب أن يبقى هذا !!
وكان كثير من السلف يبكي عند موته أسفاً على انقطاع أعماله الصالحة .
ولأجل ذلك نهى النبي  عن تمني الموت ، لأنه يحرم المؤمن من خير الطاعة ، ولذة العبادة ، وفرصة التوبة ، واستدراك ما فات , فعن أبي هريرة  عن رسول الله  قال : " لا يتمنى أحدكم الموت , ولا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا " 3
فجمع بين النهي عن تمني الموت ، والنهي عن الدعاء به على النفس .
وفي تمني الموت معنى آخر يمنع منه : وهو أن سكرات الموت شديدة ، وهول المطلع أمر فظيع ، ولا عهد للمرء بمثل ذلك ، ثم إن الإنسان لا يدري ما ينتظره بعد الموت ! نسأل الله السلامة ، فتمني الموت طلب لشيء لا عهد للمرء به ، وتغرير بنفسه وعسى إن تمنى الموت بسبب شدة وقع فيها أن يكون كالمستجير من الرمضاء بالنار ، فلعله أن يهجم بعد الموت على ما هو أعظم وأشد مما هو فيه , فتمني الموت حينئذ نوع من استعجال البلاء قبل وقوعه ، ولا ينبغي للعاقل أن يفعل ذلك ، كما قال  : " لا تتمنوا لقاء العدو ، وسلوا الله العافية " . 4
وسمع ابن عمر رجلاً يتمنى الموت ، فقال : لا تتمن الموت ، فإنك ميت ، وسل الله العافية ، فإن الميت ينكشف له عن هول عظيم .
قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ :
" وقد كان كثير من الصالحين يتمنى الموت في صحته ، فلما نزل به كرهه لشدته ، ومنهم أبو الدرداء وسفيان الثوري ، فما الظن بغيرهما ؟! " .
ثانياً : هناك بعض الحالات يشرع تمني الموت فيها ، منها :
الأولى : أن يخشى على دينه من الفتن ولا شك أن موت الإنسان بعيداً عن الفتن ، ولو كان عمله يسيرا خير له من أن يفتن في دينه ، نسأل الله السلامة .

فعن محمود بن لبيد  أن النبي  قال : " اثنتان يكرههما ابن آدم : الموت ، والموت خير للمؤمن من الفتنة ، ويكره قلة المال ، وقلة المال أقل للحساب ". أخرجه أحمد وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 813 ) .
قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ :
هذا جائز عند أكثر العلماء , وعلى هذا يحمل ما ورد عن السلف في تمني الموت , أنهم تمنوا الموت خوفا من الفتنة ".
الثانية : أن يكون موته شهادة في سبيل الله عز وجل وقد دل على مشروعية تمني الموت في هذه الحال كثير من الأحاديث , ولقد تمنى الرسول  أن يقتل في سبيل الله ، وما ذاك إلا لعظم فضل الشهادة .
والخلاصة : أن يكره للمسلم أن يتمنى الموت إن كان ذلك بسبب ضر أصابه في الدنيا ، بل عليه أن يصبر ويستعين بالله تعالى ، ونسأل الله تعالى أن يفرج
عنك ما أنت فيه من الهم .
محمد صالح المنجد .

الموت في شهر رمضان
هل صحيح أن كل من يموت في شهر رمضان يدخل الجنة دون أن يحاسب على أعماله ؟.
قد تفضل الله تعالى على نفر من خاصة عباده فوعدهم بدخول الجنة من غير حساب ولا عذاب , فعن عبد الله بن عباس  قال : قال رسول الله  : " عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط ـ جماعة قليلة من الناس ـ والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي ليس معه أحد , إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي . فقيل لي : هذا موسى  ، وقومه ولكن انظر إلى الأفق ، فنظرت فإذا سواد عظيم ، فقيل لي : انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم ، فقيل لي : هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب " ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، فقال بعضهم : فلعلهم الذين صحبوا رسول الله  وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله ، وذكروا أشياء .
فخرج عليهم رسول الله  فقال : " ما الذي تخوضون فيه ؟ " فأخبروه ، فقال : " هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون " . فقام عكاشة بن محصن فقال : ادع الله أن يجعلني منهم . فقال : " أنت منهم " . ثم قام رجل آخر فقال : ادع الله أن يجعلني منهم فقال : " سبقك بها عكاشة " .5
ولم يذكر في هؤلاء السبعين ألفاً من مات في شهر رمضان ، وإنما المذكورون هم خاصة المؤمنين الذين حققوا مقام التوحيد لرب العالمين .
وإنما ورد في فضل من مات صائما قول النبي  : " من قال لا إله إلا الله
ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ، ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة " .6
وليس يخفى على السائل أنه لو كان هناك فضل لمن يموت في رمضان فإن هذا خاص بمن مات من المؤمنين , ولا يشمل كل من مات في رمضان .
وكذلك الحديث الذي سبق ذكره ، في فضل من مات صائماً ، دل على أن دخول الجنة إنما كان موعوداً على عمل صالح ، ختم له به ، وليس على مجرد الموت في شهر رمضان ، مع أنه ليس فيه تلك الفضيلة الخاصة , دخول الجنة بغير حساب والله الموفق .
محمد صالح المنجد .

صلاة الجنازة على المفقود في البحر
هل يصلى على المفقود الذي فقد في البحر إذا حكم القاضي بموته ؟
نعم يصلى عليه صلاة الجنازة مادام أنه حكم بموته , لأنه ليس لنا إلا الظاهر , وكما أنه يورث ماله إذا حكم القاضي بموته وتعتد امرأته وتحل للأزواج فكذلك الصلاة عليه . . والله أعلم .
محمد بن صالح العثيمين .

صفة الدعاء للميت في صلاة الجنازة
كيف يدعو للميت في صلاة الجنازة إن كانوا ذكورا أو إناثا أو اثنين وكيف يدعو إذا كان الميت طفلاً ؟.
يدعى للأموات جميعا ذكوراً كانوا أم إناثاً ، أو ذكوراً وإناثاً بقوله : اللهم اغفر لهم وارحمهم . . إلى آخره ، وإن كانوا اثنين : الله اغفر لهما وارحمهما إلى آخر الدعاء .
أما الطفل فيقال في الدعاء له : اللهم اجعله ذخراً لوالديه ، وفرطاً وشفيعاً مجاباً ، اللهم أعظم به أجورهما ، وثقل به موازينهما ، وألحقه بصالح سلف المؤمنين ، واجعله في كفالة إبراهيم  ، وقه برحمتك عذاب الجحيم .
عبد العزيز بن باز .

موقف الإمام في صلاة الجنازة
كيف يوضع الميت أمام الإمام بالنسبة لجهة الرأس والأرجل ؟ .
يوضع الميت أمام الإمام ، ويكون الإمام حذاء رأس الرجل ووسط المرأة كما صحت بذلك الأحاديث عن رسول الله  ، وإذا كانت الأموات جماعة رجالاً ونساء وأطفالاً ، قدم الرجل إلى الأمام ثم الطفل الذكر ، ثم المرأة ثم الطفلة ، ويكون وسط المرأة حذاء رأس الرجل ، حتى يكون موقف الإمام منهما جميعاً هو الموقف الشرعي .
عبد العزيز بن عبد الله بن باز .

الطريق إلى حسن الخاتمة
هل هناك علامات تدل على حسن الخاتمة ؟.
أولا : حسن الخاتمة هو : أن يوفق العبد قبل موته للابتعاد عما يغضب الرب سبحانه ، والتوبة من الذنوب والمعاصي ، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير ، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة ، ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك  قال : قال رسول الله  : " إذا أراد الله بعبده خيرا استعمله " قالوا : كيف يستعمله ؟ قال : " يوفقه لعمل صالح قبل موته " .7
ولحسن الخاتمة علامات ، منها ما يعرفه العبد المحتضر عند احتضاره ، ومنها ما يظهر للناس .
ثانيا : أما العلامة التي يظهر بها للعبد حسن خاتمته فهي ما يبشر به عند موته من رضا الله تعالى واستحقاق كرامته تفضلا منه تعالى ، كما قال جل وعلا: { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } فصلت : 30 ، وهذه البشارة تكون للمؤمنين عند احتضارهم .
ومما يدل على هذا أيضاً ما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله  : " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " فقلت : يا نبي الله ! أكراهية الموت ، فكلنا نكره الموت ؟ فقال : " ليس كذلك ، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله ، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه , كره لقاء الله وكره الله لقاءه " .8
قال النووي ـ رحمه الله ـ :
" معنى الحديث أن المحبة والكراهية التي تعتبر شرعاً هي التي تقع عند النزع في الحالة التي لا تقبل فيها التوبة ، حيث ينكشف الحال للمحتضر، ويظهر له ما هو صائر إليه " .
أما عن علامات حسن الخاتمة فهي كثيرة ، وقد تتبعها العلماء رحمهم الله باستقراء النصوص الواردة في ذلك فمن هذه العلامات :
1- النطق بالشهادة عند الموت ، لقول النبي  : " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة " .9
2- الموت برشح الجبين ، أي : أن يكون على جبينه عرق عند الموت ، لما رواه بريدة بن الحصيب  قال : سمعت رسول الله  يقول : " موت المؤمن بعرق الجبين " .10
3- الموت ليلة الجمعة أو نهارها لقول الرسول  : " ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر " .11
4- الموت غازياً في سبيل الله , لقول الله تعالى : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين}
وقال  : " من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد " .12
5- الموت بالطاعون لقوله  : " الطاعون شهادة كل مسلم " .13
6- الموت بسبب الهدم والغرق ، لقول النبي  : " الشهداء خمسة : المطعون ، والمبطون ، والغرق ، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل الله "14
7- الموت دفاعا عن الدين أو المال أو النفس لقول النبي  قال : " من قتل دون ما له فهو شهيد ، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو شهيد " .15
وهذه العلامات هي من البشائر الحسنة التي تدل على حسن الخاتمة ، ولكننا مع ذلك لا نجزم لشخص ما بعينه أنه من أهل الجنة إلا من شهد له النبي  بالجنة كالخلفاء الأربعة .
محمد صالح المنجد .

دعوة الناس للصلاة على الميت
هل يجوز في الإسلام أن أدعو أهل البلد إذا مات للصلاة عليه ، كأقربائه وأصحابه ؟
يجوز دعاء أقارب الميت وأصحابه وجيرانه إذا توفي من أجل أن يصلوا عليه ، ويدعوا له ويتبعوا جنازته ، ويساعدوا على دفنه , لأن النبي  أخبر أصحابه لما توفي النجاشي  بموته ليصلوا عليه .
فتاوى اللجنة الدائمة .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  Empty
مُساهمةموضوع: إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر   إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 25, 2013 2:13 pm

الصلاة على الميت في وقت النهي
إذا كان عندنا جنازة وصلينا صلاة العصر ، والوقت كاف فكيف نعمل ؟
إذا كان الواقع ما ذكر صلوا صلاة الجنازة بعد صلاتهم العصر , لأنها من ذوات الأسباب ، وهي مستثناة من عموم حديث : " لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس " .
فتاوى اللجنة الدائمة .

تغسيل الطفل المولود ميتا
طفل حينما ولد نزل ميتاً فهل يغسل ويكفن ويصلى عليه ؟
إذا نزل الطفل من بطن أمه ميتاً بعد أن نفخ فيه الروح غسل وكفن وصلي عليه صلاة الجنازة ودفن وسمي ، ويسن أن يكون الكفن أبيض .
فتاوى اللجنة الدائمة .

معاملة السقط
أفيدكم أن زوجتي قبل وفاتها أسقطت جنيناً له أربعة شهور ، وقد أخذته ودفنته بدون صلاة عليه ، فأرجوكم إفادتي إن كان علي شيء ؟
كان ينبغي أن يغسل ويكفن ويصلى عليه على الصحيح من أقوال العلماء ما دام قد أتم أربعة أشهر , لعموم ما رواه أبو داود والترمذي عن المغيرة بن شعبة  ، أن النبي  قال : " السقط يصلى عليه " ، ولكن قد فات المطلوب ولا شيء عليك .
فتاوى اللجنة الدائمة .

صلاة المرأة على الجنازة
هل يجوز أن تشارك المرأة الرجال في الصلاة على الجنازة ؟
الأصل في العبادات التي شرعها الله في كتابه أو بينها رسول الله  في سنته أنها عامة للذكور والإناث ، حتى يدل دليل على التخصيص بالذكور أو الإناث ، وصلاة الجنازة من العبادات التي شرعها الله تعالى ورسوله  ، فيعم الخطاب الرجال والنساء ، إلا أن الغالب أن الذي يباشر ذلك الرجال لكثرة ملازمة النساء لبيوتهن ، ولذلك إذا صادف أنه لم يحضر الجنازة إلا نساء صلين عليها ، وقمن بالواجب نحوها ، وقد ثبت أن عائشة رضي الله عنها أمرت أن يؤتى بسعد بن أبي وقاص لتصلي عليه ، ولم نعلم أن أحداً من الصحابة أنكر عليها ، فدل ذلك على أن المرأة تشارك الرجال في الصلاة على الجنازة ، وقد تنفرد بالصلاة عليها لأمور تدعو إلى ذلك ، كما يكون ذلك في حق الرجال ، غير أنهن إذا صلين صلاة الجنازة أو غيرها مع الرجال تكون صفوفهن خلف صفوف الرجال .
وثبت أيضًا أنهن صلين على النبي  كما صلى عليه الرجال ، لكنهن لا يشيعن الجنائز للدفن لنهي النبي  عن ذلك .
فتاوى اللجنة الدائمة .

قراءة الفاتحة في الصلاة على الجنائز
هل في صلاة الجنازة يلزم قراءة فاتحة الكتاب بعد أول تكبيرة ، أو يكفي الصلاة على رسول الله  والدعاء للميت ؟
تجب قراءة فاتحة الكتاب في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الأولى ، تكبيرة الإحرام , لعموم قوله  : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " ، ولعمل النبي  ، فإنه ثبت عنه أنه كان يقرؤها بعد التكبيرة الأولى ، وتجب الصلاة على النبي  بعد التكبيرة الثانية ، ويجب الدعاء للميت وغيره بعد التكبيرة الثالثة ، ثم السلام بعد الرابعة .
فتاوى اللجنة الدائمة .

المسارعة في تجهيز الميت وتغطية جسمه
ما حكم ترك المتوفى مكشوف الوجه ، لا لضرورة ، مدة يوم أو يومين أو ثلاثة ، أو أكثر بدون دفن , ليستعرفه الغريب والبعيد ؟ وما حكم النظر يومياً إلى هذا المتوفى ، رجلاً أو امرأة ، وهل في بقائه مكشوف الوجه مخالفة لتعاليم الإسلام ؟
أولاً : من السنة أن الإنسان إذا توفي غطي جسمه كله ، وجهه وغيره ، لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها : " أن رسول الله  حين توفي سجي ببرد حبرة " ، والتسجية : التغطية ، وهذا أمر معروف بين الصحابة  ، وهو استناد لما كان عليه العمل في عهد النبي  .
قال النووي في شرح مسلم : " إن تسجية الميت مجمع عليها ، والحكمة في ذلك صيانة الميت عن الانكشاف ، وستر صورته المتغيرة عن الأعين ، وتكون التسجية بعد نزع ثيابه التي توفي فيها ، لئلا يتغير بدنه بسببها ". أهـ .
ومن هذا يتبين أن ما ذكر في السؤال من ترك وجه الميت مكشوفًا يوماً أو أيامًا يستعرضه الناس ، وينظرون إليه مخالف لسنة الإسلام ، وما أجمع عليه المسلمون .
أما إن أحب أهله أن يكشفوا وجهه ، ويروه دون تأخير تجهيزه ودفنه فلا بأس , لما ثبت عن جابر بن عبد الله  أنه قال : " لما قتل أبي جعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي ، والنبي  لا ينهاني " , وقالت عائشة رضي الله عنها : " رأيت رسول الله  يقبل عثمان بن مظعون وهو ميت ، حتى رأيت الدموع تسيل " ، وقالت : " أقبل أبو بكر فتيمم النبي  وهو مسجى ببرد حبرة فكشف عن وجهه ، ثم أكب عليه ، فقبله ثم بكى ، فقال : بأبي أنت يا نبي الله ، لا يجمع الله عليك موتتين "
ثانياً : من السنة أيضاً المسارعة إلى تجهيز الميت إذا تيقن موته , لأنه أحفظ له من أن يتغير وتعافه النفوس ، روى أبو داود أن النبي  قال : " إني لأرى طلحة بن البراء قد حدث فيه الموت ، فآذنوني به ، وعجلوا فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله " ، وروى الطبراني بإسناد حسن عن ابن عمر  أن رسول الله  قال : " إذا مات أحدكم فلا تحبسوه ، وأسرعوا به إلى قبره " ، وثبت عن أبي هريرة  عن النبي  أنه قال : " أسرعوا بالجنازة ، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه ، وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم " , وفيه تنبيه على الإسراع بتجهيزه أيضاً ليعجل به إلى الخير ، أو ليستراح منه .
ويجوز أن ينتظر به حتى يجتمع من يصلي عليه ويشيعه ويدعو له بالمغفرة والرحمة إذا لم يطل ذلك ، ومن هذا يعلم أن ما ذكر في السؤال من تأخير الميت يوماً أو أياماً بلا ضرورة مخالف لسنة رسول الله  ، وعلى ذلك ينبغي النصح لهؤلاء الذين يؤخرون تجهيز الميت ودفنه ، ويكشفون وجهه ليستعرضوه وينظروا إليه ، وإرشادهم إلى هديه  .
فتاوى اللجنة الدائمة .

رفع الصوت بالتهليل الجماعي
ما حكم رفع الصوت بالتهليل الجماعي أثناء الخروج بالجنازة والمشي بها إلى المقبرة ؟
هدي الرسول  إذا تبع الجنازة أنه لا يسمع له صوت بالتهليل أو القراءة أو نحو ذلك ، ولم يأمر بالتهليل الجماعي فيما نعلم ، بل قد روي عنه  أنه : " نهى أن يتبع الميت بصوت أو نار " .
وقال قيس بن عباد وهو من أكابر التابعين من أصحاب علي بن أبي طالب  : كانوا يستحبون خفض الصوت عند الجنائز وعند الذكر وعند القتال .16
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : لا يستحب رفع الصوت مع الجنازة لا بقراءة ولا ذكر ولا غير ذلك ، هذا مذهب الأئمة الأربعة وهو المأثور عن السلف من الصحابة والتابعين ولا أعلم فيه مخالفاً .
وقال أيضاً : وقد اتفق أهل العلم بالحديث والآثار أن هذا لم يكن على عهد القرون المفضلة .
وبذلك يتضح لك أن رفع الصوت بالتهليل مع الجنائز بدعة منكرة وهكذا ما شابه ذلك من قولهم : ( وحدوه ) أو ( اذكروا الله ) أو قراءة بعض القصائد كالبردة .
فتاوى اللجنة الدائمة .

قول : لا إله إلا الله مع الجنازة
هل يجوز أن يتبع الميت بكلمة لا إله إلا الله حتى يوارى في قبره ؟
الأصل في العبادات التوقيف , لقوله عليه  : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " , ولمسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " وسنته  في الصلاة على الجنائز وتشييعها ودفنها ثابتة معلومة لدى المسلمين ولم يكن من ضمنها إتباع الجنازة بقول : لا إله إلا الله ، والخير كل الخير في إتباعه  .
فتاوى اللجنة الدائمة .

ثواب القراءة للميت
هل يصل ثواب قراءة القرآن وأنواع القربات إلى الميت ؟ سواء من أولاده أو من غيرهم ؟
لم يثبت عن النبي  ـ فيما نعلم - أنه قرأ القرآن ووهب ثوابه للأموات من أقربائه أو من غيرهم ، ولو كان ثوابه يصل إليهم لحرص عليه ، وبينه لأمته لينفعوا به موتاهم ، فإنه عليه  بالمؤمنين رؤوف رحيم ، وقد سار الخلفاء الراشدون من بعده وسائر أصحابه على هديه في ذلك  ولا نعلم أن أحداً منهم أهدى ثواب القرآن لغيره ، والخير كل الخير في إتباع هديه  وهدي خلفائه الراشدين وسائر الصحابة  والشر في إتباع البدع ومحدثات الأمور, لتحذير النبي  من ذلك بقوله : " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " .
وعلى هذا لا تجوز قراءة القرآن للميت ، ولا يصل إليه ثواب هذه القراءة بل ذلك بدعة .
فتاوى اللجنة الدائمة .

اجتماع عند مضي أربعين يومًا على وفاة الميت
يقوم الناس في مصر خاصة بحلول الأربعين للميت - أي بعد مرور أربعين يوماً على وفاته - ومعلوم أن هذه بدعة فرعونية ، ولكن المهم أن الناس ـ أهل المتوفى ـ يجمعون المشايخ - القراء - أو بعضهم ليقوموا بقراءة القرآن كله ، وهذا ما يسمى - الخاتمة - وأخيراً يأكلون ما طاب من الطعام ويأخذون الأجر الكثير من أهل الميت ، ويقوم الناس أيضاً في الذكرى السنة للميت بعمل مثل ذلك , فما الرأي الصواب في هذه القراءة ، وهل تصل للميت ، وما حكم أخذ الأجر عليها ، وهل هذا مال باطل ، وما حكم أخذ الأجر على قراءة القرآن عموما ؟
الاجتماع عند مضي أربعين يوماً على وفاة الميت بدعة ، وقراءة القرآن أو ما يسمى بالختمة للميت بدعة ثانية ، وأكل هؤلاء القراء ما قدم لهم من الطعام وأخذهم الأجرة على القراءة حرام ، وكذلك إحياء الذكرى السنة للميت بمثل ذلك حرام ، ولا يجوز أخذ أجر مجرد قراءة القرآن , لأن قراءته عبادة محضة فكل هذه الأعمال وأخذ الأجر عليها لا يجوز ، أما أخذ الأجر على تعليم القرآن وعلى الرقية به فجائز .
فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية إجماع أهل العلم أن أخذ الأجرة على مجرد التلاوة محرم عند جميع أهل العلم ، لا نزاع بينهم في ذلك .
فتاوى اللجنة الدائمة .

تعليق صور الميت في البيت
تعليق صورة الميت في البيت هل هي حرام ، وهل جمع صور الموتى والاحتفاظ بها حرام أم لا ؟
لا يجوز تعليق صور ذوات الأرواح في البيوت ، ولا غير البيوت ، سواء كانت لأحياء أو لأموات ، أو للذكرى أو لغير ذلك , لقول النبي  لعلى  : " لا تدع صورة إلا طمستها ، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته " , أو لغير ذلك .
فتاوى اللجنة الدائمة .

خفة الجنازة هل يعود لفضيلة الميت ؟
أخبرني مجموعة من الناس العقلاء وذوي أهل الرأي والسداد , أنهم شاهدوا جنازة رجل مسلم خفيفة جداً جداً ، وأخرى كانت ثقيلة جداً جداً ، وثالثة أنهم عندما قاموا بإخراجها من المنزل صارت هذه الجنازة تعوم وتتحرك فوق رؤوس الرجال ، فما موقف الإسلام من هذه القصص ؟ علماً أن الذين شاهدوا ذلك رجال ثقة وعدول ، والكذب بعيد عنهم .
لا نعلم لخفة الجنازة وثقلها أسباباً سوى الأسباب الحسية ، وهي نحافة الميت وضخامة الجسم ، أما من يزعم أن ذلك يدل على كرامة الميت إذا كان خفيفاً وعلى فسقه إذا كان ثقيلاً ، فهذا شيء لا أصل له في الشرع المطهر فيما نعلم ، وأما حركة الجنازة على النعش فيدل ذلك على حياته ، وأنه لم يمت ، فلينظر في شأنه ، وليعرض على الطبيب المختص حتى يقرر موته وحياته ، ولا يستعجل في دفنه حتى يعلم يقيناً أنه ميت .
فتاوى اللجنة الدائمة .

هل يجوز وصف الميت بأنه مغفور له أو مرحوم
قد كثر الإعلان في الجرائد عن وفاة بعض الناس ، كما كثر نشر التعازي لأقارب المتوفين ، وهم يصفون الميت فيها بأنه مغفور له أو مرحوم أو ما أشبه ذلك من كونه من أهل الجنة ، ولا يخفى على كل مَن له إلمام بأمور الإسلام وعقيدته بأن ذلك من الأمور التي لا يعلمها إلا الله وأن عقيدة أهل السنة والجماعة أنه لا يجوز أن يشهد لأحد بجنة أو نار إلا من نص عليه القرآن الكريم كأبي لهب , أو شهد له رسول الله  بذلك كالعشرة من الصحابة ونحوهم ، ومثل ذلك في المعنى الشهادة له بأنه مغفور له أو مرحوم ، ولذا ينبغي أن يقال بدلا منها : غفر الله له , أو رحمه الله , أو نحو ذلك من كلمات الدعاء للميت .
عبد العزيز بن باز .


حكم قص " شعر " الميت
هل يجوز قص شيء من شعر الميت ؟
لا بأس بقص شعر الشارب من الميت إذا كان طويلاً , وكذا شعر الإبطين فأما شعر العانة حول الفرج فلا يجوز قصه بعد الموت حيث إنه لا يجوز مس العورة لا من الرجل ولا من المرأة .
فأما شعر الرأس من الرجل فيسرح ومن المرأة يضفر ثلاثة قرون ويلقى خلفها ولا يقص شيء منه بل يترك بحاله .
عبد الله بن جبرين .

حكم الدعاء بعد صلاة الجنازة
ما حكم الدعاء بعد صلاة الجنازة ؟ .
الدعاء مخ العبادة , فسؤال العبد ربه لنفسه أو لغيره وإعلانه ضراعته وعبوديته لمولاه حينما يطلب حاجته منه رغب فيه سبحانه في كتابه العزيز فقال :{ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } غفر : 60, وسنه رسول الله  بقوله وفعله , والأصل فيه الإطلاق حتى يثبت تقييده بوقت أو الترغيب في الإكثار منه في حال أو في وقت معين كحال السجود في الصلاة , أو آخر الليل فيحرص المسلم على الإتيان به على ما بينته النصوص من إطلاق وتقييد .
وقد ثبت في أحاديث صلاة الجنازة الدعاء للميت وثبت الدعاء له بالاستغفار عند الفراغ من دفنه فقد كان رسول  إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال " استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنَّه الآن يسأل " .
وثبت الدعاء عند زيارة قبره وكان رسول الله  يزور القبور ويدعو لأهلها ويعلم أصحابه دعاء زيارة القبور كما يعلمهم السورة من القرآن ولم يثبت عن النبي  الدعاء بعد صلاة الجنازة , ولم يكن هذا من سنته ولا سنة أصحابه ولو حصل ذلك منه أو منهم لنقل كما نقل الدعاء له في الصلاة عليه وعند زيارته وبعد الفراغ من دفنه , وعلى ذلك يكون اعتماد الدعاء للميت أو لغيره بعد الفراغ من صلاة الجنازة بدعة ، لا يليق بالمسلم أن يفعلها لحديث " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي وإياكم ومحدثات الأمور . . " .
فتاوى اللجنة الدائمة .

قراءة " ياسين " للمحتضر
هل تشرع قراءة سورة " ياسين " للمُحتضر؟
الفقهاء رحمهم الله استحبوا قراءة هذه السورة عند المحتضر وذكر بعض أهل العلم أنها مما يسهل خروج الروح واستحباب قراءتها عند المحتضر مبني على قول النبي  : " اقرءوا على موتاكم ياسين " .
وهذا الحديث ضعفه بعض أهل العلم واحتج به بعضهم فإن قرئت فأرجوا ألا يكون في ذلك بأس ، وإن لم تقرأ واقتصر على التلقين ،أي تلقين الميت : لا إله إلا الله ليكون ذلك آخر كلامه من الدنيا فحسن .
محمد بن صالح العثيمين .

حكم قراءة الفاتحة على الموتى
هل يجوز قراءة الفاتحة على الموتى وهل تصل إليهم ؟.
قراءة الفاتحة على الموتى لا أعلم فيها نصاً من السنة وعلى هذا فلا تقرأ لأن الأصل في العبادات الحظر والمنع حتى يقوم دليل على ثبوتها وأنها من شرع الله عز وجل , ودليل ذلك أن الله أنكر على من شرعوا في دين الله ما لم يأذن به الله ، فقال تعالى : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } . الشورى : 21.
وثبت عن النبي  أنه قال : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " , وإذا كان مردوداً كان باطلاً وعبثاً يُنَزه الله عز وجل أن يُتقرب به إليه .
وأما استئجار قارئ يقرأ القرآن ليكون ثوابه للميت فإنه حرام , ولا يصح أخذ الأجرة على قراءة القرآن , ومن أخذ أجرة على قراءة القرآن فهو آثم ولا ثواب له , لأن قراءة القرآن عبادة ولا يجوز أن تكون العبادة وسيلة إلى شئ من الدنيا , قال الله تعالى : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون } هود : 15 .
محمد بن صالح العثيمين .

كيفية تلقين المحتضر
ما هي طريقة التلقين ؟ .
يقال للمحتضر قل : لا إله إلا الله , اذكر ربك يا فلان , وإذا قالها كفى , ولا يضجر المحتضر حتى يثبت على الشهادة , وإذا ذكر الله عنده وقلده المحتضر كفى ، والحمد لله . .
عبد العزيز بن باز .

يستحب توجيه المحتضر للقبلة
هل يشرع توجيه المحتضر للقبلة ؟
نعم , يستحب ذلك عند أهل العلم لقوله  : '' البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا '' .
عبد العزيز بن باز .

حرمة المسلم الميت
ما مدى حرمة الإنسان المسلم الميت ، وهل له حرمات في دين الإسلام يجب أن لا تنتهك ؟
قد ثبت عن رسول الله  في الصحيحين وغيرهما قوله  : " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام , كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا " , وذلك حين خطبهم يوم النحر في حجة الوداع  ، فمال الميت المسلم وعرضه داخلان في هذا العموم ، وسبق في جواب السؤال الأول ما يدل على أن حرمة جسده ميتا كحرمته حياً .
فتاوى اللجنة الدائمة .

خروج المرأة للتعزية
هل يجوز للمرأة أن تخرج للتعزية مع أخواتها ، أو أحد محارمها ، أم لا يشرع في حقها ذلك ؟ وهل في ذلك استثناء للبعض ، كأمها ووالدها وإخوتها ، أم على الإطلاق ؟
يجوز أن تخرج المرأة في التعزية المشروعة إذا لم يوجد بخروجها محاذير أخرى ، كتعطر وتبرج ونحو ذلك , مما يسبب الفتنة لها أو بها .
فتاوى اللجنة الدائمة .

كيفيه غسل الميت 17
كيف يغسل الميت ؟
العمدة في صفة الغسل هو حديث أم عطية لأنها شهدت غسل ابنه رسول الله  وحكت ذلك فأتقنت ، وكان جماعة من الصحابة وعلماء التابعين بالبصرة يأخذون عنها غسل الميت ، وكذلك عول عليه الأئمة في غسل الميت
عن أم عطية قالت : دخل علينا رسول الله  ونحن نغسل ابنته ـ زينب ـ فقال : " اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك بماء وسدر ، واجعلن في الآخرة كافورا ، فإذا فرغتن فآذنني " , فلما فرغنا آذناه ، فألقى إلينا حقوة ـ
إزاره ـ فقال : " أشعرنها إياه " .18
ويمكن تلخيص أفعال غسل الميت على ما ورد في حديث أم عطية وغيره مما ذكره أهل العلم فيما يأتي :
أولاً : بعد وضع الميت على السرير المعد للغسل ، وتجريده من ملابسه مع ستر عورته بالساتر - من الركبة إلى السرة - : يبدأ الغاسل فيحني الميت حنياً رفيقاً ، ويجلسه نصف جلسة أو قريب من الجلوس , ثم يمر بساعد يده اليمنى على بطن الميت ، ويعصره عصراً خفيفاً ، ثلاثاً أو خمساً , ليخرج ما هو قابل للخروج من الفضلات , وليس القصد من هذا العصر إخراج ما في جوفه وإنما إخراج ما هو متهيأ للخروج , لأنه إذا لم يخرج في البداية فقد يخرج من أثناء الغسل أو التكفين , فيضطر إلى إعادة الغسل أو الوضوء .
ودليل ذلك أن أم سليم قالت : قال رسول الله  : " إذا توفيت المرأة فأرادوا غسلها , فليبدأ ببطنها , فليمسح مسحاً رفيقاً - إن لم تكن حبلى - ، فإن كانت حبلى فلا يحركها " .19
ثانيا : يلبس الغاسل قفازين - إن تيسر ذلك - ، وإن لم يتيسر ذلك , لف على يده اليسرى خرقة ثم ينجي الميت من تحت الساتر يحاول بقدر الإمكان أن يبسط كفه أثناء تنجية ذكر الميت حتى لا يجسم ويعرف حجم الذكر , وهذا من باب احترام الميت , أما من ناحية دبره : فإنه يحرك يده وأصابعه كيف يشاء وينظف , وأثناء التنجية يصب الماء معاونه .
ثالثاً : يغير الغاسل قفازيه أو الخرقة التي نجى بها الميت بقفازين جديدين - إذا أمكن - من باب النظافة .
رابعاً : يوضأ الميت وضوءه للصلاة : فيبدأ ويسمي الله الغاسل ، ويغسل كفي الميت ثلاثاً ، ثم يأخذ قطنة صغيرة ويبلها بالماء ويمسح بها فم الميت و أسنانه ولثته ، ويفعل ذلك ثلاث مرات ويغير القطنة في كل مرة - إذا أمكن - . ثم يأخذ قطنة جديدة ويمسح وينظف بها الأنف من الداخل ثلاث مرات - كالسابق - وهذه الطريقة نيابة عن المضمضة والاستنشاق , لأنه لو مضمضه بالماء دخل الماء في جوفه وحرك ما فيه , مما يسبب المثلة بالميت ، وقد يخرج شىء من جوفه .
ثم يكمل وضوءه : فيغسل الوجه ثلاث مرات ، مع سد الفم والأنف , ثم يغسل يديه إلى المرفقين ثلاثاً , ثم يمسح رأسه مع الأذنيين , ثم يغسل رجليه إلى الكعبين .
ولا يوضىء الميت أكثر من مغسل واحد ، إلا إذا دعت الحاجة .
خامساً : بعد ذلك يشرع في الغسل : وهو عبارة عن ثلاث غسلات :
الغسلة الأولى : بالماء والسدر , والغسلة الثانية : بالماء والسدر كذلك , والغسلة الثالثة : بالماء والكافور .
بعض المغسلين يجعل الغسلة الأولى بالماء ، والثانية بالماء والسدر ، والثالثة بالماء و الكافور ، وهذا لا بأس به , ولكن الأفضل - وهو السنة - هي الطريقة الأولى ، وهي أقوى في تنظيف الجنازة : كما في حديث أم عطية السابق وحديث : " اغسلوه بماء وسدر " ، ولم يذكر الماء وحده فقط , بل جمع بين السدر والماء .
الغسلة الأولى بالماء والسدر : والسدر هو شجر النبق ، وله ورق يؤخذ وييبس ، ثم يطحن حتى يصبح ناعماً , وهو عبارة عن مادة منظفة تشبه الصابون والشامبو ، وله خاصية عجيبة في التنظيف ، وقديماً كان يوجد عندهم الصابون ، لكنه ليس بالصفة التي في عصرنا ، وكان السدر يقوم مقامه ويتم تجهيز السدر مع الماء وفق الأتي :
1- يجهز الغاسل إناء من الماء - حسب الكمية المطلوبة وباعتبار حجم جسم الميت - فمثلاً الصغير له جالون سعته ستة لترات تقريباً ، والكبير له إناء سعته ستة عشر لترا , ويضع فيه من السدر تقريباً فنجان شاي ونصف ، أو كوب من السدر وهذا لكل جنازة , أما إذا كانت الجنازة سقطاً أو طفلاً فيكفيه نصف هذه الكمية وهذا التقدير ليس بنص شرعي إنما بالخبرة والتجربة والممارسة .
وكلما احتاجت الجنازة إلى زيادة في التنظيف زيد في كمية السدر ، ثم يصب الماء على السدر ، مع تحريكهما حتى يختلطا وتظهر رغوة السدر - وهي تشبه رغوة الصابون - .
2- يأخذ الغاسل رغوة السدر ، ويغسل بها رأس الميت ووجهه وإبطيه .
3- ثم يغسل بالماء المخلوط بالسدر رأس الميت كله ، ثلاث مرات .
4ـ ثم بعد ذلك يغسل ميامن الميت , فيغسل اليد اليمنى - من المنكب إلى الكف - وصفحة عنقه اليمنى ، وشق صدره وجنبه وفخذه وساقه الأيمن ، يغسل الظاهر من ذلك ، ويكون الميت مستلقياً على ظهره ، ويصب الماء من فوق الساتر ومن تحته بحيث لا يكشف العورة ، و يصنع مثل ذلك بالجانب الأيسر .
5- ثم يقلب الميت على جنبه الأيسر , حتى يغسل جانبه الأيمن من ظهره ، ولا يكبه على وجهه , فيغسل الظهر وما هناك من وركه وفخذه وساقه ، ثم يرجعه كما هو مستلقياً على ظهره , ويغسل كذلك شقه الأيسر كالشق الأيمن تماماً .
6- ثم يعمم على جسده الماء ، من رأسه إلى رجليه ، وهو مستلق على ظهره ، ولا يكبه على وجهه .
وهذا الغسل يشبه الغسل من الجنابة للحي , وهناك صفة أخرى وهي أن يقلب الميت على شقه الأيسر ويغسل شقه الأيمن من جهة البطن والصدر ، ومن جهة ظهره كذلك ، ثم يقلبه على شقه الأيمن ويغسل شقه الأيسر من جهة البطن والصدر ومن خلفه , ثم يرده مستلقياً على ظهره ويعمم عليه الماء كاملا لحديث أم عطية وقال لنا : " ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها " .
الغسلة الثانية بالماء والسدر : يفعل فيها كما فعل في الغسلة الأولى ، ولكن لا يعيد وضوءه , فالوضوء في الغسلة الأولى فقط , فيغسل الرأس ، ثم الشق الأيمن ، ثم الشق الأيسر ، ثم الشق الأيمن من الظهر ثم الأيسر ، ثم يعمم الماء على جسده .
الغسلة الثالثة بالماء والكافور : والكافور مادة تتميز بعدة مميزات , منها : أنه طيب ومبرد للجسم والعروق ، مانع للنزيف ، ومبعد للهوام والحشرات بإذن الله , بسبب رائحته القوية التي تقتلها لوجود السم فيها .
ويكفي الجنازة متوسطة الحجم ثمانية مكعبات ، أما إذا كانت طفلاً أو سقطاً فالنصف , ويدق هذا الكافور ، أو يفت باليد ، ويوضع في إناء سعته ستة عشر لتراً تقريباً للجنازة متوسطة الحجم ، ويزاد وينقص في حجم الإناء بحسب الحاجة ، وبحسب جسم الميت , ويخلط الكافور بالماء ، بعد ذلك يغسل الرأس ثلاثاً ، ثم الشق الأيمن ثم الأيسر ، من أمامه ومن خلفه ، ثم يعمم الماء على جسده كما في الغسلتين السابقتين ، ولا يعيد الوضوء ولا يدلك الجسم , لأن الكافور طيب وليس منظفاً , وهذه الغسلة تزيل ما علق بالجنازة من السدر وتنقيها وتطيب الجنازة حيث تبقى حبيبات الكافور على جسم الميت .
أما إذا رأى الغاسل أن الجنازة لم تنظف : فإنه يزيد على هذه الغسلات الثلاث إلى خمس غسلات , لتصبح الغسلة الرابعة بالماء والسدر ، والخامسة بالماء والكافور , فإن لم تنظف : يزيدها إلى سبع غسلات ، لتكون الغسلة السادسة بالماء والسدر ، والسابعة بالماء والكافور .
وهذا يرجع كله إلى اجتهاد المغسل , وإلى حاجة جسد الميت.
ويدل على ذلك حديث أم عطية : " اغسلنها ثلاثا أو سبعا أو أكثر من ذلك ، إن رأيتن ذلك " قالت : قلت وتراً ؟ قال : " نعم واجعلن في الآخرة كافورا "
وجميع الغسلات بالماء والسدر ، وآخر غسلة بالماء والكافور - كما في الحديث - .
سادساً : تنشيف الجنازة : يتم من خلال خرقة توضع عليها ، وينشف بها كامل الجسد , حتى لا يبل الكفن : كما في حديث أم سليم : " فإذا فرغتن منها فألقى عليها ثوباً نظيفاً " , وذكر القاضي في حديث أبي العباس في غسل النبي  : " فجففوه بثوب " .
سابعاً : بعد ذلك يغير الغاسل السترة التي على الجنازة - لأنها قد تبللت وظهر عليها أثر السدر والكافور - بسترة جديدة , وطريقة ذلك : أن يضع السترة الجديدة ويفرشها فوق السترة القديمة التي تغطي عورة الميت ، ثم يسحب السترة القديمة من تحت السترة الجديدة برفق , بحيث لا تنكشف عورة الميت .
ثامناً : ينقل الميت بالحامل الطبي إلى مكان التكفين لتبدأ بعد ذلك المرحلة التي بعدها وهي تكفين الميت وسيأتي بسط الكلام عنها .
( فائدة ) : ما يخرج من جوف الميت أثناء الغسل وبعده : فلا يخلو من أربعة أحوال : إذا خرج أثناء الغسل شيء من السبيلين : فإنه يغسل المكان ، ويوضئه ، ويزيد إلى خمس غسلات ، فإذا خرجت نجاسة بعد ذلك : وضأه ثم غسله إلى سبع ، ويسد المكان بقطنة وتراب المسك الأبيض ، وكانوا قديماً يضعون الطين الحر ، والأفضل تراب المسك .
الحالة الثانية : أن تخرج ما في جوفه بعد تغسيله : فيكتفي بتوضئته ، ولا يعاد غسله , دفعاً للمشقة ، ولأنه لا يأمن أن يخرج منه شيء مرة أخرى .
الحالة الثالثة : أن يخرج ما في جوفه بعد تكفينه : فإذا كان الخارج قليلاً لا يعاد وضوؤه ولا تغسيله , إنما يغسل المكان المتسخ في الكفن , وإذا كان الخارج كثيراً فاحشاً فإنه يعاد تغسيله .
الحالة الرابعة : أما إذا كان الخارج من غير السبيلين كدم أو قيح أو أي شيء فلا يوضأ ولا يعاد تغسيله , وإنما يغسل المكان وينظفه فقط ، وهذا إذا كان الخارج قليلاً ، أما إذا كان كثيراً فيعاد الغسل والوضوء من جديد .

كيفية غسل المرأة
كيف يتم تغسيل المرأة ؟
بالنسبة لغسل المرأة فإنها تغسل بنفس الطريقة التي يغسل فيها الرجل والتي سبق ذكرها ، غير أنها تزيد عن الرجل - بعد إتمام غسلها - بنقض شعرها وجعله ثلاث ضفائر : الأولى : من ناصيتها ، والثانية والثالثة : من قرنيها ( أي من جنبي رأسها الأيمن والأيسر ) ، ثم ترمى وراء ظهرها .
ودليل ذلك : حديث أم عطية : " فضفرنا شعرها ثلاثة أثلاث : قرنيها وناصيتها ، وألقيناها خلفها " .

كيفية تكفين الميت
كيف يكفن الميت ؟
يؤخذ قياس الكفن للميت ، وذلك على النحو التالي : الطول : يؤخذ طول الميت من رأسه إلى رؤوس أصابع قدميه ، بالمتر العادي ، ثم يزاد على هذا الطول ( سبعين سم ) .
مثال : لو قست طول الميت 150 سم : تزيد 70 سم , فيصبح طول الكفن الذي يكفن فيه الميت هو 220 سم ، وهذا على وجه الاحتياط لستر الميت .
العرض : يؤخذ عرض الميت من أول كتفه الأيمن إلى نهاية كتفه الأيسر ، ثم يضرب هذا العرض في ثلاثة .
مثال : لو كان عرض الميت 50 سم : تضرب في 3 , فيصبح عرض الكفن الذي يكفن فيه الميت يساوي 150 سم ، وهذا على وجه الاحتياط لستر الميت .
( تنبيه ) : الأكفان تختلف في العرض عند شرائها , فبعضها عرضه 90 سم ، والبعض 120 سم ، والبعض 150 ، والبعض 180 سم , فلا بد من التأكد من عرض الكفن الذي يناسب الجنازة , حتى لا يتحرج المغسل عندما يضع الجنازة على الكفن , فلا يمكن إدراجه ولف الكفن على الميت لقصر العرض .
وأفضل الأكفان ما كان طوله 280 سم وعرضه 180 سم , فهو ينفع لأغلب الجنائز .
ثم يقص الكفن بالمقاس الذي حدد للميت , تقص سبعة أربطة لربط الكفن ، ويكون طول الرباط على حسب حجم الجنازة وعرضها ، ويكون طول الرباط 80 سم وعرضه 10 سم ، ثم يبرم الرباط برماً باليد حتى يكون قوياً لا ينقطع.
يقص التبان : وهو عبارة عن حفاظة للميت تقي الكفن من النجاسة إذا خرجت ، عرضها حوالي 30 سم ، وطولها بحسب الجنازة وحجمها ، وفي الغالب الجنازة العادية طول التبان تقريباً 100 سم ، يقص من نفس كفن الميت
( مسألة ) : كل ما ذكرناه من مقاسات مترية ليست مقدرة شرعاً , بل هي قابلة للزيادة والنقص ، إلا أننا قدرناه حسب التجربة .
يوضع النعش - وهو السرير الذي يحمل عليه الميت - قريباً من الميت ، على سرير آخر غير الذي غسل عليه الميت ، أو على الأرض إذا لم يتوفر .
توضع الأربطة على النعش ، وتكون وتراً ، ثم توزع من جهة الرأس ، ومن عند الصدر ، ومن جهة البطن ، ومن جهة الفخذين ، ومن جهة الركبة وأسفل القدمين , وفائدة هذه الأربطة أنها تربط الكفن حتى لا ينتشر ويتفرق , فينكشف جسم الميت أثناء حمله ودفنه , لأن الأصل في الميت الستر ، ولأنه بعد موته يصبح كله عورة , ولذلك إذا وضعت الجنازة في القبر تحل هذه الأربطة , لأنها إذا تركت ولم تحل فقد تسبب أذى لجسد الميت , لأن الميت بعد ثلاثة أيام ينتفخ جسمه ويتحلل مما يسبب تقطع لحمه إذا تركت هذه الأربطة .
تبسط اللفافة الأولى ، ويستحب أن تكون أحسن اللفائف وأنظفها , لتظهر للناس بشكل حسن , ويجعل زيادة من جهة الرأس بمقدار 50 سم , لشرفه ولأنه أحق بالستر من الرجلين ، ولكي يعرف جهة رأس الميت ليلاحظ ذلك عند الصلاة والدفن , و20 سم من جهة الرجلين تقريباً .
ثم تبسط اللفافة الثانية فوق الأولى مباشرة بالتساوي ، وكذلك اللفافة الثالثة , فتصبح كأنها لفافة واحدة .
ثم يوضع التبان فوق الكفن ، ويكون قريباً من جهة الرجلين , بحيث يوضع مكان إلية الميت ، ثم يوضع القطن على التبان .
ثم ينثر الحنوط - تراب المسك الأبيض ، وتراب المسك الأسود - أو غير ذلك من الحنوط ، على الكفن والتبان ، ويحاول أن يعم الكفن جميعه .
ثم بعد ذلك يحمل الميت برفق ، مع الحرص أن يكون الساتر على العورة ، ويوضع على الكفن ، مع مراعاة أن يكون الرأس من الجهة الزائدة من الكفن ، وأن توضع الإلية على التبان .
تبعد الرجلان عن بعضهما ، حتى يشد الغاسل التبان من تحت الساتر ، ليجمع إلية الميت وأنثييه ، وذلك بسحب التبان إلى بطن الميت ، ثم تجمع الرجلان مرة ثانية .
يطيب الميت : لحديث الرجل الذي وقصته ناقته قال : " لا تطيبوه ولا تخمروا رأسه ... " ، فدل أن غير المحرم يطيب و لفعل كثير من السلف , فقد ورد أن ابن سيرين طلى ميتاً من قرنه إلى قدميه ، وطلى ابن عمر إنساناً بالمسك .
وأفضل الطيب المسك , لقول الرسول  : " المسك أطيب الطيب " .20
ويطيب مواضع السجود من الميت ( الجبهة والأنف والكفين والركبتين والقدمين ) ، ويطيب المغابن ( الإبطين وباطن الكفين والركبتين والقدمين ) ، ولو طيب كل جسمه فحسن .
ثم تؤخذ اللفافة العليا ، ويثنى طرفها على شق الميت الأيمن ، ثم يرد طرفها الآخر على شقه الأيسر ، وتدرج إدراجاً ، ثم يسحب الغاسل الساتر من جهة رجلي الميت - وذلك بوضع يده داخل الكفن - ، ويسحب الساتر ، بحيث لا ترى العورة .
ثم تدرج اللفافة الثانية ، ويحسن اللف ، ثم ينثر عليها مقدار فنجال من الكافور , لأنه طيب قوي الرائحة ويبعد الهوام عن الميت في قبره , ثم يدرج اللفافة السفلى ولا يضع شيئاً عليها , لأن الحنوط يكون بين الأكفان فقط .
يعقد الأربطة جيداً : يجعل العقدة على شكل نصف دائرة ، أو وردة ، ويجعل العقدة من الجانب الأيسر من الميت , لأن الميت سوف يوضع في القبر على جنبه الأيمن , فيسهل حلها .
يغطى الميت - بعد ذلك - بلحاف ، أو عباءة ، أو نحوه ليكون أبلغ في الستر.
( مسألة ) : تكفين المرأة : تكفن المرأة في خمسة أثواب ، ولم يثبت بذلك دليل صحيح , إنما ذكره العلماء ، وتعارف الناس على ذلك وهي على النحو التالي :
لفافتان : وهي ما يعم بها جميع البدن - مثل اللفائف التي يكفن بها الرجل - يؤخذ المقاس طولاً وعرضاً - كالسابق - .
الإزار : - ما يؤتزر به ، ويكون أسفل البدن - ، يؤخذ المقاس من السرة إلى رؤوس القدمين ، مع زيادة 20 سم .
القميص : - الدرع - ، ومقاسه : طول الميتة ، مضروب في اثنين أي : ضعف الطول , ثم يطوى طيتين ، ويقص من المنتصف بمقدار 15 سم تقريباً
الخمار : ـ وهو ما يغطى به الرأس - طوله 90 سم ، وعرضه 90 سم .
صفة تكفين المرأة :
1- تفرق الأربطة على النعش ، وتكون الأربطة وترا .
2- تبسط اللفافة الأولى ثم الثانية ، ويجعل زيادة الكفن من جهة الرأس ، والزيادة الثانية من جهة القدمين ، - مثلما فعلنا بكفن الرجل - .
3- ثم يبسط نصف القميص ، بحيث يتساوى مع اللفافتين ، ويجمع النصف الآخر ويترك على نهاية النعش من جهة الرأس .
4- يبسط الإزار - بعد ذلك - ، ويوضع أسفل الكفن , بحيث يلف في المنطقة التي تكون من السرة إلى القدمين - أسفل البدن - .
5- يوضع التبان وعليه القطن ، ثم ينثر الحنوط ، ويوزع على الكفن ، ثم توضع الميتة ، مع الحفاظ على ستر عورتها .
6- يلف الإزار ويدرج عليها ، والزائد يوضع تحت الرجلين ، ثم تدخل المغسلة يدها تحت الإزار وتسحب الساتر من فوق العورة , بحيث لا تراها .
7- يبسط القميص من الطرف الذي جمع سابقاً على الميتة ، ويجعل الزائد تحت جنبي الميتة .
8- بعد ذلك يغطى رأس الميتة ووجهها كله بالخمار .
9ـ ثم تؤخذ اللفافة العليا ، ويثنى طرفها على شق الميتة الأيمن ، ثم يرد طرفها الآخر على شقها الأيسر ، وتدرج إدراجاً ، ثم ينثر شىء من الكافور على الكفن ، ثم تلف وتدرج اللفافة السفلى .
10- تربط الأربطة على الكفن ، وتكون العقد وتراً - كما في كفن الرجل - ، وتجعل العقد من الجنب الأيسر من الميتة .
11- تغطى بعباءة - أو لحاف - حتى يكون أبلغ في الستر .

النياحة على الميت
هل يجوز البكاء على الميت إذا كان البكاء فيه نواح ولطم الخد وشق الثوب فهل البكاء يؤثر على الميت ؟
لا يجوز الندب ولا النياحة ولا شق الثياب ولطم الخدود وما أشبه ذلك , لما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود أن النبي  قال : " ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية " ، وثبت عن رسول الله  أنه لعن النائحة المستمعة ، وصح عنه أيضاً أنه قال : " إن الميت يعذب في قبره بما يناح عليه " ، وفي لفظ : " إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه " , والمراد بالبكاء هنا النياحة ، أما البكاء بدمع العين من دون نياحة فلا حرج فيه , لقول النبي  لما مات ابنه إبراهيم : " العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " , وقوله  : " إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ، وإنما يعذب بهذا أو يرحم ، وأشار إلى لسانه " .
فتاوى اللجنة الدائمة .

تلقين الميت
أنا أعرف أن التلقين لا يجوز للميت بعد الموت ، ولكن كثير من العلماء يجيزونه عندنا ، واحتجوا بالمذهب الشافعي ، وقد رجعت إلى نيل الأوطار للشوكاني حيث سكت عن ذلك وقال : أجازه بعض الشافعية , ولا أدري ما الحل في ذلك .
الصحيح من قولي العلماء في التلقين بعد الموت أنه غير مشروع ، بل بدعة وكل بدعة ضلالة ، وما رواه الطبراني في الكبير عن سعيد بن عبد الله الأودي عن أبي أمامة  في تلقين الميت بعد دفنه ذكره الهيثمي في الجزء الثاني والثالث من " مجمع الزوائد " ، وقال : في إسناده جماعة لم أعرفهم . أهـ. وعلى هذا لا يحتج به على جواز تلقين الميت ، فهو بدعة مردودة بقول رسول الله  : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " . وليس مذهب إمام من الأئمة الأربعة ونحوهم كالشافعي حجة في إثبات حكم شرعي ، بل الحجة في كتاب الله وما صح من سنة النبي  في إجماع الأمة ، ولم يثبت في التلقين بعد الموت شيء من ذلك فكان مردوداً .
فتاوى اللجنة الدائمة .

التصدق عن الميت وعلم الميت بها
إذا ضحى شخص عن والده المتوفى أو تصدق عنه ، أو دعا له ، وزار قبره فهل يحس أنه من ابنه فلان ؟
الذي دلت عليه نصوص الشريعة انتفاع الميت بصدقة الحي عنه ، ودعائه له ، والضحية عنه نوع من أنواع الصدقة ، فإذا أخلص المتصدق في صدقته عن الميت وفي دعائه له ، انتفع الميت ، وأثيب الداعي والمتصدق فضلاً من الله ورحمة ، وحسبه أن يعلم الله منه الإخلاص وحسن العمل ، ويأجر الطرفين أما أنه يحس الميت بمن أسدى إليه المعروف فلم يدل عليه دليل شرعي فيما نعلم وهو أمر غيبي ، لا يعلم إلا من وحي الله تعالى لرسوله  .
فتاوى اللجنة الدائمة .

حكم إقامة دورات لتعليم تغسيل الأموات
ما حكم إقامة دورات لتعليم تغسيل الأموات ؟
تعليم تغسيل الموتى طيب ومشروع وليس فيه شيء , لأن بعض الناس لا يحسن التغسيل , والحاجة ماسة إلى معرفة كيفية تغسيل الميت .
عبد العزيز بن باز .

تغسيل الميت هل ينقض الوضوء
بالنسبة لتغسيل الميت , فإنه لا ينقض الوضوء في أصح قولي العلماء , لكن لو مس المغسل عورة الميت فإنه ينقض وضوءه لمس العورة , لا من أجل تغسيل الميت , ولا ينبغي للمغسل مس عورة الميت , بل يغسلها من وراء حائل .
عبد العزيز بن باز .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  Empty
مُساهمةموضوع: إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر   إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 25, 2013 2:16 pm

تقدم صلاة الجنازة على الفرض في هذه الحال
من دخل المسجد للصلاة على الجنازة ، ولم يصل الفرض فهل يصلي الفرض أولاً أو يدخل معهم في الصلاة على الجنازة ؟ وإذا حملت الجنازة هل يصلي عليها ؟
يصلي معهم على الجنازة ثم يصلي الفرض , لأن الجنازة تفوت والفرض لا يفوت , وأما إذا حملت الجنازة فلا يصلي عليها , وإنما يتبعها ويصلي عليها بعد الدفن أو عند القبر .
عبد العزيز بن باز .
كيف يفعل من حضر الجنازة في مسجد وقد صلى الفرض في آخر
بعض المصلين يأتون وقد صلوا الفرض في مساجدهم , فإذا أقيمت صلاة الفرض في المسجد الذي سيصلى على الميت فيه , فهل يصلون في المسجد مع المسلمين مرة ثانية , أو يجلسون في المسجد ينتظرونهم , والذي لم يأت إلا متأخراً , وقد فاته ثلاث ركعات هل يصلي معهم مع خشيته فوات صلاة الجنازة ؟
إذا جاء المسلم إلى المسجد فوجد الناس يصلون , فإن المشروع له أن يصلي معهم , فإنها له نافلة , لما ثبت عن النبي  أنه قال لأبي ذر : '' . . فإن أدركتها معهم فصل فإنها لك نافلة '' 21 . وجيء إلى النبي  برجلين , وهو في منى في حجة الوداع , لم يصليا معه في صلاة الفجر , فقال لهما  : " ما منعكما أن تصليا معنا " .
فقالا : قد صلينا في رحالنا يا رسول الله ، فقال لهما  : " إذا صليتما في رحالكما ثم أدركتما الإمام لم يصل فصليا معه فإنها لكما نافلة " ، وفي الباب أحاديث كثيرة وهي تدل على أن المسلم متى أدرك الصلاة مع الإمام أو بعضها فإنه يصلي معه وتكون له نافلة .
عبد العزيز بن باز .

السنة لمن تبع الجنازة ألا يجلس حتى توضع على الأرض
ما هي السنة لمن تبع الجنازة ؟
السنة لمن تبع الجنازة ألا يجلس حتى توضع من أعناق الرجال على الأرض , وأما الانصراف فإن المشروع لمتبعها ألا ينصرف حتى توضع في القبر ويفرغ من دفنها , وهذا كله على سبيل الاستحباب , لكن الأفضل ألا ينصرف التابع للجنازة إلا بعد الفراغ من الدفن حتى يستكمل الأجرين , أجر الصلاة , وأجر الإتباع لقول النبي  : " من تبع جنازة مسلم , فكان معها حتى يصلى عليها , ويفرغ من دفنها فإنه يرجع بقيراطين , كل قيراط مثل جبل أحد " . 22

معنى حديث الأرواح جنود مجندة
ما معنى هذا الحديث : " الأرواح جنود مجندة , ما تعرف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " . 23
قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في شرح الحديث :
قوله : " الأرواح جنود مجندة . . . إلخ " قال الخطابي : يحتمل أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر والصلاح والفساد , وأن الخير من الناس يحن إلى شكله , والشرير نظير ذلك يميل إلى نظيره فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير وشر , فإذا اتفقت تعارفت , وإذا اختلفت تناكرت .
ويحتمل أن يراد الإخبار عن بدء الخلق في حال الغيب على ما جاء أن الأرواح خلقت قبل الأجسام , وكانت تلتقي فتتشاءم , فلما حلت بالأجسام تعارفت بالأمر الأول فصار تعارفها وتناكرها على ما سبق من العهد المتقدم .
وقال غيره : المراد أن الأرواح أول ما خلقت خلقت على قسمين , ومعنى تقابلها أن الأجساد التي فيها الأرواح إذا التقت في الدنيا ائتلفت أو اختلفت على حسب ما خلقت عليه الأرواح في الدنيا إلى غير ذلك بالتعارف .
قلت : ولا يعكر عليه أن بعض المتنافرين ربما ائتلفا , لأنه محمول على مبدأ التلاقي , فإنه يتعلق بأصل الخلقة بغير سبب , وأما في ثاني الحال فيكون مكتسباً لتجدد وصف يقتضي الألفة بعد النفرة كإيمان الكافر وإحسان المسيء .
وقوله : " جنود مجندة " أي أجناس مجنسة أو جموع مجمعة , قال ابن الجوزي : ويستفاد من هذا الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح فينبغي أن يبحث عن المقتضي لذلك ليسعى في إزالته حتى يتخلص من الوصف المذموم , وكذلك القول في عكسه .
وقال القرطبي : الأرواح وإن اتفقت في كونها أرواحاً لكنها تتمايز بأمور مختلفة تتنوع بها , فتتشاكل أشخاص النوع الواحد وتتناسب بسبب ما اجتمعت فيه من المعنى الخاص لذلك النوع للمناسبة , ولذلك نشاهد أشخاص كل نوع تألف نوعها وتنفر من مخالفها , ثم إنا نجد بعض أشخاص النوع الواحد يتآلف وبعضها يتنافر , وذلك بحسب الأمور التي يحصل الاتفاق والانفراد بسببها .
وقال النووي ـ رحمه الله ـ في شرحه :
قوله  : " الأرواح جنود مجندة , فما تعارف منها ائتلف , وما تناكر منها اختلف " ,قال العلماء : معناه جموع مجتمعة , أو أنواع مختلفة , وأما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه , وقيل : إنها موافقة صفاتها التي جعلها الله عليها , وتناسبها في شيمها , وقيل : لأنها خلقت مجتمعة , ثم فرقت في أجسادها , فمن وافق بشيمه ألفه , ومن باعده نافره وخالفه . وقال الخطابي وغيره : تآلفها هو ما خلقها الله عليه من السعادة أو الشقاوة في المبتدأ , وكانت الأرواح قسمين متقابلين , فإذا تلاقت الأجساد في الدنيا ائتلفت واختلفت بحسب ما خلقت عليه فيميل الأخيار إلى الأخيار , والأشرار إلى الأشرار . والله أعلم .
الإمام ابن حجر والإمام النووي .

يسن الإسراع بالجنازة
هل يسن الإسراع بالجنازة ؟
يسن الإسراع بالجنازة من غير مشقة لقول النبي  : " أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه ، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم " .24
عبد العزيز بن باز .

كلمة عن إتباع الجنائز
قد ثبت عن رسول الله  أنه قال : " من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط , ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان " , قيل : يا رسول الله ما القيراطان ؟ قال : " مثل الجبلين العظيمين " ، يعني : من الأجر , وهذا يدل على شرعية إتباع الجنائز للصلاة وللدفن جميعا , وما ذاك إلا لما في إتباع الجنائز من المصالح الكثيرة .
منها : أن ذلك يذكر بالموت ويذكر التابع بالاستعداد للآخرة , وأن الذي أصاب أخاه سوف يصيبه , فليعد العدة وليحذر من الغفلة .
ومن ذلك أيضا : أن في إتباع الجنائز جبراً للمصابين ومواساة لهم وتعزية لهم في ميتهم , فيحصل له بذلك أجر التعزية والجبر والمؤاساة لإخوانه .
ومن ذلك أيضا : أنه يعينهم على ما قد يحتاجون إليه في حمل ميتهم ودفنه، فعلى كل تقدير إتباع الجنائز فيه مصالح كثيرة , ولو لم يكن فيه إلا أنه يذكر بالموت وما بعده ، ويدعو إلى الاستعداد للآخرة والتأهب للقاء الله عز وجل لكان هذا كافياً , فكيف وفي ذلك مصالح أخرى ؟ ثم في ذلك هذا الأجر العظيم أنه يحصل له بالصلاة قدر قيراط , قدر جبل من الأجر , وبالصلاة والدفن جميعاً مثل الجبلين العظيمين من الأجر , وهذا فضل كبير وخير عظيم .
عبد العزيز بن باز .

من الأولى بتغسيل الميت
هل الأولى أن يتولى التغسيل أهل الميت ؟
لا يلزم وإنما يتولى ذلك الأمين ، الجيد ، الخبير .
محمد بن صالح العثيمين .

إذا أوصى الميت بتحديد من يغسله فهل تنفذ وصيته ؟
نعم تنفذ وصيته .
محمد بن صالح العثيمين .

أفضلية كثرة المصلين على الجنازة
هل في كثرة عدد المصلين على الجنازة فضل ؟
ثبت في حديث ابن عباس عن النبي  أنه قال : " ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه " .25
ولذا استحب العلماء تحري المسجد الذي فيه جماعة كثيرة للصلاة على الميت فيه ، وكلما كان العدد أكثر صار أقرب إلى الخير وأكثر للدعاء .
محمد بن صالح العثيمين .

حكم البذخ والإسراف في العزاء
ما حكم البذخ والإسراف في العزاء ، حيث يتكلف أهل الميت بإقامة الولائم للمعزين ، وهناك عادة جرت مثل اليوم الثالث واليوم الثامن ، والأربعين بالنسبة للمعزين ؟
هذا لا أصل له ، بل هو بدعة ومنكر ومن أمر الجاهلية ، فلا يجوز للمعزين أن يقيموا الولائم للميت ، لا في اليوم الأول ولا في الثالث ولا في الرابع ولا في الأربعين أو غير ذلك ، هذه كلها بدعة ، وعادة جاهلية لا وجه لها ، بل عليهم أن يحمدوا الله ويصبروا ويشكروه سبحانه وتعالى على ما قدر ، ويسألوه سبحانه أن يصبرهم وأن يعينهم على تحمل المصيبة ، ولكن لا يصنعون للناس طعاماً .
محمد بن صالح العثيمين .

من أحكام
القبــــــــــــــور
بأي لغة يسأل العبد في قبره
إذا مات الإنسان ودخل القبر هل يرى النبي  ، وهل يقال له ما تقوله في هذا الرجل , والحال قد يموت في الوقت الواحد خلق كثير وإذا سأله ملكان هل يسألانه بلسانه أو بالعربية أو بالسريانية ؟
إذا مات الإنسان ودفن جاءه ملكان وسألاه عن ربه ونبيه ودينه بلغة يفهمها ، فالمؤمن يسدد في الجواب دون الكافر ، ولو تعدد الأموات واتحد الوقت ولا غرابة ، فالملائكة لهم شأن غير شأن البشر ، ولم يرد أن الميت يرى النبي  في قبره فيما نعلم .
ونوصيك بمراجعة كتاب : " العقيدة الواسطية " لشيخ الإسلام ابن تيمية ، و " الأصول الثلاثة " لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في الموضوع وغيره زيادة في الفائدة .
فتاوى اللجنة الدائمة .

كيف أنجو من عذاب القبر
ما هو الشيء الذي دل عليه الكتاب والسنة في النجاة من عذاب القبر ، فهل
هناك أحاديث نبوية أو أدعية خاصة نقولها يومياً للنجاة من عذاب القبر ؟
الشيء الذي دل عليه الكتاب والسنة في النجاة من عذاب القبر هو أداء ما أوجبه الله على العبد وترك ما حرمه عليه ، والإكثار من التوبة والاستغفار وفضائل الأعمال ، وكثرة الاستعاذة بالله من عذاب القبر ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } , وكان النبي  يستعيذ في آخر الصلاة من أربع منها عذاب القبر ويأمر بذلك .
فتاوى اللجنة الدائمة .

صفة القبر
ما هو اللحد والشق في القبر ، وأين يحفر كل منهما ؟
اللحد في القبر هو : أن يحفر في الأرض الصلبة إلى أسفل طولاً ، ثم يميل الحافر بالحفر إلى جانبه الذي من جهة القبلة ليوضع الميت في الحفر الجانبي مستقبلًا القبلة . ولا يتيسر ذلك إلا في الأرض الصلبة أو المتماسكة .
والشق هو: أن يحفر القبر في الأرض طولاً فقط ليوضع الميت في ذلك طولاً ، ويكون ذلك في الأرض الرخوة غير المتماسكة كالأرض الرملية.
فتاوى اللجنة الدائمة .

دفن أكثر من ميت في قبر
الواجب أن يدفن كل ميت في قبر على حده ، يلحد له في قبلته ويسد اللحد بلبن ونحوه ، ولا يدفن الجماعة في قبر إلا إذا كان هناك مشقة كبيرة في دفن كل واحد على حدة لكثرة الأموات , بسبب وباء أو قتل ونحوهما ، فلا بأس بدفن الاثنين والثلاثة في قبر واحد ، ويقدم أفضلهم دينا إلى القبلة ، كما فعله النبي  يوم أحد .
فتاوى اللجنة الدائمة .

البناء على القبور
هناك قبر يرتفع عن الأرض مقدار شبر أو أكثر ، ولكن حافته مسورة بسور مرتفع , فهل هذا القبر يعتبر على غير العمل بالسنة ، وهل يصح زيارة مثل ذلك القبر أم لا ؟
البناء على القبور لا يجوز لما ثبت أن النبي  : " نهى أن يجصص القبر وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه "26 , وبذلك يعلم أن البناء المذكور يجب أن يزال , عملاً بهذا الحديث الشريف ، أما زيارته الشرعية فلا بأس بها .
فتاوى اللجنة الدائمة .

الاستئجار لقراءة القرآن على القبر
ما حكم استئجار من يقرأ القرآن على قبر الميت أو على روحه ؟
لا يجوز استئجار من يقرأ القرآن على قبر الميت أو على روحه ، ويهب ثوابه للميت , لأنه لم يفعله النبي  ولا أحد من السلف ، ولا أمر به أحد من أئمة الدين ، ولا رخص فيه أحد منهم فيما نعلم ، والاستئجار على نفس التلاوة غير جائز بلا خلاف.
فتاوى اللجنة الدائمة

قراءة القرآن عند القبر
هل يجوز قراءة الفاتحة أو شيء من القرآن للميت عند زيارة قبره ، وهل ينفعه ذلك ؟
ثبت عن النبي  أنه كان يزور القبور ، ويدعو للأموات بأدعية علمها أصحابه ، وتعلموها منه ، من ذلك : " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية " ، ولم يثبت عنه أنه قرأ سورة من القرآن أو آيات منه للأموات مع كثرة زيارته لقبورهم ، ولو كان ذلك مشروعاً لفعله ، وبينه لأصحابه , رغبة في الثواب ، ورحمة بالأمة ، وأداءً لواجب البلاغ ، فإنه كما وصفه تعالى بقوله : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } , فلما لم يفعل ذلك مع وجود أسبابه دل على أنه غير مشروع وقد عرف ذلك أصحابه  فاقتفوا أثره ، واكتفوا بالعبرة والدعاء للأموات عند زيارتهم ، ولم يثبت عنهم أنهم قرأوا قرآناً للأموات ، فكانت القراءة لهم بدعة محدثة ، وقد ثبت عنه أنه قال : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
فتاوى اللجنة الدائمة .

دعوى أن القبر مظلم حتى يطعم عن الميت
هل يجوز لأهل الميت صنع الطعام في نفس اليوم الذي مات فيه ، وتقديمه للمشيعين للجنازة ، ويقدم الطعام قبل دفن الميت ؟ والذين يتمسكون بهذا العمل يستدلون بآيات الصدقة والإنفاق في سبيل الله ، وأن القبر مظلم ، وليس هناك نور ، فتقديم الطعام للناس يشعل الذي يضيء في ظلام القبر ، وقبل أن يدخل الميت في القبر يصير القبر منوراً .
صنع الطعام من أهل الميت للمشيعين بدعة لا يجوز عملها ، بل هو من أمور الجاهلية .
أما دعوى أن القبر مظلم ، وأن تقديم الطعام من قبل أهل الميت والصدقة عنه قبل دفنه يضيء في ظلام القبر ، وقبل أن يدخل في قبره يصير القبر نوراً فهذا لا أصل له ، والقول به رجم بالغيب , لأن ذلك من الأمور الغيبية ، التي لا يطلع عليها إلا الله سبحانه وتعالى .
فتاوى اللجنة الدائمة .

هبة ثواب الصلاة للميت
هل يصح أن أصلي عدداً من الركعات في أي وقت ، ثم أهدي ثوابها إلى الميت ، وهل يصل ثوابها إليه أو لا ؟
لا يجوز أن تهب ثواب ما صليت للميت ، بل هو بدعة لأنه لم يثبت عن النبي  ولا عن الصحابة  ، وقد قال النبي  : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " .
فتاوى اللجنة الدائمة .

القباب على القبور
هناك من يحتجون ببناء القبة الخضراء على القبر الشريف بالحرم النبوي على جواز بناء القباب على باقي القبور ، كالصالحين وغيرهم ، فهل يصح هذا الاحتجاج أم ماذا يكون الرد عليهم ؟
لا يصح الاحتجاج ببناء الناس قبة على قبر النبي  على جواز بناء قباب على قبور الأموات ، صالحين أو غيرهم , لأن بناء أولئك الناس القبة على قبره  حرام يأثم فاعله , لمخالفته ما ثبت عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب  : " ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله  ألا تدع تمثالاً إلا طمسته ، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته " ، وعن جابر  قال : " نهى النبي  أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه " , فلا يصح أن يحتج أحد بفعل بعض الناس المحرم على جواز مثله من المحرمات , لأنه لا يجوز معارضة قول النبي  بقول أحد من الناس أو فعله , لأنه المبلغ عن الله سبحانه ، والواجب طاعته ، والحذر من مخالفة أمره , لقول الله عز وجل : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } , وغيرها من الآيات الآمرة بطاعة الله وطاعة رسوله ، ولأن بناء القبور واتخاذ القباب عليها من وسائل الشرك بأهلها ، فيجب سد الذرائع الموصلة للشرك .
فتاوى اللجنة الدائمة .

حكم زيارة القبور
ما حكم زيارة القبور هل هي جائزة أم لا؟
زيارة القبور سنة للرجال دون النساء ، على الصحيح من قولي العلماء ، وهي للعظة والاعتبار وتذكر الموت والدعاء للأموات بالمغفرة والرحمة ، كما فعل النبي  وعلم أصحابه  ، وليست للاستغاثة بالأموات والتبرك بهم وطلب الشفاعة منهم لقول النبي  " زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ". 27
فتاوى اللجنة الدائمة .

زيارة القبور يوم الجمعة
زيارة القبور مشروعة في أي وقت ، ولم يرد دليل يخصص يوم الجمعة أو غير يوم الجمعة بزيارتها فيه ، وقد روى الإمام مسلم رحمه الله عن سليمان بن بريدة عن أبيه  ، قال : " كان رسول الله  يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا : السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية " ، وعن ابن عباس  قال : مر رسول الله  بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال : " السلام عليكم يا أهل القبور ، يغفر الله لنا ولكم ، أنتم سلفنا ونحن بالأثر " .
فتاوى اللجنة الدائمة .

زيارة القبور في يوم معين من العام
في رجب أول يوم وآخر يوم يزورون المقبرة . هل هذا جائز أم لا ؟
لا يجوز تخصيص يوم معين من السنة لا الجمعة ولا أول يوم من رجب ، ولا آخر يوم ، في زيارة المقابر , لعدم الدليل على ذلك ، وإنما المشروع أن تزار متى تيسر ذلك ، من غير تخصيص يوم معين للزيارة , لقول النبي  : " زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة " .
فتاوى اللجنة الدائمة .

التعزية لأهل الميت عند القبر
توفي شخص وقمنا بدفنه وبعضنا عزى ذويه عند القبر . فهل هذا جائز ؟
يجوز ذلك وليس للتعزية وقت محدود ، ولا مكان محدود .
فتاوى اللجنة الدائمة .

هل يشعر الميت بمن يزور قبره
هل الميت يشعر بالذين يزورونه في المقبرة , وهل الواجب الوقوف أمام القبر أم يكفي دخول المقبرة فقط ؟ أفيدونا أفادكم الله ؟
الشعور من الميت بزائره الله أعلم به ، وقد قال بعض السلف بذلك ، ولكن ليس عليه دليل واضح فيما أعلم ، ولكن السنة معلومة في شرعية زيارة القبور وأن نسلم عليهم ، فنقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين , وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية , يغفر الله لنا ولكم , يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين , كل هذا مشروع ، وأما كونه يشعر أو لا يشعر هذا يحتاج إلى دليل واضح , والله أعلم سبحانه وتعالى , ولكن لا يضرنا شعر أم لم يشعر ، علينا أن نفعل السنة فيستحب لنا أن نزور القبور ، وأن ندعو لهم ولو لم يشعروا بنا ؟ لأن هذا أجر لنا وينفعهم ، فدعاؤنا لهم ينفعهم ، وزيارتنا تنفعنا لأن فيها أجرا ، ولأن فيها ذكر الموت وذكر الآخرة فننتفع بها ، والميت ينتفع بذلك أيضا بدعائنا له ، واستغفارنا له ، فينتفع الميت بذلك .
أما الوقوف على القبر ، فالأمر فيه واسع إن وقف على القبر فلا بأس ، وإن وقف على حافة المقبرة وسلم كفى ، فإذا وقف على طرف القبور وقال : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين كفى هذا ، وإن اتصل بقبر أبيه ، أو قبر أخيه يكون أفضل وأتم ، فكونه يصل إلى قبر أخيه أو أبيه أو قريبه ، أو صديقه يقف عليه ، ويقول : السلام عليك يا فلان ورحمة الله وبركاته ، غفر الله لك ورحمك الله ، وضاعف حسناتك ، ونحوها طيب ، وهذا أفضل وأكمل .
عبد العزيز بن باز .

أسئلة القبر الثلاثة
ما هي الأسئلة التي يواجهها الإنسان في القبر والتي نتعوذ منها ؟.
أولاً : إذا مات ابن آدم وخرجت روحه ووضع في قبره فإنه عندئذٍ سيكون في أول مراحل الآخرة , لأن القبر هو أول منزل من منازل الآخرة .
عن هانئ مولى عثمان بن عفان قال : كان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فيقال له : قد تَذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي مِن هذا ؟ فيقول : إن رسول الله  قال : " إن القبر أول منازل الآخرة , فإن نجا منه فما بعده أيسر منه , وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه " .
وقال رسول الله  : " ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه " .
ثانياً : يأتيه الملكان الموكلان به يسألانه عما كان يؤمن به في الدنيا عن ربه وعن دينه وعن نبيِّه ، فإن أجابهم بخير فذلك خير ، وإن لم يجبهم فإنهم يضربونه ضرباً شديداً أليماً .
وإن كان من أهل الصلاح جاءه ملائكة بيض الوجوه ، وإن كان من أهل الفساد جاءه ملائكة سود الوجوه ، وهذه هي فتنته التي يُفتن بها .
عن عائشة أن النبي  كان يقول : " اللهم إِني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم ، اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار ، وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر , ومن شر فتنة المسيح الدجال ، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس , وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب " .28
قال ابن حجر :
قوله : " ومن فتنة القبر " هي سؤال الملكين .29
ثالثاً : أما ما هو السؤال الذي تسأله الملائكة في القبر فهو مبين في الحديث الآتي :
عن البراء بن عازب  قال :
خرجنا مع رسول الله  في جنازة رجل من الأنصار , فانتهينا إلى القبر و لم يلحد بعد , قال : فقعدنا حول النبي  فجعل ينظر إلى السماء و ينظر إلى الأرض ـ وفي رواية : وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير , وفي يده عود ينكت به في الأرض ـ و جعل يرفع بصره و يخفضه ثلاثاً ثم قال : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر " , ثم قال : " إن الرجل المسلم ـ وفي رواية المؤمن ـ إذا كان في إقبال من الآخرة , و انقطاع من الدنيا , جاء ملك الموت فقعد عند رأسه , و ينزل ملائكة من السماء كأن وجوههم الشمس , معهم أكفان من أكفان الجنة و حنوط من حنوط الجنة , فيقعدون منه مد البصر , قال : فيقول ملك الموت : أيتها النفس المطمئنة , أخرجي إلى مغفرة من الله و رضوان , قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء , فلا يتركونها في يده طرفة عين فيصعدون بها إلى السماء , فلا يمرون بها على جند من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الطيبة ؟ .
فيقولون : فلان بن فلان بأحسن أسمائه , فإذا انتهى إلى السماء فتحت له أبواب السماء , ثم يشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي إلى السماء السابعة ثم يقال : اكتبوا كتابه في عليين , ثم يقال : ارجعوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم إني منها خلقتهم , و فيها أعيدهم , و منها أخرجهم تارة أخرى , فترد روحه إلى جسده فتأتيه الملائكة فيقولون من ربك ؟ .
قال : فيقول : الله .
فيقولون : ما دينك ؟ .
فيقول : الإسلام .
فيقولون : ما هذا الرجل الذي خرج فيكم ؟ .
قال : فيقول رسول الله .
قال : فيقولون و ما يدريك ؟ .
قال : فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به و صدقت .
قال : فينادي مناد من السماء أن صدق فأفرشوه من الجنة , و ألبسوه من الجنة , و أروه منزله من الجنة .
قال : و يمد له في قبره و يأتيه روح الجنة وريحها , قال : فيفعل ذلك به و يمثل له رجل حسن الوجه , حسن الثياب , طيب الريح فيقول : أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد .
فيقول : من أنت فوجهك وجه يبشر بالخير ؟ .
قال : فيقول : أنا عملك الصالح , قال : فهو يقول : رب أقم الساعة , كي أرجع إلى أهلي و مالي ثم قرأ : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }.
وأما الفاجر ـ وفي رواية الكافر ـ : فإذا كان في قبل من الآخرة , وانقطاع من الدنيا أتاه ملك الموت فيقعد عند رأسه , و ينزل الملائكة سود الوجوه , معهم المسوح , فيقعدون منه مد البصر , فيقول ملك الموت : أخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى سخط من الله و غضب , قال : فتفرق في جسده , فينقطع معها العروق و العصب , كما يستخرج الصوف المبلول بالسفود ذي الشعب .
قال : فيقومون إليه فلا يدعونها في يده طرفة عين , فيصعدون بها إلى السماء فلا يمرون على جند من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الخبيثة ؟
قال : فيقولون : فلان بأقبح أسمائه .
قال : فإذا انتهى به إلى السماء غلقت دونه أبواب السماوات , قال : و يقال اكتبوا كتابه في سجين , قال : ثم يقال : أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم , و فيها أعيدهم , و منها أخرجهم تارة أخرى .
قال : فيرمى بروحه حتى تقع في جسده , قال : ثم قرأ { وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } .
قال : فتأتيه الملائكة فيقولون : من ربك ؟
قال : فيقول : لا أدري ـ وفي رواية : فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولون له : لا دريت ولا تليت ـ فينادي مناد من السماء : أن قد كذب فأفرشوه من النار , وألبسوه من النار , و أروه منزله من النار , فيضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه .
قال : و يأتيه ريحها و حرها , قال : فيفعل به ذلك , و يمثل له رجل قبيح الوجه , قبيح الثياب , منتن الريح , فيقول : أبشر بالذي يسؤك هذا يومك الذي كنت توعد .
قال : فيقول : من أنت , فوجهك الوجه يبشر بالشر ؟ .
قال : فيقول : أنا عملك الخبيث .
قال : و هو يقول : رب لا تقم الساعة " .
وفي رواية : " فيقول أنا عملك الخبيث ، فوالله ما علمتك إلا كنت بطيئاً عن طاعة الله ، سريعاً إلى معصية الله , فجزاك الله شراً ، ثم يقيض له أعمي أصم أبكم ، في يده مرزبة! لو ضرب بها جبل كان تراباً ، فيضربه ضربه يسمعه كل شئ إلا الثقلين ، ثم يفتح له باب من النار ، ويمهد من فرش النار فيقول : رب لا تقم الساعة " .30
فالصحيح أن الملكين لا يسألان الميت في قبره إلا عن أمور التوحيد والعقيدة وهو واضح بين . والله أعلم .
محمد صالح المنجد .

عذاب القبر ونعيمه حق يقع على الروح والجسد معاً
لدي سؤال : أعتقد بأن الإنسان إذا مات فإنه لا يسمع كما أن جسده تصبح عديمة النفع , ولكن طبقا للحديث ، فإن هناك عذاب في القبر , فهل يعني ذلك بأن الجسد ما يزال حيا ؟ وأيضا فقد ورد في القران أن الشهداء لا يموتون . وكذلك فقد جاء في أحد أحاديث مسلم أنه عندما خاطب الرسول  أجساد أبي جهل وأمية والآخرين ، وسأله عمر  كيف يمكن للأموات سماع كلامك , فأجاب الرسول  بأنهم يسمعون ولكنهم لا يمكنهم الرد . أرجو التكرم بالإجابة على سؤالي بالتفصيل .
1. ما جاء في السؤال من أن الميت لا يسمع شيئا من كلام الأحياء : هو حق وصدق . قال تعالى : { وما أنت بمسمع من في القبور } فاطر : 22 ، وقال تعالى : { فإنك لا تسمع الموتى } الروم : 52 .
2. من عقيدة أهل السنة والجماعة أن هناك فتنة وعذاباً في القبر وحياة في البرزخ ، كما أن فيه نعيماً وراحة بحسب حال الميت ومن الأدلة على ذلك : قوله تعالى عن آل فرعون : { النار يعرضون عليها غدواً وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } غافر : 46 ، فبيَّن الله تعالى أن آل فرعون يُعرضون على العذاب صباحاً ومساء مع أنهم ماتوا ، ومن هذه الآية أثبت العلماء عذاب القبر .
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ :
وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور وهي قوله تعالى : { النار يعرضون عليها غدوا وعشيّاً } . 31
وفي حديث عائشة زوج النبي  أن رسول الله  كان يدعو في الصلاة : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم " .
والشاهد من الحديث : أن النبي  كان يستعيذ من عذاب القبر وهو من أدلة إثبات عذاب القبر ولم يخالف في إثبات عذاب القبر إلا المعتزلة وطوائف أخرى لا يعبأ بخلافهم .
3. وأما حديث مخاطبة النبي لأجساد المشركين يوم بدر فيحمل على حال مخصوصة , وهي أن الله أحياهم لنبيه  ليخزيهم وليريهم الذلة والصغار :
فعن أبي طلحة قال : قال عمر : يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها فقال رسول الله  : " والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم "
قال قتادة : أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخاً وتصغيراً ونقمة وحسرة وندماً .32
والشاهد أن أهل القليب اسمعهم الله كلام نبيه  لإذلالهم وتصغيرهم ، ولا يصح الاستدلال بالحديث على أن الميت يسمع كل شيء لأنه خاص بأهل القليب ، إلا أن بعض العلماء استثنى من ذلك سماع الميت للسلام ، وهو قول يفتقر إلى الدليل الصحيح الواضح .
4. أن عذاب القبر على الصحيح من أقوال العلماء يقع على الروح والجسد .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ :
" ومذهب سلف الأمة وأئمتها أن العذاب أو النعيم يحصل لروح الميت وبدنه وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة أو معذبة ، وأيضاً تتصل بالبدن أحياناً فيحصل له معها النعيم أو العذاب " .
وعلينا الإيمان والتصديق بما أخبر الله .33
وقال ابن القيم :
مذهب سلف الأمة وأئمتها : " أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب ، وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه ، وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة أو معذبة ، وأنها تتصل بالبدن أحياناً ويحصل له معها النعيم أو العذاب ، ثم إذا كان يوم القيامة الكبرى أعيدت الأرواح إلى الأجساد وقاموا من قبورهم لرب العالمين ومعاد الأبدان متفق عليه بين المسلمين واليهود والنصارى " . 34
ويضرب العلماء مثالاً لذلك الحلم في المنام , فقد يرى الإنسان أنه ذهب وسافر وقد يشعر بسعادة وهو نائم وقد يشعر بحزن وأسى وهو في مكانه وهو في الدنيا فمن باب أولى أن تختلف في الحياة البرزخية وهي حياة تختلف كلية عن الحياة الدنيا , أو الحياة في الآخرة .
قال النووي ـ رحمه الله ـ :
فان قيل : فنحن نشاهد الميت على حاله في قبره فكيف يُسأل ويُقعد ويضرب بمطارق من حديد ولا يظهر له أثر .
فالجواب : أن ذلك غير ممتنع بل له نظر في العادة وهو النائم ، فإنه يجد لذة وآلاماً لا نحس نحن شيئاً منها , وكذا يجد اليقظان لذة وآلماً لما يسمعه أو يفكر فيه ولا يشاهد ذلك جليسه منه .
وكذا كان جبريل يأتي النبي  فيخبره بالوحي الكريم ولا يدركه الحاضرون ، وكل هذا ظاهر جلي 35.
محمد صالح المنجد .

هل تشرع الموعظة عند القبر ؟
ما مشروعية الموعظة عند القبر ؟ سمعنا من يقول إنها ما وردت عن الرسول ومن يقول إنها سنة ؟ .
نعم . القول بأنها ما وردت على إطلاقه غير صحيح . والقول بأنها سنة غير صحيح , ووجه ذلك أنه لم يرد أن الرسول  كان يقف عند القبر أو في المقبرة إذا حضرت الجنازة ثم يعظ الناس ويذكرهم كأنه خطيب جمعة ، وهذا ما سمعنا به ، وهو بدعة وربما يؤدي في المستقبل إلى شيء أعظم ، ربما يؤدي إلى أن يتطرق المتكلم إلى الكلام عن الرجل الميت الحاضر ، مثل أن يكون هذا الرجل فاسقاً مثلاً ، ثم يقول انظروا إلى هذا الرجل بالأمس كان يلعب بالأمس كان يستهزئ بالأمس كان يقول كذا وكذا ، والآن هو في قبره مرتهن ، أو يتكلم في شخص تاجر مثلاً فيقول : انظروا إلى فلان بالأمس كان في القصور والسيارات والخدم والحشم وما أشبه ذلك والآن هو في قبره .
فلهذا نرى ألا يقوم الواعظ خطيباً في المقبرة لأنه ليس من السنة ، فلم يكن الرسول  يقف إذا فرغ من دفن الميت أو إذا كان في انتظار دفن الميت يقوم
ويخطب الناس أبداً ولا عهدنا هذا من السابقين ، وهم أقرب إلى السنة منا , ولا عهدناه أيضاً فيمن قبلهم من الخلفاء ، فما كان الناس في عهد أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا عليّ فيما نعلم يفعلون هذا ، وخير الهدي هدي من سلف إذا وافق الحق وأما الموعظة التي تعتبر كلام مجلس ، فهذه لا بأس بها ، فإنه قد ثبت في السنن أن الرسول  خرج أو أتى بقيع الغرقد وفيه ناس يدفنون ميتاً لهم ، لكن الميت لمَّا يلحد ، يعني معناه أنهم يحفرون القبر ، فجلس وجلس حوله أصحابه وجعل يحدثهم بحال الإنسان عند موته وحال الإنسان بعد دفنه حديثاً هادئاً ليس على سبيل الخطبة .
وكذلك ثبت عنه في صحيح البخاري وغيره أنه قال  : " ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار " .
فقالوا : يا رسول الله : ألا نتكل ؟ قال : " لا , اعملوا ، فكل ميسّر لما خُلِق له " .
والحاصل أن الموعظة التي هي قيام الإنسان يخطب عند الدفن أو بعده ليست من السنة ولا تنبغي لما عرفت ، وأما الموعظة التي ليست كهيئة الخطبة كإنسان يجلس ومعه أصحابه فيتكلم بما يناسب المقام فهذا طيب اقتداءً برسول الله  .
محمد بن صالح العثيمين .

حكم قراءة القرآن عند القبر ووضع الورود والريحان
نرى بعض الناس يقرأون القرآن عند قبر ميتهم إذا زاروه , وآخرين يضعون بعض الورود والريحان عند القبر فما حكم ذلك ؟.
أما قراءة القرآن عند زيارتها ، فمما لا أصل له في السنة , وهي غير مشروعة ومما يقوي عدم مشروعيتها قوله  : " لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، فإن الشيطان يفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة " .36
فقد أشار إلى أن القبور ليست موضعاً للقراءة شرعاً ، فلذلك حض على قراءة القرآن في البيوت ونهى عن جعلها كالمقابر التي لا يقرأ فيها ، كما أشار في الحديث الآخر إلى أنها ليست موضعاً للصلاة أيضاً ، وهو قوله : " صلوا في بيوتكم ، ولا تتخذوها قبوراً "37
ولا يشرع وضع الآس ونحوها من الرياحين والورود على القبور ، لأنه لم يكن من فعل السلف ، ولو كان خيراً لسبقونا إليه ، وقد قال ابن عمر  : " كل بدعة ضلالة ، وإن رآها الناس حسنة " .38
محمد ناصر الدين الألباني .

هل يشرع غرس الشجر على القبر
بعض الناس يضعون غرساً على القبر مثل الصبار بحجة أن الرسول  وضع ذلك على قبرين من أصحابه ، ما حكم ذلك ؟
لا يشرع غرس الشجر على القبور ، لا الصبار ولا غيره ، ولا زرعها بشعير أو حنطة أو غير ذلك ، لأن الرسول لم يفعل ذلك في القبور ، ولا خلفاؤه الراشدون  .
أما ما فعله مع القبرين اللذين أطلعه الله على عذابهما من غرس الجريدة فهذا خاص به وبالقبرين ، لأنه لم يفعل ذلك مع غيرهما ، وليس للمسلمين أن يحدثوا شيئاً من القربات لم يشرعه الله للحديث المذكور ، ولقول الله سبحانه : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } الشورى :21.
عبد العزيز بن باز .

هل الشجرة النابتة على القبر تدل على صلاح الميت
ألاحظ أن بعض الناس إذا رأى شجراً نبت على قبر ما يصف صاحب القبر بأنه كان على صفات مقدارها كذا وكذا ، هل لنبات الأشجار على القبور شيء من العلاقة ؟.
لا أصل لهذا ، وليس نبات الشجر والحشيش على القبور دليلا على صلاح أصحابها ، بل ذلك ظن باطل ، والشجر ينبت على قبور الصالحين والطالحين ولا يختص بالصالحين ، فينبغي عدم الاغترار بقول من يزعم خلاف ذلك من المنحرفين وأصحاب العقائد الباطلة ، والله المستعان .
عبد العزيز بن باز .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  Empty
مُساهمةموضوع: إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر   إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 25, 2013 2:20 pm

هل يستمر عذاب القبر إلى قيام الساعة ؟
أود أن أسال عن سؤال القبر : بعد أن يفرغ الملكان من سؤال الإنسان في قبره . . هل يبقى الفاجر يعذب في قبره إلى قيام الساعة . . وأيضا هل يبقى المؤمن في نعيم إلى قيام الساعة . . أم أنه مجرد يوم واحد وسينتهي ويصبح بعدها الإنسان جثة هامدة , وأيضاً هل هناك دليل على أن الإنسان في قبره ينتقل إلى حياة أخرى تستمر إلى قيام الساعة . . أجيبوني يرحمكم الله .
الحياة التي يعيشها الإنسان تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
1- الحياة الدنيا ، والتي تنتهي بالموت .
2- حياة البرزخ ، وهي التي تكون بعد الموت إلى قيام الساعة .
3- حياة الآخرة ، وهي التي تكون بعد قيام الناس من قبورهم إما إلى جنة ، نسأل الله من فضله ، وإما إلى نار والعياذ بالله .
فالحياة البرزخية هي التي تكون بعد موت الإنسان إلى بعثه ، وسواء قبر أو لم يقبر أو احترق أو أكلته السباع ، والذي يدل على هذه الحياة ما ورد عن النبي  أن الميت بعدما يوضع في قبره يسمع قرع نعال أهله ، كما جاء في الحديث .
وهذه الحياة إما أن تكون نعيماً وإما أن تكون جحيماً ، والقبر فيها إما روضة من رياض الجنة , أو حفرة من حفر النيران .
والذي يدل على النعيم والعذاب فيها ، قول الله تعالى عن قوم فرعون : { النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب } سورة غافر :46 ، قال ابن مسعود : إن أرواح آل فرعون ومن كان مثلهم من الكفار تحشر عن النار بالغداة والعشي فيقال هذه داركم .
وعن عبد الله بن عمر  قال : قال رسول الله  : " إذا مات أحدكم فإنه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار " .39
فهذه الآيات والأحاديث تدل على إثبات عذاب القبر واستمراره في حق بعض الناس .
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عن عذاب القبر :
أما إن كان الإنسان كافراً والعياذ بالله فإنه لا طريق إلى وصول النعيم إليه أبداً ، ويكون عذابه مستمراً ، وأما إن كان عاصياً وهو مؤمن فإنه إذا عذب في قبره يعذب بقدر ذنوبه ، وربما يكون عذاب ذنوبه أقل من البرزخ الذي بين موته وقيام الساعة ، وحينئذ يكون منقطعاً .40
محمد صالح المنجد .

تبارك تنجي من عذاب القبر
قراءة سورة الملك تحمي المسلم من عذاب القبر ، ولكن كم مرة يجب أن يقرأها ؟ مرة في اليوم أو أكثر ؟.
عن أبي هريرة عن النبي  قال : " إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك " .
والمقصود بهذا : أن يقرأها الإنسان كل ليلة ، وأن يعمل بما فيها من أحكام ، ويؤمن بما فيها من أخبار .
عن عبد الله بن مسعود قال : من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله بها من عذاب القبر ، وكنا في عهد رسول الله  نسميها المانعة ، وإنها في كتاب الله سورة من قرأ بها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب . 41
وعلى هذا يرجى لمن آمن بهذه السورة وحافظ على قراءتها ، ابتغاء وجه الله ، معتبراً بما فيها من العبر والمواعظ ، عاملاً بما فيها من أحكام أن تشفع له .
فتاوى اللجنة الدائمة .

القبر ليس هو المثوى الأخير
يكثر في الصحف والأخبار قول إذا مات شخص ودفن ، يقولون : انتقل إلى مثواه الأخير , فهل القبر هو المثوى الأخير ؟.
القبور ليست آخر المنازل ، بل هي مرحلة ، سمع أعرابي رجلا يقرأ قول الله تعالى : { ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر } التكاثر :1-2 . فقال الأعرابي : والله ما الزائر بمقيم .
فالأعرابي بفطرته عرف أن وراء هذه القبور شيئاً يكون المصير إليه ، لأنه كما هو معلوم الزائر يزور ويمشي ، وبه نعرف أن ما نقرؤه في الجرائد " فلان توفي ثم نقلوه إلى مثواه الأخير " أن هذه الكلمة غلط كبير ، ومدلولها كفر بالله عز وجل ، وكفر باليوم الآخر ، لأنك إذا جعلت القبر هو المثوى الأخير فهذا يعني أنه ليس بعده شيء ، والذي يرى أن القبر هو المثوى الأخير وليس بعده مثوى كافر ، فالمثوى الأخير إما جنة وإما نار .
محمد بن صالح العثيمين .

من الذي ينزل الميت إلى القبر
من أولى الناس بإنزال الميت إلى قبره : المتعلم أو ولي الميت ؟ وهل هناك فرق بين الرجل والمرأة ؟ وهل يشترط أن يكون الذي ينزل المرأة من محارمها ؟.
الأولى بذلك وصيه ، إذا كان له وصي ـ أي : الذي أوصى الميت أن ينزله في قبره ـ ، فإن لم يكن له وصي فالأقرب ثم الأقرب من أوليائه ، وإذا كان هناك متعلم فهو أولى ، وإن لم يكن هناك متعلم ودفنها غير متعلم فإنه يتلقى التعليم من المتعلم ، ويوجهه المتعلم .
ولا يشترط أن يكون الذي ينزل للقبر محرماً للمرأة , فإن النبي  أمر أبا طلحة  أن ينزل في قبر ابنته ويدفنها مع حضوره هو ، وزوجها عثمان بن عفان  .42
محمد بن صالح العثيمين .

الحكمة من إخفاء عذاب القبر عن البشر
هل عذاب القبر من أمور الغيب أو من أمور الشهادة ؟ وما هي الحكمة من جعله من أمور الغيب ؟.
عذاب القبر من أمور الغيب ، وكم من إنسان في هذه المقابر يعذب ونحن لا نشعر به ، وكم جار له منعم مفتوح له باب إلى الجنة ونحن لا نشعر به ، فما تحت القبور لا يعلمه إلا علام الغيوب ، فشأن عذاب القبر من أمور الغيب ، ولولا الوحي الذي جاء به النبي  ، ما علمنا عنه شيئا ، ولهذا لما دخلت امرأة يهودية إلى عائشة وأخبرتها أن الميت يعذب في قبره فزعت حتى جاء النبي  ، وأخبرته وأقر ذلك  .
ولكن قد يطلع الله تعالى عليه من شاء من عباده ، مثل ما أطلع نبيه  على الرجلين اللذين يعذبان ، أحدهما يمشي بالنميمة ، والآخر لا يستنزه من البول .
والحكمة من جعله من أمور الغيب هي :
أولاً : أن الله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين , فلو كنا نطلع على عذاب القبور لتنكد عيشنا ، لأن الإنسان إذا اطلع على أن أباه ، أو أخاه ، أو ابنه ، أو زوجه ، أو قريبه يعذب في القبر ولا يستطيع فكاكه ، فإنه يقلق ولا يستريح , وهذه من نعمة الله سبحانه .
ثانياً : أنه فضيحة للميت , فلو كان هذا الميت قد ستر الله عليه ولم نعلم عن ذنوبه بينه وبين ربه عز وجل ثم مات وأطلعنا الله على عذابه ، صار في ذلك فضيحة عظيمة له ففي ستره رحمة من الله بالميت .
ثالثاً : أنه قد يصعب على الإنسان دفن الميت كما جاء عن النبي  : " لولا ألا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم من عذاب القبر " 43.
ففيه أن الدفن ربما يصعب ويشق ولا ينقاد الناس لذلك ، وإن كان من يستحق عذاب القبر عذب ولو على سطح الأرض ، لكن قد يتوهم الناس أن العذاب لا يكون إلا في حال الدفن فلا يدفن بعضهم بعضا .
رابعاً : أنه لو كان ظاهراً لم يكن للإيمان به مزية , لأنه يكون مشاهداً لا يمكن إنكاره ، ثم إنه قد يحمل الناس على أن يؤمنوا كلهم لقوله تعالى : { فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده } غافر : 84 ، فإذا رأى الناس هؤلاء المدفونين وسمعوهم يتصارخون آمنوا وما كفر أحد لأنه أيقن بالعذاب ، ورآه رأي العين فكأنه نزل به .
وحكم الله سبحانه وتعالى عظيمة ، والإنسان المؤمن حقيقة هو الذي يجزم بخبر الله أكثر مما يجزم بما شاهده بعينه , لأن خبر الله عز وجل لا يتطرق إليه احتمال الوهم ولا الكذب ، وما تراه بعينيك يمكن أن تتوهم فيه ، فكم من إنسان شهد أنه رأى الهلال ، وإذا هي نجمة ، وكم من إنسان شهد أنه رأى الهلال وإذا هي شعرة بيضاء على حاجبه وهذا وهم ، وكم من إنسان يرى شبحاً ويقول : هذا إنسان مقبل ، وإذا هو جذع نخلة ، وكم من إنسان يرى الساكن متحركا والمتحرك ساكناً ، لكن خبر الله لا يتطرق إليه الاحتمال أبدا.
نسأل الله لنا ولكم الثبات ، فخبر الله بهذه الأمور أقوى من المشاهدة ، مع ما في الستر من المصالح العظيمة للخلق . والله أعلم .
محمد بن صالح العثيمين .

هل نضع جريدة رطبة على القبر لتخفيف العذاب عن الميت
سمعت في أحد الأحاديث أن النبي  وضع جريدتين على قبرين يعذب من فيها حتى يخفف عنهما , ولم أعرف الحكمة من هذا وهل يشرع لنا أن نفعل مثل هذا الفعل ؟.
أولا : نعم ثبت عن النبي  أنه مر بقبرين فقال : " إنهما ليعذبان وما يعذبان من كبير ثم قال : بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة , وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله " قال : ثم أخذ عودا رطباً فكسره باثنتين ثم غرز كل

واحد منهما على قبر ثم قال : " لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا " 44.
وهذا دليل على أنه قد يخفف العذاب ، ولكن ما مناسبة هاتين الجريدتين لتخفيف العذاب عن هذين المعذبين ؟
1- قيل : لأنهما أي الجريدتين تسبحان ما لم تيبسا ، والتسبيح يخفف من العذاب على الميت ، وقد فرعوا على هذه العلة المستنبطة – التي قد تكون مستبعدة - أنه يسن للإنسان أن يذهب إلى القبور ويسبح عندها من أجل أن يخفف عنها .
2- وقال بعض العلماء : هذا التعليل ضعيف لأن الجريدتين تسبحان سواء كانتا رطبتين أم يابستين لقوله تعالى - : { تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم } الإسراء : 44 , وقد سمع تسبيح الحصى بين يدي الرسول  ، مع أن الحصى يابس ، إذا ما العلة ؟
العلة : أن الرسول  ، ترجى من الله عز وجل أن يخفف عنهما من العذاب ما دامت هاتان الجريدتان رطبتين ، يعني أن المدة ليست طويلة وذلك من أجل التحذير من فعلهما ، لأن فعلهما كبير كما جاء في رواية أن النبي  : " بلى إنه كبير " .
أحدهما كان لا يستبرئ من البول ، وإذا لم يستبرئ من البول صلى بغير طهارة .
والآخر كان يمشي بالنميمة يفسد بين عباد الله والعياذ بالله ويلقي بينهم العداوة ، والبغضاء ، فالأمر كبير .
وهذا هو الأقرب في معنى الحديث أنها شفاعة مؤقتة تحذيراً للأمة لا بخلاً من الرسول  بالشفاعة الدائمة .
ثانيا : إن بعض العلماء ـ عفا الله عنهم ـ قالوا : يسن أن يضع الإنسان جريدة رطبة ، أو شجرة ، أو نحوها على القبر ليخفف عنه ، لكن هذا الاستنباط بعيد جداً ولا يجوز أن نصنع ذلك لأمور :
أولاً : أننا لم يكشف لنا أن هذا الرجل يعذب بخلاف النبي  فقد كشف الله تعالى له بالوحي حال هذين القبرين .
ثانياً : أننا إذا فعلنا ذلك فقد أسأنا إلى الميت ، لأننا ظننا به ظن سوء أنه يعذب وما يدرينا فلعله ينعم ، لعل هذا الميت ممن من الله عليه بالمغفرة قبل موته لوجود سبب من أسباب المغفرة الكثيرة فمات وقد عفا رب العباد عنه ، وحينئذ لا يستحق عذاباً .
ثالثاً : أن هذا الاستنباط مخالف لما كان عليه السلف الصالح فلم يكن هذا الفعل من هديهم وسنتهم وهم أعلم الناس بشريعة الله .
رابعاً : أن الله تعالى قد فتح لنا ما هو خير منه فكان النبي  إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : " استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل " .
محمد بن صالح العثيمين .

كيفية سؤال الميت في القبر
هل سؤال الميت في قبره حقيقي وأنه يجلس في قبره ويناقش ؟.
سؤال الميت في قبره حقيقي بلا شك , والإنسان في قبره يجلس ويناقش ويسأل .
فإن قال قائل : إن القبر ضيق فكيف يجلس ؟!
فالجواب : أولا : أن الواجب على المؤمن في الأمور الغيبية أن يقبل ويصدق ، ولا يسأل كيف ؟ ولم ؟
لأنه لا يسأل عن كيف ولم إلا من شك ، وأما من آمن وانشرح صدره لأخبار الله ورسوله ، فيسلم ويقول : الله أعلم بكيفية ذلك .
ثانيا : أن تعلق الروح بالبدن في الموت ليس كتعلقها به في حال الحياة، فللروح مع البدن شؤون عظيمة لا يدركها الإنسان ، وتعلقها بالبدن بعد الموت لا يمكن أن يقاس بتعلقها به في حال الحياة ، وها هو الإنسان في منامه يرى أنه ذهب ، وجاء ، وسافر ، وكلم أناساً ، والتقى بأناس أحياء وأموات ، ويرى أن له بستاناً جميلاً ، أو داراً موحشة مظلمة ، ويرى أنه راكب على سيارة مريحة ، ويرى مرة أنه راكب على سيارة مقلقة كل هذا يمكن مع أن الإنسان على فراشه لم يتغير .
حتى الغطاء الذي عليه لم يتغير , ومع ذلك فإننا نحس بهذا إحساسا ظاهرا ، فتعلق الروح بالبدن بعد الموت يخالف تعلقها به في اليقظة أو في المنام ولها شأن آخر لا ندركه نحن ، فالإنسان يمكن أن يجلس في قبره ويسأل ولو كان القبر محدوداً ضيقاً .
هكذا صح عن النبي  ، فمنه البلاغ ، وعلينا التصديق والإذعان قال الله تعالى : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } النساء : 65 .
محمد بن صالح العثيمين .

أسباب عذاب القبر
أريد أن أسأل عن الذنوب التي يعذب من فعلها عليها في القبر .
الأسباب التي يعذب بها أصحابها في القبور كثيرة ، وقد جمعها ابن القيم رحمه الله فقال : وقد يتساءل البعض عن الأسباب التي يعذب بها أصحاب القبور ؟ وجوابها من وجهين : مجمل ومفصل :
أما المجمل : فإنهم يعذبون على جهلهم بالله وإضاعتهم لأمره ، وارتكابهم لمعاصيه ، فلا يعذب الله روحاً عرفته وأحبته وامتثلت أمره واجتنبت نهيه ، ولا بدناً كانت فيه أبدا , فإن عذاب القبر وعذاب الآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده ، فمن أغضب الله وأسخطه في هذه الدار ثم لم يتب ومات على ذلك كان له من عذاب البرزخ بقدر غضب الله وسخطه عليه ، فمستقل ومستكثر ، ومصدق ومكذب .
وأما الجواب المفصل : فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجلين الذين رآهما يعذبان في قبورهما ، يمشى أحدهما بالنميمة بين الناس ، ويترك الآخر الاستبراء من البول ، فهذا ترك الطهارة الواجبة ، وذلك ارتكب السبب الموقع للعداوة بين الناس بلسانه وإن كان صادقا . .
وفي هذا تنبيه على أن الموقع بينهم العداوة بالكذب والزور والبهتان أعظم عذابا . .
كما أن في ترك الاستبراء من البول تنبيها على أن من ترك الصلاة التي الاستبراء من البول بعض واجباتها وشروطها فهو أشد عذاباً ، وفي حديث شعبة : " أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس " , فهذا مغتاب ، وذلك نمام .
وفي حديث ابن مسعود  في الذي ضرب سوطاً امتلأ القبر عليه به نارا ، لكونه صلى صلاة واحدة بغير طهور ، ومر على مظلوم فلم ينصره .
وفي حديث سمرة في صحيح البخاري في تعذيب من يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق , وتعذيب من يقرأ القرآن ثم ينام عنه بالليل ولا يعمل به بالنهار , وتعذيب الزناة والزواني , وتعذيب آكل الربا كما شاهدهم النبي  في البرزخ
وفي حديث أبى هريرة  الذي فيه رضخ رؤوس أقوام بالصخر لتثاقل رؤوسهم عن الصلاة . .
والذين يسرحون بين الضريع والزقوم لتركهم زكاة أموالهم . .
والذين يأكلون اللحم المنتن الخبيث لزناهم . .
والذين تقرض شفاههم بمقاريض من حديد لقيامهم في الفتن بالكلام والخطب
وفي حديث أبى سعيد عقوبة أرباب تلك الجرائم ، فمنهم من بطونهم أمثال البيوت وهم أكلة الربا . .
ومنهم من تفتح أفواههم فيلقمون الجمر حتى يخرج من أسافلهم وهم أكلة أموال اليتامى . .
ومنهم المعلقات بثديهن وهن الزوانى . .
ومنهم من تقطع جنوبهم ويطعمون لحومهم وهم المغتابون . .
ومنهم من لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم وهم الذين يقعون في أعراض الناس . .
وقد أخبرنا النبي  عن صاحب الشملة التي غلها من المغنم أنها تشتعل ناراً في قبره ، هذا وله فيها حق ، فكيف بمن ظلم غيره ما لا حق له فيه .
فعذاب القبر عن معاصي القلب والعين والأذن والفم واللسان والبطن والفرج واليد والرجل والبدن كله : فالنمام والكذاب والمغتاب وشاهد الزور وقاذف المحصن والموضع في الفتنة والداعي إلى البدعة والقائل على الله ورسوله ما لا علم له به والمجازف في كلامه .
وآكل الربا وآكل أموال اليتامى وآكل السحت من الرشوة ونحوها .
وآكل مال أخيه المسلم بغير حق أو مال المعاهد وشارب المسكر .
والزاني واللوطي والسارق والخائن والغادر والمخادع والماكر .
وآخذ الربا ومعطيه وكاتبه وشاهداه ، والمحلل والمحلل له والمحتال على إسقاط فرائض الله وارتكاب محارمه .
ومؤذي المسلمين ومتتبع عوراتهم .
والحاكم بغير ما أنزل الله , والمفتي بغير ما شرعه الله , والمعين على الإثم والعدوان .
وقاتل النفس التي حرم الله ، والملحد في حرم الله ، والمعطل لحقائق أسماء الله وصفاته الملحد فيها . .
والمقدم رأيه وذوقه وسياسته على سنة رسول الله  .
والنائحة والمستمع إليها ، ونواحو جهنم وهم المغنون الغناء الذي حرمه الله ورسوله والمستمع إليهم . .
والذين يبنون المساجد على القبور ويوقدون عليها القناديل والسرج ، والمطففون في استيفاء ما لهم إذا أخذوه وهضم ما عليهم إذا بذلوه . .
والجبارون والمتكبرون والمراءون والهمازون واللمازون والطاعنون على السلف .
والذين يأتون الكهنة والمنجمين والعرافين فيسألونهم ويصدقونهم .
وأعوان الظلمة الذين قد باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم .
والذي إذا خوفته بالله وذكرته به لم يرعو ولم ينزجر , فإذا خوفته بمخلوق مثله خاف وارعوى وكف عما هو فيه .
والذى يهدى بكلام الله ورسوله فلا يهتدي ولا يرفع به رأسا , فإذا بلغه عمن يحسن به الظن ممن يصيب ويخطئ عض عليه بالنواجذ ولم يخالفه .
والذي يقرأ عليه القرآن فلا يؤثر فيه وربما استثقل به فإذا سمع قرآن الشيطان ورقية الزنا ومادة النفاق طاب سره وتواجد وهاج من قلبه دواعي الطرب وود أن المغنى لا يسكت .
والذي يحلف بالله ويكذب فإذا حلف بشيخه أو قريبه أو حياة من يحبه ويعظمه من المخلوقين لم يكذب ولو هدد وعوقب .
والذي يفتخر بالمعصية ويتكثر بها بين إخوانه وأضرابه وهو المجاهر .
والذي لا تأمنه على مالك وحرمتك , والفاحش اللسان البذيء الذي تركه الخلق اتقاء شره وفحشه .
والذي يؤخر الصلاة إلى آخر وقتها , وينقرها ولا يذكر الله فيها إلا قليلا , ولا يؤدى زكاة ماله طيبة بها نفسه , ولا يحج مع قدرته على الحج ولا يؤدى ما عليه من الحقوق مع قدرته عليها .
والذي لا يتورع في نظره ولا لفظه ولا أكله ولا خطوه ولا يبالي بما حصل من المال من حلال أو حرام .
ولا يصل رحمه ولا يرحم المسكين ولا الأرملة ولا اليتيم ولا الحيوان البهيم بل يدع اليتيم ، ولا يحض على طعام المسكين ، ويرائي للعالمين ، ويمنع الماعون ، ويشتغل بعيوب الناس عن عيبه , وبذنوبهم عن ذنبه .
فكل هؤلاء وأمثالهم يعذبون في قبورهم بهذه الجرائم بحسب كثرتها وقلتها وصغيرها وكبيرها .
ولما كان أكثر الناس كذلك كان أكثر أصحاب القبور معذبين والفائز منهم قليل .
فظواهر القبور تراب وبواطنها حسرات وعذاب .
ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات , وفي باطنها الدواهى والبليات .
تغلى بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها ، ويحق لها وقد حيل بينها وبين شهواتها وأمانيها .
تالله لقد وعظت فما تركت لواعظ مقالا , ونادت : يا عمار الدنيا ، لقد عمرتم داراً موشكة بكم زوالا ، وخربتم داراً أنتم مسرعون إليها انتقالا .
عمرتم بيوتا لغيركم منافعها وسكناها ، وخربتم بيوتا ليس لكم مساكن سواها هذه دار الاستباق ومستودع الأعمال وبذر الزرع ، وهذه محل للعبر ، رياض من رياض الجنة ، أو حفر من حفر النار .
ابن قيم الجوزية .

هل الدعاء للميت عند القبر يكون جماعة ؟
إذا دفن الميت في قبره يقوم بعض الناس بالدعاء للميت ويؤمن الناس على دعائه فهل هذا الفعل من السنة ؟.
أفتى الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ بجواز الدعاء جماعة ، فيدعو أحد المشيعين ويؤمن الناس على دعائه ، أو يدعو كل شخص بمفرده .
قال رحمه الله : " قد دلت السنة الثابتة عن الرسول  على شرعية الدعاء للميت بعد الدفن ، فقد كان النبي  إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال : " استغفروا لأخيكم ، وسلوا له بالتثبيت ، فإنه الآن يسأل " .
ولا حرج في أن يدعو واحد ويؤمن السامعون أو يدعو كل واحد بنفسه للميت .
عبد العزيز بن باز .

شدائد القبر تكفر عن المؤمن من سيئاته
هل يستفيد المسلم من فتنة القبر بتخفيف سيئاته أو محوها ؟.
من فضل الله تعالى على هذه الأمة أن جعل قبل الحساب مكفرات لذنوبها ، وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله عشرة مكفرات ، ومنها : عذاب القبر .
قال ـ رحمه الله ـ :
ما يحصل للمؤمن في الدنيا والبرزخ والقيامة من الألم التي هي عذاب : فإن ذلك يكفر الله به خطاياه ، كما ثبت في الصحيحين عن النبي  أنه قال : " ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله به من خطاياه " .
والسبب الثامن : ما يحصل في القبر من الفتنة والضغطة والروعة ، فإن هذا مما يكفر به الخطايا " .45
محمد صالح المنجد

صور من عذاب القبر
ما هي أنواع العذاب في القبر ؟ .
يتنوع العذاب في القبر بحسب الذنب الذي اقترفه صاحبه في الدنيا ، سواء كان للكفار أو للعصاة ، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بوصف هذا العذاب في القبور لأهل هذه الذنوب ، ومنها :
1- الضرب بمطرقة من حديد : عن أنس  عن النبي  قال : " العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد  فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله , فيقال : انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي : فيراهما جميعا , وأما الكافر أو المنافق فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس , فيقال : لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين " 46.
2- يفرش له قبره نارا ، ويلبس نارا ، ويفتح له باب إلى النار ، ويضيق عليه قبره ، ويضرب بمطرقة عظيمة لو ضرب بها جبل لصار ترابا ، ويبشر بالعذاب في الآخرة ، ولذلك يتمنى ألا تقوم الساعة .
عن البراء بن عازب  قال : خرجنا مع رسول الله  في جنازة رجل من الأنصار , فانتهينا إلى القبر و لم يلحد بعد , قال : فقعدنا حول النبي  فجعل ينظر إلى السماء و ينظر إلى الأرض ـ وفي رواية : وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير , وفي يده عود ينكت به في الأرض ـ و جعل يرفع بصره و يخفضه ثلاثاً ثم قال : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر " وبعد ما ذكر حال العبد المؤمن قال :
وأما الفاجر ـ وفي رواية الكافر ـ : فإذا كان في قبل من الآخرة , وانقطاع من الدنيا أتاه ملك الموت فيقعد عند رأسه , و ينزل الملائكة سود الوجوه , معهم المسوح , فيقعدون منه مد البصر , فيقول ملك الموت : أخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى سخط من الله و غضب , قال : فتفرق في جسده , فينقطع معها العروق و العصب , كما يستخرج الصوف المبلول بالسفود ذي الشعب .
قال : فيقومون إليه فلا يدعونها في يده طرفة عين , فيصعدون بها إلى السماء فلا يمرون على جند من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الخبيثة ؟
قال : فيقولون : فلان بأقبح أسمائه .
قال : فإذا انتهى به إلى السماء غلقت دونه أبواب السماوات , قال : و يقال اكتبوا كتابه في سجين , قال : ثم يقال : أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم , و فيها أعيدهم , و منها أخرجهم تارة أخرى .
قال : فيرمى بروحه حتى تقع في جسده , قال : ثم قرأ { وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } .
قال : فتأتيه الملائكة فيقولون : من ربك ؟
قال : فيقول : لا أدري ـ وفي رواية : فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولون له : لا دريت ولا تليت ـ فينادي مناد من السماء : أن قد كذب فأفرشوه من النار , وألبسوه من النار , و أروه منزله من النار , فيضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه .
قال : و يأتيه ريحها و حرها , قال : فيفعل به ذلك , و يمثل له رجل قبيح الوجه , قبيح الثياب , منتن الريح , فيقول : أبشر بالذي يسؤك هذا يومك الذي كنت توعد .
قال : فيقول : من أنت , فوجهك الوجه يبشر بالشر ؟ .
قال : فيقول : أنا عملك الخبيث .
قال : و هو يقول : رب لا تقم الساعة " .
وفي رواية : " فيقول أنا عملك الخبيث ، فوالله ما علمتك إلا كنت بطيئاً عن طاعة الله ، سريعاً إلى معصية الله , فجزاك الله شراً ، ثم يقيض له أعمي أصم أبكم ، في يده مرزبة! لو ضرب بها جبل كان تراباً ، فيضربه ضربه يسمعه كل شئ إلا الثقلين ، ثم يفتح له باب من النار ، ويمهد من فرش النار فيقول : رب لا تقم الساعة " .47
3ـ الخسف في الأرض : عن ابن عمر أن النبي  قال : " بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة " 48.
يتجلجل : يغوص ويضطرب .
4 - شق جانبي الفم إلى القفا .
5 - رضخ الرأس بالحجارة .
6 - الحرق في تنور من نار .
7- السباحة في نهر من دم مع الضرب بالحجارة .
عن سمرة بن جندب  قال :
كان رسول الله  - يعني - مما يكثر أن يقول لأصحابه : " هل رأى أحد منكم من رؤيا " .
قال : فيقص عليه من شاء الله أن يقص , وإنه قال ذات غداة : " إنه أتاني الليلة آتيان , وإنهما ابتعثاني , وإنهما قالا لي : انطلق , وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة , وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه , فيتدهده الحجر ها هنا , فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان , ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل به مرة الأولى .
قال : قلت لهما : سبحان الله ما هذان ؟ .
قال : قالا لي : انطلق انطلق .
قال : فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه , وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد , وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه , ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه – قال : وربما قال أبو رجاء : فيشق – قال : ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول , فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان , ثم يعود عليه فيفعل مثل مل فعل المرة الأولى .
قال : قلت : سبحان الله ما هذان ؟ .
قال : قالا لي : انطلق انطلق .
فانطلقنا فأتينا على مثل التنور – قال : وأحسب أنه كان يقول - فإذا فيه لغط وأصوات , قال : فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة , وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم , فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا .
قال : قلت لهما : ما هؤلاء ؟ .
قال : قالا لي : انطلق انطلق .
قال : فانطلقنا فأتينا على نهر - حسبت أنه كان يقول - أحمر مثل الدم , وإذا في النهر رجل سابح يسبح , وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة , وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح , ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجراً , فينطلق يسبح ثم يرجع إليه , كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجراً .
قال : قلت لهما : ما هذان ؟ .
قال : قالا لي : انطلق انطلق " . وذكر الحديث .
قال : قلت لهما : فإني قد رأيت منذ الليلة عجباً فما هذا الذي رأيت ؟ .
قال : قالا لي : أما إنا سنخبرك , أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر , فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه , وينام عن الصلاة المكتوبة
وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه , ومنخره إلى قفاه , وعينه إلى قفاه , فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق .
وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور , فإنهم الزناة والزواني , وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا . . " 49.
الكلوب : حديدة معوجة الرأس . الشدق : جانب الفم . يشدخ : يشج . تدهده : تدحرج .
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ :
وفيه : أن بعض العصاة يعذبون في البرزخ " 50.
8 - اشتعال المال المسروق من الغنائم على صاحبه .
عن أبي هريرة قال : خرجنا مع النبي  إلى خيبر ففتح الله علينا فلم نغنم ذهباً ولا ورقاً , غنمنا المتاع والطعام والثياب , ثم انطلقنا إلى الوادي ومع رسول الله  عبد له يدعى رفاعة بن زيد , فلما نزلنا الوادي قام عبد رسول الله  يحل رحله فرمي بسهم فكان فيه حتفه , فقلنا : هنيئاً له الشهادة يا رسول الله .
قال رسول الله : " كلا والذي نفس محمد بيده ، إن الشملة لتلتهب عليه نارا أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم " .
قال : ففزع الناس , فجاء رجل بشراك أو شراكين ، فقال يا رسول الله : أصبت يوم خيبر فقال رسول الله  " شراك من نار أو شراكان من نار " 51.
محمد صالح المنجد


حكم الكتابة على القبور
هل يجوز وضع قطعة من الحديد أو ( لافتة ) على قبر الميت مكتوب عليها آيات قرآنية , بالإضافة إلى اسم الميت وتاريخ وفاته . . إلخ ؟.
لا يجوز أن يكتب على قبر الميت لا آيات قرآنية ولا غيرها ، لا في حديدة ولا في لوح ولا في غيرهما ، لما ثبت عن النبي  من حديث جابر  أنه  " نهى أن يجصص القبر , وأن يقعد عليه , وأن يبنى عليه " .
وزاد الترمذي والنسائي بإسناد صحيح : " وأن يكتب عليه " .
عبد العزيز بن باز .

حكم قضاء الحاجة في المقابر
في بعض البلدان نرى بعض الناس إذا أرادوا قضاء الحاجة دخل بعضهم مقبرة , أو قفز من فوق سورها وقضى حاجته مع العلم أن فيها قبور مسلمين فما حكم هذا العمل ؟
لا شك أن هذا عمل منكر وقبيح واعتداء على حرمة الأموات ، والقبر للميت كالبيت للحي ، وقد بين النبي  شناعة هذا الفعل بقوله : " لأن أمشي على جمرة أو سيف أو أخصف نعلي برجلي أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي أو وسط السوق " 52.
وقوله : " أو أخصف نعلي برجلي " هذا من الأمور العسيرة جداً وإن أمكن فهو يتعب تعباً شديداً , فهو يقول : إن هذا مع ما فيه أحب إليه من المشي على قبر مسلم ، وقوله : " وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي أم وسط السوق " يريد أنهما في القبح سيان , فمن أتى بأحدهما فهو لا يبالي بأيهما أتى . والله أعلم .
محمد صالح المنجد .

سؤال عن الروح
ما هي الروح ؟ وما هي حدودها ؟
الله خالق كل شيء ، والروح مخلوقة كسائر المخلوقات ، وعلم حقيقتها وكنهها من اختصاص الله عز وجل ، استأثر عز وجل بعلمه كما جاء في حديث عن عبد الله بن مسعود  قال بينا أنا مع النبي  في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح , فقال ما رأيكم إليه , وقال بعضهم : لا يستقبلكم بشيء تكرهونه , فقالوا : سلوه , فسألوه عن الروح فأمسك النبي  فلم يرد عليهم شيئاً فعلمت أنه يوحى إليه فقمت مقامي فلما نزل الوحي قال : { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } .53
وقد وصف الله تعالى في كتابه والرسول  في سنته الروح بجملة أوصاف منها : القبض والوفاة ، وأنها تصفد وتكفن وتجيء وتذهب ، وتصعد وتهبط وأنها تسل كما تسل الشعرة من العجين . . فالواجب إثبات هذه الصفات الواردة في الوحيين ، مع أن الروح ليست كالبدن .
والله تعالى خلق آدم ونفخ فيه الروح كما جاء في القرآن الكريم وفي حديث النبي  : " لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس , فقال : الحمد لله فحمد الله بإذنه فقال له ربه : يرحمك الله يا آدم , اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملإ منهم جلوس فقل : السلام عليكم , قالوا : وعليك السلام ورحمة الله ثم رجع إلى ربه فقال إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم " 54.
والله يرسل الملك لنفخ الروح في الجنين كما جاء عن عبد الله بن مسعود قال حدثنا رسول الله  وهو الصادق المصدوق : " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً , ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك , ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك , ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد " 55.
وروح الميت تقبض من الأسفل من أصابع الرجلين إلى الأعلى فإذا وصلت الروح الحلقوم غرغر المحتضر ويشخص بصره ويتجه إلى فوق , عن أم سلمة قالت : دخل رسول الله  على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال

" إن الروح إذا قبض تبعه البصر . . . " .56
وتتلقاها الملائكة , قال النبي  : " تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم قالوا : أعملت من الخير شيئاً , قال : كنت آمر فتياني أن ينظروا ويتجاوزوا عن الموسر قال : قال : فتجاوزوا عنه " .57
ويصعد بها إلى السماء بعد قبضها ملكان , كما جاء في حديث أبي هريرة قال : إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها . . , فذكر من طيب ريحها وذكر المسك قال : ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه , فينطلق به إلى ربه عز وجل ثم يقول : انطلقوا به إلى آخر الأجل , قال : وإن الكافر إذا خرجت روحه وذكر من نتنها وذكر لعناً ويقول : أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض قال : فيقال : انطلقوا به إلى آخر الأجل , قال أبو هريرة فرد رسول الله  ريطة كانت عليه على أنفه هكذا 58.
وجاء في خروج الروح أيضاً مزيد من التفصيل في حديث الإمام أحمد رحمه الله عن البراء بن عازب المتقدم ذكره .
وفي آخر الزمان يرسل الله ريحاً تقبض روح كل مؤمن ، كما جاء في حديث النواس بن سمعان قال : ذكر رسول الله  : وحدث بحديث الدجال ونزول عيسى عليه السلام وطيب العيش في حياة عيسى وبعده وسعادة الناس في ذلك الوقت , قال : " فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحاً طيبة فتأخذهم تحت آباطهم , فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة "59 .
وعند النوم - وهو الوفاة الصغرى - تقبض الروح لكن ليس قبضاً كلياً , ولذلك يبقى النائم على قيد الحياة ، قال تعالى : { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } الزمر : 42 .
وقال رسول الله  يوصي المسلم : " إذا اضطجع فليقل باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه , فإن أمسكت نفسي فارحمها , وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين , فإذا استيقظ فليقل : الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره " 60.
هذه طائفة من الآيات والأحاديث الصحيحة في وصف أحوال للروح لعلك أيها السائل تجد فيها موعظة تهتدي بها إلى طريق الحق وشكرا لك على سؤالك .
محمد صالح المنجد .

علاقة الروح بالبدن
هل يوجد في الإسلام تفسير لعلاقة الروح بالبدن ؟
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتبه " الروح " :
الروح لها بالبدن خمسة أنواع من التعلق متغايرة الأحكام :
أحدها : تعلقها به في بطن الأم جنيناً .
الثاني : تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض .
الثالث : تعلقها به في حال النوم فلها به تعلق من وجه ومفارقة من وجه .
الرابع : تعلقها به في البرزخ , فإنها وإن فارقته وتجردت عنه فإنها لم تفارقه فراقا كلياً بحيث لا يبقى لها التفات إليه البتة .
الخامس : تعلقها به يوم بعث الأجساد , وهو أكمل أنواع تعلقها بالبدن , ولا نسبة لما قبله من أنواع التعلق إليه إذ ( هو ) تعلق لا يقبل البدن معه موتاً ولا نوماً ولا فساداً .
وإذا كان النائم روحه في جسده وهو حي وحياته غير حياة المستيقظ فإن النوم شقيق الموت , فهكذا الميت إذا أعيدت روحه إلى جسده كانت له حال متوسطة بين الحي وبين الميت الذي لم ترد روحه إلى بدنه كحال النائم المتوسطة بين الحي والميت , فتأمل هذا يزيح عنك إشكالات كثيرة .
ابن قيم الجوزية .

الميت يدفن على جنبه الأيمن مستقبل القبلة
في مصر عندنا يدفنون الميت على ظهره ويده اليمين على اليسرى فوق بطنه , ولكني وجدت في السعودية يدفنون الميت على جنبه الأيمن أرجو الإفادة .
الصواب أن الميت يدفن على جنبه الأيمن مستقبل القبلة , فإن الكعبة قبلة الناس أحياء وأمواتاً , وكما أن النائم ينام على جنبه الأيمن كما أمر النبي  فكذلك الميت يوضع على جنبه الأيمن , فإن النوم والموت يشتركان في كون كل منهما وفاة كما قال الله تعالى : { الله يَتَوَفَّى الأنفُسَ حِينَ مَوتِها وَالتي لَمْ تَمُتْ في مَنَامِهَا }الزمر : 42، وقال تعالى { وَهُوَ الذِي يَتَوَفَّكُم بِالَّيلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَهَارِ ثُمَّ يَبَْعَثُكُمْ فيِه لُيقْضَىَ أَجَلٌ مُّسَمَّى } الأنعام :60.
فالمشروع في دفن الميت أن يضجع على جنبه الأيمن مستقبلاً القبلة ولعل ما شاهده السائل في بلاده كان ناتجاً عن جهل في ذلك , وإلا فما علمت أحداً من أهل العلم يقول أن الميت يضجع على ظهره وتجعل يداه على بطنه .
محمد بن صالح العثيمين .

ما يجوز وضعه على القبور
يشرع بعد دفن الميت أن يجعل على طرفي القبر لبنتين منصوبتين فقط ليعلم أنه قبر , حتى ولو كان في وسط المقابر , ولا فرق بين قبر الرجل وقبر المرأة وقبر الصبي , ولا يزاد على اللبنتين , ولا بأس أن يجعل إلى جنبه حجر أو نحوه يعرف به ليزار ونحو ذلك .
عبد الله بن جبرين .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  Empty
مُساهمةموضوع: إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر   إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 25, 2013 2:24 pm

حكم دفن ما بتر من إنسان
ما حكم بتر جزء معين من الإنسان زائد , كبتر الأصبع أو غيرها , هل ترمى مع النفايات , أو أنها تجمع ويكلف شخص بدفنها بمقابر المسلمين ؟
الأمر واسع , فليس لها حكم الإنسان , ولا مانع من أن توضع في النفاية أو تدفن في الأرض احتراماً لها فهذا أفضل , وإلا فالأمر واسع والحمد لله - كما قلنا - فلا يجب غسله ولا دفنه , إلا إذا كان جنيناً أكمل أربعة أشهر , أما ما كان لحمة لم ينفخ فيها الروح , أو قطعة من أصبع أو نحو ذلك فالأمر واسع , لكن دفنه في أرض طيبة يكون أحسن وأفضل .
عبد العزيز بن باز .

عمق القبر
ما مقدار عمق قبر المرأة والرجل ؟
الأفضل أن يكون ذلك بقدر نصف قامة الرجل , لأن ذلك أبعد عن التعرض للنبش من الدواب وغيرها .
عبد العزيز بن باز .

حكم تغطية قبر المرأة عند دفنها
تغطية القبر بالنسبة للمرأة ما حكمه ؟
هذا أفضل .
عبد العزيز بن باز .

حكم إضاءة المقابر والطرق التي بين القبور
هل يجوز إضاءة المقابر والطرق التي بين القبور ؟ .
إذا كان لمصلحة الناس عند الدفن أو كان في السور فلا بأس ، أما وضع السرج والأنوار على القبور فلا يجوز , لأن رسول الله  : " لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج " 61.
وإذا كانت الإضاءة في الشارع الذي يمر بقربها فلا بأس ، وإذا وضع لمبة عند الحاجة تضيء لهم عند الدفن أو أتوا بسراج معهم لهذا الغرض فلا بأس .
عبد العزيز بن باز .

هل يجوز كشف وجه الميت إذا وضع في القبر؟
من العلماء من قال : يكشف خده الذي يلي الأرض فقط وليس الوجه , ومنهم من قال : ليس بسنة , لأن الكفن إنما سمي كفناً لأنه يكفت الميت , بمعنى : أنه لا يُظهِرُ منه شيئاً .
محمد بن صالح العثيمين .

اختلاف ضمة القبر من إنسان لآخر
هل ضمة القبر للعبد الفاجر كضمتها للعبد المؤمن الموحد العاصي ؟
لا . ضمة القبر للمؤمن إذا صح الحديث فيها فإنها ضمة رحمة وحنان كضم الأم الحنون ابنها إلى صدرها ، وأما ضم القبر للفاجر فإنه - والعياذ بالله - يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ، أي : حتى يدخل بعضها ببعض من شدة الضيق ، أعاذنا الله وإياكم من هذا.
محمد بن صالح العثيمين .

مدة بقاء الميت في قبره
يا شيخ ! إني أحبك في الله ، ولقد قال أحد أئمة المساجد : إن رسول الله  قال : إن مدة بقاء الميت المؤمن في قبره يجعلها الله له كصلاة عصرٍ أو ظهر
فهل هذا صحيح ؟
أحبك الله الذي أحببتنا فيه ، ونسأل الله أن يجعلنا جميعاً متحابين في الله . اعلم أن الزمن بالنسبة للميت يذهب سريعاً كأنه ليس بشيء , وقد أمات الله رجلاً مائة عام فلما بعثَه قَال كَم لبِثت ، فماذا قال ؟! لبثت يوماً أو بعض يوم وهي مائة سنة ! يوماً أو بعض اليوم ؛ لأن الله قال : إن الله أماته في أول النهار وأحياه في آخر النهار .
وأهل الكهف لبثوا في كَهفهم ثَلاثَمائَة سنين وازدادوا تسعاً ، وهو نوم ، والنوم ليس كالموت ، بل الموت أسرع في ذهاب الوقت فيه ، وهؤلاء الذين ماتوا ولهم ملايين السنين تجدهم كأنهم ما مر عليهم شيء ، كأنهم ماتوا الآن فمن كان في نعيم تجده يمضي عليه الوقت سريعاً وأسرع بكثير , لكن الذي في جحيم يتباطأ الوقت عنده ، ويكون الوقت عليه طويلاً ، نسأل الله العافية ، وهذا شيء مُشاهد ، حتى إن ابن خلدون وهو يعتبر من حكماء أهل الأخبار يقول : إن أيام الأمن وأيام الرغد تمضي سريعاً ، وأيام الجوع وأيام الحروب والفتن تكون طويلة , وهذا صحيح .
فأقول يا أخي : كل المدفونين إذا جاء يوم القيامة فكأنهم : { لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا } النازعات :46، ولهذا يقول المجرمون : { يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } يس :52 , كأنه مرقد .
فالحاصل بارك الله فيك ! أنا لا أعرف عن هذا الحديث هل هو صحيح أم لا لكن أقول لك : إن المدة تزول سريعاً ، أسرع من لمح البصر ، والله أعلم .
محمد بن صالح العثيمين .

زيارة القبور ثلاثة أنواع
ما حكم الدين الإسلامي في زيارة القبور والتوسل بالأضرحة وأخذ خروف وأموال للتوسل بها كزيارة السيد البدوي والحسين والسيدة زينب ؟ أفيدونا أفادكم الله .
زيارة القبور نوعان :
أحدهما : مشروع ومطلوب لأجل الدعاء للأموات والترحم عليهم ولأجل تذكر الموت والإعداد للآخرة , لقول النبي  : " زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة " , وكان يزورها  ، وهكذا أصحابه  ، وهذا النوع للرجال خاصة لا للنساء ، أما النساء فلا يشرع لهن زيارة القبور ، بل يجب نهيهن عن ذلك ؛ لأنه قد ثبت عن رسول الله  لعن زائرات القبور من النساء ، ولأن زيارتهن للقبور قد يحصل بها فتنة لهن أو بهن مع قلة الصبر وكثرة الجزع الذي يغلب عليهن ، وهكذا لا يشرع لهن إتباع الجنائز إلى المقبرة , لما ثبت في الصحيح عن أم عطية رضي الله عنها قالت : نهينا عن إتباع الجنائز ولم يُعزم علينا , فدل ذلك على أنهن ممنوعات من إتباع الجنائز إلى المقبرة , لما يخشى في ذلك من الفتنة لهن وبهن ، وقلة الصبر.
والأصل في النهي التحريم , لقول الله سبحانه : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } , أما الصلاة على الميت فمشروع للرجال والنساء ، كما صحت بذلك الأحاديث عن رسول الله  وعن الصحابة  في ذلك .
أما قول أم عطية رضي الله عنها : " لم يُعزم علينا " فهذا لا يدل على جواز إتباع الجنائز للنساء , لأن صدور النهي عنه  كاف في المنع ، وأما قولها : لم يعزم علينا فهو مبني على اجتهادها وظنها واجتهادها لا يعارض بها السنة .
النوع الثاني : بدعي ، وهو زيارة القبور لدعاء أهلها والاستغاثة بهم أو للذبح لهم أو للنذر لهم ، وهذا منكر وشرك أكبر - نسأل الله العافية - ويلتحق بذلك أن يزوروها للدعاء عندها والصلاة عندها والقراءة عندها ، وهذا بدعة غير مشروع ومن وسائل الشرك ، فصارت في الحقيقة ثلاثة أنواع :
النوع الأول : مشروع ، وهو أن يزوروها للدعاء لأهلها أو لتذكر الآخرة.
النوع الثاني : أن تزار للقراءة عندها أو للصلاة عندها أو للذبح عندها فهذه بدعة ومن وسائل الشرك .
النوع الثالث : أن يزوروها للذبح للميت والتقرب إليه بذلك ، أو لدعاء الميت من دون الله ، أو لطلب المدد منه أو الغوث أو النصر ، فهذا شرك أكبر- نسأل الله العافية - فيجب الحذر من هذه الزيارات المبتدعة .
ولا فرق بين كون المدعو نبياً أو صالحاً أو غيرهما , ويدخل في ذلك ما يفعله بعض الجهال عند قبر النبي  من دعائه والاستغاثة به ، أو عند قبر الحسين أو البدوي أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهم . والله المستعان .
محمد بن صالح العثيمين .
ما مدى صحة ما يذكر من قصص عن أهوال القبور
تورد قصص عن أهوال القبور مثل قصة الرجل الذي أراد أن يدفن فخرج له ثعبان ثم وضع في قبر آخر فخرج له ثعبان كذلك ؟
الله أعلم بذلك ، ولكن ليس ذلك ببعيد ، وابن رجب ذكر في كتابه " أهوال القبور " أشياء حول هذه القصص فالله أعلم بصحتها .
محمد بن صالح العثيمين .

أشراط الساعة
علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى
ما هي علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى ؟.
علامات يوم القيامة وأشراطها هي التي تسبق وقوع القيامة وتدل على قرب حصولها ، وقد اصطلح على تقسيمها إلى صغرى وكبرى ، والصغرى ـ في الغالب – تتقدم حصول القيامة بمدة طويلة ، ومنها ما وقع وانقضى - وقد يتكرر وقوعه - ومنها ما ظهر ولا يزال يظهر ويتتابع ، ومنها ما لم يقع إلى الآن ، ولكنه سيقع كما أخبر الصادق المصدوق  .
وأما الكبرى : فهي أمور عظيمة يدل ظهورها على قرب القيامة وبقاء زمن قصير لوقوع ذلك اليوم العظيم .
وعلامات الساعة الصغرى كثيرة ، وقد جاءت في أحاديث صحيحة كثيرة ، وسنذكرها في سياق واحد دون ذكر أحاديثها , لأن المقام لا يتسع ، ونحيل من أراد التوسع في هذا الموضوع مع معرفة أدلة هذه العلامات لكتب موثوقة متخصصة ، ومنها " القيامة الصغرى " للشيخ عمر سليمان الأشقر ، وكتاب " أشراط الساعة " للشيخ يوسف الوابل .
فمن أشراط الساعة الصغرى :
1ـ بعثة النبي  .
2ـ موته 
3ـ فتح بيت المقدس .
4ـ طاعون " عمواس " وهي بلدة في فلسطين .
5ـ استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة .
6ـ ظهور الفتن ، ومن الفتن التي حدثت في أوائل عهد الإسلام : مقتل عثمان  ، وموقعة الجمل وصفين ، وظهور الخوارج ، وموقعة الحرة ، وفتنة القول بخلق القرآن .
7ـ ظهور مدعي النبوة ، ومنهم " مسيلمة الكذاب " و " الأسود العنسي " .
8 ـ ظهور نار الحجاز ، وقد ظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع الهجري في عام 654 هـ ، وكانت ناراً عظيمة ، وقد توسع العلماء الذين عاصروا ظهورها ومن بعدهم في وصفها ، قال النووي : " خرجت في زماننا نار في المدينة سنة أربع وخمسين وستمائة ، وكانت ناراً عظيمة جداً من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة ، وتواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان ، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة " .
9ـ ضياع الأمانة ، ومن مظاهر تضييع الأمانة إسناد أمور الناس إلى غير أهلها القادرين على تسييرها .
10ـ قبض العلم وظهور الجهل ، ويكون قبض العلم بقبض العلماء ، كما جاء في الصحيحين .
11ـ انتشار الزنا .
12ـ انتشار الربا .
13ـ ظهور المعازف .
14ـ كثرة شرب الخمر .
15ـ تطاول رعاء الشاة في البنيان .
16ـ ولادة الأمة لربتها ، كما ثبت ذلك في الصحيحين ، وفي معنى هذا الحديث أقوال لأهل العلم ، واختار ابن حجر : " أنه يكثر العقوق في الأولاد فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة والسب " .
17ـ كثرة القتل .
18ـ كثرة الزلازل .
19ـ ظهور الخسف والمسخ والقذف .
20ـ ظهور الكاسيات العاريات .
21ـ صدق رؤيا المؤمن .
22ـ كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق .
23ـ كثرة النساء .
24ـ رجوع أرض العرب مروجاً وأنهاراً .
25ـ انكشاف الفرات عن جبل من ذهب .
26ـ كلام السباع والجمادات الإنس .
27ـ كثرة الروم وقتالهم للمسلمين .
28ـ فتح القسطنطينية .
وأما أشراط القيامة الكبرى : فهي التي ذكرها النبي  في حديث حذيفة بن أسيد الذي رواة الإمام مسلم وهي عشر علامات : الدجال ، ونزول عيسى بن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاث خسوفات : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، والدخان ، وطلوع الشمس من مغربها ، والدابة ، والنار التي تسوق الناس إلى محشرهم ، وهذه العلامات يكون خروجها متتابعاً ، فإذا ظهرت أولى هذه العلامات فإن الأخرى على إثرها .
وليس هناك نص صحيح صريح في ترتيب هذه العلامات ، وإنما يستفاد ترتيب بعضها من جملة نصوص .
وقد سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله : هل أشراط الساعة الكبرى تأتي بالترتيب ؟
فأجاب : " أشراط الساعة الكبرى بعضها مرتب ومعلوم ، وبعضها غير مرتب ولا يعلم ترتيبه ، فمما جاء مرتبا نزول عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج ، والدجال فإن الدجال يبعث ثم ينزل عيسى بن مريم فيقتله ثم يخرج مأجوج ومأجوج .
وقد رتب السفاريني رحمه الله في عقيدته هذه الأشراط ، لكن بعض هذا الترتيب تطمئن إليه النفس ، وبعضها ليس كذلك ، والترتيب لا يهمنا ، وإنما يهمنا أن للساعة علامات عظيمة إذا وقعت فإن الساعة تكون قد قربت ، وقد جعل الله للساعة أشراطا , لأنها حدث هام يحتاج الناس إلى تنبيههم لقرب حدوثه " .
محمد بن صالح العثيمين .

حقيقة المهدي وترتيب أشراط الساعة
من هو الإمام المهدي أو من سيكون ؟
الإمام المهدي هو رجل صالح من ذرية محمد  ، يكون في آخر الزمان ، يصلح الله به أمر الناس ، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، واسمه على اسم النبي  ، واسم أبيه على اسم أبي النبي  ، فهو محمد بن عبد الله المهدي ، أو أحمد بن عبد الله المهدي ، وينتهي نسبه إلى فاطمة بنت رسول الله  ، وهو من ذرية الحسن بن علي  ، وعلامة ظهوره فساد الزمان ، وامتلاء الأرض بالظلم والعدوان .
وقد دل على ظهوره وأوصافه التي ذكرنا أهمها عدة أحاديث ، بلغت في مجموعها التواتر المعنوي .


من هم يأجوج ومأجوج ؟
يأجوج ومأجوج أمتان من بني آدم موجودتان ، قال الله تعالى في قصة ذي القرنين : { حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً * قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سداً * قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردماً * آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله ناراً قال آتوني أفرغ عليه قطراً * فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً * قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقاً } .
ويقول النبي  : " يقول الله يوم القيامة : يا آدم قم فابعث بعث النار من ذريتك " إلى أن قال رسول الله  : " أبشروا فإن منكم واحداً ومن يأجوج ومأجوج ألفاً " , وخروجهم الذي هو من أشراط الساعة وجدت بوادره في عهد النبي  ففي حديث أم حبيبة رضي الله عنها قالت : خرج رسول الله  يوماً فزعاً محمراً وجهه يقول : " لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه " , وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها .
محمد بن صالح العثيمين .

ما المقصود بهذه الفتنة ؟
ما هي الفتنة التي يقولها  في هذا الحديث : عن عبد الله بن عمر أنه سمع رسول الله  - وهو مستقبل المشرق- يقول: " ألا إن الفتنة هاهنا ، ألا إن الفتنة هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان " .
المراد بالفتنة هنا : الكفر ، وجاء في رواية مسلم ، عن أبي هريرة  ، أن رسول الله  قال : " رأس الكفر نحو المشرق " , قال : ألا يجي قوله " رأس الكفر "62 أي : معظمه في المشرق .
ونقل عن القاضي عياض ما نصه : قيل : يعني بالمشرق فارس , لأنها حينئذ دار معظمه ، ورد بقوله في بقية الحديث " أهل الوبر " ، وفارس ليسوا بأهل الوبر ، وقيل يعني : ما وقع بالعراق في الصدر الأول من الفتنة الشديدة كيوم الجمل ، وصفين ، وحروراء ، وفتن بني أمية ، وخروج دعاة بني العباس ، وارتجاج الأرض فتنة ، وكل ذلك كان بشرق نجد والعراق ، وجاء في حديث الخوارج : " يخرج قوم من المشرق " ، والكفر على هذا كفر نعمة وقيل : يعني : الكفر حقيقة ورأسه الدجال , لأنه يخرج من المشرق .
فتاوى اللجنة الدائمة .

فتنة المسيح الدجال
أرجو إعطائي معلومات كافية عن الدجال ؟ وما هي فتنته ؟ وكيفية النجاة منها ؟
معنى المسيح :
ذكر العلماء ما يزيد عن خمسين قولا في معنى " المسيح " , وقالوا : أن هذا اللفظ يطلق على الصديق وعلى الضليل الكذاب ، فالمسيح عيسى ابن مريم الصديق ، مسيح الهدى ، يبرئ الأكمه والأبرص ، ويحي الموتى بإذن الله .
والمسيح الدجال هو الضليل الكذاب ، مسيح الضلالة يفتن الناس بما يعطاه من الآيات كإنزال المطر وإحياء الأرض بالنبات وغيرهما من الخوارق .
فخلق الله المسيحين أحدهما ضد الآخر .
وقال العلماء في سبب تسمية الدجال بالمسيح : أن إحدى عينيه ممسوحة ، وقيل : لأنه يمسح الأرض في أربعين يوما . . , والقول الأول هو الراجح ، لما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله  : " الدجال ممسوح العين مكتوب بين عينيه كافر . . " 63.
معنى الدجال :
الدجل : هو الخلط والتلبيس ، يقال دجل إذا لبس وموه ، والدجال : المموه الكذاب ، الذي يكثر من الكذب والتلبيس .
ولفظة " الدجال " أصبحت علماُ على المسيح الأعور الكذاب ، وسمي الدجال دجالا : لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم .
صفة الدجال والأحاديث الواردة في ذلك :
الدجال رجل من بني آدم ، له صفات كثيرة جاءت بها الأحاديث لتعريف الناس به ، وتحذيرهم من شره ، حتى إذا خرج عرفه المؤمنون فلا يفتنون به ، بل يكونون على علم بصفاته التي أخبر بها الصادق  وهذه الصفات تميزه عن غيره من الناس ، فلا يغتر به إلا الجاهل الذي سبقت عليه الشقوة . نسأل الله العافية .
ومن هذه الصفات : أنه رجل شاب أحمر ، قصير ، أفحج جعد الرأس ، أجلى الجبهة ، عريض النحر ، ممسوح العين اليمنى ، وهذه العين ليست بناتئة - منتفخة وبارزة - ولا جحراء - غائرة - كأنها عنبة طافئة .
وعينه اليسرى عليها ظفرة - لحمة تنبت عند المآقي - غليظة , ومكتوب بين عينيه " ك ف ر " بالحروف المقطعة ، أو " كافر " بدون تقطيع ، يقرؤها كل مسلم ، كاتب وغير كاتب .
ومن صفاته أنه عقيم لا يولد له .
وهذه بعض الأحاديث الصحيحة التي جاء فيها ذكر صفاته السابقة وهي من الأدلة على ظهور الدجال :
1- عن عبد الله بن عمر  قال : قال رسول الله  : " بينا أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة ,فإذا رجل آدم سبط الشعر بين رجلين ينطف رأسه ماء , فقلت من هذا ؟ قالوا : ابن مريم .
فذهبت ألتفت فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية , قلت : من هذا ؟ قالوا : هذا الدجال ، أقرب الناس به شبها ابن قطن " 64 ، وابن قطن رجل من بني المصطلق من خزاعة .
2- وعن ابن عمر  أن رسول الله  ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال " إن الله ليس بأعور ، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية . . " 65.
3- وفي الحديث الطويل الذي رواه النواس بن سمعان  قال : ذكر رسول الله  الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل . . , فقال في وصف الدجال : " إنه شاب قطط - شديد جعودة الشعر- عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن " .
4- وعن عبادة بن الصامت  : قال رسول الله  : " إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا ، إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين , ليس بناتئة ولا حجراء , فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور "66 .
5- وفي حديث أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : " . . وأما مسيح الضلالة فإنه أعور العين أجلى الجبهة عريض النحر فيه دفأ - إنحناء - " 67.
6- وفي حديث حذيفة  قال : قال رسول الله  : " الدجال أعور العين اليسرى ، جفال الشعر - كثيره - معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار " 68.
7- وفي حديث أنس  : قال النبي  : " ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب , ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإن بين عينيه مكتوب كافر "69
وفي رواية : " ومكتوب بين عينيه ك ف ر "70 , وفي رواية عن حذيفة : " يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب "71
وهذه الكتابة حقيقية على ظاهرها ، ولا يشكل رؤية بعض الناس لهذه الكتابة دون بعض ، وقراءة الأمي لها , وذلك أن الإدراك في البصر يخلقه الله للعبد كيف شاء ومتى شاء ، فهذا يراه المؤمن بعين بصره ، وإن كان لا يعرف الكتابة , ولا يراه الكافر ولو كان يعرف الكتابة ، كما يرى المؤمن الأدلة بعين بصيرته , ولا يراه الكافر فيخلق الله للمؤمن الإدراك دون تعلم ، لأن ذلك الزمن تنخرق فيه العادات 72.
ومختصر الجواب عن الإشكال أن الله على كل شيء قدير فهو قادر على أن يري هذه الكتابة بعض الناس دون بعض وقادر على أن يجعل الأمي يقرؤها .
قال النووي ـ رحمه الله ـ :
" الصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها ، وأنها كتابة حقيقية جعلها الله آية وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفره وكذبه وإبطاله يظهرها الله لكل مسلم كاتب وغير كاتب ، ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته ، ولا امتناع في ذلك " 73.
8- ومن صفاته أيضا ما جاء في حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها في قصة الجساسة ، وفيه قال تميم الداري  : " فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا " 74.
وفتنته عظيمة جداً لدرجة أنه ليس بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أكبر من فتنة المسيح الدجال كما جاء وفي حديث عمران بن حصين  قال : سمعت رسول الله  يقول : " ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال " 75 .
والملاحظ في الروايات السابقة أن في بعضها وصف عينه اليمنى بالعور وفي بعضها وصف عينه اليسرى بالعور ، وكل الروايات صحيحة ، وقد جمع بعض أهل العلم بين هذه الروايات ، فقال القاضي عياض : " أن عيني الدجال كلتيهما معيبة ، لأن الروايات كلها صحيحة ، وتكون العين اليمنى هي العين المطموسة والممسوحة ، العوراء الطافئة - بالهمز- التي ذهب نورها كما في حديث ابن عمر , وتكون العين اليسرى : التي عليها ظفرة غليظة وطافية - بلا همز - معيبة أيضا " .
فهو أعور العين اليمنى واليسرى معاً ، فكل واحدة منها عوراء أي معيبة ، فإن الأعور من كل شيء المعيب ، لا سيما ما يختص بالعين ، فكلتا عيني الدجال معيبة عوراء ، إحداهما بذهابهما والأخرى بعيبها .
مكان خروج الدجال :
يخرج الدجال من جهة المشرق من خراسان ، من يهودية أصبهان ، ثم يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله ، إلا مكة والمدينة ، فلا يستطيع دخولهما لأن الملائكة تحرسهما .
ففي حديث فاطمة بنت قيس أن النبي  قال في الدجال : " ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن , لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو , وأومأ بيده إلى المشرق " .
وعن أبي بكر الصديق  قال : حدثنا رسول الله  قال : " الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان " 76.
وعن أنس  قال : قال رسول الله  " يخرج الدجال من يهودية أصبهان
معه سبعون ألفاً من اليهود عليهم التيجان " 77.
الأماكن التي لا يدخلها الدجال :
حرم على الدجال دخول مكة والمدينة حين يخرج في آخر الزمان ، لورود الأحاديث الصحيحة بذلك ، وأما ما سوى ذلك من البلدان فإن الدجال سيدخلها واحداً بعد الآخر .
جاء في حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن الدجال قال : " وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج ، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة ، غير مكة وطيبة فهما محرمتان علي كلتاهما , كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها " .
وثبت أيضا أن الدجال لا يدخل مسجد الطور ، والمسجد الأقصى . روى الإمام أحمد من حديث جنادة بن أبي أمية الأزدي قال : أتيت رجلاً من أصحاب النبي  فقلت له : حدثني حديثا سمعته من رسول الله  في الدجال ، فذكر الحديث وقال : " وإنه يلبث فيكم أربعين صباحاً يرد فيها كل منهل إلا أربع مساجد مسجد الحرام ومسجد المدينة والطور ومسجد الأقصى "78 .
أتباع الدجال :
أكثر أتباع الدجال من اليهود والعجم والترك ، وأخلاط من الناس غالبهم الأعراب والنساء .
روى الإمام مسلم عن أنس بن مالك  : أن رسول الله  قال : " يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة " 79.
والطيالسة : كساء غليظ مخطط . وفي رواية للإمام أحمد : " سبعون ألفا من اليهود عليهم التيجان "80.
وجاء في حديث أبي بكر السابق : " يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة " .
وأما كون الأعراب يتبعون الدجال ، فلأن الجهل غالب عليهم ، أما النساء لسرعة تأثرهن وغلبة الجهل عليهن . جاء في الحديث عن ابن عمر  قال : قال النبي  : " ينزل الدجال في هذه السبخة بمرقناة - واد بالمدينة - فيكون أكثر من يخرج إليه النساء ، حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج إليه " 81.
فتنة الدجال :
فتنة الدجال أعظم الفتن منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة ، وذلك بسبب ما يخلق الله معه من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول وتحير الألباب .
فقد ورد أن معه جنة وناراً ، جنته ناره وناره جنته ، وأن معه أنهار الماء وجبال الخبز ، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر ، والأرض أن تنبت فتنبت ، وتتبعه كنوز الأرض ، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة كسرعة الغيث استدبرته الريح ، إلى غير ذلك من الخوارق .
وكل ذلك جاءت به الأحاديث الصحيحة . روى الإمام مسلم عن حذيفة  قال : قال رسول الله  : " الدجال أعور العين اليسرى ، جفال الشعر - كثيره - معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار " .
ولمسلم أيضا عن حذيفة  قال : قال رسول الله  : " لأنا أعلم بما مع الدجال منه : معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج ، فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد " 82.
وجاء في حديث النواس بن سمعان  في ذكر الدجال : أن الصحابة قالوا : يا رسول الله وما لبثه في الأرض ؟ قال : " أربعون يوما ؛ يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم " , قالوا : وما إسراعه في الأرض؟ قال : " كالغيث استدبرته الريح , فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت ، فتروح عليهم سارحتهم ـ الماشية ـ أطول ما كانت ذرا ـ الأعالي والأسنمة ـ وأسبغه ضروعاً وأمده خواصر - كناية عن الامتلاء وكثرة الأكل - . ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم , ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل , ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك " 83.
وجاء في رواية البخاري عن أبي سعيد الخدري  أن هذا الرجل الذي يقتله الدجال من خيار الناس أو خير الناس ، يخرج إلى الدجال من مدينة رسول الله  فيقول للدجال : " أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله  حديثه . فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر ؟ فيقولون لا . فيقتله ثم يحييه ، فيقول : والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه "84 .
وفي حديث أبي أمامة الباهلي  قال النبي  عن الدجال : " وإن من فتنته أن يقول لأعرابي أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان يا بني اتبعه فإنه ربك " 85.
نسأل الله العافية ونعوذ به من الفتن . .
الوقاية من فتنة الدجال :
أرشد النبي  أمته إلى ما يعصمها من فتنة المسيح الدجال ، فقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك . فلم يدع خيراً إلا دل أمته عليه ولا شرا إلا حذرها منه ، ومن جملة ما حذر منه : فتنة المسيح الدجال , لأنها أعظم فتنة تواجهها الأمة إلى قيام الساعة ، وكان كل نبي ينذر أمته الأعور الدجال ، واختص محمد  بزيادة التحذير والإنذار ، وقد بين الله له كثيراً من صفات الدجال ليحذر أمته فإنه خارج في هذه الأمة لا محالة ، لأنها آخر الأمم ومحمد  خاتم النبيين , وهذه بعض الإرشادات النبوية التي أرشد إليها المصطفى  أمته لتنجو من هذه الفتنة العظيمة التي نسأل الله العظيم أن يعافينا ويعيذنا منها :
التمسك بالإسلام ، والتسلح بسلاح الإيمان ومعرفة أسماء الله وصفاته الحسنى التي لا يشاركه فيها أحد ، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب ، وأن الله تعالى منزه عن ذلك ، وأن الدجال أعور والله ليس بأعور ، وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت والدجال يراه الناس عند خروجه مؤمنهم وكافرهم .
التعوذ من فتنة الدجال ، وخاصة في الصلاة ، وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة ، منها ما روي عن أم المؤمنين عائشة زوج النبي  : أن رسول الله  كان يدعو في الصلاة : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات ، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم " 86.
حفظ آيات من سورة الكهف ، فقد أمر النبي  بقراءة فواتح سورة الكهف على الدجال ، وفي بعض الروايات خواتيمها ، وذلك بقراءة عشر آيات من أولها أو آخرها . ومن الأحاديث الواردة في ذلك ما رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان الطويل ، وفيه قوله : " فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف " .
وهذا من خصوصيات سورة الكهف , فقد جاءت الأحاديث بالحث على قراءتها وخاصة في يوم الجمعة ، روى الحاكم عن أبي سعيد الخدري  أن النبي  قال : " إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين "87 .
ولا شك أن سورة الكهف لها شأن عظيم ، ففيها من الآيات الباهرات كقصة أصحاب الكهف وقصة موسى مع الخضر , وقصة ذي القرنين وبناءه للسد العظيم حائلا دون يأجوج ومأجوج ، وإثبات البعث والنشور والنفخ في الصور وبيان الأخسرين أعمالا وهم الذين يحسبون أنهم على الهدى وهم على الضلالة والعمى .
فينبغي لكل مسلم أن يحرص على قراءة هذه السورة وحفظها وترديدها وخاصة في خير يوم طلعت عليه الشمس ، وهو يوم الجمعة .
الفرار من الدجال والابتعاد منه ، والأفضل سكنى مكة والمدينة ، والأماكن التي لا يدخلها الدجال ، فينبغي للمسلم إذا خرج الدجال أن يبتعد منه وذلك لما معه من الشبهات والخوارق العظيمة التي يجريها الله على يديه فتنة للناس ، فإنه يأتيه الرجل وهو يظن في نفسه الإيمان والثبات فيتبع الدجال ، نسأل الله أن يعيذنا من فتنته وجميع المسلمين .
فعن عمران بن حصين  عن النبي  قال : " من سمع بالدجال فلينأ ـ يبتعد ـ منه ، فإن الرجل يأتيه يتبعه وهو يحسب أنه صادق بما يبعث به من الشبهات " .88
هلاك الدجال :
يكون هلاك الدجال على يدي المسيح عيسى بن مريم  ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة ، وذلك الدجال يظهر على الأرض ويكثر أتباعه وتعم فتنته ، ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين . وعند ذلك ينزل عيسى بن مريم  على المنارة الشرقية بدمشق ، ويلتف حوله عباد الله المؤمنين ، فيسير بهم قاصداً المسيح الدجال ، ويكون الدجال عند نزول عيسى  متوجهاً نحو بيت المقدس ، فيلحق به عيسى عند باب " لد " - بلدة في فلسطين قرب بيت المقدس - ، فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فيقول له عيسى  : " إن لي فيك ضربة لن تفوتني " فيتداركه عيسى فيقتله بحربته ، وينهزم اتباعه فيتبعهم المؤمنون فيقتلونهم حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم يا عبد الله ، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود .
وإليك بعض الأحاديث الواردة في هلاك الدجال وأتباعه :
روى مسلم عن عبد الله بن عمرو  قال : قال رسول الله  : " يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين .. " فذكر الحديث ، وفيه : " فيبعث الله عيسى
ابن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه " 89.
وروى النواس بن سمعان  حديثاً طويلاً عن الدجال ، وفيه قصة نزول عيسى وقتله للدجال ، وفيه قوله  : " فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله " .
وبقتله - لعنه الله - تنتهي فتنته العظيمة ، وينجي الله الذين آمنوا من شره وشر أتباعه على يدي روح الله وكلمته عيسى بن مريم  وأتباعه المؤمنين ولله الحمد والمنة .
محمد صالح المنجد .

الدجال والدابة ويأجوج ومأجوج
هل يمكن إعطاؤنا نبذة عن الدجال والدابة ويأجوج ومأجوج ؟
فيما يلي وصف مختصر من الكتاب والسنة الصحيحة عن النبي  بشأن هذه العلامات الثلاث من أشراط الساعة الكبرى التي تكون في آخر الزمان قبيل قيام الساعة .
الدجال : إنسان خلقه الله ، يخرج في آخر الزمان من غضبة يغضبها ، يعيث في الأرض فساداً ويدّعي الألوهية ، ويدعو الناس لعبادته ، يفتن الناس بما أعطاه الله من الخوارق كإنزال المطر وإحياء الأرض بالنبات وإخراج كنوزها وهو شاب أحمر قصير جعد الرأس أعور ممسوح العين اليمنى والأخرى عليها قطعة لحم غليظة مكتوب بين عينيه كافر ، عامة من يتبعه من اليهود تكون نهايته على يد عيسى بن مريم بن مريم الذي يقتله بحربة في بلدة اللد بأرض فلسطين .
يأجوج ومأجوج : قبيلتان كافرتان من ذرية آدم عراض الوجوه , صغار العيون , كانوا يفسدون في الأرض فسخر الله ذا القرنين فبنى سداً حبسهم فلا يزالون يحفرونه حتى يأذن الله بخروجهم في آخر الزمان بعدما يقتل عيسى  الدجال ، فيخرجون بأعدادهم الهائلة فيشربون بحيرة طبرية ويُفسدون في الأرض , ولا طاقة لأحد بمواجهتهم , فينحاز عيسى  والمؤمنون معه إلى جبل الطور , حتى يُهلك الله يأجوج ومأجوج بدود يأكل أعناقهم ويرسل الله طيراً ترمي بجثثهم في البحر ومطراً يغسل الأرض من نتنهم .
الدابة : مخلوقة عظيمة يخرجها الله عند فساد الناس تكلمهم وتعظهم تعقل وتنطق وتسم الناس على أنوفهم وسماً وعلامة تميز المؤمن منهم من الكافر .
ووظيفة المسلم الإيمان والتصديق بما ورد عن الله ورسوله ، وكم خلق الله ويخلق في هذا العالم من العجائب والغرائب الدالة على قوته وقدرته جلّ وعلا.
محمد صالح المنجد .

ما المراد بالفتن ؟
ما المراد بالفتن ؟ وما موقف المسلم منها مع بيان الفتن التي يجب عدم الخوض فيها والفتن التي تجب مواجهتها ؟
الفتن : جمع فتنة ، والمراد بالفتنة : الابتلاء والامتحان ، كفتنة المال والولد والفتن على نوعين : فتن شبهات ، وفتن شهوات ، ففتن الشبهات هي : العقائد الفاسدة والبدع والشكوك والأوهام .
وفتن الشهوات : كفتنة المال والولد ، وفتنة الزنا ، والسرقة ، وشرب المسكر - إلى غير ذلك - وموقف المسلم من الفتن جميعها أن يستعيذ بالله من شرها ، وأن ينكر على مروجيها ويجاهدهم ، ويسعى في إبعادها عن نفسه وعن إخوانه المسلمين ، ويبطل شبهات الدعاة إلى الفتن .
الفوزان .

هل كان الدجال حيًّا في عهد الرسول  ؟!
لقد أشكل على ، هل الدجال كان حياّ في عهد النبي  وهل هو ابن صياد الذي نقرأ عنه ؟
عن عبد الله بن عمر  قال: صلى بنا رسول الله  ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته ، فلما سلم قام فقال : " أريتكم ليلتكم هذه ، فإن على رأس مائة
سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد " 90.
قال ابن عمر : فوهل الناس في مقالة رسول الله  تلك فيما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مئة سنة ، وإنما قال رسول الله  : " لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد " يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن .
هذا نص الحديث , ومعنى وَهَلَ الناس : أي غلطوا , والمراد ذهب وهمهم إلى غير الصواب .
وأما ما أشكل عليك من كون الدجال كان حيا على عهد النبي  فإن هذا قد أشكل على غيرك أيضاً ، حتى أشكل على الصحابة  وذلك مبسوط في موضعه ، من قصة ابن صياد حيث اختلف في أمره اختلافاً شديداً ، هل هو الدجال , أم أنه دجال آخر من الدجاجلة .
قال ابن تيمية - رحمه الله - :
إن أمر ابن صياد قد أشكل على بعض الصحابة فظنوه الدجال ، وتوقف فيه النبي  حتى تبين له فيما بعد أنه ليس هو الدجال ، إنما هو من جنس الكهان من أصحاب الأحوال الشيطانية ، ولذلك ذهب ليختبره " .
وقال النووي في شرح مسلم :
قال العلماء : وقصته مشكلة ، وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره ، ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة .
رشيد بن حسن الألمعي .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  Empty
مُساهمةموضوع: إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر   إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 25, 2013 2:27 pm

هل المهدي حقيقة أم لا ؟
هل الحديث الذي يخبر عن قدوم المهدي صحيح أم لا ؟ و ذلك لأن أحد أصدقائي أخبرني أنه ليس بصحيح و أنه ضعيف.
لقد جاءت الأحاديث الصحيحة الدالة على ظهور المهدي عليه السلام ، وأنه سيكون في آخر الزمان , وهو علامة من علامات الساعة وشرط من أشراطها ومن هذه الأحاديث :
عن أبي سعيد الخدري  أن رسول الله  قال : " يخرج في آخر أمتي المهدي , يسقيه الله الغيث , وتخرج الأرض نباتها , ويعطي المال صحاحا وتكثر الماشية وتعظم الأمة ، يعيش سبعا أو ثمانيا يعني حجاجا "91 . أي سنين.
وعن علي  : قال رسول الله  : " المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة " 92.
يصلحه : أي يتوب عليه ويوفقه ، ويلهمه ويرشده بعد أن لم يكن كذلك .
عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله  : " المهدي مني أجلى الجبهة ـ انحسار الشعر عن مقدمة الجبهة ـ أقنى الأنف ـ أي أنفه طويل رقيق في وسطه حدب ـ يملأ الأرض قسطاً وعدلاً , كما ملئت جوراً وظلماً , يملك سبع سنين " 93.
عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله  : " يقول المهدي من عترتي ـ أي من نسبي وأهل بيتي ـ من ولد فاطمة " 94.
وعن جابر  قال : قال رسول الله  : " ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي تعال صل بنا ، فيقول : لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة " . والحديث في صحيح مسلم بلفظ : " . . فينزل عيسى ابن مريم  فيقول أميرهم : تعال صل لنا , فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة " 95.
وعن أبي سعيد الخدري  قال : قال رسول الله  : " منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه " 96.
وقد تواترت الأحاديث بظهور المهدي تواتراً معنوياً ، كما نص على ذلك بعض الأئمة والعلماء وفيما يلي ذكر طائفة من أقوالهم :
قال الحافظ أبو الحسن الآبري :
قد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله  بذكر المهدي وأنه من أهل بيته , وأنه يملك سبع سنين وأنه يملأ الأرض عدلا ، وأن عيسى  يخرج
فيساعده على قتل الدجال وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه .
وقال محمد البرزنجي في كتابه " الإشاعة لأشراط الساعة " :
الباب الثالث في الأشراط العظام والأمارات القريبة التي تعقبها الساعة وهي كثيرة منها المهدي وهو أولها ، وأعلم أن الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر .
وقال أيضاً : قد علمت أن أحاديث وجود المهدي وخروجه آخر الزمان وأنه من عترة رسول الله  من ولد فاطمة بلغت حد التواتر المعنوي فلا معنى لإنكارها .
وقال العلامة محمد السفاريني :
وقد كثرت بخروجه - أي المهدي - الروايات حتى بلغت التواتر المعنوي ، وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم , ثم ذكر طائفة من الأحاديث والآثار في خروج المهدي وأسماء بعض الصحابة ممن رواها ثم قال : وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم  بروايات متعددة ، وعن التابعين من بعدهم ما يفيد مجموعه العلم القطعي ، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة .
وقال العلامة المجتهد الشوكاني :
الأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر , وهي متواترة بلا شك ولا شبهة ، بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول ، وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضا لها حكم الرفع إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك .
وقال العلامة الشيخ صديق حسن خان :
الأحاديث الواردة فيه - أي المهدي - على اختلاف رواياتها كثيرة جدا تبلغ حد التواتر المعنوي ، وهي في السنن وغيرها من دواوين الإسلام من المعاجم والمسانيد .
هذا وينبغي العلم بأن عددا من الكذابين قد وضعوا أحاديث في المهدي عليه السلام أو في تعيين أشخاص من الكذابين على أنهم المهدي أو أنه على غير ملة أهل السنة والجماعة ، كما حاول ادعاء المهدوية عدد من الدجالين مخادعة لعباد الله , ولنيل شيء من حطام الدنيا , ولتشويه صورة الإسلام , وقام بعضهم بحركات وثورات وجمعوا من استغفلوهم من الناس أو ساروا معهم منتفعين , ثم هلك أولئك وتبين كذبهم وانكشف زيفهم ونفاقهم ، وكل ذلك لا يضر بمعتقد أهل السنة والجماعة في المهدي عليه السلام وأنه خارج لا محالة ليحكم الأرض بشريعة الإسلام . والله تعالى أعلم .
محمد صالح المنجد .

الدابة من علامات الساعة
ما هي الدابة التى جاء فيها { وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون } النمل : 82 ؟
أولا : اختلف المفسرون في معنى { وقع القول عليهم } فقيل : معناه وجب غضب الله ، أو حق القول عليهم بأنهم لا يؤمنون ، أو سخط الله عليهم بموت العلماء وذهاب العلم ورفع القرآن , وقيل غير ذلك ، ويجمعها البعد عن الدين بدليل آخر الآية .
وجاء في صحيح مسلم قول النبي  : " ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا : طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض " .
وثانياً : في تعيين الدابة خلاف أيضاً ، فقيل : إنها فصيل ناقة صالح , ويقول القرطبي : هو أصح الأقوال ، وساق حديثا طويلاً في ذلك ، وقيل : إنها الجساسة وهى دابة طولها ستون ذراعاً ، وعلى خلقة الآدميين ، وقيل : جمعت من خلق كل حيوان ، وقيل غير ذلك .
وخروجها مختلف في مكانه أيضاً ، فقيل : تخرج من جبل الصفا بمكة ، وقيل : تخرج ثلاث مرات : في بعض البوادي ثم في القرى ثم من أعظم المساجد ، وقيل : من مسجد الكوفة حيث فار تنور نوح ، وقيل من الطائف ، وقيل غير ذلك .
أما كونها إنساناً متكلما يناظر أهل البدع والكفر فقول مردود كما قال القرطبي .
والدابة تسم الناس على خراطيمهم ـ أي أنوفهم ـ ، وتكلمهم ببطلان الأديان غير الإسلام وبالرد على من كان يزعم عدم خروجها لأنها من آيات الله .
وكل ذلك قرب قيام الساعة ، وفى كتب التفسير كلام كثير يكفى منه هذا القدر .
فتاوى الأزهر .

يوم القيامة
كم بين النفختين ؟
يقول الله تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ } , كم المدة بين النفختين ، ومن هم الذين لا يموتون بين النفختين ؟
تحديد مدة ما بين النفختين من الأمور الغيبية التي لا تدرك بالعقل والاجتهاد بل بالسمع عن النبي  ، ولم يثبت في تحديدها عنه حديث صحيح ، وإنما ثبت فيها ما رواه البخاري وغيره عن النبي  أنه قال : " ما بين النفختين أربعون" , قالوا: يا أبا هريرة ، أربعون يوماً ، قال : أبيت ، قالوا : أربعون سنة ، قال : أبيت. قالوا : أربعون شهراً ، قال : أبيت " ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب الذنب منه يركب الخلق " ، فلم يزد على أن قال : أربعون ، ولم يبين هل هي سنون أو شهور أو أيام ؟ وأما من لا يموتون بين النفختين فالله أعلم بهم سبحانه .
فتاوى اللجنة الدائمة .

البعث بعد الموت
هل يتم إعادة خلق الإنسان على أي شكل آخر بعد موته وحتى يوم القيامة ؟.
إذا مات ابن آدم تحلل جسده وفني إلا عجب الذنب وهي عظم في أسفل الظهر ، فإذا قامت القيامة أنبت الله تعالى الأجساد بمطر على الأرض ينبت الأجساد من هذا العظم فيعود خلق الإنسان كما كان قبل موته .
عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : " ما بين النفختين أربعون " . قال : أربعون يوماً ؟ قال : أبيت ، قال : أربعون شهراً ؟ قال : أبيت ، قال : أربعون سنة ؟ قال : أبيت .
قال : " ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عجب الذنب , ومنه يركب الخلق يوم القيامة " 97.
وإذا خرج من قبره وحشر وحوسب يبقى جسده كما كان قبل موته ، فإذا دخل أهل الجنة الجنة ، ودخل أهل النار النار غير الله صورهم وأشكالهم .
محمد صالح المنجد .

صفة أهل النار وصفه أهل الجنة
صفة أهل النار : عن أبي هريرة عن النبي  قال : " ما بين منكبي الكافر
مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع " 98.
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله  : " ضرس الكافر - أو : ناب الكافر
- مثل أحد ، وغلظ جلده مسيرة ثلاث "99 .
صفة أهل الجنة : عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : " إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يمتخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورشحهم المسك ، ومجامرهم الألوة , وأزواجهم الحور العين ، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء " 100.
رشحهم : عرقهم . مجامرهم : مباخرهم . الألوة : عود يتبخر به.
وعن معاذ بن جبل أن النبي  قال : " يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً مكحلين أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة " 101.
محمد صالح المنجد .

السؤال عن الأعمال يوم القيامة
يقول الله تعالى يوم القيامة : { تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ } النحل : 56 ، ويقول جل وعلا : { وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } النحل : 93، ولكني وجدت آية في سورة الرحمن تنفي حدوث السؤال للإنس والجن يوم القيامة ، يقول المولى فيها : { فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ } الرحمن : 39 فكيف يمكن الجمع بين هذه الآيات التي تثبت الحساب والأخرى التي تنفي السؤال ؟
أيها الأخ السائل ، اعلم أن يوم القيامة له أحوال وله شئون ، وهو يوم طويل مقداره خمسون ألف سنة ، كما قال جل وعلا في كتابه العظيم : { تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } , { فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا } , { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا } , { وَنَرَاهُ قَرِيبًا } .
فهو يوم طويل عظيم ، وله شئون وله أحوال ، والناس فيه على أحوال ، ففي وقت يسألون ، وفي وقت لا يسألون ، في وقت يسألهم الله عن أعمالهم كما قال عز وجل : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } , { عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } الحجر: 92 ، 93، فيسألهم ويجازيهم ، وتعرض عليهم صحائفهم ، وفي وقت آخر من هذا اليوم الطويل لا يسألون ، وهكذا ما في قوله جل وعلا عن الكفار أنهم قالوا : { وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } الأنعام : 23 ، وفي الموضع الآخر قال : { وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا } النساء: 42 ، ولهذا نظائر ، فيوم القيامة طويل عظيم ، للناس فيه شئون مع ربهم عز وجل ، فتارة يقرون وتارة يجحدون ، وتارة يسألون وتارة لا يسألون ، فانتبه لهذا ، ولا تشك في شيء من ذلك ، فكله حق ، والله المستعان .
عبد العزيز بن باز .

مصير من تساوت حسناته وسيئاته
ما مصير من تساوت حسناته وسيئاته يوم الحساب ، هل سيدخل الجنة أم لابد أن يأخذ نصيبه من النار ؟
الله أعلم ، أمره إلى الله سبحانه ، لكن لا بد من القطع بأنه لا بد أن يكون مصيره إلى الجنة في المنتهى ، أما كونه قد يعذب أو لا يعذب ، هذا إلى الله سبحانه وتعالى , لأن الموحد الذي تساوت حسناته وسيئاته منتهاه الجنة ، لكن قد يعفى عنه بفضل الله سبحانه ، ويدخل الجنة من أول وهلة ، وقد يدخل النار بسيئاته التي لم يتب منها ، فهو تحت مشيئة الله عز وجل ، والله أعلم هل يدخل الجنة من أول وهلة أو لا يعفى عنه ، بل يعذب على قدر المعاصي التي مات عليها ولم يتب ، ثم يدخل الجنة .
هذه قاعدة عند أهل السنة والجماعة , وهي أن مصير الموحدين الجنة، سواء دخلوا النار أم لم يدخلوا النار , فمن دخلها بذنوبه فإنه لا يخلد فيها , بل يخرج منها بعدما يطهر ويمحص يخرج من النار إلى الجنة ، يلقى في ماء الحياة , فينبت كما تنبت الحبة في حميل السيل ، ثم بعد ذلك يدخل الجنة ، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي  ، وقد يعفو الله سبحانه وتعالى عن العاصي الموحد المؤمن ، بشفاعة الشفعاء أو برحمته من دون شفاعة أحد فيدخله الله الجنة جل وعلا، كما قال الله سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } النساء : 48 .
وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله  أن بعض العصاة يدخل النار ويبقى فيها ما شاء الله ، ثم يخرجه الله سبحانه من النار بسبب توحيده وإيمانه وإسلامه إلى الجنة ، فالذين تتساوى حسناتهم وسيئاتهم هم في حكم العصاة ، وأمرهم إلى الله سبحانه وتعالى .
عبد العزيز بن باز

شفاعة النبي 
للنبي  يوم القيامة ثلاث شفاعات ، فلمن تجوز الشفاعة الأولى والثانية والثالثة ؟
له  ثلاث شفاعات خاصة به  :
إحداها : الشفاعة العظمى في أهل الموقف يوم القيامة ، يشفع لهم حتى يقضى بينهم ، وهذا هو المقام المحمود الذي قال فيه سبحانه : { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } الإسراء : 79 ، هذا هو المقام المحمود الذي يبعثه الله يوم القيامة ، وهو أنه يشفع في أهل الموقف  إلى الله سبحانه ليقضى بينهم في هذا الموقف العظيم ، حتى ينصرف كل إلى ما كتب الله له .
أما الشفاعة الثانية : فهي الشفاعة في أهل الجنة حتى يدخلوا الجنة , فإنهم لا يدخلون الجنة إلا بشفاعته  فيشفع إلى ربه فيؤذن لهم بدخول الجنة .
الشفاعة الثالثة : خاصة بعمه أبي طالب ، يشفع في عمه أبي طالب أن يخفف عنه ، قال  : إنه وجده في غمرات النار فشفع له حتى صار في ضحضاح من النار ، فالرسول  يشفع لعمه أبي طالب فقط في التخفيف لا في الخروج , لأنه مات كافراً ، هذا الذي عليه أهل العلم والتحقيق ، أنه مات كافراً ، أراد النبي  عند موته أن يقول لا إله إلا الله فأبى وقال : هو على ملة عبد المطلب فمات على الكفر بالله .
فالرسول  شفع له بأن يكون في ضحضاح من النار ، بسبب ما حصل من نصره للنبي  وتعبه وحمايته له  ، ولهذا حرص  أن يسلم لكن لم يقدر له الإسلام فصار هذا من الآيات الدالة على أنه  لا يملك هداية أحد ، فالهداية بيد الله سبحانه وتعالى ، فهو يهدي من يشاء ، ولهذا لما مات عمه أبو طالب على الكفر أنزل الله في حقه : { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } القصص : 56 ، وقال سبحانه : { لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } البقرة : 272 .
ولهذا شفع فيه في أن يكون في ضحضاح من النار يغلي منه دماغه - نسأل الله العافية - ، ولقد قال النبي  : " أهون الناس عذابا يوم القيامة أبو طالب فإنه في ضحضاح من النار يغلي منه دماغه " , أو كما قال  . وفي لفظ آخر يقول : " إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة من يكون له نعلان من نار يغلي منهما دماغه " , وهو يرى أنه أشد الناس عذابا وهو أهونهم عذاباً .
وهناك شفاعات له أخرى  ليست مختصة به  ، فهناك شفاعات فيمن دخل النار من أهل التوحيد يخرج منها ، ومن لم يدخلها أن لا يدخلها من العصاة , فإن العصاة قسمان :
قسم يعفى عنه قبل دخول النار بالشفاعة أو برحمة الله سبحانه وتعالى ، وعفوه جل وعلا .
وقسم يدخل النار بمعاصيهم وسيئاتهم ثم بعد ما يمضي عليهم ما شاء الله في النار يخرجون منها بشفاعة الشفعاء ، أو برحمة الله سبحانه المجردة من دون شفاعة أحد , لأنه كتب جل وعلا أنه لا يخلد فيها إلا الكفرة ، فالنار لا يخلد فيها إلا الكفار .
أما العصاة إذا دخلوها فإنهم يمكثون فيها ما شاء الله ثم يخرجون ، هذا هو الذي عليه أهل الحق من أهل السنة والجماعة أن العصاة لا يخلدون في النار ولكن يمكث فيها من دخلها منهم ما شاء الله ثم يخرجهم الله من النار إلى نهر يقال له نهر الحياة ، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل.
وهؤلاء الذين يخرجون من النار أقسام :
منهم من يخرج بشفاعة النبي  ، ومنهم من يخرج بشفاعة غيره من الأنبياء ، ومنهم من يخرج بشفاعة الملائكة ، ومنهم من يخرج بشفاعة المؤمنين ، ومنهم من يبقى في النار حتى يخرجه الله برحمته ، من دون شفاعة أحد ، فإذا شفع الشفعاء وانتهى أمرهم يخرج الله من النار من بقي فيها من بقيه أهل التوحيد ، الذين ماتوا على بعض السيئات والمعاصي ، فيخرجهم سبحانه من النار فضلاً منه ورحمة سبحانه وتعالى .
والأصل في هذا قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } النساء : 48 , مع ما ثبت من الأحاديث الصحيحة عن ذلك .
عبد العزيز بن باز .

مصير أهل الفترة
نعلم أن من كان من أهل الجاهلية ، أي : قبل مبعث النبي  فهو من أهل الفترة ، وسؤالي عن حكم أهل الفترة لأنني سمعت حديثا عن رسول الله  : أنه جاءه رجل فقال : أين أبي ؟ فقال " في النار " فذهب الرجل يبكي فناداه فقال له إن : " أبي وأباك في النار "102 فهل هذا الحديث صحيح ؟ أفيدونا أفادكم الله ؟
الصحيح من أقوال العلماء أن أهل الفترة يمتحنون يوم القيامة ، ويؤمرون فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة ، وإن عصوا دخلوا النار ، وجاء في هذا عدة أحاديث عن أبي هريرة  ، وعن الأسود بن سريع التميمي ، وعن جماعة ، كلها تدل على أنهم يمتحنون يوم القيامة ، ويخرج لهم عنق من النار ، ويؤمرون بالدخول فيه ، فمن أجاب صار عليه برداً وسلاماً ، ومن أبى التف عليه وأخذه وصار إلى النار ، نعوذ بالله من ذلك .
فالمقصود أنهم يمتحنون فمن أجاب وقبل ما طلب منه وامتثل دخل الجنة ، ومن أبى دخل النار ، وهذا هو أحسن ما قيل في أهل الفترة .
وأما حديث : " إن أبي وأباك في النار " فهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه , واحتج العلماء بهذا على أن أبا النبي  كان ممن بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة ، فلهذا قال : " في النار " ، ولو أنه كان من أهل الفترة لم يقل له النبي  هذا الكلام في حقه ، وهكذا لما استأذن ربه أن يستغفر لأمه نهي عن ذلك ، ولكنه أذن له أن يزورها ، ولم يؤذن له في الاستغفار لها ، فهذا يدل على أنهما بلغتهما الدعوة ، وأنهما ماتا على دين الجاهلية ، وعلى دين الكفر ، وهذا هو الأصل في الكفار أنهم في النار ، إلا من كان لم تبلغه الدعوة أعني دعوة الرسل  فهذا هو صاحب الفترة ، فمن كان في علم الله أنه لم تبلغه الدعوة والله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين وهو الحكم العدل ، فيمتحنه يوم القيامة .
أما من بلغته دعوة الرسل في حياته ، كدعوة إبراهيم وموسى وعيسى ، وعرف الحق ، ثم بقي على الشرك بالله فهذا ممن بلغتهم الدعوة ، فيكون من أهل النار , لأنه عصى واستكبر عن إتباع الحق ، والله جل وعلا أعلم .
عبد العزيز بن باز .

محاسبة الناس يوم القيامة
قرأت حديثاً عن أبي سعيد الخدري  قال : قال رسول الله  : " إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار , فيتقاضون مظالم كانت بينهم في الدنيا ، وإذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة " إلى آخر الحديث أفيدونا جزاكم الله عنا وعن عامة المسلمين خير الجزاء . ما معنى هذا الحديث وما معنى : " خلص المؤمنون من النار " حيت قد ورد في القرآن العظيم قوله تعالى : { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا } أفيدونا ما معنى الحديث وما معنى الآية جزاكم الله خير الدنيا ونعيم الآخرة ؟
إذا عبر المؤمنون عامة على الصراط أوقف منهم من كان عليه مظالم للمؤمنين بمكان بين الجنة والنار , ومنعوا من دخول الجنة حتى يقضى للمظلوم ممن ظلمه فيؤخذ من حسنات الظالم ويعطى المظلوم ، حتى إذا نقوا وطهروا أذن لهم بدخول الجنة ، أما من لا مظلمة عليه لأحد فإن ظاهر هذا الحديث وغيره من الأحاديث الدالة على أن بعض المؤمنين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب فإنه لا يوقف .
وأما قوله تعالى : { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا } فخبر منه تعالى عن الناس مسلمهم وكافرهم بأنه لا أحد منهم إلا سيرد جهنم ، وذلك مرور كل منهم على الصراط المضروب على متن جهنم كالقنطرة مروراً متفاوتاً في السرعة والبطء والنجاة من النار والسقوط فيها ، فينجي الله المؤمنين من النار ، ويدع فيها الكافرين ، كما قال تعالى عقب هذه الآية : { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا } , وقد أوجب سبحانه على نفسه هذا الجزاء وقضى به عليها قضاء مبرما ، لا راد لقضائه تعالى ولا تبديل لحكمه .
فتاوى اللجنة الدائمة .

محاسبة الصم الأخرس
هل الأصم الأخرس يحاسب يوم القيامة مسلماً أو كتابياً أو كافراً ؟
نعم يحاسب , لأنه مكلف بقدر ما أوتي من قوة الإدراك بالحواس الأخرى ، وما أوتي من قوة الإدراك العقلي ، ولا غرابة في ذلك فقد أنشئ في العصر الحاضر مدارس لتعليم الصم والبكم للنهوض بهم في التعليم .
فتاوى اللجنة الدائمة .

وضع ذنوب المسلم على اليهودي والنصراني
وضع ما يغفر للمسلم يوم القيامة من ذنوبه على يهودي أو نصراني ووقوع الإشكال بذلك مع قول الله تعالى : { وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } , وأمثالها من القرآن أرجو سماحتكم التكرم بإزالة اللبس ؟
أما قوله  : " فيغفرها للمسلمين ويضعها على اليهود والنصارى " ، فهذا الحديث قد شك راويه فيه ، ولا يحتج به مع الشك ، ولكونه يخالف ظاهر القرآن الكريم ، لكن إن صح عنه  فهو لا يقول إلا الحق ويجب حمله على ما يوافق الأدلة الأخرى وذلك بحمله على اليهود والنصارى الذين كانوا سببا في وقوع المسلمين في الذنوب التي غفرت لهم ، لقوله سبحانه : { لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ } , ولقوله  : " من دعا إلى ضلالة كان عليه مثل إثم من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً " ولما جاء في معناه من الأحاديث .
فتاوى اللجنة الدائمة .

مصير الملائكة يوم القيامة
نعتقد أن الله تعالى يدخل من آمن به من الثقلين الجنة ، ويدخل من كفر به منهما النار يوم القيامة ، فما منزل الملائكة ؟
قد أخبر الله سبحانه عن الملائكة بأنهم { عِبَادٌ مُكْرَمُونَ }{ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } الآيات ، فهم محل كرامته وإحسانه وتحت تصرفه وأمره , فمنهم الموكل بأهل الجنة ، ومنهم الموكل بأهل النار ، ومنهم حملة العرش ، ومنهم الحافون بالعرش ، والله أعلم بتفاصيل أعمال بقيتهم .
فتاوى اللجنة الدائمة .

أنواع الشفاعة
كيف يشفع النبي  لأمته عند ربه يوم القيامة ، وكيف يشفع الصحابة والصالحون والملائكة للمذنبين وحديث : " شفاعتى لأهل الكبائر من أمتي " هل صحيح السند وما معناه إن صح الحديث ؟
شفاعة النبي  وشفاعة الصالحين يوم القيامة ثابتة في القرآن ، وقد وردت فيها أحاديث صحيحة تفسر ما جاء في القرآن ، ومنها الحديث الذي أشرت إليه في سؤالك وهي أنواع .
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن :
وذكر أيضا رحمه الله - يعني ابن القيم - أن الشفاعة ستة أنواع :
الأول : الشفاعة الكبرى التي يتأخر عنها أولوا العزم من الرسل حتى تنتهي إليه  فيقول : " أنا لها " ، وذلك حين يرغب الخلائق إلى الأنبياء ليتشفعوا لهم إلى ربهم حتى يريحهم من مقامهم في الموقف ، وهذه شفاعة يختص بها لا يشركه فيها أحد .
الثاني : شفاعته لأهل الجنة في دخولها ، وقد ذكرها أبو هريرة في حديثه الطويل المتفق عليه .
الثالث : شفاعته لقوم من العصاة من أمته قد استوجبوا النار بذنوبهم فيشفع لهم ألا يدخلوها .
الرابع : شفاعته في العصاة من أهل التوحيد الذين يدخلون النار بذنوبهم ، والأحاديث بها متواترة عن النبي  ، وقد أجمع عليها الصحابة وأهل السنة قاطبة وبدعوا من أنكرها ، وصاحوا به كل جانب ، ونادوا عليه بالضلال .
الخامس : شفاعته لقوم من أهل الجنة في زيادة ثوابهم ورفعة درجاتهم ، وهذه مما لم ينازع فيها أحد , وكلها مختصة بأهل الإخلاص الذين لم يتخذوا من دون الله ولياً ولا شفيعاً ، كما قال تعالى : { وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ } الأنعام : 51 .
السادس : شفاعته في بعض أهله الكفار من أهل النار حتى يخفف عذابه وهذه خاصة بأبي طالب وحده .
فتاوى اللجنة الدائمة .

موت العصاة من أهل النار
هل يميت الله العصاة من هذه الأمة إن دخلوا النار إماتة حقيقية , وما معنى لا يذوقون فيها الموت هل ورد في ذلك حديث أصلا ؟
أولاً : لا يموت الكفار ولا المؤمنون ولا عصاة المؤمنين بعد موتتهم التي ماتوها عند انتهاء أجلهم في الحياة الدنيا لا موتاً حقيقياً ولا موتاً غير حقيقي كالنوم ، لكن ناس من عصاة المؤمنين أصابتهم النار بذنوبهم فأماتتهم إماتة حتى إذا كانوا فحماً إذن بالشفاعة فيهم ، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله  : " أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم - أو قال: بخطاياهم - فأماتتهم إماتة حتى إذا كانوا فحماً أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر , فبثوا على أنهار الجنة ، ثم قيل : يا أهل الجنة ، أفيضوا عليهم ، فينبتون نبات الحِبَّة تكون في حميل السيل " , فقال رجل من القوم : كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان في البادية .103
ثانياً : كلمة { لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ } بعض آية من سورة الدخان ، سيقت ضمن آيات في نعيم المتقين هي قول الله سبحانه : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } { يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ }{ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ }{ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ }{ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }{ فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } .
فتاوى اللجنة الدائمة .

هل نار الدنيا هي دخان جهنم
هل صحيح أن نار الدنيا التي نطهى عليها الطعام هي دخان نار يوم القيامة والعياذ بالله ؟
ليس ذلك بصحيح ، وإنما قال النبي  : " إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم " , وقال  : " ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " ، قيل : يا رسول الله ، إن كانت لكافية ، قال : " فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها " .
فتاوى اللجنة الدائمة.

صفات من يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب
ما المقصود بحديث : " السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بدون حساب ولا عذاب ؟ " .
هذا الحديث حديث طويل مشهور ، وهو أن النبي  رأى سواداً عظيماً قد سد الأفق فقيل له : هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، فجعل الصحابة  يتساءلون بينهم من هؤلاء ؟ فقال النبي  : " هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون " .
قوله : لا يسترقون ، أي : لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم لمرض كان فيهم .
ولا يكتوون ، أي : لا يطلبون من أحد أن يكويهم .
ولا يتطيرون ، أي : لا يتشاءمون ، وعلى ربهم يتوكلون ، أي : يعتمدون اعتماداً كلياً .
وعلم من قوله : لا يسترقون أنهم لو قرءوا على غيرهم فلا بأس ، ولا يحرمون من هذا الثواب العظيم ، وأنه لو قرأ عليهم غيرهم بلا طلب منهم فلا بأس ، ولا يحرمون من هذا الثواب العظيم ، وكذلك من كواه غيره بلا طلب منه فإنه لا يحرم هذا الثواب .
أما التطير فهو التشاؤم ، قال العلماء : التشاؤم يكون بمرئي أو مسموع أو معلوم ، والتشاؤم من مرئي : مثل أن يرى شيئاً فيقع في نفسه التشاؤم ، كأن يرى طيراً أسود فيقول : هذا سواد يومي ، أو كأن يرى أمامه إنساناً عثر فمات فيتشاءم ويقول : إن ذهبت في هذا الطريق حصل لي مثلما حصل لهذا الشخص ، أو ما أشبه ذلك ، والتشاؤم بمسموع : مثل أن يسمع كلمة نابية فيتشاءم ويرجع عن حاجته .
والتشاؤم بالمعلوم : التشاؤم بالأيام أو بالشهور ، كما كان أهل الجاهلية يفعلون ، منهم من يتشاءم بشهر صفر ، ومنهم من يتشاءم بشهر شوال ، ومنهم من يتشاءم بيوم الأربعاء ، وغير ذلك مما هو معروف من طرق الجاهلية ، فإن الطيرة من الشرك كما قال النبي  : " الطيرة شرك ، الطيرة شرك " وعلى الإنسان أن يتوكل على الله ويعتمد عليه في أمره كله ، وإذا رأى أن من الخير أن يفعل فليفعل ، ولا يهمه ما سمعه وما رآه , لأن الطيرة من الشرك .
وأما التوكل فهو : صدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع فعل الأسباب النافعة , لأن التوكل بدون فعل الأسباب النافعة يسمى تواكلاً وليس توكلاً ، فإن سيد المتوكلين محمد  ، ومع ذلك كان يفعل الأسباب التي تقيه ، ففي غزوة أحد ظاهر بين درعين , يعني : لبس درعين خوفاً من السهام وضرب الخندق على المدينة لئلا يدخلها العدو ، واختفى في غار ثور ثلاثة أيام لئلا يدركه العدو ، فالأسباب النافعة فعلها لا ينافي التوكل أبداً ، بل هو من مقتضى التوكل .
فهذه الأوصاف الأربعة أنهم : " لا يسترقون ، ولا يكتوون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون " ، هي من صفات من يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب ولكن ليعلم أنه لابد أن يكون عندهم إيمان ، فلو فرضنا أن أحداً اتصف بهذه الصفات لكنه لا يصلي فهذا لا يدخل الجنة أبداً لا بحساب ولا بغير حساب , ولا ينفعه أنه لا يسترقي ، ولا يكتوي ، ولا يتطير ، وأنه يتوكل ويعتمد على الله ، فيجب أن ننتبه إلى هذه المسألة .
محمد بن صالح العثيمين .

يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء
روى الترمذي عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : " يدخل فقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام . . . " , والسؤال هو : عن أسباب دخول الأغنياء الجنة بعد الفقراء بخمسمائة عام ، بينما نجد ولله الحمد الصحوة من الأغنياء بشكل واضح , يُسخِّرون أموالهم من أجل الدين فما توجيهكم لهذا الحديث ؟
ظاهر الحديث أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام أو بمدة أخرى تتفاوت عن الخمسمائة عام ، ولكن هذا فيما إذا تساوى المؤمن الغني والفقير , فإن الله يَجْبرُ هذا الفقير الذي لم يتنعم في الدنيا بما تنعم به الغني فيقدمه على الغني في دخول الجنة ، أما إذا كان الغني عنده من الأعمال الصالحة ما يفوق الفقير فالظاهر - والله أعلم - أن الغني يسبق الفقير بحسب سبقه للعمل الصالح ، ويكون هذا الحديث مقيداً بما إذا تساوى الغني والفقير ، أو يقال : إن هؤلاء يسبقون الأغنياء دخولاً ولكن الأغنياء إذا دخلوا الجنة صاروا في منازلهم التي يستحقونها ، وكانوا فوق الفقراء إذا كانوا يستحقون منزلة فوق الفقراء والجنة درجات { وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا } الأنعام :132
محمد بن صالح العثيمين .

الجنة منازل بحسب الأعمال
هل الجنة على منزلة واحدة , أم أنها متفاوتة في الكرامة والمنازل ؟
الجنة ليست سواءً وإنما هي بحسب الأعمال ، لقول الله تبارك وتعالى : { وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا } الأنعام :132, ولقوله  : " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله " , فالناس متفاوتون في الأعمال ، فمن كمال عدل الله عز وجل أن يتفاوتوا في الثواب ، لكن نعيم الجنة على سيبل العموم كامل من جميع الوجوه " فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " واقرأ ذكر منازل الجنات في آخر سورة الرحمن حيث قال: { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } الرحمن :46, ثم قال بعد ذلك : { وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } الرحمن :62, وهاتان الجنتان الأوليان والأخريان هنّ أيضاً متفاوتات بحسب أعمال الناس .
كما أن النار - أعاذنا الله وإياكم منها - دركات بعضها أسفل من بعض وأشد عذاباً من بعض ، وقد أخبر النبي  : " إن أهون الناس عذاباً في النار من هو في ضحضاح من نارٍ وله نعلان يغلي منهما دماغه " .
محمد بن الصالح العثيمين .

مسألة الاستثناء في أبدية الجنة
يقول الله عز وجل في سورة هود لأهل النار : { خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } هود :107, وقال في الآية التي بعدها : { وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } هود :108, ما المقصود وما المراد بالمشيئة هنا في أهل الجنة ؟
المراد أنهم خالدون فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك فيما زاد على ذلك , لأنه لو لم يأت هذا الاستثناء وقال : { مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ } هود :107, لتوهم واهم بأن مدة بقاء الناس في النار أو بقاء السعداء في الجنة على قدر دوام السماوات والأرض ، فلما قال : { إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ } هود :107, صار المعنى : يزيدون على ذلك ما شاء الله تعالى أن يزيدوا عليه ، وقد بين الله تعالى في آية أخرى أن ذلك إلى الأبد ، لا بالنسبة لأصحاب الجنة ولا بالنسبة لأصحاب النار ، فقال تعالى في أصحاب النار في ثلاث آيات من كلامه أنهم خالدون فيها أبداً ، كما قال في سورة النساء : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً } النساء :168-169, وقال تعالى في سورة الأحزاب : { إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً } الأحزاب :64-65 , وقال تعالى في سورة الجن : { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً } .
أما التأبيد بالنسبة لأهل الجنة فكثير في القرآن ، فعلى هذا يكون أهل النار خلودهم مؤبد وأهل الجنة خلودهم مؤبد ، أما الاستثناء فعرفت وجهه { إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ } .
محمد صالح العثيمين .

اسم خازن الجنة
هل ورد على أن اسم خازن الجنة رضوان ؟
اشتهرت به الآثار أن اسمه رضوان ، لكنني لا أعرف فيه حديثاً صحيحاً عن الرسول  .
محمد بن صالح العثيمين .

حكم الشهادة على الكافر أنه من أهل النار
فضيلة الشيخ : ذكرتم أن من مات على الكفر ولم يقل يوماً من الأيام : لا إله إلا الله محمد رسول الله , أنه كافر ، لكن لا نشهد له بأنه مخلد في النار ، وهذا يشكل علينا ؟
لا يشكل عليك بارك الله فيك ! سألت عائشة النبي  عن عبد الله بن جدعان وكان يطعم الطعام ويقري الضيف ، ويفعل ويفعل من الحسنات ، هل ينفعه ذلك في الآخرة ؟ فقال النبي  : " إنه لا ينفعه " .
وكذلك الرجلان اللذان جاءا إلى النبي  وأخبراه : أن أمهما كانت تصل الرحم ، وتقري الضيف ، وتفعل وتفعل ، أينفعها ذلك ؟ قال: " لا " .
فالإحسان لا ينفع الكافر في الآخرة ، بل إذا شاء الله عز وجل أن ينفعه بإحسانه آتاه ثوابه في الدنيا ، أما في الآخرة فما للكافرين فيها من نصيب .
أما الشهادة بالكفر ففي الدنيا نشهد على أن هذا الرجل الكافر الذي يعلن الكفر ويعتز به نشهد أنه كافر ، ونشهد أنه مات على الكفر ما لم يظهر لنا أنه تاب ، لكن النار لا نشهد بها له , لأن هذا عمل غيبي ، قد يكون في آخر لحظة آمن ، ما ندري ، ولكن هل إذا لم نشهد له هل ينفعه ذلك ويمنعه من النار ؟
لا ينفعه ، هو إذا كان في النار فهو في النار سواء شهدنا أم لم نشهد ، إذاً لا فائدة من أن نقول : هو في النار أو ليس في النار ، إنما أحكام الدنيا نحكم بأنه كافر حتى لو قيل : إنه يُحسن، وإنه يفعل ويفعل ، فهذا لا ينفعه ، لاسيما إذا كان يفعل باسم دين غير دين الإسلام ، فتجده مثلاً : يحسن على الناس والصليب معلق في صدره ، وما معنى هذا ؟ هل هو يحسن من أجل أن يدعو الناس إلى النصرانية ويقول : هذا فعل النصارى ، أو يحسن لله ؟ ظاهر الحال الأول ، وأنه في إحسانه هذا إنما يقصد تأليه النصارى ، فالحمد لله نحن إذا قلنا إنه مات على الكفر لا نترحم عليه ولا نسأل الله له المغفرة ، يكفي ، أما أن نقول : إنه في النار أو في غير النار فلا ، ولهذا كان من طريق أهل السنة والجماعة : أنهم لا يشهدون لمعينٍ بجنة ولا نار إلا من شهد له النبي  .
الآن مثلاً : نحن نشهد بأن كل مؤمن في الجنة أليس كذلك ؟ بلى ، لكن هل يمكن أن نشهد لفلان الذي مات على الإسلام نعرف أنه مات ربما وهو يصلي هل نقول : هو في الجنة ؟ لا ، لكن نرجو أن يكون من أهل الجنة .
لكن إنساناً مات على الكفر ، نشهد أنه كافر ، لكن ما نشهد أنه في النار ، وماذا تفيد شهادتنا أو عدم شهادتنا له ، هو إن كان في النار فهو في النار سواء شهدنا أم لم نشهد .
محمد بن صالح العثيمين .

هل الرجل يدعى بأمه يوم القيامة
اشتهر عند كثير من الناس أن يوم القيامة يُدعَى أي أحد بأمه ! فهل هذا صحيح ؟
ليس بصحيح ، فإنه ثبت في البخاري وغيره : " أن لكل غادر لواءً يوم القيامة ينادَى : هذه غدرة فلان بن فلان " , وبهذا نعرف ضعف حديث أبي أمامة في تلقين الميت بعد دفنه أنه إذا دفن الميت يوقف عليه ويقال : يا فلان بن فلانة ، اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ثم بقية التلقين ، فإن هذا ليس بصحيح ، وعليه فيكون هذا التلقين بدعة ، والصحيح : أنه إذا دُفِن الميت فإن الإنسان يقف على قبره ويستغفر له يقول : اللهم اغفر له ، اللهم اغفر له ، اللهم اغفر له ، اللهم ثبته ، اللهم ثبته ، اللهم ثبته ؛ لأن النبي  كان إذا فرغ من دفن ميت وقف عليه وقال : " استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل " .
محمد بن صالح العثيمين .

هل الجنة والنار موجودتان الآن ؟
هل الجنة والنار موجودتان الآن ؟ أم أنهما لم يخلقا بعد ؟.
فقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن لا يشك في ذلك أحد منهم لكثرة الأدلة الدالة على ذلك من الكتاب والسنة .
فمن نصوص الكتاب : قوله تعالى عن الجنة : { أعدت للمتقين } آل عمران : 133 وقوله : { سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله } الحديد : 21 . . .الخ .
وأما نصوص السنة : فقد رأى النبي  سدرة المنتهى ورأى عندها جنة المأوى كما في صحيح البخاري ( 336 ) ومسلم ( 237 ) واللفظ له من حديث أنس  في قصة الإسراء ، وفي آخره ثم " انطلق بي جبرائيل حتى أتى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي قال : " ثم دخلت الجنة فإذا هي جنابذ ـ أي قباب ـ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك " .
وفي البخاري ( 1290) ومسلم ( 5111) من حديث عبد الله بن عمر  أن رسول الله قال : " إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة , وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ".
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا . وقد عقد البخاري في صحيحه بابا قال فيه : " باب : ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة " وذكر أحاديث منها ما تقدم من أن الله يري الميت مقعده من الجنة والنار بعد أن يوضع في قبره .
فما بقي على العبد إلا أن يشمر ويجتهد في طاعة ربه والكف عن معصيته رجاء الفوز بجنته والنجاة من أليم عقابه . والله تعالى أعلم .
محمد صالح المنجد .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  Empty
مُساهمةموضوع: إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر   إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 25, 2013 2:30 pm

لماذا النساء في النار أكثر من الرجال
لماذا عدد النساء أكبر من عدد الرجال في جهنم ؟ .
ثبت عن النبي  أن النساء هن أكثر أهل النار , فعن عمران بن حصين عن النبي صلى الله  قال : " اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء
واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء " 104.
أما سبب ذلك فقد سئل عنه النبي  وبين الجواب :
فعن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله  : " أريت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع ورأيت أكثر أهلها النساء " قالوا : بم يا رسول الله ؟
قال : " بكفرهن " قيل : يكفرن بالله ، قال : " يكفرن العشير ويكفرن الإحسان , لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط " 105.
وعن جابر بن عبد الله قال : شهدت مع رسول الله  الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ثم قام متوكئا على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس , وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن فقال : " تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم " فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت : لم يا رسول الله ؟ قال : " لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير " قال : فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن 106.
وينبغي على الأخوات المؤمنات اللاتي يعلمن بهذا الحديث أن يكون تصرفهن كتصرف هؤلاء الصحابيات اللاتي لما علمن بهذا عملن من الخير ما يكون بإذن الله سببا في إبعادهن من أن يدخلن ضمن هؤلاء الأكثر .
فنصيحتنا للأخوات الحرص على التمسك بشعائر الإسلام وفرائضه لاسيما الصلاة والبعد عما حرمه الله سبحانه وتعالى , وبخاصة الشرك بصوره المتعددة التي تنتشر في أوساط النساء مثل : طلب الحاجات من غير الله وإتيان السحرة والعرافين ونحو ذلك , نسأل الله أن يبعدنا وجميع إخواننا وأخواتنا عن النار وما قرب إليها من قول أو عمل .
محمد صالح منجد .

منازل ودرجات الجنة والنار وأعمالهما
كم جنة ونار توجد ؟ وكيف تختلف مراتبها ؟ وماذا يجب أن تفعل لتكون في كل مستوى ؟
أولا : من حيث العدد هي نار واحدة وجنة واحدة ، لكن كل منهما درجات ومنازل . وقد يأتي في السنة ذكر الجنة بالجمع وليس المراد تعدد جنس الجنة وإنما الإشارة إلى عظمتها ودرجاتها وأنواعها أو إلى عظمة أجر من يدخلها كما في حديث أنس بن مالك أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي  فقالت : يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء , قال : " يا أم حارثة إنها جنان في الجنة ـ وفي رواية إنها جنان
كثيرة ـ وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى " 107.
ثانيا : تختلف دركات النار باختلاف كفر أهلها في الدنيا ، والمنافقون في الدرك الأسفل منها كما قال ربنا تبارك وتعالى : { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا } النساء : 145, وأخف دركاتها - والعياذ بالله - ما أشار إليه النبي  فيما رواه النعمان بن بشير قال : قال رسول الله  : " إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار ـ وفي رواية : توضع في أخمص قدميه جمرتان ـ يغلي منهما دماغه كما يغل المرجل ـ إي القدر ـ ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا وإنه لأهونهم عذابا " .
ثالثا : لا يعرف تحديداً عدد درجات الجنة ، وقد قيل إنها بعدد آيات القرآن الكريم أخذاً من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي  قال : " يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها " 108.
قال الخطابي : جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة في الآخرة , فيقال للقارئ ارق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن , فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة في الآخرة , ومن قرأ جزءا منه كان رقيه في الدرج على قدر ذلك , فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة 109.
لكن في كلامه هذا نظر , لأن الحديث في بيان " منازل " الحفظة وليس في درجاتهم ، وتختلف الدرجات باختلاف العاملين في الدنيا ، كما أن هناك أعمال أخرى يتفاضل الناس بها كالصديقية والجهاد وغيرها فعليه لا يلزم أن يكون صاحب القرآن الحافظ لأكمله في أعلى درجات الجنة على الإطلاق .
وأعلى درجات الجنة هي الفردوس كما ثبت عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : ". . فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، فوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة " 110.
محمد بن صالح المنجد .

المرأة إذا كان زوجها من أهل النار
ماذا يحصل للمرأة في الجنة إذا كان زوجها من أهل النار ؟
الجواب يؤخذ من عموم قوله تعالى : { ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون } فصلت : 31 ، ومن قوله تعالى : { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون } الزخرف :71 ، فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج ، أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال ، وهم ـ أعني من لم يتزوجوا من الرجال - لهم زوجات من الحور ، ولهم زوجات من أهل الدنيا إذا شاءوا واشتهت ذلك أنفسهم .
وكذلك نقول بالنسبة للمرأة إذا لم تكن ذات زوج ، أو كانت ذات زوج في الدنيا ولكنه لم يدخل معها الجنة أنها إذا اشتهت أن تتزوج فلابد أن يكون لها ما
تشتهيه لعموم هذه الآيات .
محمد بن صالح العثيمين .

كيف يعذب إبليس بالنار ؟
كيف يدخل النار وهو مخلوق من نار ؟ وهل هناك شيء يؤكد كيف سيعذب إبليس ؟ .
أولا : أما أن إبليس سيدخل جهنم خالدا فيها : فهذا مما لا شك فيه ، وقد ذكر الله تعالى مصيره في الآخرة في عدة آيات ، ومنها :
1ـ قال تعالى : { قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين . . . قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين } الأعراف : 12، 18 .
2ـ وقال تعالى : ( قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين . . . إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين * وإن جهنم لموعدهم أجمعين * لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ) الحجر : 32ـ 44 .
3ـ وقال تعالى : { قال فالحق والحق أقول * لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } ص : 84 ، 85 .
4ـ وقال تعالى حاكيا قول الجن : { وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا * وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا } الجن/14، 15 .
ثانيا : أما كيف يعذب إبليس في النار وقد خلق من النار : فالجواب عنه أنه لا يلزم من كون الجن خلقوا من نار أن يكونوا الآن ناراً ، كما أن الإنس خلقوا من تراب وليسوا الآن تراباً .
قال أبو الوفاء بن عقيل :
" أضاف الشياطين والجان إلى النار حسب ما أضاف الإنسان إلى التراب والطين والفخار ، والمراد به في حق الإنسان أن أصله الطين ، وليس الآدمي طينا حقيقة ، لكنه كان طينا ، كذلك الجان كان ناراً في الأصل " .111
وإذا كان الإنس خلقوا من تراب وقليل منه يؤذيهم ، وإن دفنوا تحته ماتوا ، وإن ضربوا به " الفخار مثلا " جرحوا أو ماتوا ، فكذلك ليس غريباً أن يكون الجن قد خلقوا من النار ، ويعذبون بنار جهنم .
والجن خلقهم الله تعالى من نار ، ولكنهم ليسوا الآن نارا ، والأدلة على ذلك كثيرة ، منها :
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله  كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه ، قال رسول الله  : " حتى وجدت برد لسانه على يدي ،
ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح موثقا حتى يراه الناس " 112.
وعن أبي الدرداء  قال : قام رسول الله  فسمعناه يقول : " أعوذ بالله منك ثم قال : ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا ، فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك ، قال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ، ثلاث مرات ، ثم أردت أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة " 113.
فمن هذين الحديثين يتبين لنا أن الجن الآن ليسوا نارا , ويدل على ذلك : ما وجده رسول الله  من برد لسان الشيطان ، كما في الحديث الأول ، وأن الشيطان لو كان باقياً على ناريته ما احتاج أن يأتي بشهاب ليجعله في وجه النبي  ، ولما استطاع الولدان أن يلعبوا به .
ومن الأدلة ـ كذلك - : قول النبي  : " إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم " .114
ولو كان الشيطان ناراً لاحترق الإنسان , لأن الشيطان داخله ، فتبين الفرق بين كون الشيطان ناراً وكونه مخلوقا من نار .
ولو كان الشيطان نارا الآن ـ على سبيل الفرض - وأراد الله أن يعذبه بنار جهنم ، فإن الله تعالى على كل شيء قدير ، ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى .
محمد صالح المنجد .

هل هناك حيوانات في الجنة ؟
الحيوانات التي جاءت الأخبار أنها في الجنة على ثلاثة أقسام :
القسم الأول : ما جاء منها أنها حيوانات مخصوصة بعينها في الجنة مثل : كلب أهل الكهف ، وناقة صالح  ، وهذه لم يصح منها شيء .
والقسم الثاني : ما جاء ذكره في القرآن والسنة مما أعده الله للمؤمنين في الجنة ، سواء نص عليها كالطيور كما في قوله تعالى : { ولحم طير مما يشتهون } الواقعة : 21 ، أو أطلق ذكرها كقوله تعالى : { وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون } الطور : 22 .
ومثل ذلك ـ أيضا ـ الثور الذي أعده الله تعالى طعاماً لأهل الجنة ، كما جاء عن ثوبان مولى رسول الله  قال : كنت قائماً عند رسول الله  فجاء حبر من أحبار اليهود فقال : السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها . . . قال : فما غذاؤهم على إثرها ؟
قال  : " ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها . . "115 .
والقسم الثالث : ما ورد في السنة الصحيحة من النص على بعض الحيوانات بعينها أنها في الجنة ، ومنه :
عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : " صلوا في مراح الغنم وامسحوا رغامها , فإنها من دواب الجنة " 116.
والرغام : هو التراب ، والمعنى : امسحوا عنها التراب ، أو امسحوا ما سال من أنفها ، إصلاحاً لشأنها ، ورعاية لها . قاله المناوي في " فيض القدير " .
عن أبي مسعود الأنصاري قال : جاء رجل بناقة مخطومة فقال : هذه في سبيل الله , فقال رسول الله  : " لك بها يوم القيامة سبع مائة ناقة كلها مخطومة " 117.
قال النووي ـ رحمه الله ـ :
قوله : معنى " مخطومة " أي : فيها خطام , وهو قريب من الزمام ، قيل : يحتمل أن المراد له أجر سبعمائة ناقة , ويحتمل أن يكون على ظاهره , ويكون له في الجنة بها سبعمائة كل واحدة منهن مخطومة ، يركبهن حيث شاء للتنزه , كما جاء في خيل الجنة ونجبها ، وهذا الاحتمال أظهر ، والله أعلم .118
وعن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلاً سأل النبي  فقال : يا رسول الله هل في الجنة من خيل ؟ قال : " إن الله أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت " , قال : وسأله رجل فقال : يا رسول الله هل في الجنة من إبل ؟
قال : فلم يقل له مثل ما قال لصاحبه ، قال : " إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك " .119
وقد ورد في أحاديث صحيحة أن أرواح الشهداء في حواصل طير في الجنة تسرح حيث شاءت .
وينبغي أن يعلم أن الطيور والخيل والإبل التي في الجنة لا تتفق مع ما في الدنيا إلا في الأسماء فقط ، أما حقيقة صفتها فلا يعلمها إلا الله تعالى ، غير أننا نعلم أنها في غاية الجمال والبهاء لأنها من أنواع النعيم الذي أعده الله تعالى لأوليائه في الجنة ، وإلى هذا أشار النبي  في الحديث المتقدم بأن فرس الجنة من ياقوتة حمراء ، ويطير بصاحبه حيث يشاء .
نسأل الله تعالى أن ينعم علينا ويدخلنا الجنة برحمته ، إنه جواد كريم .
محمد بن صالح المنجد .

لهم فيها ما يشتهون
ربما يبدو سؤالي طفولياً ، إذا كان شخص يحب شيئاً في هذه الدنيا حبا عظيماً ، فهل يحصل عليه في الجنة ؟ كأن يحب الطائرات مثلا ، فهل يحصل عليها في الجنة ؟ وهل يمكن أن يحصل على مطار أيضا ؟.
ليس هذا السؤال طفولياً ، بل هو شرعي من عاقل يحسن السؤال ويبحث عن الفائدة وعما يزيد شوقه للجنة وعمله للوصول لها ، وقد سأل بعض أصحاب النبي  ما هو من جنس هذا السؤال .
فعن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلا سأل النبي  فقال : يا رسول الله هل في الجنة من خيل ؟ قال : " إن الله أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت " ، قال : وسأله رجل فقال : يا رسول الله هل في الجنة من إبل ؟ قال : فلم يقل له مثل ما قال لصاحبه ، قال : " إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك " .
أما عن موضوع سؤالك المعين عمن يحب الطيران والطائرات فقد ورد في جنس هذا النعيم أحاديث صحيحة متنوعة .
فقد ثبت أن أرواح الشهداء في حواصل طير في الجنة تسرح حيث شاءت .
وثبت أن جعفر بن أبي طالب  يطير في الجنة بجناحين إكراماً من الله عز وجل بدل يديه اللتين قطعتا في غزوة مؤتة .
فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله  : " رأيت جعفراً يطير في الجنة مع
الملائكة " 120.
وعن ابن عمر  أنه كان إذا سلم على ابن جعفر قال : السلام عليك يا ابن ذي الجناحين 121.
والظاهر أن طيران الإنسان بنفسه أبلغ عند أكثر الناس من طيرانه بواسطة وأن طيرانه بالخيل في الجنة كما في الحديث المذكور في أول السؤال أبلغ من الطيران بالطائرات ، وقد جاءت آيات وأحاديث في أن للإنسان في الجنة من النعيم ما تشتهيه نفسه وأبلغ من ذلك .
كما في قوله الله تعالى : { يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون } الزخرف : 71 .
قال السعدي في تفسير هذه الآية :
" ما تشتهيه الأنفس " هذا اللفظ جامع يأتي على كل نعيم وفرح وقرة عين وسرور قلب . . . , على أكمل الوجوه وأفضلها .
وقوله تعالى : { جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاؤون كذلك يجزي الله المتقين } النحل : 31 .
وقوله  : قال الله : " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر ، فاقرءوا إن شئتم { فلا تعلم نفس ما أخفي
لهم من قرة أعين } .122
فينبغي أن يقرر الإنسان في نفسه كمال الجنة المطلق وكمال سعادة أهلها . أما الجزم بأن في الجنة طائرات ومطارات ونحو ذلك مما لم يرد إثباته في النصوص فهذا من علم الغيب الذي يحتاج إلى دليل .
ونقول كما قال الرسول  : " إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك " .
نسأل الله أن يعيننا وإياك للعمل بما يقودنا إلى النعيم المقيم في الجنة .
محمد بن صالح المنجد .

أعمار أهل الجنة
كم سيكون عمر الرجل والمرأة الدائم في الجنة ؟.
يدخل أهل الجنة الجنة على أكمل صورة وأجملها ، على صورة أبيهم آدم  وقد خلقه الله تعالى بيده فأتم خلقه وأحسن تصويره , وكل من يدخل الجنة يكون على صورة آدم وخلقته ، عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : " خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا . . . , فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعا " .123
أما أعمارهم فكلهم يدخل الجنة في عمر القوة والفتوة والشباب أبناء ثلاث وثلاثين ، فعن معاذ بن جبل أن النبي  قال : " يدخل أهل الجنة الجنة جردًا مرداً مكحلين أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة " .124
جرداً : الأجرد هو الذي لا شعر على جسده .
مرداً : الأمرد هو الشاب الذي لا لحية له .
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل .
محمد صالح المنجد .

هل يوجد أحد بالجنة الآن
هل هناك أحد في الجنة الآن ـ غير الأنبياء والملائكة ـ ؟ أم أننا جميعا ننتظر يوم القيامة قبل أن ندخل الجنة أو النار ؟
الجنة قد خلقها الله سبحانه وفرغ من خلقها , لقوله سبحانه في الحديث القدسي : " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت . . " .
ولأن الرسول  رآها في ليلة الإسراء والمعراج ، ولغير ذلك من الأدلة . وهل يدخلها أحد من البشر قبل يوم القيامة ؟
الظاهر أن ذلك على نوعين :
1- دخوله بروحه كما هو حال الأموات ، فهذا ثابت للأنبياء ، والشهداء الذين تكون أرواحهم في حاصل طير خضر تسرح في الجنة , وكما هو الحال في الأحاديث التي أخبر الرسول  فيها أنه دخل الجنة في المنام " رؤيا النوم " ، فإنها في حالات الأرواح .
2- أما دخول الجنة بالجسد والروح فإنها تكون يوم القيامة للبشر وللجن . ويستثنى من هذا ما ذكر أن آدم  كان في الجنة قبل أن ينزل إلى الأرض ، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله وغيره . والله أعلم .
محمد صالح المنجد .

هل يتذكر أهل الجنة ما كان في الدنيا
هل أهل الجنة سيتذكرون ما كانوا عليه في الدنيا ؟ وهل يشتهون أشياء مثل التي يشتهونها في الدنيا ؟
أهل الجنة يتذكرون ما كانوا عليه في الدنيا , وقد وردت أدلة في القرآن تدل على ذلك منها ما جاء في سورة الطور : { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم } .
وكذلك تذكرهم لأهل الشر الذي كانوا يشككون أهل الإيمان ، ويدعونهم إلى الكفر ، قال تعالى في سورة الصافات : { فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أئنك لمن المصدقين * أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون } الآيات .
ويتذكرون أيام الدنيا ، وما لاقوا فيها من ابتلاء ومحن في أنفسهم وأبنائهم وأهليهم وأموالهم ، فيقولون مسرورين : { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن * إنا ربنا لغفور شكور } .
ثم تثور ذكريات الماضي " في الدنيا " عندما يرون فاكهة تشابه الفاكهة التي كانوا يأكلونها في الدنيا ، ولكن تختلف عنها في الحجم والطعم ، { كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها } .
ويتذكرون دعاءهم في أوقات الضيق ، وأكفهم المرفوعة إلى السماء طالبة القبول لأعمالهم ، والتوفيق للعمل الصالح ، وأن يكونوا من ورثة النعيم كما قال عز وجل : { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم } .
أما مسألة أن يشتهوا مثل نعيم الأرض فإنه سيشتهون فوق ذلك بكثير لأن أدنى أهل الجنة منزلة له أكثر من عشرة أمثال نعيم الدنيا كما جاء عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله  : " إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة : رجل يخرج من النار حبواً , فيقول الله تبارك وتعالى له : اذهب فادخل الجنة , فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى , فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى , فيقول الله تبارك وتعالى : له اذهب فادخل الجنة قال فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى , فيرجع فيقول : يا رب وجدتها ملأى , فيقول الله له : اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك عشرة أمثال الدنيا , قال فيقول : أتسخر بي أو أتضحك بي وأنت الملك " , قال : لقد رأيت رسول الله  ضحك حتى بدت نواجذه قال : " فكان يقال ذاك أدنى أهل الجنة منزلة " .125
وكل ما يشتهيه أهل الجنة يحصلون عليه كما قال عز وجل : { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون } الزخرف : 71 .
وقد وردت أحاديث في تلبية رغبة بعض أهل الجنة في الولد والزرع وأن ذلك لا يحتاج إلى انتظار .
فعن أبي هريرة أن النبي  كان يوماً يحدث وعنده رجل من أهل البادية " أن رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع ـ وهذا إخبار عن المستقبل بصيغة الماضي لبيان أن الوقوع متحقق ـ فقال له : أو لست فيما شئت , قال بلى ولكني أحب أن أزرع , فأسرع وبذر فتبادر الطرف ـ أي سبق لمح البصر ـ نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال , فيقول الله تعالى : دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء " فقال الأعرابي يا رسول الله : لا تجد هذا إلا قرشياً أو أنصارياً فإنهم أصحاب زرع فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع . فضحك رسول الله  .126
محمد صالح المنجد .

توزيع صحائف الأعمال
كيف يتم توزيع صحائف الأعمال يوم القيامة على العباد ؟ وكيف توزن أعمالهم ؟.
إذا تمت محاسبة العباد على أعمالهم ، أعطى كل عبد كتابه المشتمل على أعماله كلها , فأما المؤمن فيعطاه بيمينه تكرمة له ، وهو الناجي المسرور يوم القيامة قال الله تعالى : { فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابا يسيرا * وينقلب إلى أهله مسرورا } القيامة :7-9 . وقال : { فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه * فهو في عيشة راضية * في جنة عالية * قطوفها دانية * كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية } الحاقة : 19-24 .
أما الكافر والمنافق وأهل الضلال فيعطون كتبهم بشمالهم من وراء ظهورهم قال الله تعالى : { وأما من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعو ثبورا * ويصلى سعيرا } القيامة :10-12 . وقال : { وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه * ولم أدر ما حسابيه * يا ليتها كانت القاضية * ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه * خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه} الحاقة : 25-32 .
فإذا أعطي العباد كتبهم قيل لهم : { هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} الجاثية : 29 . { اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } الإسراء :14 .
وأما الميزان : فيوضع الميزان لوزن أعمال العباد , قال القرطبي :
" فإذا انقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال ، لأن الوزن للجزاء ، فينبغي أن يكون بعد المحاسبة ، فإن المحاسبة لتقدير الأعمال ، والوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها " .
وقد دلت النصوص الشرعية على أن الميزان ميزان حقيقي له كفتان ، توزن به أعمال العباد . وهو ميزان عظيم لا يقدر قدره إلا الله تعالى ، وقد اختلف أهل العلم هل هو ميزان واحد توزن به أعمال العباد , أم أن الموازين متعددة ولكل شخص ميزانه الخاص ، فمن قال بالتعدد استدلوا بأن الميزان قد ورد في بعض الآيات بصيغة الجمع ، مثل قوله تعالى : { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين } الأنبياء : 47 . ومن قال بأنه واحد استدلوا بمثل قول النبي  : " يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات و الأرض لوسعت ، فتقول الملائكة : يا رب لمن يزن هذا ؟ فيقول الله تعالى : لمن شئت من خلقي " .127
وحملوا الآية التي ورد فيها الميزان بصيغة الجمع على تعدد الموزونات من الأعمال والأقوال والصحف والأشخاص .
فقالوا : إنه جمع الأشياء التي توزن فيه , ومما يدل على وزن الأقوال عن أبي هريرة عن النبي  قال : { كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده " .128
ويدل على وزن الأعمال ما صح عن أبي الدرداء قال : سمعت النبي  يقول : " ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق , وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة " .129
ومما يدل على وزن صحائف الأعمال حديث البطاقة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله  : " إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة , فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر , ثم يقول : أتنكر من هذا شيئاً , أظلمك كتبتي الحافظون فيقول : لا يا رب , فيقول : أفلك عذر , فيقول : لا يا رب , فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم , فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول : احضر وزنك , فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات , فقال : إنك لا تظلم , قال : فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء " .130 ومما يدل على وزن الأشخاص عن أبي هريرة  عن رسول الله  قال :" إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وقال اقرءوا { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا } " 131.
وكذلك يدل عليه ما ثبت من أن ابن مسعود كان يجتني سواكا من الأراك وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه , فقال رسول الله  " مم تضحكون " قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه فقال : " والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد " 132.
محمد بن صالح المنجد .

كيف يحتمل الناس دنو الشمس يوم القيامة ؟
كيف تدنو الشمس يوم القيامة من الخلائق مقدار ميل ولا تحرقهم , وهي لو دنت عما هي عليه الآن في الدنيا لاحترقت الأرض ؟.
إن وظيفة المؤمن فيما ورد من أخبار الغيب القبول والتسليم وأن لا يسأل عنها بكيف ؟ ولم ؟ ـ وهذه قاعدة يجب أن تبنى عليها عقيدتنا – لأن هذا أمر فوق ما تتصوره أنت ، فالواجب عليك أن تقبل وتسلم وتقول : آمنا وصدقنا ، آمنا بأن الشمس تدنو من الخلائق يوم القيامة بمقدار ميل ، وما زاد على ذلك من الإيرادات فهو من البدع ، ولهذا لما سئل الإمام مالك - رحمه الله ـ عن استواء الله على العرش كيف استوى ؟ قال : " السؤال عنه بدعة " هكذا أيضا كل أمور الغيب السؤال عنها بدعة , وموقف الإنسان منها القبول والتسليم .
جواب الشق الثاني بالنسبة لدنو الشمس من الخلائق يوم القيامة فإننا نقول : إن الأجسام تبعث يوم القيامة لا على الصفة التي عليها في الدنيا من النقص وعدم التحمل , بل هي تبعث بعثاً كاملاً تاماً ، ولهذا يقف الناس يوم القيامة يوماً مقداره خمسون ألف سنة , لا يأكلون , ولا يشربون ، وهذا أمر لا يحتمل في الدنيا ، فتدنو الشمس منهم وأجسامهم قد أعطيت من القوة ما يتحمل دنوها ومن ذلك ما ذكرناه من الوقوف خمسين ألف سنة لا يحتاجون إلى طعام ولا شراب ، فالأجسام يوم القيامة لها شأن آخر غير شأنها في هذه الدنيا .
محمد بن صالح العثيمين .

كيف يأخذ المسلم العاصي كتابه يوم القيامة ؟
عند تطاير الصحف هل من سيأخذ الكتاب بيمينه لن يدخل النار مطلقا ؟ والعكس ، وكيف سيأخذ أهل الجنة اللذين سيعذبون في النار أولاً كتابهم ؟.
دل الكتاب والسنة على أن الناس يأخذون كتبهم التي هي صحائف أعمالهم يوم القيامة ، فآخذ كتابه باليمين ، وآخذ كتابه بالشمال من وراء ظهره .
قال الله تعالى : { فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه * فهو في عيشة راضية * في جنة عالية * قطوفها دانية * كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية * وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه * ولم أدر ما حسابيه * ياليتها كانت القاضية . } إلى قوله تعالى : { إنه كان لا يؤمن بالله العظيم } الحاقة : 19- 33 .
ودلت الآيات على أن المؤمن السعيد يأخذ كتابه بيمينه ، وأن الكافر الشقي يأخذ كتابه بشماله ، من وراء ظهره .
والدليل على أن أهل الشمال هم الكفار قوله تعالى في سياق الآيات : { إنه كان لا يؤمن بالله العظيم } . وقوله : { إنه ظن أن لن يحور } أي ظن أنه لن يرجع إلى الله . ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى : { والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة } البلد : 19 .
وهذا كالصريح في أن الأخذ بالشمال مقصور على الكفار , ولا شك أن المؤمن المطيع الناجي من العذاب ، يأخذ كتابه بيمينه ، ويدل على ذلك سياق الآيات ، فإن الحساب اليسير هو مجرد عرض الأعمال ، دون مناقشة فيها ، ومن نوقش الحساب عذب أو هلك ، كما ثبت عن النبي  .
ويدل على ذلك : ما رواه صفوان بن محرز المازني قال : بينما أنا أمشي مع ابن عمر  آخذ بيده إذ عرض رجل فقال : كيف سمعت رسول الله  يقول في النجوى ؟ فقال : سمعت رسول الله  يقول : " إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول : أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول : نعم ، أي رب . حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال : سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ، فيعطى كتاب حسناته ـ زاد ابن ماجه : بيمينه ـ .
وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رءوس الخلائق : هؤلاء الذين كذبوا على الله " 133.
وأما عصاة الموحدين ، ممن يدخل النار ثم يخرج منها ، فقد اختلف فيهم : فمن أهل العلم من قال : إنهم يأخذون كتبهم بأيمانهم . ومنهم من قال : يأخذونها بشمائلهم .
قال السفاريني ـ رحمه الله ـ :
" يعطى الكافر كتابه بشماله من وراء ظهره ، ويعطى المؤمن العاصي كتابه بشماله من أمامه , ويعطى المؤمن الطائع كتابه بيمينه من أمامه , وقد جزم الماوردي بأن المشهور أن الفاسق الذي مات على فسقه دون توبة يأخذ كتابه بيمينه ، ثم حكى قولا بالوقوف ـ أي التوقف في المسألة ـ قال : ولا قائل بأنه يأخذه بشماله .
وقال يوسف بن عمر من المالكية :
اختلف في عصاة الموحدين فقيل : يأخذون كتبهم بأيمانهم ، وقيل : بشمائلهم وعلى القول بأنهم يأخذونها بأيمانهم قيل : يأخذونها قبل الدخول في النار ، فيكون ذلك علامة على عدم خلودهم فيها . وقيل : يأخذونها بعد الخروج منها . والله أعلم " .134
والذي يظهر - والله أعلم - أنه لا يأخذ كتابه بشماله إلا الكافر ، كما هو ظاهر الآيات المتقدمة , والذي ينبغي للمسلم أن يجتهد في تحصيل الطاعات ، وفعل الخيرات ، ليكون من أهل اليمين ، جعلنا الله تعالى منهم .
محمد صالح المنجد .

القصاص بين البهائم يوم القيامة
سمعت أن هناك قصاصاً بين الحيوانات يوم القيامة ، فهل هذا صحيح ؟ وإذا كان صحيحاً فكيف يحصل لها ذلك وهي غير مكلفة ؟.
جاء عن النبي  - في الحديث الذي له شواهد وطرق كثيرة - قوله : " يقضي الله بين خلقه الجن والإنس والبهائم ، وإنه ليقيد يومئذ الجماء من القرناء ، حتى إذا لم يبق تبعة عند واحدة لأخرى قال الله : كونوا ترابا ، فعند
وعن أبي ذر أن رسول الله  كان جالساً ، وشاتان تقترنان ، فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها ، قال : فضحك رسول الله  فقيل له : ما يضحكك يا رسول الله ! قال : " عجبت لها ، والذي نفسي بيده ، ليقادن لها يوم القيامة , يا أبا ذر ! هل تدري فيم تنتطحان ؟ " قال : لا ، قال : " لكن الله يدري ، وسيقضي بينهما " .
قال النووي ـ رحمه الله ـ :
" هذا تصريح بحشر البهائم يوم القيامة ، وإعادتها يوم القيامة كما يعاد أهل التكليف من الآدميين ، وكما يعاد الأطفال والمجانين ، ومن لم تبلغه الدعوة ، وعلى هذا تظاهرت دلائل القرآن والسنة ، قال الله تعالى :{ وإذا الوحوش حشرت } ، وإذا ورد لفظ الشرع ولم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل ولا شرع ، وجب حمله على ظاهره ، قال العلماء : وليس من شرط الحشر والإعادة في القيامة المجازاة والعقاب والثواب ، وأما القصاص من القرناء للجلحاء فليس هو من قصاص التكليف ، إذ لا تكليف عليها ، بل هو قصاص مقابلة ، و الجلحاء بالمد هي الجماء التي لا قرن لها ، والله أعلم .
ونقل عنه العلامة الشيخ علي القاري في المرقاة أنه قال :
" فإن قيل : الشاة غير مكلفة ، فكيف يقتص منها ؟ قلنا : إن الله تعالى فعال لما يريد ، ولا يسأل عما يفعل ، والغرض منه إعلام العباد أن الحقوق لا تضيع بل يقتص حق المظلوم من الظالم " .
قال القاري : وهو وجه حسن وتوجيه مستحسن . . ، وجملة الأمر أن القضية دالة بطريق المبالغة على كمال العدالة بين كافة المكلفين ، فإنه إذا كان هذا حال الحيوانات الخارجة عن التكليف ، فكيف بذوي العقول من الوضيع والشريف ، والقوي والضعيف ؟ " 135.
محمد صالح المنجد .

من علامات الساعة تقارب الزمان
هل من علامات الساعة أن الأيام ستمر بسرعة وتكون قصيرة ؟.
لعل السائل يشير إلى ما رواه البخاري (1036) عن أبي هريرة قال : قال النبي  : " لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ، وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج وهو القتل القتل ، وحتى يكثر فيكم المال فيفيض " .
وروى أحمد (10560) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله  : " لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان ، فتكون السنة كالشهر ، ويكون الشهر كالجمعة ، وتكون الجمعة كاليوم ، ويكون اليوم كالساعة ، وتكون الساعة كاحتراق السعفة "136 والسعفة هي : الخوصة .
فهذان الحديثان يدلان على أن من علامات الساعة تقارب الزمان , وقد اختلف العلماء في معنى تقارب الزمان على أقوال كثيرة ، وأقوى هذه الأقوال:
أن تقارب الزمان يحتمل أن يكون المراد به التقارب الحسي أو التقارب المعنوي .
أما التقارب المعنوي : فمعناه ذهاب البركة من الوقت ، وهذا قد وقع منذ عصر بعيد , وهذا القول قد اختاره القاضي عياض والنووي والحافظ ابن حجر رحمهم الله .
قال النووي : المراد بقصره عدم البركة فيه ، وأن اليوم مثلا يصير الانتفاع به بقدر الانتفاع بالساعة الواحدة .
وقال الحافظ : والحق أن المراد نزع البركة من كل شيء حتى من الزمان ، وذلك من علامات قرب الساعة . أهـ .
ومن التقارب المعنوي أيضا : سهولة الاتصال بين الأماكن البعيدة وسرعته مما يعتبر قد قارب الزمان ، فالمسافات التي كانت تقطع قديما في عدة شهور صارت لا تستغرق الآن أكثر من عدة ساعات .
قال الشيخ ابن باز :
التقارب المذكور في الحديث يفسر بما وقع في هذا العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم وقصر المسافة بينها بسبب اختراع الطائرات والسيارات والإذاعة وما إلى ذلك ، والله أعلم . ا هـ .
وأما التقارب الحسي فمعناه : أن يقصر اليوم قصراً حسياً ، فتمر ساعات الليل والنهار مروراً سريعاً ، وهذا لم يقع بعد ، ووقوعه ليس بالأمر المستحيل ويؤيده أن أيام الدجال ستطول حتى يكون اليوم كالسنة وكالشهر وكالجمعة في الطول ، فكما أن الأيام تطول فكذلك تقصر .
وذلك لاختلال نظام العالم وقرب زوال الدنيا .
محمد صالح المنجد .

حقيقة النفخ في الصور
ما هو " الصور " المذكور في قوله تعالى : { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله } الزمر : 68 ، وكيف يكون النفخ فيه ؟.
الصور في لغة العرب هو : القرن " يشبه البوق " وقد سئل رسول الله عن الصور ففسره بما تعرفه العرب من كلامها كما في سنن الترمذي وغيره عن عبد الله بن عمرو  قال : قال أعرابي : يا رسول الله ما الصور ؟ قال : " قرن ينفخ فيه " . 137
وأما الذي ينفخ فيه : فقد اشتهر أنه إسرافيل عليه السلام ، ونقل بعض العلماء الإجماع على ذلك ، ووقع التصريح به في بعض الأحاديث .
وقد أخبرنا الرسول  أن صاحب الصور مستعد للنفخ فيه منذ أن خلقه الله تعالى كما في المستدرك عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : " إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش ، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان " .138
وقد ذهب أكثر العلماء إلى أن النفخ في الصور يكون مرتين : الأولى يحصل بها الصعق ، والثانية يحصل بها البعث مستدلين بقوله تعالى : { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } الزمر : 68 .
وبما ورد في الأحاديث الصحيحة التي ذكرت هاتين النفختين وما يترتب عليهما من آثار فقد روى البخاري ( 4651 ) ومسلم ( 2955 ) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله  : " ما بين النفختين أربعون " . قالوا : يا أبا هريرة أربعون يوماً ؟ قال : أبيت , قالوا أربعون شهرا ؟ قال : أبيت , قالوا : أربعون سنة ؟ قال : أبيت . " ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل . قال : وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة " .
ومعنى قول أبي هريرة " أبيت " أي : أبيت أن أجزم أن المراد أربعون يوما أو سنة أو شهرا بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة .
عن عبد الله بن عمرو  قال : قال رسول الله  : " . . ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً , ورفع ليتا قال : وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله , قال : فيصعق ويصعق الناس ثم يرسل الله أو قال : ينزل الله مطراً كأنه الطل أو الظل ـ شك الراوي ـ فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " .139
وقوله : " أصغى ليتا " : أصغى أي : أمال ، والليت : هو جانب العنق . والمعنى : فلا يبقى أحد إلا أمال عنقه ، ورفع عنقه ، وقوله : " يلوط حوض إبله " : أي يطين ويصلح مجمع الماء الذي تشرب منه إبله .
ومن العلماء من قال : إنها ثلاث نفخات وزاد فيها نفخة الفزع وأنها تكون قبل نفخة الصعق ثم تليها نفخة الصعق مستندين على ما ورد في قوله تعالى : { ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين } النمل : 87 .
ولكن لا يلزم من ذكر الصعق في آية والفزع في الأخرى أن لا يحصلا معا من النفخة الأولى , بل هما متلازمان , فإذا نفخ في الصور فزع الناس فزعا صعقوا منه وماتوا .
فيستفاد مما سبق أن الله تعالى إذا أذن بموت الأحياء أمر ملك الصور أن ينفخ فيه ؛ فينفخ نفخة عظيمة تفزع جميع الخلائق فيصعقون منها ويهلكون ، ثم يمكثون على ذلك مدة قدرها أربعين من غير تحديد بسنة أو شهر أو يوم ـ الله أعلم بمقدارها ـ فتتحلل أجسادهم في هذه المدة ولا يبقى منها إلا عجب الذنب وهو العظم المستدير الذي في أصل الظهر ، ثم يرسل الله سحاباً فتمطر مطراً فإذا أصاب الماء هذا العظم نبت منه الجسم كما ينبت النبات ويتركب الخلق من هذا العظم , كما بدأ الله الخلق أول مرة يعيده وهو على كل شيء قدير ، ثم ينفخ في الصور نفخة البعث فتعود الأرواح إلى الأجساد فيخرجون من القبور سراعاً إلى أرض المحشر نسأل الله رحمته ولطفه .
وبعد فالواجب على المسلم أن يستعد لهذه اللحظات الحاسمة بالمبادرة للأعمال الصالحة ، والمسارعة في الخيرات ، والبعد عن الأمور المنكرة ، و مجانبة السيئات .
وإذا كان أخشى الخلق لله وأتقاهم له  يقول : " كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن , وحنى جبهته , وأصغى سمعه ، ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ "140 , فكيف بحالنا نحن المقصرين الضعفاء ؟! نسأل الله أن يجعلنا ممن لا يحزنهم الفزع الأكبر ، وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون .. آمين والله أعلم .
محمد صالح المنجد .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  Empty
مُساهمةموضوع: إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر   إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر  I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 25, 2013 2:33 pm

هل النار في السماء أو في الأرض ؟
هي في الأرض ، ولكن قال بعض أهل العلم : إنها هي البحار، وقال آخرون هي في باطن الأرض ، والذي يظهر أنها في باطن الأرض ، ولكن ما ندري أين هي من الأرض ، نؤمن بأنها في الأرض وليست في السماء ولكن لا نعلم في أي مكان هي على وجه التعيين .
والدليل على أن النار في الأرض ما يلي :
قال الله تعالى : { كلا إن كتاب الفجار لفي سجين } , وسجين هي الأرض السفلى ، كذلك جاء في الحديث فيمن احتضر وقبض من الكافرين فإنها لا تفتح لهم أبواب السماء ، ويقول الله تعالى : " اكتبوا كتاب عبدي في سجين وأعيدوه إلى الأرض " , ولو كانت النار في السماء لكانت تفتح لهم أبواب السماء ليدخلوها , لأن النبي  رأى أصحابها يعذبون فيها ، وإذا كانت في السماء لزم من دخولهم في النار التي في السماء أن تفتح أبواب السماء .
لكن بعض الناس استشكل وقال : كيف يراها الرسول  ليلة عرج به وهي في الأرض ؟
وأنا أعجب لهذا الاستشكال ، إذا كنا ونحن في الطائرة نرى الأرض تحتنا بعيدة وندركها ، فكيف لا يرى النبي  النار وهو في السماء ؟ ‍
فالحاصل أنها في الأرض , وقد روي في هذا أحاديث لكنها ضعيفة ، وروي آثار عن السلف كابن عباس ، وابن مسعود ، وهو ظاهر القرآن { إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } , والذين كذبوا بالآيات واستكبروا عنها لا شك أنهم في النار .
محمد بن صالح العثيمين .

المرور على الصراط
كيف يمر الناس على الصراط يوم القيامة ؟
الصراط في اللغة هو : الطريق الواسع ، وفى الشرع - كما قال الدردير في شرح خريدته - : جسر ممدود على متن جهنم بين الموقف والجنة , أرق من الشعرة وأحد من السيف ، وأنكر الإمام الغزالى والعز بن عبد السلام كونه أرق من الشعرة وأحد من السيف ، بل هو متسع لورود ما يدل على ذلك ، وعلى فرض صحة هذا الوصف يؤول على أنه كناية عن شدة المشقة ، فهو مختلف في الضيق والاتساع بحسب الأعمال كما قال الدردير ، فالمارون عليه منهم سالم بعمله ناج من نار جهنم - لأنه منصوب على متنها كما في الحديث -وهم على أقسام : منهم من يجوزه كلمح البصر، ومنهم من يجوزه كالبرق الخاطف ، ومنهم كالريح العاصف أو كالطير أو كالجواد السابق ، ومنهم من يسعى سعياً , ومنهم من يمشى , ومنهم من يمر عليه حبوًا , ومنهم من تخدشه كلاليب فيسقط ولكن يتعلق بها فيعتدل ويمر ويجاوزه بعد أعوام ، ومنهم غير السالم من الوقوع في النار، وهم متفاوتون بقدر تفاوتهم في الجرائم ، فمنهم من يخلد في النار وهم الكفار، ومنهم من يخرج منها بعد مدة على حسب ما شاء الله وهم عصاة المؤمنين ، والصراط ثابت بالقرآن والسنة والإجماع - كما ذكره العدوى في كتابه " مشارق الأنوار " قال تعالى { فاستبقوا الصراط } يس : 66 ، وقال  : " ينصب الصراط على متن جهنم فأكون أول من يجوزه وأمتي " .
والحق تفويض معرفة حقيقته إلى اللّه تعالى ، ويمر عليه الأولون والآخرون حتى من لا حساب عليهم . قال العلامة الأمير- وكلهم سكوت إلا الأنبياء -وقولهم إذ ذاك : اللهم سلم سلم ، كذا في الصحيح الذي رواه مسلم , ثم ذكر العدوى أخباراً لا تبنى عليها عقيدة ، وقال الفاكهاني : إنه موجود الآن والأخبار عنه صحيح ، وأهل السنة أبقوها على ظاهرها من تفويض علم حقيقته إلى اللّه تعالى .
فتاوى الأزهر .

أنهار الجنة
نريد توضيحاً لأوصاف أنهار الجنة ؟
جاء في القرآن الكريم وصف نعيم الجنة بأوصاف فيها بعض الغرابة ، بالنسبة لما نراه في عالم الدنيا ، حيث تختلف طبيعة الأشياء ويختلف الحكم المنوط باستعمالها إباحة ومنعا ، فهناك زواج بلا تناسل ، وأكل وشرب بلا مخلفات وخمر بلا سكر ولا غول ، ولا لغو ولا تأثيم ، وهناك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، والحق - كما قيل - أن كل ما خطر ببالك فالجنة على خلاف ذلك ، فقوانين الآخرة غير قوانين الدنيا ، وقد يكون هناك تشابه في الأسماء مع اختلاف المسميات شكلاً وموضوعاً كما يقولون ، قال تعالى : { كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأوتوا به متشابها } البقرة : 25 .
وقد جاء في القرآن الكريم أن في الجنة أنهاراً لم تعهد صورتها في الدنيا كما قال تعالى : { مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفَى } محمد : 15 ، وهى كلها مشروبات تهفو إليها النفس ، كثيرة لا ينضب معينها ، طيبة لا يخشى فسادها ، هنيئة لا تخاف عاقبتها ، فالماء غير آسن لم تتغير ريحه ، واللبن طازج لم يفسد طعمه ، والخمر لذيذة مستساغة ، والعسل نقى مصفى من الشوائب .
ويجئ في القرآن وصف هذه الأنهار بأنها تجرى تحت الجنة ، قال تعالى : { مثل الجنة التى وعد المتقون تجرى من تحتها الأنهار أُكلها دائم وظلها } الرعد : 35 .
فكيف يتصور أن تجرى الأنهار تحت الجنة ؟
إن الصورة الحقيقية لا يعلمها إلا الله سبحانه ، ومن أخبره بها ، وسيعلمها علم اليقين من يتفضل الله عليه بدخول الجنة ، ولكن المفسرين حاولوا تقريب هذه الصورة بما يعهدونه في الدنيا ، فقالوا : إن الجنات بساتين على ربوات عالية بقصورها الشاهقة وأشجارها السامقة ، والأنهار تجرى حولها منخفضة عند قاعدة الربوات ، والمعهود أن الأرض إذا كانت فوق مستوى الماء كانت أصلح وأطيب ، وفى الوقت نفسه توجد الفرصة لمن ينعمون بالجنات وغرفها العالية أن يتمعتوا بالنظر إلى هذه الأنهار بألوانها المختلفة .
ذلك تصوير بالقدر المستطاع للعقل البشرى ، وليس فيه ما يخالف نصاً قاطعاً ولا حكماً مقرراً ، ويكفينا من أوصاف الجنة ما جاء في القراَن وثبت في السنة ، وهو كاف لإغرائنا بالجد والعمل حتى نفوز بهذا النعيم ، وحتى نرى بأنفسنا كيف تجرى الأنهار من تحتها ، وقد صح في البخاري أن النبي  قال " بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوَّف ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ، قال : فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر - أي في أعلى الدرجات من طيب الرائحة ـ " .
فتاوى الأزهر .

أهل الأعراف
أرجو تفسير قوله تعالى { وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون * وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين * ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتا تستكبرون } الأعراف : 46ـ 48 ؟
المعنى باختصار أن بين الجنة والنار سوراً ، وعلى أعراف السور أي أعاليه أناس يعرفون أهل الجنة بعلامات ، وهى بياض الوجوه وحسنها ، وأهل النار بعلامات ، هي سواد الوجوه وقبحها ، وينادون أهل الجنة بالتحية ويهنئونهم بالسلام من النار , أي السلامة من عذابها .
إن أهل الأعراف لم يدخلوا الجنة ويطمعون في دخولها ، منتظرين رحمة الله لهم ، وهؤلاء هم الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم ، وهو أحسن الأقوال العشرة فيهم ، وذلك لحديث رواه خيثمة عن جابر عن النبي  بهذا المعنى .
وعندما ينظر أهل الأعراف إلى أهل النار يدعون ربهم ألا يكونوا معهم فيها ويتفرسون في جماعة من أهل النار كانوا مستكبرين على اللّه بما يملكون من متاع الحياة الدنيا فكفروا به ، ويقولون لهم مبَكتين : لم يُغن عنكم ما جمعتم من الدنيا , وما استكبرتم به على الله .
والخلاصة أن أهل الجنة هم المؤمنون الصالحون حتى لو كانوا فقراء ، وما دامت حسناتهم أكثر من سيئاتهم ، فلن يدخلوا النار لأن الحسنات يذهبن السيئات وأن أهل النار هم الكفار حتى لو كانوا أغنياء ما دامت سيئاتهم أكثر من حسناتهم ، مع العلم بأن حسنات الكفار صارت في الآخرة هباء منثورا كما قال رب العزة : { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا } الفرقان : 23 , أما من استوت حسناتهم وسيئاتهم من المؤمنين فينتظرون على الأعراف رحمة الله بهم ليلحقهم بأهل الجنة .
فتاوى الأزهر .

التعرف على الأقارب يوم القيامة
هل سيتعرف الإنسان على أقاربه يوم القيامة ؟
التعرف على الأقارب بمعنى رؤيتهم ومعرفتهم أمر ممكن إن تيسر اللقاء بهم ، أما التعرف بمعنى النفع والإفادة فقد ورد فيه قول الله تعالى : { يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه * لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } عبس : 34-37.
وستكون هناك شفاعة الولد الصغير الذي صبر أبوه على موته ، ويأخذ بيده ويدخل معه الجنة كما ثبت في الحديث .
فتاوى الأزهر .

تجهيز الكفن قبل الوفاة
ما حكم الدين فيمن يجهزون أكفانهم قبل وفاتهم ، وهل عليها زكاة ؟
لا حرج في تجهيز الكفن قبل الموت ، فهو أمر لا واجب ولا ممنوع ، وإذا كانت نيته أن يتعظ به كلما رآه ليجتهد في العمل للقاء الله فهو خير ، والأعمال بالنيات ، وكذلك إذا علم أو غلب على ظنه أنه لو مات ربما يحتار أهله في إحضار كفن له فهو يجهزه مقدماً ، أما الزكاة على الكفن فهي غير مشروعة .
فتاوى الأزهر .

أرض الميعاد
هل صحيح أن الحشر يوم القيامة سيكون إلى أرض الميعاد وهى فلسطين ؟
روى مسلم أن النبي  قال : " يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء ، كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد " , والعفراء : غير ناصعة البياض وقرصة النقي : خبز مصنوع من دقيق أبيض ، وقال تعالى { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار } إبراهيم : 48 .
بناء على ما ورد من نصوص حول هذا الموضوع قيل : إن أرض المحشر هي بيت المقدس بالشام ، وذلك لحديث رواه البزار والطبراني بسند حسن عن سمرة بن جندب أن النبي  كان يقول لنا : " إنكم تحشرون إلى بيت المقدس ثم تجتمعون يوم القيامة " , وهذه الأرض تبدل بمقتضى الآية ، إما ذاتا وإما صفة ، حيث تقض حكمة الله أن يكون المحل الذي يقض فيه بالحق وللعدل طاهراً من المعصية والظلم ، وقد قال المفسرون إنها تبدل مرتين ، إحداهما في الدنيا قبل نفخة الصعق التى تفنى بها الدنيا فتموج الأرض وتنشق ، ثم تعاد كما كانت فيها القبور، والثانية في الآخرة بعد النفخة الثانية عند القيام من القبور ، حيث يكون الحشر إلى الأرض التى تقال لها " الساهرة " فيحاسب الناس عليها ، وهى طاهرة نقية ، قال تعالى : { ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } الزمر : 68 ، وقال { يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة * قلوب يومئذ واجفة * أبصارها خاشعة * يقولون أئنا لمردودون في الحافرة * أئذا كنا عظاما نخرة * قالوا تلك إذًا كرة خاسرة * فإنما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة } النازعات : 6 - 14 .
هذا ما يمكن أن يقال من الربط بين فلسطين وأرض المحشر يوم القيامة ، أما الربط بينهما وبين ما يدعيه الأعداء في الدنيا فلا يستند إلى دليل مقبول ، والله سبحانه رقيب حسيب . ولا يورث الله أي أرض في الدنيا والآخرة إلا الصالحين من عباده ، وأرجو أن نهتم بما نحاسب عليه يوم القيامة من أعمال ، ولتكن ما تكون الأرض التى سنحاسب عليها ، فملك الله واسع وهو على كل شيء قدير .
فتاوى الأزهر .

أمه النبي  يوم القيامة
كيف يعرف النبي  أمته يوم القيامة ؟
يقول الله تعالى عن يوم القيامة : { يوم ندعو كل أناس بإمامهم } الإسراء : 71 ، يقول المفسرون : الإمام هو الكتاب ، وقيل : الرسول .
فيقال يا أمة القرآن ، ويا أمة الإنجيل ، أو يقال : يا أمة محمد ، ويا أمة عيسى ، وكذلك كل من يتبعون فكراً معيناً يسيرون خلف صاحب هذا الفكر، فهو إمامهم في ذلك ، ويصنف القوم إلى مؤمنين وكافرين ، كما يصنف المؤمنون إلى من يدخلون الجنة رأساً ، ومن يدخلون بعد عقابهم في النار إلى أجل .
ومن هذا نعلم أن الرسول  يعرف أمته إجمالاً عند هذا النداء ، كما أنه يعرفهم أيضاً بعلامة أخرى جاءت فيما رواه مسلم في حديث طويل أنه  أتى المقبرة , فقال " السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم من قريب لاحقون , وددت أنا قد رأينا إخواننا " قالوا : أو لسنا بإخوانك يا رسول الله ؟ قال " أنتم أصحابي , وإخواننا الذين لم يأتوا بعد " قالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟
قال " أرأيت لو أن رجلا له خيل غير محجلة بين ظهري خيل دهم بُهم ، ألا يعرف خيله " قالوا : بلى يا رسول الله .
قال : " فإنهم يأتون غرًا محجلين من الوضوء ، وأنا فرطهم على الحوض " , يعنى : لهم بياض في وجوههم وفى أرجلهم من أثر الوضوء .
وإذا كان الحديث يثبت أنه سيكون على الحوض يوم القيامة ليسقى منه أمته التى عرفها بهذه السيما ، فإن بعضهم لا يستحق التكريم بشربه من الحوض ، حيث لم يعرف الرسول تفاصيل أعمالهم ، ولذلك جاء في رواية لمسلم قريبة من رواية البخاري : " ترد على أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله " قالوا : يا نبي الله تعرفنا ؟ قال " نعم ، لكم سيما ليست لأحد غيركم ، تردون على غراً محجلين من آثار الوضوء ، وليصدن عنى طائفة منكم فلا يقبلون ، فأقول : يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول : وهل تدرى ما أحدثوا بعدك " .
فتاوى الأزهر .

حساب القبر وحساب يوم القيامة
هل من الحديث ما يقال : " إذا مات ابن آدم قامت قيامته " ، وما الفرق ببن حساب القبر وحساب يوم القيامة ؟
هذا كلام مأثور، ونسبته إلى النبي  ضعيفة " العراقي على الإحياء 4 / 421 " , والمعنى أن الحياة الشخصية للإنسان قد انتهت بموته كما تنتهي الحياة كلها بقيام الساعة ، حين ينفخ في الصور فيصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله .
وعودة الروح إليه وهو في القبر تشبه عودتها إليه حين يبعث من القبر إلى الحشر يوم القيامة ، وإن كانت العودة في كلتا الحالتين على نحو يعلمه الله سبحانه .
وما في القبر من نعيم وعذاب هو صورة لما يكون يوم القيامة من نعيم في الجنة وعذاب في النار ، وقد ورد في البخاري ومسلم أن النبي  قال : " إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده . . . ويقال : هذا مقعدك حتى تبعث إليه يوم القيامة " وفى الترمذي : " القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار " .
وحساب القبر يكون عن العقائد ، وذلك باتفاق ، وإن اختلفوا هل هو في كل العقائد أو بعضها ، أما حساب يوم القيامة فهو لكل شيء قال تعالى : { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين } الأنبياء : 47 .
فتاوى الأزهر .

الحور العين ونساء الدنيا
وصف الله الحور العين في الجنة بأوصاف لا توجد في كثير من نساء بنى آدم ، فهل تكون فيهن غيرة من جمال الحور، وهل الغيرة تتناسب مع نعيم الجنة ؟
جاء في تفسير القرطبي 16/154 : أن هناك رأيين في التفاضل بين النساء الآدميات والحور العين ، فذكر ابن المبارك : أن نساء الدنيا إذا دخلن الجنة فضلن على الحور العين ، لما عملنه من الصالحات في الدنيا ، وروى مرفوعاً أنهم أفضل من الحور العين بسبعين ألف ضعف ، وقيل : إن الحور العين أفضل لقول النبي  في دعائه : " وأبدله زوجاً خيراً من زوجه " .
وأرى أن نترك ذلك لنرى بأنفسنا عندما يَمُن الله علينا بدخول الجنة ، مع الأخذ في الاعتبار أن قوانين الآخرة غير قوانين الدنيا ، وأن الغيرة بين الزوجات ممنوعة ، قال تعالى { ونزعنا ما في صدورهم من غل } الحجر: 47، وقال عن أهل الجنة : { وقالوا الحمد للّه الذي أذهب عنا الحزن } فاطر: 34 .
فتاوى الأزهر .

تعزية غير المسلم
هل يجوز أن يعزى الإنسان شخصاً غير مسلم في وفاة قريب له ، وهل يقول المرحوم ، أو الله يرحمه ؟
أما مبدأ التعزية فمشروع ، وهو من ضمن البر الذي جاء في قوله تعالى : { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن اللّه يحب المقسطين } الممتحنة : 8 ، وقرر الفقهاء أن يقال لغير المسلم : أخلف الله عليك ، ومن صور المجاملات أن النبي  عاد غلاما يهودياً كان يخدمه وعرض عليه الإسلام فأسلم ، كما رواه البخاري في " الأدب المفرد " فالمجاملات جائزة ولكن في حدود المشروع .
فتاوى الأزهر .

حساب الأنبياء
هل هناك حساب للأنبياء والرسل يوم القيامة ؟
ليكن معلوماً أن أحوال الآخرة من الغيب لا تعرف إلا بخبر صادق من القرآن والسنة ، واعتقاد هذه الأحوال يكون عن نص قطعي الثبوت والدلالة وما وراء ذلك يدخل في دائرة الاجتهاد الذي لا يلزم اعتقاد نتيجته ، ولا يكفر من لا يصدقه .
وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى : {فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين } الأعراف : 6 .
وهو سؤال عن التبليغ لا عن الأعمال التى يمارسها كل مؤمن ليجازى عليها فذلك ما يطلق عليه اسم الحساب الذي يتصل به عرض الكتاب وقراءته { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين } الأنبياء : 47 . غير أن هناك استثناءات من الحساب جاء بعضها في الحديث المتفق عليه أن سبعين ألفاً من أمة النبي  يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، وعينهم بقوله " وهم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون " .
ومن المعلوم أن الرسل قد عصمهم الله من الذنوب وغفر لهم ما عسى أن يكون قد صدر عنهم في صورة ذنب وهو ليس بذنب ، وما دام الله قد غفر لهم فعلى أي شيء يحاسبهم حساب مناقشة ، وإذا كان المذكورون من السبعين ألفاً لا يرقون إلى درجة الأنبياء والرسل قد أعفاهم الله من الحساب فهل يكون للأنبياء والرسل حساب ؟
نعم سيسألون عن تبليغ الرسالة كشهادة على أممهم أما سؤال الحساب وما يترتب عليه من جزاء فلا .
وإذا كان الأنبياء لا يسألون في القبر فكيف يحاسبون يوم القيامة ؟ يقول الشيخ العدوى في كتابه " مشارق الأنوار , ص 29 " : اتفق جمهور أهل السنة على عدم سؤال شهيد الحرب ، والسر في ذلك كونهم أحياء فلذلك لا يُغسلون , وكذلك الرسل والأنبياء لا يسألون أيضاً على التحقيق .
فتاوى الأزهر.

تكاليف الكفن والدفن والتغسيل
إذا كان الميت فقيراً ، فمن الذي يجب عليه أن يدفع تكاليف تكفينه وتغسيله ودفنه . . . إلخ ؟.
أولاً : إذا كان الميت له مال فنفقات تجهيزه تكون من ماله ، ويكون هذا مقدماً على قضاء ديونه ، وتنفيذ وصيته إن كان أوصى بشيء ، وقبل الميراث بدليل قول النبي  في الرجل الذي مات بعرفة : " وكفنوه في ثوبيه " 141.
قال ابن القيم في الأحكام المستفادة من هذا الحديث : " أن الكفن مقدم على الميراث ، وعلى الدَّين ، لأن رسول الله  أمر أن يكفن في ثوبيه ، ولم يسأل عن وارثه ، ولا عن دَيْن عليه ، ولو اختلف الحال لسأل , وكما أن كسوته في الحياة مقدمة على قضاء دَيْنه ، فكذلك بعد الممات ، هذا كلام الجمهور ، وفيه خلاف شاذ لا يُعول عليه " 142.
ثانياً : وإذا لم يكن للميت مال وجب تكفينه على من تلزمه نفقته " كأبيه وابنه والزوج " , فإن لم يكن وجبت من بيت المال , فإن لم يكن وجب ذلك على عامة المسلمين .143
ثالثاً : ولما كان الزوج يجب عليه النفقة على زوجته حال الحياة كان كفنها
واجباً عليه , وهو قول : أبي حنيفة والشافعي ومالك , وقال أحمد : يجب في مالها .
وسئل الشيخ عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ : هل يجب على الزوج كفن الزوجة ؟
فأجاب : " الصحيح أنه يجب على الزوج كفن امرأته ، موسرة كانت أو معسرة ، وهو من النفقة ، ومن المعاشرة بالمعروف ، ومما يعده الناس منكراً أنه إذا ماتت زوجة الغني المعسرة أنه لا يجب عليه كفنها "144 .
وأما الزوجة فلا يلزمها كفن زوجها ، لأنها لا يجب عليها أن تنفق عليه حال الحياة .
محمد صالح المنجد .

حوض الكوثر ونهر الكوثر
ما هو الكوثر ؟ وهل هو خاص بالنبي ؟
الكوثر في لغة العرب وصف يدل على المبالغة في الكثرة , أما في الشرع فله معنيان :
المعنى الأول : أنه نهر في الجنة أعطاه الله لنبيه  وهذا المعنى هو المراد في قوله تعالى : { إنا أعطيناك الكوثر } الكوثر :1 ، كما فسره النبي  بذلك , كما روى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال : " بينما نحن عند النبي  إذ غفا إغفاءة , ثم رفع رأسه متبسماً فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : " نزلت علي سورة . فقرأ : { إنا أعطيناك الكوثر إلى آخرها } , ثم قال : " أتدرون ما الكوثر ؟ " قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير , وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة " 145.
وعند الترمذي عن ابن عمر  عن النبي  قال : " الكوثر نهر في الجنة , حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت . . الحديث " 146.
المعنى الثاني : أنه حوض عظيم ـ والحوض هو : مجمع الماء ـ يوضع في أرض المحشر يوم القيامة ترد عليه أمة محمد  , وهذا الحوض يأتيه ماؤه من نهر الكوثر الذي في الجنة ، ولذا يسمى حوض الكوثر والدليل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر " أن الحوض يشخب ـ يصب ـ فيه ميزابان من الجنة " 147.
وظاهر الحديث أن الحوض بجانب الجنة لينصب فيه الماء من النهر الذي داخلها " كما قال ذلك ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " . والله أعلم .
وأما هل هو خاص بالنبي  دون غيره من الأنبياء أم لا ؟
فأما نهر الكوثر الذي يصب من مائه في الحوض فإنه لم ينقل نظير لغير النبي  وامتن الله عليه به في السورة فلا يبعد أنه خاص بنبينا  دون غيره من الأنبياء .
وأما حوض الكوثر فقد اشتهر عند العلماء اختصاص نبينا  به , وممن صرح بذلك القرطبي في " المفهم " .
وقد ورد في السنة الصحيحة ذكر صفات النهر الذي في الجنة والحوض الذي في أرض المحشر فمن صفات نهر الكوثر الذي في الجنة :
ما رواه البخاري في صحيحه عن أنس  عن النبي  قال : " بينا أنا أسير في الجنة ، إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك قال : فضرب الملك بيده ، فإذا طينه أو طيبه مسك أزفر "
وفي رواية في المسند أن النبي  سئل عن الكوثر فقال : " ذاك نهر أعطانيه الله يعني في الجنة , أشد بياضاً من اللبن , وأحلى من العسل , فيه طير أعناقها كأعناق الجزر ـ الإبل ـ " , قال عمر : إن تلك لطير ناعمة , فقال رسول الله  : " أكلتها أنعم منها يا عمر " .148
وأما صفات الحوض الذي في أرض المحشر فمنها :
ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو  أنه قال : قال النبي  : " حوضي مسيرة شهر , وزواياه سواء ماؤه أبيض من اللبن , وريحه أطيب من المسك , وكيزانه كنجوم السماء , من شرب منها فلا يظمأ أبدا " .149
وفي صحيح مسلم عن أنس  قال نبي الله  : " ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء " و في رواية " أكثر من عدد نجوم السماء ".150
وأحاديث الحوض لا شك في تواترها عند أهل العلم بأحاديث الرسول  ، فقد رواها عن النبي  أكثر من خمسين صحابيا .
وأما عن موقع الحوض في أرض المحشر :
فقد اختلف العلماء في هذا : فمنهم من قال : إنه يكون بعد الصراط . ومنهم من قال : إنه يكون قبل الصراط وهو قول الأكثر وهو الأرجح والله أعلم , لأنه يؤخذ بعض من يرد عليه إلى النار ، فلو كان موقعه بعد الصراط لما استطاعوا الوصول إليه لأنهم يكونون قد سقطوا في النار , والعياذ بالله .
وفي ختام هذا المبحث لابد من التنبيه على أمر في غاية الأهمية والخطورة وهو :أنه ليس كل من انتمى للأمة المحمدية سينال نعمة وشرف الشرب من حوض النبي  ، ويده الشريفة ، بل قد صرحت الأحاديث أن هناك من رجال هذه الأمة من يذاد ويدفع عن الحوض دفعاً شديداً ، نسأل الله العافية .
فمن هؤلاء الذين سيشربون ومن أولئك الذين سيدفعون ؟
لقد أجاب الرسول  على هذا السؤال إجابة واضحة شافية حتى لا يبقى لمعتذر عذر ، ولا لمتقاعس حجة , فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله  أتى المقبرة فقال : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون , وددت أنا قد رأينا إخواننا " قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : " أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد " فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟
فقال : " أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهُم بُهم ألا يعرف خيله ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض , ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال , أناديهم : ألا هلم فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول : سحقا سحقا " .151
والغرة : بياض في وجه الفرس .
والتحجيل : بياض في قوائمه .
ودهم بهم أي : أسود شديد خالص لا يخالطه لون آخر .
وفي البخاري ومسلم عن أبي حازم قال سمعت سهلا يقول سمعت النبي  يقول : " أنا فرطكم ـ أي : سابقكم ـ على الحوض من ورد شرب , ومن شرب لم يظمأ أبدا ,, وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم "
قال أبو حازم : فسمع النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا الحديث فقال هكذا سمعت سهلا يقول ؟ قال : فقلت : نعم , قال وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيقول ـ أي النبي  ـ : " إنهم مني " فيقال : إنك لا تدري ما عملوا بعدك . فأقول : "سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي " .152
قال القرطبي ـ رحمه الله ـ :
" قال علماؤنا رحمهم الله أجمعين : فكل من ارتد عن دين الله , أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ، ولم يأذن به فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه وأشدهم طرداً من خالف جماعة المسلمين , وفارق سبيلهم كالخوارج على اختلاف فرقها ، والروافض على تباين ضلالها ، والمعتزلة على أصناف أهوائها ـ ومن نحا نحوهم أو سلك طريقهم ـ وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم , وتطميس الحق وقتل أهله وإذلالهم , والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي ، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع . . " 153.
فعلى العبد أن يجتهد في متابعة النبي  وعدم مخالفته في أي شيء من هديه رجاء أن يمن الله عليه بالشرب من هذا الحوض المبارك ، وإلا فأي خزي وندامة أشد من خزي وندامة من يدفع من بين يدي النبي  ، وقد بلغ به العطش مبلغاً لا يطاق ولا يحتمل فيمنع من الشرب من ذاك الماء البارد الطيب ثم يزاد عليه العذاب والخزي والحسرة بدعاء النبي  بالسحق والبعد والعياذ بالله ، فتصور هذا عذاب ، فكيف بمعاينته والتعرض له ؟! .
نسأل الله أن يمن علينا وعلى إخواننا المسلمين بالتوفيق لمتابعة السنة ومجانبة البدعة والمعصية ... آمين . والحمد لله رب العالمين .
محمد صالح المنجد .

1أخرجه الترمذي رقم ( 3550 ) , وابن ماجه واللفظ له برقم ( 4236 ) .
2أخرجه مسلم .
3أخرجه مسلم رقم ( 2682 ) .
4 متفق عليه .
5أخرجه البخاري رقم ( 5705 ) ومسلم رقم ( 220 ) .
6أخرجه أحمد رقم ( 22813 ) وقال الألباني : إسناده صحيح .
7أخرجه أحمد رقم ( 11625 ) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1334 ) .
8أخرجه البخاري رقم ( 6507 ) ومسلم رقم ( 2683 ) .
9صحيح : صححه الألباني في " صحيح أبي داود " ( 2673 ) .
10صحيح : صححه الألباني في " صحيح الترمذي " ( 980 ) .
11رواه أحمد (6546) والترمذي (1074) وقال الألباني : الحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح .
12رواة مسلم رقم ( 1915 ) .
13رواة البخاري ( 2830 ) ومسلم ( 1916 ) .
14رواة البخاري رقم ( 2829 ) ومسلم ( 1915 ) .
15رواة الترمذي رقم ( 1412 ) .
16أخرجه الطبراني في " الكبير " رقم ( 5130 ) .
17هذه المسألة والتى تليها " التكفين " مأخوذة من أقوال وكتب أهل العلم الثقات .
18 أخرجه مسلم رقم : ( 939 )
19 أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " رقم (67650 ) .
20 أخرجه البيهقي (10899) .
21رواة مسلم رقم ( 648 ) .
22 أخرجه البخاري .
23 أخرجه مسلم ( 6376 ) .
24أخرجه البخاري رقم ( 1315 ) ومسلم رقم ( 944 ) .
25أخرجه مسلم .
26أخرجه مسلم .
27 أخرجه مسلم .
28أخرجه البخاري رقم ( 6014 ) .
29انظر : " فتح الباري " لابن حجر 11/177 .
30رواة أبو داود والحاكم وأحمد وابن خزيمة ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " رقم (1676) .
31انظر : " تفسير القرن العظيم " لابن كثير 4/82 .
32انظر :" فتح الباري " 7/304 .
33 انظر : " الاختيارات الفقهية " ( ص : 94 ) .
34 انظر : " الروح " لابن القيم ( ص : 51 ) .
35انظر : " شرح مسلم " للنووي 17/201 .
36أخرجه مسلم .
37 أخرجه مسلم .
38 انظر : ابن بطة في " الإبانة عن أصول الديانة " 2/112 واللاكائي في السنة 1/21 موقوفاً بإسناد صحيح .
39متفق عليه .
40انظر : " الشرح الممتع " 3/253 .
41أخرجه النسائي 6/179 وحسنه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " ( 1475 )
42أخرجه البخاري رقم ( 1342 ) .
43أخرجه مسلم رقم ( 2868 ) .
44أخرجه البخاري رقم ( 1378 ) ومسلم ( 292 ) .
45أنظر : " مجموع الفتاوى " لابن تيمية 7/500 .
46أخرجه البخاري رقم ( 1273 ) .
47رواة أبو داود والحاكم وأحمد وابن خزيمة ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " رقم (1676) .
48أخرجه البخاري ( 5343 ) ومسلم ( 3894 ) .
49رواة البخاري رقم (6640) ، ومسلم رقم (2275)
50انظر : " فتح الباري " 12/445 .
51أخرجه البخاري ( 4234 ) ومسلم ( 115 ) .
52أخرجه ابن ماجه , وصححه الألباني في " إرواء الغليل " ( 63 ) .
53أخرجه البخاري .
54أخرجه الترمذي ( 3290 ) وحسنه .
55أخرجه مسلم ( 4781 ) .
56أخرجه مسلم ( 1528 ) .
57أخرجه البخاري ( 1935 ) .
58أخرجه مسلم ( 5119 ) .
59أخرجه مسلم ( 5228 ) .
60أخرجه الترمذي رقم ( 3323 ) وقال : حسن .
61أخرجه أحمد ( 2598 ) والترمذي ( 320 ) والنسائي ( 2043 ) .
63أخرجه مسلم رقم ( 5221 ) .
64أخرجه البخاري رقم ( 6508 ) .
65أخرجه البخاري رقم ( 3184 ) .
66أخرجه أبي داود برقم ( 3763 ) وصححه الألباني .
67أخرجه أحمد برقم ( 7564 ) .
68أخرجه مسلم رقم ( 5222 ) .
69أخرجه البخاري رقم ( 6598 ) .
70أخرجه مسلم رقم ( 5219 )
71أخرجه مسلم رقم ( 5223 ) .
72انظر : " فتح الباري " 13/100 .
73انظر : " مسلم بشرح النووي " 18/60 .
74أخرجه مسلم رقم ( 5235 ) .
75أخرجه مسلم رقم ( 5239 ) .
76صحيح : رواة الترمذي ( 2163 ) وصححه الألباني .
77أخرجه أحمد ( 12865 ) .
78أخرجه أحم ( 22572 ) .
79أخرجه مسلم ( 5237 )
80أخرجه أحمد ( 12865 ) .
81أخرجه أحمد ( 5099 ) .
82أخرجه مسلم ( 5223) .
83أخرجه مسلم ( 5228 ) .
84أخرجه البخاري ( 6599 ) .
85أخرجه ابن ماجه ( 4067 ) وصححه الألباني .
86أخرجه البخاري ( 789 ) .
87أخرجه الحاكم في " المستدرك " 2/368 , وصححه الألباني في " صحيح الجامع الصغير " ( 6364 ) .
88أخرجه أحمد ( 19118 ) وأبو داود ( 3762 ) .
89أخرجه مسلم ( 5233 ) .
90أخرجه مسلم ( 2537 ) .
91أخرجه الحاكم في " المستدرك " 4/557 , وانظر " السلسلة الصحيحة " ( 771 )
92أخرجه أحمد ( 645 ) وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح .
93أخرجه أبي داود ( 4265 ) وصححه الألباني .
94صحيح : صححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 6734 ) .
95أخرجه مسلم ( 225 ) .
96انظر : " صحيح الجامع " ( 5796 ) .
97 أخرجه البخاري ( 4651 ) ومسلم ( 2955 ) .
98أخرجه البخاري ( 6168 ) ومسلم ( 2852 ) .
99أخرجه مسلم ( 2851) .
100رواه البخاري ( 3149 ) ومسلم ( 2834 ) .
101 صحيح : رواة الترمذي ( 2545 ) وصححه الألباني .
102رواة مسلم ( 203 ) .
103رواة مسلم ( 185 ) .
104 رواة البخاري ( 3241 ) ومسلم ( 2737 ) .
105رواة البخاري ( 1052 ) .
106رواة مسلم ( 885 ) .
107رواة البخاري ( 2809 ) .
108صحيح : رواة أبو داود ( 1464 ) وصححه الألباني .
109 انظر : " الترغيب والترهيب " للمنذري 2/228 .
110رواة البخاري ( 2637 ) ومسلم ( 2831 ) .
111 انظر : " لقط المرجان في أحكام الجان " ( ص : 33 ) .
112رواة النسائي 6/442 , وصححه ابن حبان 6/115 .
113رواة مسلم ( 542 ) .
114رواة البخاري ( 1933) ومسلم ( 2175) .
115رواة مسلم ( 315 ) .
116 صحيح : صححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 3789 ) .
117رواة مسلم ( 1892 ) .
118انظر : " شرح مسلم " للنووي 13/38 .
119حسن : رواة الترمذي ( 2543 ) وحسنه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " 3/522 .
120صحيح : صححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 3465 ) .
121أخرجه البخاري ( 3506 ) .
122رواة البخاري ( 3072 ) ومسلم ( 2824 ) .
123رواة البخاري ( 5873 ) ومسلم ( 7092 ) .
124صحيح : صححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 7928 ) .
125متفق عليه .
126رواة البخاري ( 6965 ) .
127انظر : " السلسلة الصحيحة " للألباني ( 941 ) .
128رواة البخاري ( 6406 ) .
129صحيح : رواة الترمذي ( 1629 ) وصححه الألباني .
130صحيح : رواة الترمذي ( 2127 ) وصححه الألباني .
131رواة لبخاري ( 4729 ) .
132حسن : حسنه الألباني ي " شرح الطحاوية " ( 571 ) .
133رواة البخاري ( 2441 ) ومسلم ( 2768 ) .
134انظر : " لوامع الأنوار البهية ) 2/183 .
135انظر : " مرقاة المفاتيح " 4/761 .
136صحيح : صححه الألباني في" صحيح الجامع " ( 7422 )
137صحيح : صححه الألباني في" السلسلة الصحيحة " ( 1080 ) .
138صحيح : صححه الألباني في" السلسلة " ( 1078 ) .
139رواة مسلم ( 2940 ) .
140صحيح : صححه الألباني في" السلسلة " ( 1079 ) .
141رواة البخاري ( 1851 ) ومسلم ( 1260 ) .
142انظر : " زاد المعاد " لابن القيم 2/240 .
143انظر : " المجموع " 5/148 , " بدائع الصنائع " 2/330 .
144انظر : " الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة " 2/542 .
145رواة مسلم ( 607 ) .
146صحيح : رواة الترمذي ( 3284 ) وصححه الألباني .
147رواة مسلم ( 4255 ) .
148صحيح : صححه الألباني " في " صحيح الترغيب والترهيب " ( 3740 ) .
149رواة البخاري ( 6093 ) ومسلم ( 4244 ) .
150رواة مسلم ( 4261 ) .
151رواة مسلم ( 367 ) .
152رواة البخاري ( 6528 ) ومسلم ( 4243 ) .
153انظر : " التذكرة " للقرطبي ( ص : 306 ) .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
 
إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اليوم الذي يجعل الولدان شيبا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ :: كتابات وأبحاث مشرف الدعوة بالفرع :: الفقه وعلومه :: إعلام الأواخر بأحكام اليوم الآخر-
انتقل الى: