موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
مرحبا بكم في منتدي فرع الجمعية الشرعية بقرية
البطاخ التابع لمحافظة سوهاج
يسعدنا انضمامكم لنا عبرسجيلكم فى المنتدى
منتدى فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ
مع تحيات مدير المنتدى
مشرف الدعوة بالفرع
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
مرحبا بكم في منتدي فرع الجمعية الشرعية بقرية
البطاخ التابع لمحافظة سوهاج
يسعدنا انضمامكم لنا عبرسجيلكم فى المنتدى
منتدى فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ
مع تحيات مدير المنتدى
مشرف الدعوة بالفرع
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ هو أحد فروع الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية بمحافظة سوهاج
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا بكم فى منتدي فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ ساهموا فى نشر موقعنا
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
صلي الله على محمد صلي الله عليه وسلم
اللهم أعنا على رضاك حتى ترضي رضاءاً ليس بعده سخط ولا غضب
جميع حقوق الطبع والنشر والتوزيع والتصوير لأي كتاب موجود في المنتدي متااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااح بشرط دعوة صالحة بظهر الغيب
أرجو من كل من استفاد أو تعلم شيئاً من المنتدي أن لا ينسانا من صالح دعائه
نعدكم بإذن الله في كل زيارة لنا بالجديد وبالمفيد
بشري سارة لكل طلاب العلم : تم افتتاح ركن في منتدي فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ للإجازات الشرعية المسندة لكل الراغبين في إجازة علمية بالسند مجاناً
هاااااااام جدا لمن لا يعلم :قد تظهر إعلانات على المنتدي بها صور نساء وهي لا تخص المنتدي بل هي تابعة لشركة جوجل ولا يمكن وقفها .

 

 الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ  Empty
مُساهمةموضوع: الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ    الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ  I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 26, 2013 4:17 pm

مقدمة
إن الحمد لله . . .
نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران:102)
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } (النساء:1)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } (الأحزاب:70-71)
أما بعد . . .
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأن خير الهدى هدى نبيه محمد  ، وأن
شر الأمور محدثاتها ، وأن كل محدثة بدعة ، وأن كل بدعة ضلالة ، وأن كل ضلالة في النار .
ثم أما بعد . . .
اعلم أخي المسلم :
إن العلماء بعلومهم ، والحكماء بحكمتهم ، والصالحون بوصاياهم هم – بإذن الله – نجوم هادية لمن سار في الليالي المظلمة ، ودفة محكمة لمن خاض عُباب البحار الموحشة ، وغيث مدراراً يأتي على الأرض الهامدة ، فتهتز وتربو ثم تنبت من كل زوج بهيج . . .
فهم بحق سراج العباد ، ومنار البلاد , وقوام الأمة ، وينابيع الحكمة , وهم غيظ الشيطان ، بهم تحيا قلوب أهل الحق ، وتموت قلوب أهل الزيغ ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدي بها في ظلمات البر والبحر ، إذا انطمست النجوم تحيروا ، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا . . .
 ومن أبرز هؤلاء العلماء الربانيين الذين شاع ذكرهم بين العامة والخاصة , وانتشر علمهم في جميع الأرجاء : أصحاب الستة الصحاح ، الإمام البخاري ، والإمام مسلم ، والإمام النسائي ، والإمام ابن ماجة ، والإمام أبو داود ، والإمام الترمذي ـ رحمه الله عليهم أجمعين ـ .
والكتب الصحاح هي : الكتب التي دونت فيها أحاديث النبي ، والتي شهد لها علماء الأمة من المتقدمين والمتأخرين بالصحة والقبول .
هؤلاء العلماء الذين بذلوا جهداً علمياً ضخماً ومستمراً على اختلاف الأزمنة والأمكنة لخدمة الدين ، ولخدمة سنة رسول الله r .
وهذا الجهد الذي بذلوه ـ رحمه الله عليهم ـ يُعد مفخرة لعلماء المسلمين أجمعين , وصورة مشرقة في الذب عن الشريعة الغراء على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم .
 حديثنا في هذا الكتاب عن هؤلاء الأجلاء الأفاضل ، نتعرف عليهم و نتعلم منهم ، وندرس سيرهم المليئة بالعبر والمواعظ . . . .
اسأل الله أن يجعله عملاً صالحاً متقبلاً ، وأن ينفع به المسلمين والمسلمات المحبين لسنة النبي المصطفى  .
ولا أنسي أن أنبه أن هذا الكتاب إنما هو جزء من كتاب : " سير أعلام السلف " الذي أسأل الله أن يعينني على إتمامه وإكماله إنه ولى ذلك والقادر عليه .
وأخيراً : أرجو من كل من يقرأ هذا الكتاب أن لا ينسانا من صالح دعائه ، فدعوة المسلم لأخيه المسلم مستجابة بإذن الله .
   
الإمام البخاري
( 194 – 256 هـ = 810 – 870 مـ )
علم من أعلام المسلمين . .
ورمز من رموز الدين . . .
آية من آيات الله تعالي في الحفظ والإتقان . . .
صاحب أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى . . . .
هو الذي اتفق عليه القاصى والداني . . .
ولم يختلف عليه اثنان . . . .
أمير المؤمنين في الحديث . . . .
العلامة الحافظ . . . .
قال عنه الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ :
إمام أهل الحديث في زمانه ، والمقتدى به في أوانه ، والمقدم على سائر أضرابه وأقرانه ، وكتابه الصحيح يستقى بقراءته الغمام وأجمع العلماء على قبوله , وصحة ما فيه ، وكذلك سائر أهل الإسلام .1
قلت ـ المصنف ـ : اعلم أخي المسلم :
أنه حق لك أن تفخر وأن تسعد أنك من هذه الأمة الخالدة ، هذه الأمة الميمونة الباقية . . . .
أخي الموحد :
لو أن رجلاً مثل الإمام البخاري ـ فقط ـ كان في أي أمة من الأمم لكان حقاً لها أن تفخر به وتعتز ، وهذا عالم واحد من علماء المسلمين . . .
ناهيك عن باقي علماء المسلمين الذين ملئوا الدنيا بعلمهم ، فصاروا شموساً يقتدي بهم في ظلمة الجهل ، فهم بحق مصابيح الدجى ، وأعلام الهدي . . . . "
والإمام البخاري واحد من هؤلاء النجوم الزاهرة في سماء الإسلام والمسلمين , فتعالوا بنا أخوة الإسلام نتعرف على هذا العالم القدوة الرباني صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله جل وعلا .
   
شئ من سيرته ـ رحمه الله ـ
هو : محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه ، وقيل : بذدربه ، وهي لفظة بخارية معناها : " الزراع " .
وكنيته : أبو عبد الله . . . .
أسلم المغيرة ـ جد البخاري ـ على يدي " اليمان الجعفي " , والي بخاري ، وكان مجوسياً . . .
ولذلك كان البخاري يقال له : " الجعفي " ، لان أبا جده أسلم على يدي اليمان , ويمان جعفي ، فنسب إليه لأنه مولاه من فوق .
قال الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ :
وولد أبو عبد الله البخاري في شوال , سنة أربع وتسعين ومائة .
وعن الحسن بن الحسين البزاز ببخاري قال :
ولد يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر شوال , سنة أربع وتسعين ومائة , وتوفى ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر , ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر يوم السبت لغرة شوال من سنة ست وخمسين ومائتين , عاش اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوماً .2
وعن أحمد بن الفضل البلخي قال : ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره ، فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل ـ  ـ ، فقال لها : يا هذه ، قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك ، أو كثرة دعائك ـ شك البلخي ـ فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره . 3
ولقد كان والد الإمام البخاري رجلاً تاجراً ، وكان شديد التحري في تجارته أن يشوبها مال حرام ، وذلك لمصاحبته الكثير من العلماء والفقهاء ، حتى قال عنه ابنه محمد بن إسماعيل :
" سمع أبي من مالك بن أنس ، ورأى حماد بن زيد ، وصافح ابن المبارك بكلتا يديه " .
فكان والد الإمام البخاري رجلاً ورعاً يتحرى المال الحلال في مطعمه ومشربه وفي تجارته . . . .
لذلك نشأ الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ وتربي بمال ليس فيه شبه حرام ، وهذا ما قاله والدة له عند موته . . .
فعن أحمد بن حفص قال :
دخلت على أبي الحسن ـ يعني إسماعيل ـ والد أبي عبد الله عند موته فقال : لا أعلم من مالي درهماً من حرام ولا درهماً من شبهه .
قال أحمد : فتصاغرت إلي نفسي عند ذلك .4
وكان الإمام البخاري ـ رحمه الله تعالي ـ كما وصف : نحيف الجسم ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، إلي السمرة أقرب . 5
   
طلبه للعلم ـ رحمه الله ـ
اشتهر الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ منذ نعومه أظفاره بقدرته الشديدة علي الحفظ , وبذكاء لا يوجد له نظير ، وبرغبة قويه في طلب العلم . . . .
حتى فاق ـ رحمه الله ـ علي أقرانه من طلبه العلم في ذلك الوقت ، فلم يكن يدانيه في قوة حفظه وذكائه أحد . . . .
وذلك باتفاق جميع شيوخه الذين تلقي علي أيديهم العلم . . .
فحاز ـ رحمه الله ـ إعجاب الجميع ، وتنبؤا له بمستقبل عظيم في طلب العلم ، وتحصيله . . . .
ولندع الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ يحدثنا بنفسه عن بداية أمره ، وكيفيه طلبه للعلم وهو صغير . . . .
عن محمد بن أبي حاتم قال :
قلت لأبي عبد الله : كيف كان بدء أمرك ؟
قال : ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكُتاب .
فقلت : كم كان سنك ؟
فقال : عشر سنين ، أو أقل .
ثم خرجت من الكتاب بعد العشر ، فجعلت أختلف إلى الداخلي ـ احد مشايخه ـ وغيره .
فقال يوماً ـ شيخه ـ فيما كان يقرأ للناس : سفيان ، عن أبي الزبير، عن إبراهيم . . .
فقلت له : إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم .
فانتهرني . .
فقلت له : ارجع إلى الأصل .
فدخل فنظر فيه ، ثم خرج ، فقال لي : كيف هو يا غلام ؟
قلت : هو الزبير بن عدي ، عن إبراهيم ، فأخذ القلم مني ، وأحكم كتابه ، وقال : صدقت .
فقيل للبخاري : ابن كم كنت حين رددت عليه ؟ .
قال : ابن إحدى عشرة سنة .
قلت ـ الكاتب ـ : كان الإمام ـ رحمه الله ـ ابن احدي عشر سنة ، وكان يصحح الخطأ علي مشايخه ، فأي نبوغ ، وأي ذكاء هذا الذي تحلي به الإمام ـ رحمه الله ـ وهو صغير . . .
ويكمل الإمام ـ رحمه الله ـ فيقول :
فلما طعنت ـ بلغت ـ في ست عشرة سنة ، كنت قد حفظت كتب ابن المبارك ووكيع ـ أحد العلماء الجهابذة ـ وعرفت كلام هؤلاء . .
ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة ، فلما حججت رجع أخي بها ! وتخلفت في طلب الحديث .6
وقد قال وراقه ـ كاتبه ـ محمد بن أبي حاتم :
سمعته يقول: دخلت بلخ ، فسألوني أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثا ، فأمليت ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم .
وقال محمد بن أبي حاتم :
سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل يقول : حججت ، ورجع أخي بأمي ، وتخلفت في طلب الحديث , فلما طعنت في ثمان عشرة ، جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم ، وذلك أيام عبيد الله بن موسى . . .
وصنفت كتاب " التاريخ " إذ ذاك عند قبر رسول الله  في الليالي المقمرة.
وقل اسم في كتاب " التاريخ " , إلا وله قصة، إلا أني كرهت تطويل الكتاب .7
ويكمل ـ رحمه الله ـ فيقول :
وكنت أختلف إلى الفقهاء بـ " مرو " , وأنا صبي ، فإذا جئت أستحي أن أسلم عليهم . . .
فقال لي مؤدب من أهلها : كم كتبت اليوم ؟ .
فقلت : اثنين ، وأردت بذلك حديثين ، فضحك من حضر المجلس .
فقال شيخ منهم : لا تضحكوا ، فلعله يضحك منكم يوماً ! !
وكان يقول ـ رحمه الله ـ :
دخلت على الحميدي وأنا ابن ثمان عشرة سنة ، وبينه وبين آخر اختلاف في حديث ، فلما بصر بي الحميدي قال : قد جاء من يفصل بيننا ، فعرضا علي ، فقضيت الحميدي على من يخالفه ، ولو أن مخالفه أصر على خلافه ، ثم مات على دعواه ، لمات كافرا .8
وعن النجم بن الفضيل قال :
رأيت النبي  في النوم ، كأنه يمشي ، ومحمد بن إسماعيل يمشي خلفه . . .
فكلما رفع النبي  قدمه ، وضع محمد بن إسماعيل قدمه في المكان الذي رفع النبي  قدمه .9
   
شيوخه وتلاميذه ـ رحمه الله ـ
 تلقى الأمام البخاري العلم عن مجموعة من كبار العلماء والحفاظ ، ومن ابرز هؤلاء :
قال الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ :
سمع ببخاري قبل أن يرتحل من مولاه من فوق : عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان الجعفي المسندي ، ومحمد بن سلام البيكندي ، وجماعة ليسوا من كبار شيوخه .
ثم سمع ببلخ من مكي بن إبراهيم ، وهو من عوالي شيوخه .
وسمع بمرو من : عبدان بن عثمان ، وعلي بن الحسن بن شقيق ، وصدقة بن الفضل ، وجماعة.
وبنيسابور من : يحيى بن يحيى ، وجماعة .
وبالري : إبراهيم بن موسى.
وببغداد إذ قدم العراق في آخر سنة عشر ومئتين من : محمد بن عيسى ابن الطباع ، وسريج بن النعمان ، ومحمد بن سابق ، وعفان .
وبالبصرة من : أبي عاصم النبيل ، والأنصاري ، وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي صاحب ابن عون ، ومن محمد بن عرعرة ، وحجاج بن منهال ، وبدل بن المحبر ، وعبد الله بن رجاء ، وعدة .
وبالكوفة من : عبيد الله بن موسى ، وأبي نعيم ، وخالد بن مخلد ، وطلق بن غنام ، وخالد بن يزيد المقرئ ممن قرأ على حمزة .
وبمكة من : أبي عبد الرحمن المقرئ ، وخلاد بن يحيى ، وحسان بن حسان البصري ، وأبي الوليد أحمد بن محمد الازرقي والحميدي.
وبالمدينة من : عبد العزيز الاويسي ، وأيوب بن سليمان بن بلال ، وإسماعيل بن أبي أويس .
وبمصر من : سعيد بن أبي مريم ، وأحمد بن إشكاب ، وعبد الله بن يوسف ، وأصبغ ، وعدة .
وبالشام من : أبا اليمان ، وآدم بن أبي إياس ، وعلي بن عياش ، وبشر بن شعيب ، وقد سمع من أبي المغيرة عبد القدوس ، وأحمد بن خالد الوهبي ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، وأبي مسهر ، وأمم سواهم .
وقد قال وراقه محمد بن أبي حاتم :
سمعته يقول : دخلت بلخ ، فسألوني أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثاً ، فأمليت ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم .
 وأخذ الحديث والعلم عن الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ خلق كثير من الرواة من أبرزهم :
أبو عيسى الترمذي ، وأبو حاتم ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ، وصالح بن محمد جزرة ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطين ، وإبراهيم بن معقل النسفي ، وعبد الله بن ناجية ، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، وعمر بن محمد بن بجير ، وأبو قريش محمد بن جمعة ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، ومحمد بن يوسف الفربري راوي " الصحيح " ، ومنصور بن محمد مزبزدة ، وأبو بكر بن أبي داود ، والحسين والقاسم ابنا المحاملي ، وعبد الله بن محمد بن الأشقر ، ومحمد ابن سليمان بن فارس ، ومحمود بن عنبر النسفي ، وأمم لا يحصون .
وروى عنه مسلم في غير " صحيحه " .
وقيل : إن النسائي روى عنه في الصيام من " سننه " ، ولم يصح لكن قد حكى النسائي في كتاب : " الكنى " له أشياء عن عبد الله بن أحمد الخفاف ، عن البخاري .
وقد رتب شيخنا أبو الحجاج المزي شيوخ البخاري وأصحابه على المعجم كعادته , وذكر خلقاً سوى من ذكرت .10
   
علو همته ـ رحمه الله ـ في طلبه للعلم
كان للإمام ـ رحمه الله ـ همه في طلبه للعلم تناطح قمم الجبال . . .
ولا شك أن طلب العلم يحتاج إلي مثل هذه الهمم ، لكي يصل الإنسان إلي ما يسعى إليه . . . .
فالعلم لا يعطيك بعضه ، حتى تعطيه كلك . . .
ولكن همه الإمام وجده في طلب العلم كانت تختلف عن أي همه أخرى . . . .
وذلك بفضل قوه الحفظ وشدة الذكاء التي وهبها الله عز وجل للإمام. . . .
قال محمد بن أبي حاتم :
سمعت أبا عبد الله يقول : ما نمت البارحة حتى عددت كم أدخلت مصنفاتي من الحديث .
فإذا نحو مئتي ألف حديث مسندة .
وسمعته يقول : ما كتبت حكاية قط ، كنت أتحفظها .
وسمعته يقول : صنفت كتاب " الاعتصام " في ليلة . 11
وقال الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ :
وقد كان البخاري يستيقظ في الليلة الواحدة من نومه فيوقد السراج ويكتب الفائدة تمر بخاطره ثم يطفئ سراجه ، ثم يقوم مرة أخرى وأخرى حتى كان يتعدد منه ذلك قريباً من عشرين مرة .12
وعن محمد بن يوسف البخاري قال :
كنت مع محمد بن إسماعيل بمنزله ذات ليلة ، فأحصيت عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة ثمان عشرة مرة .13
وقال محمد بن أبي حاتم الوراق :
كان أبو عبد الله ، إذا كنت معه في سفر ، يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحيانا ، فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة ، في كل ذلك يأخذ القداحة ، فيوري ناراً ، ويسرج ، ثم يخرج أحاديث ، فيعلم عليها . 14
   
علمه وقوة حفظه ـ رحمه الله ـ
من خلال ما تقدم تخيل معي أخي القارئ :
إلي أي درجة وصل إليها الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ من العلم والحفظ . . .
والى أى مدي وصلت همته ـ رحمه الله ـ وذكاؤه . . . .
وللإجابة عن هذا السؤال نستعرض ما قيل في حق الإمام ـ رحمه الله ـ من أكابر العلماء والنقاد . . .
الذين شهدوا جميعاً بعلم الإمام وبنبوغه ، وبأنه لا يوجد له نظير . .
قال محمد بن أبي حاتم الوراق :
سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان : كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام ، فلا يكتب ، حتى أتى على ذلك أيام . . .
فكنا نقول له : إنك تختلف معنا ولا تكتب ، فما تصنع ؟ .
فقال لنا يوماً بعد ستة عشر يوما : إنكما قد أكثرتما علي وألححتما فاعرضا علي ما كتبتما .
فأخرجنا إليه ما كان عندنا ، فزاد على خمسة عشر ألف حديث . .
فقرأها كلها عن ظهر القلب ، حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه . . .
ثم قال: أترون أني أختلف هدراً ، وأضيع أيامي ؟ !
فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد .15
وعن محمد بن أبي حاتم :
قدم رجاء الحافظ ، فصار إلى أبي عبد الله ، فقال لأبي عبد الله : ما أعددت لقدومي حين بلغك ؟ .
وفي أي شئ نظرت ؟!
فقال : ما أحدثت نظراً ، ولم أستعد لذلك ، فإن أحببت أن تسأل عن شئ، فافعل ، فجعل يناظره في أشياء ، فبقي رجاء لا يدري أين هو .
ثم قال له أبو عبد الله : هل لك في الزيادة ؟ .
فقال استحياء منه وخجلاً : نعم .
قال : سل إن شئت ؟ .
فأخذ في أسامي أيوب ـ راوي ـ ، فعد نحواً من ثلاثة عشر ، وأبو عبد الله ساكت .
فلما فرغ قال له أبو عبد الله : لقد جمعت ، فظن رجاء أنه قد صنع شيئاً ، فقال لأبي عبد الله : يا أبا عبد الله ، فاتك خير كثير .
فزيف أبو عبد الله في أولئك الذين ذكرهم سبعة أو ثمانية ، وأغرب عليه أكثر من ستين .
ثم قال له رجاء : كم رويت في العمامة السوداء ؟ .
قال : هات , كم رويت أنت ؟ .
ثم قال: نروي نحواً من أربعين حديثاً .
فخجل رجاء من ذاك ، ويبس ريقه . 16
وعن أبا بكر المديني قال :
كنا بنيسابور عند إسحاق ابن راهويه ، وأبو عبد الله في المجلس ، فمر إسحاق بحديث كان دون الصحابي عطاء الكيخاراني . .
فقال إسحاق : يا أبا عبد الله ، أيش " كيخاران " ؟ .
فقال : قرية باليمن ، كان معاوية بن أبي سفيان بعث هذا الرجل ، وكان يسميه أبو بكر ، فأنسبته إلى اليمن ، فمر بكيخاران ، فسمع منه عطاء حديثين
فقال له إسحاق : يا أبا عبد الله ، كأنك شهدت القوم .17
وعن إبراهيم الخواص قال :
رأيت أبا زرعة ـ أحد العلماء الكبار ـ كالصبي جالساً بين يدي محمد بن إسماعيل ، يسأله عن علل الحديث .18
وعن جعفر بن محمد القطان ـ إمام كرمينية ـ يقول :
سمعت محمد بن إسماعيل يقول : كتبت عن ألف شيخ وأكثر ، عن كل واحد منهم عشرة آلاف وأكثر ، ما عندي حديث , إلا أذكر إسناده .
قال : وسمعتهما يقولان : كان أهل المعرفة من البصريين يعدون خلفه ـ يجرون ـ في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ، ويجلسوه في بعض الطريق ، فيجتمع عليه ألوف ، أكثرهم ممن يكتب عنه ، وكان شاباً لم يخرج وجهه . 19
وعن محمد بن خميرويه قال :
سمعت محمد بن إسماعيل يقول : أحفظ مئة ألف حديث صحيح ، وأحفظ مئتي ألف حديث غير صحيح . 20
وعن أبا بكر الكلواذاني قال :
ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل ، كان يأخذ الكتاب من العلماء ، فيطلع عليه اطلاعة ، فيحفظ عامة أطراف الأحاديث بمرة . 21
وعن علي بن الحسين بن عاصم البيكندي قال :
قدم علينا محمد بن إسماعيل ، قال : فاجتمعنا عنده . . .
فقال بعضنا : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي . . . .
فقال محمد بن إسماعيل : أو تعجب من هذا ؟ ! لعل في هذا الزمان من ينظر إلى مئتي ألف حديث من كتابه . . .
وإنما عنى به نفسه .22
وعن العباس الدوري قال :
ما رأيت أحدا يحسن طلب الحديث مثل محمد بن إسماعيل ، كان لا يدع أصلاً ولا فرعاً إلا قلعه .
ثم قال لنا : لا تدعوا من كلامه شيئا إلا كتبتموه . 23
وعن محمد بن أبي حاتم قال :
سمعت أبي عبد الله يقول : كنت بنيسابور أجلس في الجامع ، فذهب عمرو بن زرارة ، وإسحاق بن راهويه إلى يعقوب بن عبد الله والي نيسابور ، فأخبروه بمكاني ، فاعتذر إليهم ، وقال : مذهبنا إذا رفع إلينا غريب لم نعرفه حبسناه حتى يظهر لنا أمره .
فقال له بعضهم : بلغني أنه قال لك : لا تحسن تصلي ، فكيف تجلس ؟ .
فقال : لو قيل لي شئ من هذا ما كنت أقوم من ذلك المجلس حتى أروي عشرة آلاف حديث ، في الصلاة خاصة .24
وعن محمد الوراق قال :
سمعت أبا عبد الله يقول : دخلت بلخ ، فسألني أصحاب الحديث أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثاً .
فأمليت ألف حديث لإلف رجل ممن كتبت عنهم . 25
وعن أبا عمر سليم بن مجاهد قال :
كنت عند محمد بن سلام البيكندي ، فقال : لو جئت قبل لرأيت صبياً يحفظ سبعين ألف حديث .
قال : فخرجت في طلبه حتى لحقته .
قال : أنت الذي يقول : إني أحفظ سبعين ألف حديث ؟ .
قال : نعم ، وأكثر .
ولا أجيئك بحديث من الصحابة والتابعين إلا عرفتك مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم ، ولست أروي حديثاً من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي من ذلك أصل أحفظه حفظاً عن كتاب الله ، وسنة رسول الله  . 26
وقال أبو علي صالح بن محمد جزرة :
كان محمد بن إسماعيل يجلس ببغداد ، وكنت أستملي له ، ويجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفا .27
وقال محمد بن أبي حاتم :
سمعت أبا عبد الله يقول : ذاكرني أصحاب عمرو بن علي الفلاس بحديث .
فقلت : لا أعرفه . . .
فسروا بذلك ، وصاروا إلى عمرو ، فأخبروه . .
فقال : حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث . 28
وقال محمد بن أبي حاتم :
سمعت حاشد بن عبد الله يقول : قال لي أبو مصعب الزهري : محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر بالحديث من أحمد بن حنبل .
فقيل له : جاوزت الحد .
فقال للرجل : لو أدركت مالكاً ، ونظرت إلى وجهه ووجه محمد بن إسماعيل ، لقلت : كلاهما واحد في الفقه والحديث .29
وعن محمد بن إسحاق بن خزيمة قال :
ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله  وأحفظ له من
محمد بن إسماعيل . 30
وعن أحمد ابن حمدون قال :
رأيت محمد بن إسماعيل في جنازة سعيد بن مروان ، ومحمد بن يحيى الذهلي يسأله عن الاسامي والكنى والعلل ، ومحمد بن إسماعيل يمر فيه مثل السهم، كأنه يقرأ : { قل هو الله أحد}.31
وقال محمد بن حمدون بن رستم :
سمعت مسلم بن الحجاج ، وجاء إلى البخاري فقال : " دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين ، وسيد المحدثين ، وطبيب الحديث في علله " .32
وقال أبو عيسى الترمذي :
لم أر بالعراق, ولا بخراسان , في معنى العلل والتاريخ , ومعرفة
الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل .33
وقال الخطيب :
سئل العباس بن الفضل الرازي الصائغ : أيهما أفضل : أبو زرعة أو محمد بن إسماعيل ؟
فقال : التقيت مع محمد بن إسماعيل بين حلوان وبغداد ، فرجعت معه مرحلة ، وجهدت أن أجئ بحديث لا يعرفه ، فما أمكنني ، وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره .34
وعن إسحاق بن راهويه قال :
اكتبوا عن هذا الشاب – يعني البخاري – فلو كان في زمن الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه 35.
وقال محمد بن أبي حاتم :
سمعت أبا عبد الله يقول : قال لي محمد بن بشار: إن ثوبي لا يمس جلدي مثلاً ما لم ترجع إلي ، أخاف أن تجد في حديثي شيئا يسقمني . فإذا رجعت فنظرت في حديثي طابت نفسي . . .
وأمنت مما أخاف . 36
( قصة ) : قال أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ :
" أن البخاري لما قدم بغداد سمع به أصحاب الحديث ، فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها , وجعلوا متن هذا الإسناد إسناد آخر ، ودفعوا إلى عشرة أنفس ـ وفي رواية : مائة رجل ـ , إلى كل رجل عشرة أحاديث ، وأمروهم إذا حضروا المجلس يلقون ذلك على البخاري ، وأخذوا الموعد للمجلس . . .
فحضر المجلس جماعة من أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان وغيرها ومن البغداديين . . .
فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه واحد من العشرة ، فسأله عن حديث من تلك الأحاديث . . .
فقال للبخاري : لا أعرفه , فسأله عن آخر . . .
فقال : لا أعرفه ، فما زال يلقي عليه واحداً بعد واحد حتى فرغ من عشرته , والبخاري يقول : لا أعرفه . . .
فكان الفقهاء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون : الرجل فهم . . .
ومن كان منهم ضد ذلك يقضي على البخاري بالعجز والتقصير
وقلة الفهم . . .
ثم انتدب رجل آخر من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة
فقال البخاري : لا أعرفه ، فسأله عن آخر . . .
فقال : لا أعرفه ، فلم يزل يلقي عليه واحداً بعد واحد حتى فرغ من عشرته ، والبخاري يقول : لا أعرفه . . .
ثم انتدب الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة ، والبخاري لا يزيدهم على قوله : لا أعرفه . .
فلما علم البخاري أنهم فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال : أما حديثك الأول فهو كذا ، وحديثك الثاني فهو كذا ، والثالث والرابع على الولاء ، حتى أتى تمام العشرة . . .
فرد كل متن إلى إسناده , وكل إسناد إلى متنه ، وفعل بالآخرين كذلك ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها , وأسانيدها إلى متونها.
فأقر له الناس بالحفظ , وأذعنوا له بالفضل . . .
وكان ابن صاعد إذا ذكره يقول : ذاك الكبش النطاح .37
وعن أبا الأزهر قال :
كان بسمرقند أربع مئة ممن يطلبون الحديث ، فاجتمعوا سبعة أيام وأحبوا مغالطة محمد بن إسماعيل . . .
فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق . . .
وإسناد اليمن في إسناد الحرمين . . .
فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ، ولا في المتن . 38
وعن حاتم الوراق قال :
سمعت محمد بن إسماعيل يقول : أخذ إسحاق بن راهويه كتاب التاريخ الذي صنفت , فأدخله على عبد الله بن طاهر فقال : أيها الأمير ألا اريك سحراً ؟ , قال : فنظر فيه عبد الله بن طاهر فتعجب منه وقال : لست افهم تصنيفه .39
وعن أحمد بن أبى حاتم قال :
قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل : تحفظ جميع ما أدخلت في المصنف ؟
قال : لا يخفى على جميع ما فيه .40
   
ورعه ـ رحمه الله ـ
كان الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ شديد الورع والتقوى ، ولعل هذا الذي بلغه الإمام من العلم والحفظ بسبب تقواه ـ رحمه الله ـ . .
فالله عز وجل يقول : { واتقوا الله ويعلمكم الله } .
قال بكر بن منير :
سمعت أبا عبد الله البخاري يقول : أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا .
قلت ـ الذهبي ـ : صدق ـ رحمه الله ـ ، ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس ، وإنصافه فيمن يضعفه ، فإنه أكثر ما يقول : منكر الحديث ، سكتوا عنه ، فيه نظر ، ونحو هذا .
وقل أن يكون : فلان كذاب ، أو كان يضع الحديث .
حتى إنه قال : إذا قلت فلان في حديثه نظر ، فهو متهم واه .
وهذا معنى قوله : لا يحاسبني الله أني اغتبت أحدا .
وهذا هو والله غاية الورع .41
وقال محمد بن أبي حاتم :
ركبنا يوما إلى الرمي ـ الرماية ـ ، ونحن بفربر ، فخرجنا إلى الدرب الذي يؤدي إلى الفرضة . . . .
فجعلنا نرمي ، وأصاب سهم أبي عبد الله وتد القنطرة الذي على نهر " ورادة " ، فانشق الوتد .
فلما رآه أبو عبد الله ، نزل عن دابته ، فأخرج السهم من الوتد ، وترك الرمي . . . .
وقال لنا : ارجعوا .
ورجعنا معه إلى المنزل ، فقال لي : يا أبا جعفر ، لي إليك حاجة تقضيها ؟
قلت : أمرك طاعة .
قال : حاجة مهمة ، وهو يتنفس الصعداء .
فقال لمن معنا : اذهبوا مع أبي جعفر حتى تعينوه على ما سألته ، فقلت : أية حاجة هي ؟ .
قال لي : تضمن قضاءها ؟ .
قلت : نعم ، على الرأس والعين .
قال : ينبغي أن تصير إلى صاحب القنطرة ، فتقول له : إنا قد أخللنا بالوتد ، فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله ، أو تأخذ ثمنه ، وتجعلنا في حل مما كان منا ، وكان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر الفربري.
فقال لي : أبلغ أبا عبد الله السلام ، وقل له : أنت في حل مما كان منك . . .
وقال : جميع ملكي لك الفداء .
وإن قلت : نفسي ، أكون قد كذبت ، غير أني لم أكن أحب أن تحتشمني في وتد , أو في ملكي .
فأبلغته رسالته ، فتهلل وجهه ، واستنار ، وأظهر سروراً ، وقرأ في ذلك اليوم على الغرباء نحواً من خمس مئة حديث ، وتصدق بثلاث مئة درهم .
وسمعته يقول لأبي معشر الضرير : اجعلني في حل يا أبا معشر ، فقال : من أي شئ ؟ .
قال : رويت يوماً حديثاً ، فنظرت إليك ، وقد أعجبت به ، وأنت تحرك رأسك ويدك ، فتبسمت من ذلك .
قال : أنت في حل ، رحمك الله يا أبا عبد الله .42
وعن محمد بن العباس الفربري قال :
كنت جالساً مع أبي عبد الله البخاري بفربر في المسجد ، فدفعت من لحيته قذاة مثل الذرة أذكرها ، فأردت أن ألقيها في المسجد ، فقال : ألقها خارجا من المسجد .43
قال : وأملى يوماً علي حديثاً كثيراً ، فخاف ملالي ، فقال : طب نفساً ، فإن أهل الملاهي في ملاهيهم ، وأهل الصناعات في صناعاتهم ، والتجار في تجاراتهم . . . .
وأنت مع النبي  وأصحابه .
فقلت: ليس شئ من هذا ، يرحمك الله , إلا وأنا أرى الحظ لنفسي فيه .
قال : وسمعته يقول : ما أردت أن أتكلم بكلام فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه .
وقال له بعض أصحابه : يقولون إنك تناولت فلاناً ـ أي ذكرته ـ .
قال : سبحان الله ، ما ذكرت أحداً بسوء إلا أن أقول ساهياً ، وما يخرج اسم فلان من صحيفتي يوم القيامة . 44
قال : وكان أبو عبد الله اكترى منزلاً ، فلبث فيه طويلاً ، فسمعته يقول : لم أمسح ذكري بالحائط ، ولا بالأرض في ذلك المنزل .
فقيل له : لم ؟ .
قال : لأن المنزل لغيري . 45
   
أخلاقه ـ رحمه الله ـ
تمتع الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ بأخلاق جلية ، وبأدب جم ، فكان ـ رحمه الله ـ شديد الحياء ، شديد السخاء والجود , يبذل كل ما في يديه لإسعاد الآخرين . . .
قال أبو جعفر :
قال لي بعض أصحابي : كنت عند محمد بن سلام ، فدخل عليه محمد بن إسماعيل حين قدم من العراق ، فأخبره بمحنة الناس ، وما صنع ابن حنبل وغيره من الأمور .
فلما خرج من عنده قال محمد بن سلام لمن حضره : أترون البكر أشد حياء من هذا ؟ .46
وعن عمر بن حفص الأشقر قال :
لما قدم " رجاء بن مرجى " بخاري يريد الخروج إلى الشاش ، نزل الرباط ، وسار إليه مشايخنا ، وسرت فيمن سار إليه ، فسألني عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل ، فأخبرته بسلامته ، وقلت : لعله يجيئك الساعة ، فأملى علينا ، وانقضى المجلس ، ولم يجئ .
فلما كان اليوم الثاني لم يجئه .
فلما كان اليوم الثالث قال رجاء : إن أبا عبد الله لم يرنا أهلاً للزيارة ، فمروا بنا إليه نقض حقه ، فإني على الخروج – وكان كالمترغم عليه – فجئنا بجماعتنا إليه ، فقال رجاء : يا أبا عبد الله ، كنت بالأشواق إليك ، وأشتهي أن تذكر شيئاً من الحديث ، فإني على الخروج .
قال : ما شئت .
فألقى عليه رجاء شيئاً من حديث أيوب ، وأبو عبد الله يجيب إلى أن سكت رجاء عن الإلقاء .
فقال لأبي عبد الله : ترى بقي شئ لم نذكره ، فأخذ محمد يلقي ، ويقول رجاء : من روى هذا ؟ .
وأبو عبد الله يجئ بإسناده إلى أن ألقى قريباً من بضعة عشر حديثاً.
وتغير رجاء تغيراً شديداً ، وحانت من أبي عبد الله نظرة إلى وجهه فعرف التغير فيه ، فقطع الحديث .
فلما خرج رجاء قال محمد : أردت أن أبلغ به ضعف ما ألقيته ، إلا أني خشيت أن يدخله شئ، فأمسكت . 47
قال : وسمعته يقول : ما أكلت كراثاً قط ، ولا القنابرى . .
قلت : ولم ذاك ؟ .
قال : كرهت أن أوذي من معي من نتنهما .
قلت : وكذلك البصل النيئ ؟ .
قال : نعم . 48
قال : وكان لأبي عبد الله غريم قطع عليه مالاً كثيراً ، فبلغه انه قدم " آمل ـ بلد ـ " ، ونحن عنده بفربر ، فقلنا له : ينبغي أن تعبر وتأخذه بمالك .
فقال : ليس لنا أن نروعه .
ثم بلغ غريمه مكانه بفربر ، فخرج إلى خوارزم ، فقلنا : ينبغي أن تقول لأبي سلمة الكشاني عامل " آمل " ليكتب إلى خوارزم في أخذه واستخراج حقك منه . . .
فقال : إن أخذت منهم كتاباً طمعوا مني في كتاب ، ولست أبيع ديني بدنياي
فجهدنا ، فلم يأخذ حتى كلمنا السلطان عن غير أمره .
فكتب إلى والي خوارزم .
فلما أبلغ أبا عبد الله ذلك ، وجد وجداً شديداً .
وقال : لا تكونوا أشفق علي من نفسي .
وكتب كتاباً ، وأردف تلك الكتب بكتب ، وكتب إلى بعض أصحابه بخوارزم أن لا يتعرض لغريمه إلا بخير .
فرجع غريمه إلى آمل ، وقصد إلى ناحية مرو .
فاجتمع التجار ، وأخبر السلطان بأن أبا عبد الله خرج في طلب غريم له .
فأراد السلطان التشديد على غريمه ، وكره ذلك أبو عبد الله ، وصالح غريمه على أن يعطيه كل سنة عشرة دراهم شيئاً يسيراً .
وكان المال خمسة وعشرين ألفاً .
ولم يصل من ذلك المال إلى درهم ، ولا إلى أكثر منه .49
وعن عبد الله قال :
بلغني أن نخاساً قدم بجواري ، فتصير معي ؟ .
قلت : نعم ، فصرنا إليه ، فأخرج جواري حساناً صباحاً .
ثم خرج من خلالهن جارية خزرية دميمة عليها شحم ، فنظر إليها فمس ذقنها فقال : اشتر هذه لنا منه . .
فقلت : هذه دميمة قبيحة لا تصلح ، واللاتي نظرنا إليهن يمكن شراءهن بثمن هذه .
فقال : اشتر هذه ، فإني قد مسست ذقنها ، ولا أحب أن أمس جارية ، ثم لا أشتريها .
فاشتراها بغلاء خمس مئة درهم على ما قال أهل المعرفة .50
وعن بكر بن منير قال :
كان حُمل إلى البخاري بضاعة أنفذها إليه ابنه أحمد ، فاجتمع بعض التجار إليه ، فطلبوها بربح خمسة آلاف درهم .
فقال : انصرفوا الليلة .
فجاءه من الغد تجار آخرون ، فطلبوا منه البضاعة بربح عشرة آلاف .
فقال : إني نويت بيعها للذين أتوا البارحة .51
وقال محمد بن أبي حاتم :
كانت له قطعة أرض يكريها كل سنة بسبع مئة درهم . . .
فكان ذلك المكتري ربما حمل منها إلى أبي عبد الله قثاة أو قثاتين ، لان أبا عبد الله كان معجباً بالقثاء النضيج ، وكان يؤثره على البطيخ أحياناً ، فكان يهب للرجل مئة درهم كل سنة , لحمله القثاء إليه أحياناً. 52
وعن محمد بن أبي حاتم قال :
وكنت اشتريت منزلاً بتسع مئة وعشرين درهماً ، فقال : لي إليك حاجة تقضيها ؟
قلت : نعم ، ونعمى عين . . .
قال : ينبغي أن تصير إلى نوح بن أبي شداد الصيرفي ، وتأخذ منه ألف درهم ، وتحمله إلي . . .
ففعلت ، فقال لي : خذه إليك ، فاصرفه في ثمن المنزل .
فقلت : قد قبلته منك وشكرته .
وأقبلنا على الكتابة ، وكنا في تصنيف " الجامع ".
فلما كان بعد ساعة ، قلت : عرضت لي حاجة لا أجترئ رفعها إليك ، فظن أني طمعت في الزيادة . .
فقال : لا تحتشمني ، وأخبرني بما تحتاج ، فإني أخاف أن أكون مأخوذاً بسببك . . .
قلت له : كيف ؟ .
قال : لأن النبي  آخى بين أصحابه .
فذكر حديث سعد وعبد الرحمن .
فقلت له : قد جعلتك في حل من جميع ما تقول ، ووهبت لك المال الذي عرضته علي ، عنيت المناصفة .
وذلك أنه قال : لي جوار وامرأة ، وأنت أعزب ، فالذي يجب علي أن أناصفك لنستوي في المال وغيره ، وأربح عليك في ذلك . .
فقلت له : قد فعلت – رحمك الله – أكثر من ذلك إذ أنزلتني من نفسك ما لم تنزل أحداً ، وحللت منك محل الولد ، ثم حفظ علي حديثي الأول ، وقال : ما حاجتك ؟ .
قلت : تقضيها ؟.
قال : نعم ، وأسر بذلك .
قلت: هذه الألف ، تأمر بقبوله ، واصرفه في بعض ما تحتاج إليه فقبله ، وذلك أنه ضمن لي قضاء حاجتي .
ثم جلسنا بعد ذلك بيومين لتصنيف " الجامع " ، وكتبنا منه ذلك اليوم شيئاً كثيراً إلى الظهر ، ثم صلينا الظهر ، وأقبلنا على الكتابة من غير أن نكون أكلنا شيئاً ، فرآني لما كان قرب العصر شبه القلق المستوحش ، فتوهم في ملالاً ـ ملل ـ .
وإنما كان بي الحصر , غير أني لم أكن أقدر على القيام ، وكنت أتلوى اهتماماً بالحصر .
فدخل أبو عبد الله المنزل ، وأخرج إلي كاغدة فيها ثلاث مئة درهم وقال : أما إذ لم تقبل ثمن المنزل ، فينبغي أن تصرف هذا في بعض حوائجك .
فجهدني ، فلم أقبل .
ثم كان بعد أيام ، كتبنا إلى الظهر أيضاً ، فناولني عشرين درهماً .
فقال : ينبغي أن تصرف هذه في شراء الخضر ونحو ذلك .
فاشتريت بها ما كنت أعلم أنه يلائمه ، وبعثت به إليه ، وأتيت .
فقال لي : بيض الله وجهك ، ليس فيك حيلة ، فلا ينبغي لنا أن نعي أنفسنا .
فقلت له : إنك قد جمعت خير الدنيا والآخرة ، فأي رجل يبر خادمه بمثل ما تبرني , إن كنت لا أعرف هذا ، فلست أعرف أكثر منه .53
وعن عبد الله بن محمد الصارفي قال :
كنت عند أبي عبد الله في منزله ، فجاءته جارية ، وأرادت دخول المنزل ، فعثرت على محبرة بين يديه . . .
فقال لها : كيف تمشين ؟ .
قالت : إذا لم يكن طريق ، كيف أمشي ؟ .
فبسط يديه ، وقال لها : اذهبي فقد أعتقتك .
قال : فقيل له فيما بعد : يا أبا عبد الله ، أغضبتك الجارية ؟ .
قال : إن كانت أغضبتني فإني أرضيت نفسي بما فعلت . 54

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ    الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ  I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 26, 2013 4:19 pm

عبادته ـ رحمه الله ـ
عن مسبح بن سعيد قال :
كان محمد بن إسماعيل يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة . 55
وعن محمد بن أبي حاتم الوراق :
قال : وكان أبو عبد الله يصلي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة .
وكان لا يوقظني في كل ما يقوم .
فقلت : أراك تحمل على نفسك ، ولم توقظني .
قال : أنت شاب ، ولا أحب أن أفسد عليك نومك . 56
وعن بكر بن منير قال :
كان محمد بن إسماعيل يصلي ذات ليلة ، فلسعه " الزنبور " سبع عشرة مرة .فلما قضى الصلاة ، قال : انظروا أيش آذاني .57
وقال محمد بن أبي حاتم :
دعي محمد بن إسماعيل إلى بستان بعض أصحابه ، فلما صلى بالقوم الظهر ، قام يتطوع . .
فلما فرغ من صلاته ، رفع ذيل قميصه فقال لبعض من معه : انظر هل ترى تحت قميصي شيئا ؟ .
فإذا زنبور قد أبره ـ لسعه ـ في ستة عشر أو سبعة عشر موضعاً.
وقد تورم من ذلك جسده .
فقال له بعض القوم : كيف لم تخرج من الصلاة أول ما أبرك ؟ .
قال : كنت في سورة ، فأحببت أن أتمها ! ! .58
وعن مسبح بن سعيد قال :
كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجمع إليه أصحابه , فيصلي بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية , وكذلك إلى أن يختم القرآن . . .
وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن , فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال . . .
وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة , ويكون ختمه عند الإفطار كل ليلة يقول عند كل ختم دعوة مستجابة . 59
   
جهاده وشجاعته ـ رحمه الله ـ
عن محمد بن أبي حاتم :
قال : ورأيته استلقى على قفاه يوماً ، ونحن بفربر في تصنيفه كتاب " التفسير " .
وأتعب نفسه ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث .
فقلت له : إني أراك تقول : إني ما أثبت شيئاً بغير علم قط منذ عقلت ، فما الفائدة في الاستلقاء ؟ .
قال : أتعبنا أنفسنا اليوم .
وهذا ثغر من الثغور ، خشيت أن يحدث حدث من أمر العدو ، فأحببت أن أستريح ، وآخذ أهبة ، فإن غافصنا ـ فاجئنا ـ العدو كان بنا حراك .
قال : وكان يركب إلى الرمي كثيراً ، فما أعلمني رأيته في طول ما صحبته أخطأ سهمه الهدف إلا مرتين ، فكان يصيب الهدف في كل ذلك ،
وكان لا يسبق . 60
وعن بكر بن منير بن خليد بن عسكر قال :
بعث الأمير خالد ابن أحمد الذهلي ـ والي بخاري ـ إلى محمد بن إسماعيل أن احمل إلي كتاب " الجامع " و " التاريخ " وغيرهما لأسمع منك .
فقال لرسوله : أنا لا أذل العلم ، ولا أحمله إلى أبواب الناس .
فإن كانت لك إلى شئ منه حاجة ، فاحضر في مسجدي ، أو في داري .
وإن لم يعجبك هذا فإنك سلطان ، فامنعني من المجلس ، ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة ، لأني لا أكتم العلم ، لقول النبي  : " من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار " .
فكان سبب الوحشة بينهما هذا . 61
   
صحيح البخاري
قام الإمام البخاري ـ رحمه الله تعالي ـ بتصنيف كتاب لم يسبق له مثيل قط ، وهو " الجامع الصحيح " أو " صحيح البخاري " هذا السفر العظيم الذي ما عرفت البشرية له نظير . . . .
ولن تعرف له شبيه علي مر العصور . . .
الكتاب الذي تلقته جماهير الأمة الإسلامية من المتأخرين والمتقدمين بالقبول والاستحسان . . . .
كتاب أجمع علي صحته القاصى والداني . . .
حتى قالوا عنه أنه : أصح كتاب بعد كتاب الله تعالي . . . .
وما أحسن ما قاله بعض الفصحاء من الشعراء :62
صحيح البخاري لو أنصفوه لما خط إلا بماء الذهـــــــــــــــب
هو الفرق بين الهدى والعمى هو السد بين الفتى والعطــــــــب
أسانيد مثل نجوم السمــــــاء أمام متون لها كالشهــــــــــــــب
بها قام ميزان دين الرســول ودان به العجم بعد العـــــــــرب
حجاب من النار لاشك فيـــه يميز بين الرضي والغضــــــــب
وستر رقيق إلى المصطفــى ونص مبين لكشف الريـــــــــــب
فيا علما أجمع العالمــــــــون على فضل رتبته في الرتــــــــب
سبقت الأئمة فيما جمعـــــت وفزت على زعمهم بالقصـــــب
نفيت الضعيف من الناقليــن ومن كان متهما بالكــــــــــــــذب
وأبرزت في حسن ترتيبــــه وتبويبه عجباً للعجـــــــــــــــــب
فأعطاك مولاك ما تشتهيــه وأجزل حظك فيما وهــــــــــب
ولندع صاحب هذا السفر الجليل يحدثنا قليلاً عن هذا الكتاب . . . .
قال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ :
كنت عند إسحاق بن راهويه ، فقال بعض أصحابنا : لو جمعتم كتاباً مختصراً لسنن النبي  ، فوقع ذلك في قلبي ، فأخذت في جمع هذا الكتاب . 63
وقال ـ رحمه الله ـ :
أخرجت هذا الكتاب من زهاء ست مئة ألف حديث .64
وعن الفربري قال :
قال محمد بن إسماعيل : ما وضعت في كتابي " الصحيح " حديثاً إلا اغتسلت قبل ذلك ، وصليت ركعتين .65
وعن إبراهيم بن معقل قال :
سمعت البخاري يقول : ما أدخلت في هذا الكتاب إلا ما صح ، وتركت من الصحاح كي لا يطول الكتاب .66
وقال القنوجي ـ رحمه الله ـ يعلق على صحيح البخاري :
اعلم : أن البخاري قد التزم مع صحة الأحاديث استنباط الفوائد الفقهية , والنكتة الحكمية , فاستخرج بفهمه الثاقب من المتون معاني كثيرة فرقها في أبوابه بحسب المناسبة , واعتنى فيها بآيات الأحكام وسلك في الإشارات إلى تفسيرها السبل الوسيعة .
ثم إن تراجم الأبواب قد تكون ظاهرة وخفية , فالظاهرة أن تكون دالة بالمطابقة لما يورده , وقد تكون بلفظ المترجم له أو ببعضه أو بمعناه , وكثيرا ما يترجم بلفظ الاستفهام وبأمر ظاهر وبأمر يختص ببعض الوقائع , وكثيراً ما يترجم بلفظ يؤدي إلى معنى حديث ولم يصح على شرطه أو يأتي بلفظ الحديث الذي لم يصح على شرطه صريحاً في الترجمة , ويورد في الباب ما يؤدي معناه بأمر ظاهر تارة , وتارة بأمر خفي فكأنه يقول : لم يصح في الباب شيء على شرطي . . .
ولهذا اشتهر في قول جمع من الفضلاء : فقِه البخاري في تراجمه وللغفلة عن هذه الدقيقة اعتقد من لم يمعن النظر أنه ترك الباب بلا تبييض . . .
وبالجملة : فتراجمه حيرت الأفكار , وأدهشت العقول والأبصار وإنما بلغت هذه المرتبة لما روي أنه بيضها بين قبر النبي  ومنبره وإنه كان يصلي لكل ترجمة ركعتين .67
   
ثناء الأئمة والعلماء عليه ـ رحمه الله ـ
قال أبو جعفر :
حدثني بعض أصحابي : إن أبا عبد الله البخاري صار إلى أبي إسحاق السرماري عائداً . . .
فلما خرج من عنده قال أبو إسحاق : من أراد أن ينظر إلى فقيه بحقه وصدقه فلينظر إلى محمد بن إسماعيل, وأجلسه على حجره . 68
وعن محمد بن أبي حاتم قال :
سمعت بعض أصحابي يقول : كنت عند محمد بن سلام ، فدخل عليه محمد بن إسماعيل . .
فلما خرج قال محمد بن سلام : كلما دخل علي هذا الصبي تحيرت وألبس علي أمر الحديث وغيره .
ولا أزال خائفاً ما لم يخرج .69
وقال أبو جعفر :
سمعت يحيى بن جعفر يقول : لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل من عمري لفعلت . . .
فإن موتي يكون موت رجل واحد ، وموته ذهاب العلم .70
وعن يحيى بن جعفر – وهو البيكندي - :
يقول لمحمد بن إسماعيل : لولا أنت ما استطبت العيش ببخاري .
وقال : سمعت محمد بن يوسف يقول : كنا عند أبي رجاء ـ قتيبةـ فسئل عن طلاق السكران . .
فقال : هذا أحمد بن حنبل وابن المديني وابن راهويه قد ساقهم الله إليك ، وأشار إلى محمد بن إسماعيل .71
وقال محمد :
وسمعت عبد الله بن سعيد بن جعفر يقول : لما مات أحمد بن حرب النيسابوري ركب محمد وإسحاق يشيعان جنازته .
فكنت أسمع أهل المعرفة بنيسابور ينظرون ، ويقولون : محمد أفقه من إسحاق .72
وعن عبدان قال :
ما رأيت بعيني شاباً أبصر من هذا ، وأشار بيده إلى محمد بن إسماعيل .73
وعن نعيم بن حماد قال :
محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة . 74
وقال مسدد :
لا تختاروا على محمد بن إسماعيل ، يا أهل خراسان .75
وعن أحمد بن عبد السلام قال :
ذكرنا قول البخاري لعلي بن المديني – يعني : ما استصغرت نفسي إلا بين يدي علي بن المديني – فقال علي : دعوا هذا ، فإن محمد بن إسماعيل لم ير مثل نفسه . 76
وعن علي بن حجر قال :
أخرجت خراسان ثلاثة : أبو زرعة ، ومحمد بن إسماعيل ، وعبد
الله بن عبد الرحمن الدارمى .
ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم . 77
وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل :
سمعت أبي يقول : ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل البخاري . 78
وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي :
سمعت بنداراً ـ محمد بن بشار ـ سنة ثمان وعشرين ومئتين يقول : ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل .79
وقال حاشد بن إسماعيل :
كنت بالبصرة ، فسمعت قدوم محمد بن إسماعيل ، فلما قدم قال بندار : اليوم دخل سيد الفقهاء .80
وعن إبراهيم بن خالد المروزي قال :
رأيت أبا عمار الحسين بن حريث يثني على أبي عبد الله البخاري ويقول : لا أعلم أني رأيت مثله ، كأنه لم يخلق إلا للحديث . 81
وعن محمود بن النضر أبا سهل الشافعي قال :
دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ، ورأيت علماءها ، كلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم .82
وعن محمد بن يوسف قال :
لما دخلت البصرة صرت إلى بندار ، فقال لي : من أين أنت ؟ .
قلت : من خراسان .
قال : من أيها ؟ .
قلت : من بخاري .
قال : تعرف محمد بن إسماعيل ؟ .
قلت : أنا من قرابته .
فكان بعد ذلك يرفعني فوق الناس . 83
وقال محمد :
وسمعت محمد بن إسماعيل يقول : لما دخلت البصرة , صرت إلى مجلس بندار ، فلما وقع بصره علي ، قال : من أين الفتى ؟ .
قلت : من أهل بخاري .
فقال لي : كيف تركت أبا عبد الله ؟ فأمسكت .
فقالوا له : يرحمك الله هو أبو عبد الله ، فقام ، وأخذ بيدي ، وعانقني ، وقال : مرحباً بمن أفتخر به منذ سنين . 84
وقال أبو قريش محمد بن جمعة الحافظ :
سمعت محمد بن بشار يقول : حفاظ الدنيا أربعة : أبو زرعة بالري ، والدارمي بسمرقند ، ومحمد ابن إسماعيل ببخاري ، ومسلم بنيسابور . 85
وعن جعفر بن محمد الفربري قال :
خرج رجل من أصحاب عبد الله بن منير إلى بخاري في حاجة له .
فلما رجع قال له ابن منير : لقيت أبا عبد الله ؟ .
قال: لا , فطرده ، وقال : ما فيك بعد هذا خير .
إذ قدمت بخاري ولم تصر إلى أبي عبد الله محمد بن إسماعيل .86
وعن إبراهيم بن محمد بن سلام قال :
حضرت أبا بكر بن أبي شيبة ، فرأيت رجلاً يقول في مجلسه : ناظر أبو بكر أبا عبد الله في أحاديث سفيان ، فعرف كلها ، ثم أقبل محمد عليه ، فأغرب عليه مئتي حديث .
فكان أبو بكر بعد ذلك يقول : ذاك الفتى الباذل . 87
قلت ـ المصنف ـ : والباذل الجمل المسن , إلا أنه يريد ها هنا البصير بالعلم ، الشجاع .
وعن إبراهيم بن محمد بن سلام قال :
إن الرتوت ـ أي : الرؤساء ـ من أصحاب الحديث مثل سعيد بن أبي مريم ، ونعيم بن حماد ، والحميدي ، وحجاج بن منهال ، وإسماعيل بن أبي أويس ، والعدني ، والحسن الخلال بمكة ، ومحمد بن ميمون صاحب ابن عيينة ، ومحمد بن العلاء ، والأشج ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وإبراهيم بن موسى الفراء ، كانوا يهابون محمد بن إسماعيل ، ويقضون له على أنفسهم في المعرفة والنظر . 88
وعن أبا سهل محمودا الشافعي قال :
سمعت أكثر من ثلاثين عالماً من علماء مصر ، يقولون : حاجتنا من الدنيا النظر في " تاريخ " محمد بن إسماعيل .89
وكتب إلي سليمان بن مجالد ، إني سألت عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي عن محمد ، فقال : محمد بن إسماعيل أعلمنا وأفقهنا وأغوصنا ، وأكثرنا طلبا . 90
وعن رجاء الحافظ قال :
فضل محمد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء .
فقال له رجل : يا أبا محمد ، كل ذلك بمرة ؟ !
فقال : هو آية من آيات الله يمشي على ظهر الأرض . 91
وعن سليم بن مجاهد قال :
لو أن وكيعا وابن عيينة وابن المبارك كانوا في الأحياء ، لاحتاجوا إلى محمد بن إسماعيل .92
وعن قتيبة قال :
لو كان محمد في الصحابة لكان آية . 93
وقال محمد بن يوسف الهمذاني :
كنا عند قتيبة بن سعيد ، فجاء رجل شعراني يقال له : أبو يعقوب فسأله عن محمد بن إسماعيل ، فنكس رأسه ، ثم رفعه إلى السماء ، فقال : يا هؤلاء ، نظرت في الحديث ، ونظرت في الرأي ، وجالست الفقهاء والزهاد والعباد . .
ما رأيت منذ عقلت مثل محمد بن إسماعيل .
وقال حاشد بن إسماعيل :
سمعت قتيبة يقول : مثل محمد بن إسماعيل عند الصحابة في صدقه وورعه كما كان عمر في الصحابة . 94
وقال أبو عبد الله الحاكم :
محمد بن إسماعيل البخاري إمام أهل الحديث .95
وعن محمد بن يعقوب الحافظ قال :
سمعت أبي يقول : رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي البخاري يسأله
سؤال الصبي .96
وقال موسى بن هارون الحافظ :
لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا آخر مثل محمد بن إسماعيل ما قدروا عليه .97
وقال عبد الله بن حماد الآملي :
وددت أني شعرة في صدر محمد بن إسماعيل . 98
وعن عبد الله بن سعيد بن جعفر قال :
سمعت العلماء بالبصرة يقولون : ما في الدنيا مثل محمد بن إسماعيل في المعرفة والصلاح .99
وعن الحسين بن محمد السمرقندي قال :
كان محمد بن إسماعيل مخصوصاً بثلاث خصال , مع ما كان فيه من الخصال المحمودة :
كان قليل الكلام . . .
وكان لا يطمع فيما عند الناس . . .
وكان لا يشتغل بأمور الناس ، كل شغله كان في العلم .100
وعن سليم بن مجاهد قال :
ما بقي أحد يعلم الناس الحديث حسبة , غير محمد بن إسماعيل .101
وقال أبو حامد أحمد بن حمدون القصار :
سمعت مسلم بن الحجاج ، وجاء إلى البخاري ، فقبل بين عينيه ، وقال : دعني أقبل رجليك . 102
وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم :
سمعت أصحابنا يقولون : لما قدم البخاري نيسابور استقبله أربعة آلاف رجل ركباناً على الخيل ، سوى من ركب بغلاً أو حماراً وسوى الرجالة . 103
   
وفاته ـ رحمه الله ـ
توفي الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ ليلة السبت ليلة عيد الفطر , عند صلاة العشاء , ودفن ظهر يوم العيد .
فعن عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي قال :
جاء محمد بن إسماعيل إلى " خرتنك "- قرية ـ على فرسخين من سمرقند , وكان له بها أقرباء ، فنزل عندهم ، فسمعته ليلة يدعو ، وقد فرغ من صلاة الليل : اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت ، فاقبضي إليك ، فما تم الشهر حتى مات .
وقبره بخرتنك . 104
وعن محمد بن أبي حاتم :
سمعت أبا منصور غالب بن جبريل , وهو الذي نزل عليه أبو عبد الله يقول : إنه أقام عندنا أياماًَ ، فمرض ، واشتد به المرض حتى وجه رسولاً إلى مدينة سمرقند في إخراج محمد . . .
فلما وافى تهيأ للركوب ، فلبس خفيه ، وتعمم ، فلما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها ، وأنا آخذ بعضده ، ورجل أخذ معي يقوده
إلى الدابة ليركبها . . .
فقال رحمه الله : أرسلوني ، فقد ضعفت .
فدعا بدعوات ، ثم اضطجع ، فقضى رحمه الله .
فسال منه العرق شئ لا يوصف .
فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه .
وكان فيما قال لنا ، وأوصى إلينا أن كفنوني في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة , ففعلنا ذلك .
فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية أطيب من المسك ، فدام ذلك أياماً . . .
ثم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره ، فجعل الناس يختلفون ، ويتعجبون .
وأما التراب فإنهم كانوا يرفعون عن القبر ، حتى ظهر القبر ، ولم نكن نقدر على حفظ القبر بالحراس .
وغلبنا على أنفسنا ، فنصبنا على القبر خشباً مشبكاً , لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر , فكانوا يرفعون ما حول القبر من التراب ، ولم يكونوا يخلصون إلى القبر . . .
وأما ريح الطيب فإنه تداوم أياماً كثيرة ، حتى تحدث أهل البلدة ، وتعجبوا من ذلك ، وظهر عند مخالفيه أمره بعد وفاته ، وخرج بعض مخالفيه إلى قبره ، وأظهروا التوبة والندامة مما كانوا شرعوا فيه من مذموم المذهب .105
وعن محمد بن محمد بن مكي الجرجاني قال :
سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسي يقول : رأيت النبي  في النوم ، ومعه جماعة من أصحابه ، وهو واقف في موضع ، فسلمت عليه ، فرد علي السلام ، فقلت : ما وقوفك يا رسول الله ؟ .
قال : أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري .
فلما كان بعد أيام .
بلغني موته ، فنظرت فإذا قد مات في الساعة التي رأيت النبي  فيها .106
   

1 البداية والنهاية " لابن كثير 11 /30 .
2" تاريخ بغداد " 2/6 .
3 أنظر : " طبقات الحنابلة " 1/374 ، و: " تهذيب الكمال " للمزي (1170) .
4" سير أعلام النبلاء " للذهبي 12/447.
5 أنظر : " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي 2/6 ، و " وفيات الأعيان " لابن خلكان 4/190 ، و " طبقات السبكي " للسبكي 2/216 .
6 أنظر : " تاريخ بغداد " 2/7 ، و " تهذيب الكمال " للمزي (1169) .
7أنظر : " تاريخ بغداد " 2/7 ، " طبقات السبكي " 2/216 ، و " مقدمة الفتح " (479)
8" سير أعلام النبلاء " للذهبي 12/401 .
9" تاريخ بغداد " 2 / 10، و " تهذيب الأسماء واللغات " 1 / 68 / 1 ، و " طبقات السبكي " 2 / 221، و " مقدمة الفتح " (490).
10أنظر : " سير أعلام النبلاء " للذهبي 12/397،394 .
11" سير أعلام النبلاء " للذهبي 12/412 .
12" البداية والنهاية " لابن كثير 11/31 .
13أنظر : " تهذيب الكمال " للمزي (1170) , " طبقات السبكي " 2/220 .
14 أنظر : " تاريخ بغداد " 2/13 , و " تهذيب الأسماء واللغات " 1/75 ،" تهذيب الكمال" (1170) ، و " طبقات السبكي " 2/220 .
15 أنظر : " طبقات الحنابلة " 1/277 ، و " تاريخ بغداد " 2/14 , و " طبقات السبكي " 2/217 .
16" سير أعلام النبلاء " 12/424 .
17" تاريخ بغداد " 2/8, و " تهذيب الكمال " (1169) , و " مقدمة الفتح " (484) .
18" طبقات السبكي " 2/222 , و " السير " للذهبي 12/407 .
19 " طبقات الحنابلة " 1/277 , و" تهذيب الأسماء واللغات " 1/70 , " طبقات السبكي " 2/217 .
20 أنظر : " طبقات الحنابلة " 1/275 , و " تهذيب الكمال " (1172) , و " طبقات السبكي " 2/218 , و" تاريخ بغداد " 2/25 .
21" مقدمة الفتح " (478) .
22" تاريخ بغداد " 2/25 , و" طبقات السبكي " 2/218 .
23" سير أعلام النبلاء " 12/406 .
24" سير أعلام النبلاء " 12/412 .
25" السير " للذهبي 12/412
26 أنظر : " تاريخ بغداد " 2/24 , و " تهذيب الكمال " (1172) , و " مقدمة الفتح " (484) .
27" السير " للذهبي 12/433 .
28أنظر : " تاريخ بغداد " 2/18 , و " تهذيب الكمال " (1171) .
29 أنظر : " تهذيب الكمال " (1171) , و " مقدمة الفتح " (483) .
30 أنظر : " تهذيب الأسماء واللغات " 1/70 , و " طبقات السبكي " 2/281 , و " مقدمة الفتح " (486)
31" السير " للذهبي 12/432 .
32 أنظر : " تهذيب الأسماء واللغات " 1/70 , و " طبقات السبكي " 2/223 .
33 أنظر : " طبقات السبكي " 2/220 .
34 أنظر : " تاريخ بغداد " 2/32 , و " تهذيب الكمال " ( 1171) .
35 أنظر : " مقدمة الفتح " (307) .
36" سير أعلام النبلاء " 12/422 .
37والخبر موجود في : " تاريخ بغداد " 2/20 , و " وفيات الأعيان " 4/190 , و " طبقات السبكي " 2/218 .
38" مقدمة الفتح " (487) .
39" تاريخ بغداد " 2/7 .
40 " تاريخ ببغداد " 2/9 .
41" سير أعلام النبلاء " 12/441
42 " السير " 12/444 .
43 " السير " 12/445 .
44" السير " 12/445 .
45 " السير " 12/447 .
46" سير أعلام النبلاء " 12/418 .
47" تاريخ بغداد " 2/26 .
48" سير أعلام النبلاء " 12/445 .
49" طبقات السبكي " 2/227 .
50" سير أعلام النبلاء " 12/447 .
51 أنظر : " تاريخ بغداد " 2/11 , و " طبقات السبكي " 2/227 , و " مقدمة الفتح " (480) .
52" سير أعلام النبلاء " 12/449 .
53" سير أعلام النبلاء " 12/452
54" مقدمة الفتح " (480) .
55" تاريخ بغداد " 2/12 , و " تهذيب الكمال " (1170) , و " طبقات السبكي " 2/224 و " مقدمة الفتح " (482)
56 أنظر : " تاريخ بغداد " 2/13 , و " طبقات السبكي " 2/220 .
57" طبقات الحنابلة " 1/276 , و " تاريخ بغداد " 2/12 , و " تهذيب الكمال" (1170) .
58أنظر : " تاريخ بغداد " 2/12 , و " تهذيب الكمال " (1170) , و " طبقات السبكي " 2/223 , و " مقدمة الفتح " (486) .
59" طبقات الحنابلة " 1/376 .
60 " سير أعلام النبلاء " 12/444 .
61 أنظر : " تاريخ بغداد " 2/33 , و " طبقات السبكي " 2/232 , و " مقدمة الفتح " (494) .
62" البداية والنهاية " لابن كثير 11/33 .
63 أنظر : " تاريخ بغداد " 2/9 , و " طبقات السبكي " 2/221 .
64 " سير أعلام النبلاء " 12/402 .
65 أنظر : " طبقات الحنابلة " 1/247 , و" وفيات الأعيان" 4/190 , و " طبقات السبكي " 2/220 .
66 أنظر : " طبقات السبكي " 2/221 , و " تهذيب الأسماء واللغات " 1/74 .
67 أنظر : " الحطة في ذكر الصحاح الستة " لصديق حسن القنوجي , ص : ( 161 ) .
68" مقدمة الفتح " (485) .
69 أنظر : " طبقات السبكي " 2/222 , و " مقدمة الفتح " (484) .
70" تاريخ بغداد " 2/24 , و " مقدمة الفتح " (485) .
71" سير أعلام النبلاء " 12/418 .
72 " طبقات السبكي " 2/223 .
73أنظر : " تاريخ بغداد " 2/24 , و " تهذيب الكمال " (1171) .
74 أنظر : " تاريخ بغداد " 2/22 , و " مقدمة الفتح " (483) .
75" سير أعلام النبلاء " 12/419 .
76" تهذيب الكمال " (1170) , و " تهذيب الأسماء واللغات " 1/69 .
77" سير أعلام النبلاء " 12/421 .
78" تاريخ بغداد " 2/21 , و " تهذيب الكمال " (1171) .
79" تاريخ بغداد " 2/17 , و " تهذيب الكمال " ( 1170) .
80" تاريخ بغداد " 2/16 , و " تهذيب الأسماء واللغات " 1/68 .
81" مقدمة الفتح " (484) .
82 أنظر : " تاريخ بغداد " 2/19 , و " تهذيب الكمال " (1171)
83 أنظر : " تاريخ بغداد " 2/18 , و " مقدمة الفتح " (483) .
84" تاريخ بغداد " 2/17 , و " تهذيب الكمال " ( 1170) .
85" تاريخ بغداد " 2/16 , و " تذكرة الحفاظ " 2/589 .
86" سير أعلام النبلاء " 12/424 .
87" مقدمة الفتح " (484) .
88" تهذيب الأسماء واللغات " 1/70 , و " مقدمة الفتح " (483) .
89" سير أعلام النبلاء " 12/427 .
90" سير أعلام النبلاء " 12/427 .
91" تاريخ بغداد " 2/25 , و " مقدمة الفتح " (484)
92" سير أعلام النبلاء " 12/429 .
93" مقدمة الفتح " ( 483) .
94" مقدمة الفتح " (483) .
95" سير أعلام النبلاء " 12/431 .
96" تهذيب الأسماء واللغات " 1/70 .
97" سير أعلام النبلاء " 12/434 .
98" سير أعلام النبلاء " 12 /437 .
99" مقدمة الفتح " (486) .
100" سير أعلام النبلاء " 12/449 .
101" سير أعلام النبلاء " 12/449 .
102" سير أعلام النبلاء " 12/436 .
103" سير أعلام النبلاء " 12/437 .
104 أنظر : " تاريخ بغداد " 2/34 , و " تهذيب الكمال " (1172) , و " طبقات السبكي " 2/232 , و " مقدمة الفتح " (494) .
105والخبر في : " طبقات السبكي " 2/233 .
106 أنظر : " تاريخ بغداد " 2/34 , و " طبقات السبكي " 2/232 .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
 
الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام النسائي ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام ابن ماجه ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام الترمذي ـ رحمه الله ـ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ :: كتابات وأبحاث مشرف الدعوة بالفرع :: السير والتراجم :: سير أعلام اسلف " الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ "-
انتقل الى: