موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
مرحبا بكم في منتدي فرع الجمعية الشرعية بقرية
البطاخ التابع لمحافظة سوهاج
يسعدنا انضمامكم لنا عبرسجيلكم فى المنتدى
منتدى فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ
مع تحيات مدير المنتدى
مشرف الدعوة بالفرع
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
مرحبا بكم في منتدي فرع الجمعية الشرعية بقرية
البطاخ التابع لمحافظة سوهاج
يسعدنا انضمامكم لنا عبرسجيلكم فى المنتدى
منتدى فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ
مع تحيات مدير المنتدى
مشرف الدعوة بالفرع
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ هو أحد فروع الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية بمحافظة سوهاج
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا بكم فى منتدي فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ ساهموا فى نشر موقعنا
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
صلي الله على محمد صلي الله عليه وسلم
اللهم أعنا على رضاك حتى ترضي رضاءاً ليس بعده سخط ولا غضب
جميع حقوق الطبع والنشر والتوزيع والتصوير لأي كتاب موجود في المنتدي متااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااح بشرط دعوة صالحة بظهر الغيب
أرجو من كل من استفاد أو تعلم شيئاً من المنتدي أن لا ينسانا من صالح دعائه
نعدكم بإذن الله في كل زيارة لنا بالجديد وبالمفيد
بشري سارة لكل طلاب العلم : تم افتتاح ركن في منتدي فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ للإجازات الشرعية المسندة لكل الراغبين في إجازة علمية بالسند مجاناً
هاااااااام جدا لمن لا يعلم :قد تظهر إعلانات على المنتدي بها صور نساء وهي لا تخص المنتدي بل هي تابعة لشركة جوجل ولا يمكن وقفها .

 

 سير أعلام السلف " الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

سير أعلام السلف " الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ Empty
مُساهمةموضوع: سير أعلام السلف " الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ   سير أعلام السلف " الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 27, 2013 1:44 pm

مقدمة
إن الحمد لله . . .
نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران:102)
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } (النساء:1)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } (الأحزاب:70-71)
أما بعد . . .
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأن خير الهدى هدى نبيه محمد  ، وأن
شر الأمور محدثاتها ، وأن كل محدثة بدعة ، وأن كل بدعة ضلالة ، وأن كل ضلالة في النار .
ثم أما بعد . . .

اعلم أخي المسلم :
إن العلماء بعلومهم ، والحكماء بحكمتهم ، والصالحون بوصاياهم هم – بإذن الله – نجوم هادية لمن سار في الليالي المظلمة ، ودفة محكمة لمن خاض عُباب البحار الموحشة ، وغيث مدراراً يأتي على الأرض الهامدة ، فتهتز وتربو ثم تنبت من كل زوج بهيج . . .
فهم بحق سراج العباد ، ومنار البلاد , وقوام الأمة ، وينابيع الحكمة , وهم غيظ الشيطان ، بهم تحيا قلوب أهل الحق ، وتموت قلوب أهل الزيغ ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدي بها في ظلمات البر والبحر ، إذا انطمست النجوم تحيروا ، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا . . .
 ومن أبرز هؤلاء العلماء الربانيين الذين شاع ذكرهم بين العامة والخاصة , وانتشر علمهم في جميع الأرجاء : أصحاب الستة الصحاح ، الإمام البخاري ، والإمام مسلم ، والإمام النسائي ، والإمام ابن ماجة ، والإمام أبو داود ، والإمام الترمذي ـ رحمه الله عليهم أجمعين ـ .
والكتب الصحاح هي : الكتب التي دونت فيها أحاديث النبي ، والتي شهد لها علماء الأمة من المتقدمين والمتأخرين بالصحة والقبول .
هؤلاء العلماء الذين بذلوا جهداً علمياً ضخماً ومستمراً على اختلاف الأزمنة والأمكنة لخدمة الدين ، ولخدمة سنة رسول الله r .
وهذا الجهد الذي بذلوه ـ رحمه الله عليهم ـ يُعد مفخرة لعلماء المسلمين أجمعين , وصورة مشرقة في الذب عن الشريعة الغراء على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم .
 حديثنا في هذا الكتاب عن هؤلاء الأجلاء الأفاضل ، نتعرف عليهم و نتعلم منهم ، وندرس سيرهم المليئة بالعبر والمواعظ . . . .
اسأل الله أن يجعله عملاً صالحاً متقبلاً ، وأن ينفع به المسلمين والمسلمات المحبين لسنة النبي المصطفى  .
ولا أنسي أن أنبه أن هذا الكتاب إنما هو جزء من كتاب : " سير أعلام السلف " الذي أسأل الله أن يعينني على إتمامه وإكماله إنه ولى ذلك والقادر عليه .
وأخيراً : أرجو من كل من يقرأ هذا الكتاب أن لا ينسانا من صالح دعائه ، فدعوة المسلم لأخيه المسلم مستجابة بإذن الله .
   

الإمام مسلم
( 204 - 261 هـ = 820 - 875 م )
عالم جليل من علماء المسلمين . . .
جهبذ من جهابذة الحديث . . .
صاحب أصح كتب الحديث . . . .
هذا الكتاب الذي اتفق علي جلالته المتأخرين والمتقدمين . . .
تلميذ الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ . . .
ويدل تفوق ونبوغ التلميذ علي مكانه وعظم أستاذه . . . .
هو الإمام الكبير الحافظ المجود الحجة الصادق : أبو الحسين مسلم ابن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري صاحب " الصحيح " .
   
شئ من سيرته ـ رحمه الله ـ
هو : مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري .
كنيته : أبو الحسين . . .
والقشيري : بضم القاف وفتح الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها راء هذه النسبة إلى : قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة , قبيلة كبيرة ينسب إليها كثير من العلماء منهم : الإمام مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري . 107
والنيسابوري نسبة إلى بلده " نيسابور " من مدن خراسان .
قال ياقوت الحموي :
مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة , معدن الفضلاء ، ومنبع العلماء لم أر فيما طوفت من البلاد مدينة كانت مثلها . اهـ .108
أما مولده ـ رحمه الله ـ فاختلف أهل العلم في ذلك , علي أقول أصحها قول ابن الصلاح .
قال ابن الصلاح ـ رحمه الله ـ :
مات مسلم ـ رحمه الله ـ سنة إحدى وستين ومائتين بنيسابور ، وهذا مشهور لكن تاريخ مولده ، ومقدار عمره كثيراً ما تطلب الطلاب علمه ، فلا يجدونه ، وقد وجدناه ـ ولله الحمد ـ فذكر الحاكم أبو عبد الله ابن البيع الحافظ في كتاب "المزكين لرواة الأخبار" أنه سمع أبا عبد الله ابن الأخرم الحافظ يقول :
توفي مسلم بن الحجاج ـ رحمه الله ـ عشية يوم الأحد ، ودفن يوم الأثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين ، وهو ابن خمس وخمسين سنة ، وهذا يتضمن أن مولده كان في سنة ست ومائتين ، والله أعلم .109
وقال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ :
وأصح هذه الأقوال قول ابن الأخرم , لأنه من أئمة هذا الشأن ، وله عناية بمسلم ، وذهب أكثر عمره في جمع المستخرج على مسلم ، وهو أيضاً قريب العهد جداً من مسلم , فتوفي مسلم وعمره إحدى عشرة سنة ، وهو بلديه ، والحاكم قد ارتضى قوله ، و الحاكم خبير بأهل بلده أيضا ، وله فيهم تأريخه العظيم . . .
" تأريخ نيسابور " , والله أعلم . 110
وقال الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ :
وأول سماعه في سنة ثمان عشرة من يحيى بن يحيى التميمي ، وحج في سنة عشرين وهو أمرد ، فسمع بمكة من القعنبي ، فهو أكبر شيخ له ، وسمع بالكوفة من أحمد بن يونس ، وجماعة .
وأسرع إلى وطنه ، ثم ارتحل بعد أعوام قبل الثلاثين .
وأكثر عن علي بن الجعد، لكنه ما روى عنه في " الصحيح " شيئاً.
وسمع بالعراق والحرمين ومصر .111
وقال الحاكم :
رأيت مسلم بن الحجاج يحدث في خان محمش ، فكان تام القامة ، أبيض الرأس واللحية ، يرخي طرف عمامته بين كتفيه .112
وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء :
كان مسلم من علماء الناس . . .
وكان بزازاً ـ أي : يبيع الثياب ـ . 113
شيوخه وتلاميذه ـ رحمه الله ـ
تلقى الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ العلم عن جموع من العلماء من أبرزهم هؤلاء الأئمة :
عبد الله بن مسلمة القعنبي ، ويحيى بن يحيى النيسابوري ، وقتيبة بن سعيد ، وسعيد بن منصور ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، وأبي خيثمة زهير بن حرب ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن بشار ـ بندار ـ ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وأبي كريب محمد بن العلاء ، وأبي الربيع الزهراني ، وأبي موسى محمد بن المثنى ، وهناد بن السري ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، والبخاري ، وعبد الله الدارمى ، وإسحاق الكوسج وخلق سواهم . 114
وأخذ الحديث والعلم عن الإمام مسلم خلق من الرواة من أبرزهم :
الإمام أبو عيسى الترمذي ، والفقيه إبراهيم بن محمد بن سفيان ، وأبو حامد أحمد بن حمدون ، والحافظ أبو الفضل أحمد بن سلمة ، وأبو حامد ابن الشرقي ، والحافظ أبو عمرو الخفاف ، والحافظ سعيد بن عمرو البرذعي ، والحافظ صالح بن محمد البغدادي ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ومحمد بن إسحاق السراج ، وأبو عوانة الإسفراييني ، وأبو محمد القلانسي ، ومكي بن عبدان ، وخلق غيرهم .115
   
علمه ـ رحمه الله ـ
وصل الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ إلى درجة كبيرة من العلم والإتقان حتى أنه ـ رحمه الله ـ كان يصحح الخطأ على مشايخه .
قال أبو عمرو المستملي :
أملى علينا إسحاق الكوسج سنة إحدى وخمسين ، ومسلم ينتخب عليه ـ يعدل عليه ـ .
وأنا أستملي ، فنظر إليه إسحاق ، وقال : لن نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين . 116
وقال أحمد بن سلمة :
رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلماً في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما .117
قال أبو قريش الحافظ :
سمعت محمد بن بشار يقول : حفاظ الدنيا أربعة : أبو زرعة بالري

ومسلم بنيسابور ، وعبد الله الدارمى بسمرقند ، ومحمد بن إسماعيل ببخاري . 118
   
علو همته ـ رحمه الله ـ
كان الإمام ـ رحمه الله ـ واسع الهمة ، شديد الطلب على العلم ، حتى أنه سأل مرة عن حديث فلم يعرفه ، فرجع إلى منزله وأخذ يبحث عنه حتى وجده ـ رحمه الله ـ .
قال أحمد بن سلمة :
وعقد لمسلم مجلس الذاكرة ، فذكر له حديث لم يعرفه . . .
فانصرف إلى منزله ، وأوقد السراج . . .
وقال لمن في الدار : لا يدخل أحد منكم .
فقيل له : أهديت لنا سلة تمر . . .
فقال : قدموها . . .
فقدموها إليه ، فكان يطلب الحديث ، ويأخذ تمرة تمرة ، فأصبح وقد فني التمر ، ووجد الحديث .
رواها أبو عبد الله الحاكم , ثم قال : زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مات . 119
   
ثناء العلماء عليه ـ رحمه الله ـ
أثني علي الإمام مسلم ـ رحمه الله تعالي ـ جميع أهل العلم ، وذلك لفضله الكبير ، ولعلمه الواسع . . .
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم :
كان مسلم ثقة من الحفاظ . . .
كتبت عنه بالري . . .
وسئل أبي عنه ، فقال : صدوق .120
وقال أبو عمرو بن حمدان :
سألت الحافظ ابن عقدة عن البخاري ومسلم : أيهما أعلم ؟ .
فقال : كان محمد عالماً ، ومسلم عالم .
فكررت عليه مراراً ، فقال : يا أبا عمرو ، قد يقع لمحمد الغلط في أهل الشام ، وذلك أنه أخذ كتبهم ، فنظر فيها ، فربما ذكر الواحد منهم بكنيته ، ويذكره في موضع آخر باسمه ، يتوهم أيهما اثنان ، وأما مسلم فقلما يقع له من الغلط في العلل ، لأنه كتب المسانيد ، ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل .
قلت ـ الذهبي ـ : عنى بالمقاطيع : أقوال الصحابة والتابعين في الفقه والتفسير . 121
وقال أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الاخرم الحافظ :
إنما أخرجت نيسابور ثلاثة رجال :
محمد بن يحيى . .
ومسلم بن الحجاج . . .
وإبراهيم بن أبي طالب .122
وقال الحاكم :
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول : رأيت شيخاً حسن الوجه والثياب ، عليه رداء حسن ، وعمامة قد أرخاها بين كتفيه .
فقيل : هذا مسلم .
فتقدم أصحاب السلطان ، فقالوا : قد أمر أمير المؤمنين أن يكون مسلم بن الحجاج إمام المسلمين ، فقدموه في الجامع ، فكبر ، وصلى بالناس .123
وعن محمد بن عبد الوهاب الفراء قال :
كان مسلم بن الحجاج من علماء الناس ، ومن أوعية العلم .
وعن أحمد بن سلمة قال :
رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما . 124
   
صحيح مسلم
صنف الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ كتابه الجامع لأحاديث النبي ، والذي يعد من أصح الكتب التي ألفت في هذا الفن . . . .
وتأتي مرتبته بعد صحيح البخاري ، ومع أن هناك بعض العلماء من فضلوا صحيح مسلم علي صحيح البخاري . . . .
وكان سبب تأليف الإمام مسلم كتابه بناء على طلب طُلب منه ، وهذا نص كلامه :
قال الإمام مسلم في مقدمة الصحيح :
فإنك يرحمك الله بتوفيق خالقك ذكرت أنك هممت بالفحص عن تعرف جملة الأخبار المأثورة عن رسول الله  في سنن الدين وأحكامه ، وما كان منها في الثواب والعقاب ، والترغيب والترهيب وغير ذلك من صنوف الأشياء بالأسانيد التي بها نقلت ، وتداولها أهل العلم فيما بينهم . . .
إلى أن قال : وللذي سألت أكرمك الله حين رجعت إلى تدبره ، وما تؤول به الحال ـ إن شاء الله ـ عاقبة محمودة ومنفعة موجودة ، وظننت حين سألتني تجشم ذلك أن لو عزم لي عليه ، وقضي لي تمامه , كان أول من يصيبه نفع ذلك إياي خاصة قبل غيري من الناس . . .
إلى أن قال : كن من أجل ما أعلمناك من نشر القوم الأخبار المنكرة بالأسانيد الضعاف المجهولة ، وقذفهم بها إلى العوام الذين لا يعرفون عيوبها , خف على قلوبنا أجابتك إلى ما سألت . 125
وقال أحمد بن سلمة :
كنت مع مسلم في تأليف صحيحه خمس عشرة سنة . 126
وقال الحسين بن محمد الماسرجسي :
سمعت أبي يقول : سمعت مسلماً يقول : صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاث مئة ألف حديث مسموعة . 127
وقال مكي بن عبدان :
سمعت مسلما يقول : عرضت كتابي هذا " المسند " على أبي زرعة ، فكل ما أشار علي في هذا الكتاب أن له علة وسبباً تركته ، وكل ما قال : إنه صحيح ليس له علة ، فهو الذي أخرجت .
ولو أن أهل الحديث يكتبون الحديث مئتي سنة , فمدارهم على هذا " المسند " . 128
ثناء العلماء علي صحيح مسلم :
قال ابن الصلاح :
هذا الكتاب ثاني كتاب صنف في صحيح الحديث ، ووسم به ، ووضع له خاصة سبق البخاري إلى ذلك ، ووصل مسلم ، ثم لم يلحقهما لاحق ، وكتاباهما أصح ما صنفه المصنفون .129
وقال ابن الصلاح أيضاً :
جميع ما حكم مسلم بصحته من هذا الكتاب , فهو مقطوع بصحته والعلم النظري حاصل بصحته في نفس الأمر . . .
وذلك لأن الأمة تلقت ذلك بالقبول سوى من لا يعتد بخلافه ، ووفاقه في الإجماع . 130
وقال النووي ـ رحمه الله ـ :
ومن حقق نظره في صحيح مسلم ـ رحمه الله ـ واطلع على ما أورده في أسانيده ، وترتيبه وحسن سياقته . .
وبديع طريقته من نفائس التحقيق ، وجواهر التدقيق . .
وأنواع الورع ، والاحتياط والتحري في الرواية . .
وتلخيص الطرق . . .
واختصارها وضبط متفرقها . . .
وانتشارها . .
وكثرة إطلاعه . .
واتساع روايته . . .
وغير ذلك مما فيه من المحاسن والأعجوبات . .
واللطائف الظاهرات والخفيات . .
علم أنه إمام لا يلحقه من بعد عصره . .
وقل من يساويه بل يدانيه من أهل وقته ودهره . .
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .131
وقال أيضا :
اتفق العلماء ـ رحمهم الله ـ على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ، ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول . .
إلى أن قال : وقد انفرد مسلم بفائدة حسنه ، وهي كونه أسهل متناولاً . .
من حيث أنه جعل لكل حديث موضعاً واحداً يليق به جمع فيه طرقه التي ارتضاها . .
وأورد فيه أسانيده المتعددة ، وألفاظه المختلفة ، فيسهل على الطالب النظر في وجهه ، واستثمارها ويحصل له الثقة بجميع ما أورده مسلم من طرقه .132
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
فإن الذي اتفق عليه أهل العلم أنه ليس بعد القرآن كتاب أصح من كتاب البخاري ، ومسلم ، وإنما كان هذان الكتابان كذلك , لأنه جرد فيهما الحديث الصحيح . 133
وقال أيضاً :
وأما كتب الحديث المعروفة مثل البخاري ومسلم ، فليس تحت أديم السماء كتاب أصح من البخاري ومسلم بعد القرآن . 134
وقال الذهبي ـ رحمه الله ـ :
وهو كتاب نفيس كامل في معناه . 135
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
وأهل الحديث متفقون على أحاديث الصحيحين , وإن تنازعوا في أحاديث يسيرة منها جداً . . .
وهم متفقون على لفظها ومعناها , كما اتفق المسلمون على لفظ القرآن ومعناه . 136
وقال ابن حجر ـ رحمه الله ـ :
حصل لمسلم في كتابه حظ عظيم مفرط لم يحصل لأحد مثله ، بحيث أن بعض الناس كان يفضله على صحيح محمد بن إسماعيل ، وذلك لما اختص به من جمع الطرق ، وجودة السياق ، والمحافظة على أداء الألفاظ كما هي من غير تقطيع ، ولا رواية بمعنى . .
وقد نسج على منواله خلق عن النيسابوريين فلم يبلغوا شأنه وحفظت منهم أكثر من عشرين إماماً ممن صنف المستخرج على مسلم فسبحان المعطي الوهاب .137
وقال ولي الله الدهلوي :
توخى تجريد الصحاح المجمع عليها بين المحدثين المتصلة المرفوعة مما يستنبط منه السنة . . .
وأراد تقريبها إلى الأذهان ، وتسهيل الاستنباط منها . .
فرتب ترتيباً جيداً ، وجمع طرق كل حديث في موضع واحد ليتضح اختلاف المتون ، وتشعب الأسانيد أصرح ما يكون ، وجمع بين المختلفات ، فلم يدع لمن له معرفة بلسان العرب عذراً في الإعراض عن السنة إلى غيرها . 138
وقال الحافظ ابن مندة :
سمعت أبا علي النيسابوري الحافظ يقول : ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم . 139
   
موازنة بين صحيح البخاري ومسلم
قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ :
حصل لمسلم في كتابه حظ عظيم مفرط , لم يحصل لأحد مثله، بحيث إن بعض الناس كان يفضله على " صحيح " محمد بن إسماعيل ، وذلك لما اختص به من جمع الطرق . . .
وجودة السياق , والمحافظة على أداء الألفاظ كما هي من غير تقطيع ولا رواية بمعنى . 140
وقال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ :
اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز :
" الصحيحان " البخاري ومسلم ، وتلقتهما الأمة بالقبول .
وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد , ومعارف ظاهرة وغامضة .
وقد صح أن مسلماً كان ممن يستفيد من البخاري ، ويعترف بأنه ليس له نظير في علم الحديث .
وهذا الذي ذكرناه من ترجيح كتاب البخاري هو المذهب المختار الذي قاله الجماهير وأهل الإتقان والحذق والغوص على أسرار الحديث .
وقال أبو علي الحسين بن علي النيسابوري الحافظ شيخ الحاكم أبي عبد الله بن البيع :
كتاب مسلم أصح ، ووافقه بعض شيوخ المغرب، والصحيح الأول.
وقد قرر الإمام الحافظ الفقيه النظار أبو بكر الإسماعيلي ـ رحمه الله ـ في كتابه " المدخل " ترجيح كتاب البخاري . .
وروينا عن الإمام أبي عبد الرحمن النسائي ـ رحمه الله ـ أنه قال :
ما في هذه الكتب كلها أجود من كتاب البخاري .
قلت ـ النووي ـ : ومن أخصر ما ترجح به اتفاق العلماء على أن البخاري أجل من مسلم وأعلم بصناعة الحديث منه ، وقد انتخب علمه عليه ولخص ما ارتضاه في هذا الكتاب ، وبقي في تهذيبه وانتقائه ست عشرة سنة ، وجمعه من ألوف مؤلفة من الأحاديث الصحيحة . . .
ومما ترجح به كتاب البخاري أن مسلماً ـ رحمه الله ـ كان مذهبه ، بل نقل الإجماع في أول " صحيحه " أن الإسناد المعنعن له حكم الموصول بسمعت , بمجرد كون المعنعن والمعنعن عنه كانا في عصر واحد ، وإن لم يثبت اجتماعهما . . .
والبخاري لا يحمله على الاتصال حتى يثبت اجتماعهما . . .
وهذا المذهب يرجح كتاب البخاري . . .
وقد انفرد مسلم بفائدة حسنة ، وهي كونه أسهل متناولاً من حيث انه جعل لكل حديث موضعاً واحداً يليق به ، جمع فيه طرقه التي ارتضاها واختار ذكرها ، وأورد فيه أسانيده المتعددة وألفاظه المختلفة , فيسهل على الطالب النظر في وجوهه واستثمارها ، ويحصل له الثقة بجميع ما أورده مسلم من طرقه بخلاف البخاري ، فإنه يذكر تلك الوجوه المختلفة في أبواب متفرقة متباعدة ، وكثير منها يذكره في غير بابه الذي يسبق إلى الفهم أنه أولى به ، وذلك لدقيقة يفهمهما البخاري منه ، فيصعب على الطالب جمع طرقه وحصول الثقة بجميع ما ذكره البخاري من طرق هذا الحديث . 141
ولقد نظم الحافظ عبد الرحمن بن علي بن الديبع نظم فقال :
تنازع قوم في البخاري ومسلم لدي وقالوا : أي ذين يقــــــــــدم
فقلت : لقد فاق البخاري صحة كما فاق في حسن الصناعة مسلم
وقال بعضهم :
لمسلم فضل قلـــــــت للبخاري جلــــــــــــــلا
قالوا : البخاري يكرر قلت : المكرر أحلـــــى 142
   
وفاته ـ رحمه الله ـ
قال ابن الصلاح :
وكان لموته سبب غريب نشأ عن غمرة فكرية علمية ـ ثم ساق سنده إلى الحاكم ـ قال :
سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب سمعت أحمد بن سلمة يقول : عقد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلس للمذاكرة ، فذكر له حديث لم يعرفه ، فانصرف إلى منزله ، وأوقد السراج ، وقال لمن في الدار لا يدخلن أحد منكم هذا البيت ، فقيل له : أهديت لنا سلة فيها تمر ، فقال : قدموها إلي ، فقدموها ، فكان يطلب الحديث ، ويأخذ تمرة تمرة يمضغها ، فأصبح وقد فني التمر ، ووجد الحديث .
قال الحاكم : زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مرض ومات .143
وكانت وفاته عشية يوم الأحد ، ودفن الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين ، رحمه الله رحمة واسعة .144
   
107 أنظر : " الأنساب " لأبي سعد السمعاني 4/501 , و " اللباب في تهذيب الأنساب " لعز الدين بن الأثير 3/37 .
108" معجم البلدان " لياقوت الحموي 5/331 .
109 " صيانة صحيح مسلم " لابن الصلاح ( 1216) .
110" شرح مسلم للنووي " 1/123 .
111 " سير أعلام النبلاء " 12/558 .
112" سير أعلام النبلاء " 12/570 .
113 " تهذيب التهذيب " لابن حجر 10/114 .
114" أنظر : " تاريخ بغداد " 13/100 , و " تاريخ دمشق " لابن عساكر 58/85 , و " سير أعلام النبلاء " 12/558 .
115 أنظر : " تاريخ دمشق " لابن عساكر 58/85 , و " سير أعلام النبلاء " 12/562 .
116" سير أعلام النبلاء " 12/563 .
117 " طبقات الحنابلة " 1/338 , و " البداية والنهاية " لابن كثير 11/33 , و " تذكرة الحفاظ " 2/589 .
118" سير أعلام النبلاء " 12564 .
119 أنظر : " تاريخ بغداد " 12/102 , و " تهذيب التهذيب " 10/127 , و " البداية والنهاية " 11/34 .
120 " سير أعلام النبلاء " 12/564 .
121" سير أعلام النبلاء " 12/565 .
122" سير أعلام النبلاء " 12/565 .
123 " سير أعلام النبلاء " 12/566 .
124" سير أعلام النبلاء " 12/576 .
125" صحيح مسلم " 1/2 .
126" سير أعلام النبلاء " 12/566 .
127" طبقت الحنابلة " 1/338 , و " البداية والنهاية " 11/33 .
128" مسلم بشرح النووي " 1/15 .
129" صيانة صحيح مسلم " لابن الصلاح ص : ( 1217) .
130" صيانة صحيح مسلم " لابن الصلاح ص : ( 1222) .
131" مسلم بشرح النووي " 1/122 .
132 " مسلم بشرح النووي " 1/128 .
133" مجموع الفتاوى " لابن تيمية 20/321 .
134 " مجموع الفتاوى " لابن تيمية 18/74 .
135" سير أعلام النبلاء " للذهبي 12/567 .
136 " الصواعق المرسلة " لابن القيم 2/655 .
137 " تهذيب التهذيب " لابن حجر 10/114 .
138" الإنصاف في بيان سبب الإختلاف " لولي الله الدهلوي ص : ( 292) .
139" سير أعلام النبلاء " 12/566.
140 " تهذيب التهذيب " لابن حجر 10/127 .
141" مسلم بشرح النووي " للنووي 1/14 .
142 أنظر : " الحطة في أصحاب الصحاح الستة " للقنوجي ص : ( 159 ) .
143 " تاريخ بغداد " 13/103 , و " تاريخ دمشق " لابن عساكر 58/94 .
144" طبقات الحنابلة " 2/427 , و " تاريخ دمشق 58/94 , و " صيانة مسلم " ص : (1216) , و " مسلم بشرح النووي " 1/123 .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
 
سير أعلام السلف " الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سير أعلام السلف " الإمام ابن ماجه ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام الترمذي ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام أبو داوود ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام النسائي ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ :: كتابات وأبحاث مشرف الدعوة بالفرع :: السير والتراجم :: سير أعلام اسلف " الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ "-
انتقل الى: