موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
مرحبا بكم في منتدي فرع الجمعية الشرعية بقرية
البطاخ التابع لمحافظة سوهاج
يسعدنا انضمامكم لنا عبرسجيلكم فى المنتدى
منتدى فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ
مع تحيات مدير المنتدى
مشرف الدعوة بالفرع
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
مرحبا بكم في منتدي فرع الجمعية الشرعية بقرية
البطاخ التابع لمحافظة سوهاج
يسعدنا انضمامكم لنا عبرسجيلكم فى المنتدى
منتدى فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ
مع تحيات مدير المنتدى
مشرف الدعوة بالفرع
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ هو أحد فروع الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية بمحافظة سوهاج
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا بكم فى منتدي فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ ساهموا فى نشر موقعنا
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
صلي الله على محمد صلي الله عليه وسلم
اللهم أعنا على رضاك حتى ترضي رضاءاً ليس بعده سخط ولا غضب
جميع حقوق الطبع والنشر والتوزيع والتصوير لأي كتاب موجود في المنتدي متااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااح بشرط دعوة صالحة بظهر الغيب
أرجو من كل من استفاد أو تعلم شيئاً من المنتدي أن لا ينسانا من صالح دعائه
نعدكم بإذن الله في كل زيارة لنا بالجديد وبالمفيد
بشري سارة لكل طلاب العلم : تم افتتاح ركن في منتدي فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ للإجازات الشرعية المسندة لكل الراغبين في إجازة علمية بالسند مجاناً
هاااااااام جدا لمن لا يعلم :قد تظهر إعلانات على المنتدي بها صور نساء وهي لا تخص المنتدي بل هي تابعة لشركة جوجل ولا يمكن وقفها .

 

 سير أعلام السلف " الإمام أبو داوود ـ رحمه الله ـ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

سير أعلام السلف " الإمام أبو داوود ـ رحمه الله ـ Empty
مُساهمةموضوع: سير أعلام السلف " الإمام أبو داوود ـ رحمه الله ـ   سير أعلام السلف " الإمام أبو داوود ـ رحمه الله ـ I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 27, 2013 1:49 pm

مقدمة
إن الحمد لله . . .
نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران:102)
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } (النساء:1)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } (الأحزاب:70-71)
أما بعد . . .
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأن خير الهدى هدى نبيه محمد  ، وأن
شر الأمور محدثاتها ، وأن كل محدثة بدعة ، وأن كل بدعة ضلالة ، وأن كل ضلالة في النار .
ثم أما بعد . .
اعلم أخي المسلم :
إن العلماء بعلومهم ، والحكماء بحكمتهم ، والصالحون بوصاياهم هم – بإذن الله – نجوم هادية لمن سار في الليالي المظلمة ، ودفة محكمة لمن خاض عُباب البحار الموحشة ، وغيث مدراراً يأتي على الأرض الهامدة ، فتهتز وتربو ثم تنبت من كل زوج بهيج . . .
فهم بحق سراج العباد ، ومنار البلاد , وقوام الأمة ، وينابيع الحكمة , وهم غيظ الشيطان ، بهم تحيا قلوب أهل الحق ، وتموت قلوب أهل الزيغ ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدي بها في ظلمات البر والبحر ، إذا انطمست النجوم تحيروا ، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا . . .
 ومن أبرز هؤلاء العلماء الربانيين الذين شاع ذكرهم بين العامة والخاصة , وانتشر علمهم في جميع الأرجاء : أصحاب الستة الصحاح ، الإمام البخاري ، والإمام مسلم ، والإمام النسائي ، والإمام ابن ماجة ، والإمام أبو داود ، والإمام الترمذي ـ رحمه الله عليهم أجمعين ـ .
والكتب الصحاح هي : الكتب التي دونت فيها أحاديث النبي ، والتي شهد لها علماء الأمة من المتقدمين والمتأخرين بالصحة والقبول .
هؤلاء العلماء الذين بذلوا جهداً علمياً ضخماً ومستمراً على اختلاف الأزمنة والأمكنة لخدمة الدين ، ولخدمة سنة رسول الله r .
وهذا الجهد الذي بذلوه ـ رحمه الله عليهم ـ يُعد مفخرة لعلماء المسلمين أجمعين , وصورة مشرقة في الذب عن الشريعة الغراء على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم .
 حديثنا في هذا الكتاب عن هؤلاء الأجلاء الأفاضل ، نتعرف عليهم و نتعلم منهم ، وندرس سيرهم المليئة بالعبر والمواعظ . . . .
اسأل الله أن يجعله عملاً صالحاً متقبلاً ، وأن ينفع به المسلمين والمسلمات المحبين لسنة النبي المصطفى  .
ولا أنسي أن أنبه أن هذا الكتاب إنما هو جزء من كتاب : " سير أعلام السلف " الذي أسأل الله أن يعينني على إتمامه وإكماله إنه ولى ذلك والقادر عليه .
وأخيراً : أرجو من كل من يقرأ هذا الكتاب أن لا ينسانا من صالح دعائه ، فدعوة المسلم لأخيه المسلم مستجابة بإذن الله .
   
الأمام أبو داود السجستانى
( 202 - 275 هـ = 817 - 889 م )
إمام من أئمة المسلمين . . .
عالم جليل من العلماء العاملين . . . .
صاحب أحد الصحاح . . . .
قال عنه الذهبي ـ رحمه الله ـ :
الإمام ، شيخ السنة ، مقدم الحفاظ ، أبو داود الأزدي السجستانى ، محدث البصرة .
ولد سنة اثنتين ومئتين ، ورحل ، وجمع ، وصنف ، وبرع في هذا الشأن .
قال أبو عبيد الآجري :
سمعته يقول : ولدت سنة اثنتين ، وصليت على عفان ـ هو عفان بن مسلم الحافظ البصري ـ سنة عشرين ، ودخلت البصرة وهم يقولون : أمس مات عثمان بن الهيثم المؤذن .
فسمعت من أبي عمر الضرير مجلساً واحداً .
وسكن البصرة بعد هلاك الخبيث طاغية الزنج ، فنشر بها العلم ، وكان يتردد إلى بغداد . 157
وقال ابن عساكر ـ رحمه الله ـ :
وأبو داود السجستانى هو : سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن عمرو بن عمران الأزدي , وقتل عمران مع علي بصفين , وهو إمام مشهور . 158
وقال الحاكم :
سليمان بن الأشعث السجستانى مولده بسجستان ، وله ولسلفه إلى الآن بها عقد وأملاك وأوقاف . . .
خرج منها في طلب الحديث إلى البصرة ، فسكنها ، وأكثر بها السماع عن سليمان بن حرب ، وأبي النعمان ، وأبي الوليد . . .
ثم دخل إلى الشام ومصر ، وانصرف إلى العراق ، ثم رحل بابنه أبي بكر إلى بقية المشايخ ، وجاء إلى نيسابور ، فسمع ابنه من إسحاق بن منصور . . .
ثم خرج إلى سجستان , وطالع بها أسبابه ، وانصرف إلى البصرة واستوطنها .
فأما سجستان ، الإقليم الذي منه الإمام أبو داود :
فهو إقليم صغير منفرد ، متاخم لإقليم السند ، غربه بلد " هراة "، وجنوبيه مفازة بينه وبين إقليم فارس وكرمان . .
وشرقية مفازة وبرية بينه وبين مكران التي هي قاعدة السند ، وتمام هذا الحد الشرقي بلاد الملتان ، وشمالية أول الهند .
فأرض سجستان كثيرة النخل والرمل ، وهي من الإقليم الثالث من السبعة . .
وقصبة سجستان هي : " زرنج " ، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وتطلق زرنج على : سجستان ولها سور ، وبها جامع عظيم ، وعليها نهر كبير ، وطولها من جزائر الخالدات تسع وثمانون درجة . . .
والنسبة إليها أيضاً : " سجزي " ، وهكذا ينسب أبو عوانة الإسفراييني أبا داود فيقول : السجزي . . .
وإليها ينسب مسند الوقت , أبو الوقت السجزي . 159
ويكمل الذهبي فيقول :
كان أبو داود مع إمامته في الحديث وفنونه من كبار الفقهاء ، فكتابه يدل على ذلك ، وهو من نجباء أصحاب الإمام أحمد ، لازم مجلسه مدة ، وسأله عن دقاق المسائل في الفروع والأصول .
وكان على مذهب السلف في إتباع السنة والتسليم لها ، وترك الخوض في مضائق الكلام .160
وقال ابن خلكان :
وكان ولده أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان من أكابر الحفاظ ببغداد ، عالماً متفقاً عليه ، إمام ابن إمام ، وله كتاب " المصابيح " وشارك أباه في شيوخه بمصر والشام ، وسمع ببغداد وخراسان وأصبهان وسجستان وشيراز . 161
وقال ابن داسة :
كان لأبي داود كم واسع وكم ضيق ، فقيل له في ذلك ، فقال : الواسع للكتب ، والآخر لا يحتاج إليه .162
شيوخه وتلاميذه ـ رحمه الله ـ
سمع الإمام أبي داود ـ رحمه الله ـ من كثير من العلماء والمحدثين ، ومن أبرزهم :
قال الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ :
سمع بمكة من القعنبي ، وسليمان بن حرب .
وسمع من : مسلم بن إبراهيم ، وعبد الله بن رجاء ، وأبي الوليد الطيالسي ، وموسى بن إسماعيل ، وطبقتهم بالبصرة .
ثم سمع بالكوفة من : الحسن بن الربيع البوراني ، وأحمد بن يونس اليربوعي ، وطائفة .
وسمع من : أبي توبة الربيع بن نافع بحلب ، ومن : أبي جعفر النفيلي ، وأحمد بن أبي شعيب ، وعدة بحران .
ومن حيوة بن شريح ، ويزيد بن عبد ربه ، وخلق بحمص .
ومن صفوان بن صالح ، وهشام بن عمار بدمشق ، ومن إسحاق بن راهويه وطبقته بخراسان .
ومن أحمد بن حنبل وطبقته ببغداد .
ومن قتيبة بن سعيد ببلخ .
ومن أحمد بن صالح وخلق بمصر .
ومن إبراهيم بن بشار الرمادي ، وإبراهيم بن موسى الفراء ، وعلي بن المديني ، والحكم بن موسى ، وخلف بن هشام ، وسعيد بن منصور ، وسهل بن بكار ، وشاذ بن فياض ، وأبي معمر عبد الله بن عمرو المقعد ، وعبد الرحمن بن المبارك العيشي ، وعبد السلام بن مطهر ، وعبد الوهاب بن نجدة ، وعلي بن الجعد ، وعمرو بن عون وعمرو بن مرزوق ، ومحمد بن الصباح الدولابي ، ومحمد بن المنهال الضرير ، ومحمد بن كثير العبدي ، ومسدد بن مسرهد ، ومعاذ بن أسد ، ويحيى بن معين ، وأمم سواهم .
وحدث عنه : أبو عيسى في " جامعه " ، والنسائي فيما قيل ، وإبراهيم بن حمدان العاقولي ، وأبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن الاشناني البغدادي ، نزيل الرحبة ، راوي " السنن " عنه ، وأبو حامد أحمد بن جعفر الأشعري الاصبهاني ، وأبو بكر النجاد ، وأبو عمرو أحمد بن علي بن حسن البصري ، راوي " السنن " عنه ، وأحمد بن داود بن سليم ، وأبو سعيد بن الأعرابي راوي " السنن " بفوت له ، وأبو بكر أحمد بن محمد الخلال الفقيه ، وأحمد بن محمد بن ياسين الهروي ، وأحمد بن المعلى الدمشقي ، وإسحاق بن موسى الرملي الوراق ، وإسماعيل بن محمد الصفار ، وحرب بن إسماعيل الكرماني ، والحسن بن صاحب الشاشي ، والحسن بن عبد الله الذارع ، والحسين بن إدريس الهروي ، وزكريا بن يحيى الساجي ، وعبد الله بن أحمد الاهوازي عبدان ، وابنه أبو بكر بن أبي داود ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة ، وعبد الله بن محمد بن يعقوب ، وعبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ، وعلي بن الحسن بن العبد الأنصاري أحد رواة " السنن " ، وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي ، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني . 163
   
من ثناء العلماء عليه ـ رحمه الله ـ
أثني على الإمام أبي داود القاصى والداني ، وملأ تعظيمه وتوقيره قلوب كافه الخلق .
قال أبو بكر الخلال :
أبو داود الإمام المقدم في زمانه ، رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعه أحد في زمانه، رجل ورع مقدم . 164
ويكمل الخلال فيقول :
وكان إبراهيم الاصبهاني ابن أورمة ، وأبو بكر بن صدقة يرفعون من قدره ، ويذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله .165
وقال أحمد بن محمد بن ياسين :
كان أبو داود أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله  وعلمه وعلله وسنده ، في أعلى درجة النسك والعفاف ، والصلاح والورع ، من فرسان الحديث .166
وقال الحاكم :
سمعت الزبير بن عبد الله بن موسى ، سمعت محمد بن مخلد يقول كان أبو داود يفي بمذاكرة مئة ألف حديث ، ولما صنف كتاب " السنن " ، وقرأه على الناس . .
فصار كتابه لأصحاب الحديث كالمصحف ، يتبعونه ولا يخالفونه وأقر له أهل زمانه بالحفظ والتقدم فيه . 167
وقال الذهبي ـ رحمه الله ـ :
وبلغنا أن أبا داود كان من العلماء العاملين , حتى أن بعض الأئمة قال : كان أبو داود يشبه بأحمد بن حنبل في هديه ودله وسمته ، وكان أحمد يشبه في ذلك بوكيع ، وكان وكيع يشبه في ذلك بسفيان ، وسفيان بمنصور ، ومنصور بإبراهيم ، وإبراهيم بعلقمة ، وعلقمة بعبد الله بن مسعود . .
وقال علقمة : كان ابن مسعود يشبه بالنبي  في هديه ودله.168
وقال أبو حاتم بن حبان :
أبو داود أحد أئمة الدنيا فقهاً وعلماً وحفظاً، ونسكاً وورعاً وإتقاناً جمع وصنف وذب عن السنن . 169
وقال الحافظ موسى بن هارون :
خلق أبو داود في الدنيا للحديث ، وفي الآخرة للجنة .
وقال الحافظ أبو عبد الله بن مندة :
الذين خرجوا وميزوا الثابت من المعلول ، والخطأ من الصواب أربعة : البخاري ، ومسلم ، ثم أبو داود ، والنسائي .
وقال أبو عبد الله الحاكم :
أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة ، سمع بمصر والحجاز، والشام والعراق وخراسان .
وقال موسى بن هارون :
ما رأيت أفضل من أبي داود . 170
   
من توقير العلماء له ـ رحمه الله ـ
قال القاضي الخليل بن أحمد السجزي :
سمعت أحمد بن محمد بن الليث قاضي بلدنا يقول : جاء سهل بن عبد الله التستري إلى أبي داود السجستانى ، فقيل : يا أبا داود : هذا سهل بن عبد الله جاءك زائرا , فرحب به ، وأجلسه . .
فقال سهل : يا أبا داود ! لي إليك حاجة .
قال : وما هي ؟
قال : حتى تقول : قد قضيتها مع الإمكان .
قال : نعم.
قال : أخرج إلي لسانك الذي تحدث به أحاديث رسول الله  حتى أقبله .
فأخرج إليه لسانه فقبله .171
   
شجاعته ـ رحمه الله ـ
قال الخطابي :
حدثني عبد الله بن محمد المسكي ، حدثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود - رحمه الله – قال :
كنت مع أبي داود ببغداد ، فصلينا المغرب ، فجاءه الأمير أبو أحمد الموفق - يعني ولي العهد – فدخل ، ثم أقبل عليه أبو داود ، فقال : ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت ؟
قال : خلال ثلاث .
قال : وما هي ؟
قال : تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطناً ، ليرحل إليك طلبة العلم ، فتعمر بك ، فإنها قد خربت ، وانقطع عنها الناس ، لما جرى عليها من محنة الزنج .
فقال : هذه واحدة .
قال : وتروي لأولادي " السنن ".
قال : نعم ، هات الثالثة .
قال : وتفرد لهم مجلساً ، فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة .
قال : أما هذه فلا سبيل إليها ، لأن الناس في العلم سواء .
قال ابن جابر :
فكانوا يحضرون ويقعدون في كم حيري ، عليه ستر ، ويسمعون مع العامة . 172
   
سنن أبي داود
يعد كتاب " السنن " للإمام أبي داود من أحد الكتب الستة الصحاح التي اعتنت بذكر الأحاديث الصحيحة الواردة ، والذي اعتبره الكثير من علماء المسلمين ضمن الأمهات الست التي اتفقوا على صحتها ، وشهدوا لها بالقبول .
قال أبو بكر بن داسة :
سمعت أبا داود يقول : كتبت عن رسول الله  خمس مئة ألف حديث , انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب ، يعني كتاب السنن ، جمعت فيه أربعة آلاف حديث , وثمان مئة حديث , ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث : أحدها قوله  : " الأعمال بالنيات " .
والثاني قوله  : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " .
والثالث : قوله  : " لا يكون المرء مؤمناً حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه " .
والرابع : قوله  : " الحلال بين ، والحرام بين ، وبين ذلك أمور
مشتبهات . . الحديث " . 173
وقال أبو بكر الصولي :
سمعت زكريا بن يحيى الساجي يقول : كتاب الله أصل الإسلام ، وكتاب السنن لأبي داود عهد الإسلام .174
وقال إسماعيل بن محمد الصفار :
سمعت محمد بن إسحاق الصغاني يقول : ألين لأبي داود الحديث كما ألين داود الحديد . 175
وقال أبو سليمان الخطابي :
سمعت ابن الأعرابي يقول ونحن نسمع منه هذا الكتاب يعني كتاب السنن وأشار إلى النسخة وهي بين يديه : لو أن رجلاً لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله عز وجل ، ثم هذا الكتاب لم يحتج معهما إلى شئ من العلم بتة .
ثم قال الخطابي :
وهذا كما قال لا شك فيه ، لأن الله تعالى أنزل كتابه تبياناً لكل شئ فأخبر سبحانه وتعالى وبحمده أنه لم يغادر شيئاً من أمر الدين لم يتضمن بيانه الكتاب.
إلا أن البيان على ضربين : بيان جلي ، تناوله الذكر نصاً .
وبيان خفي : اشتمل على معنى التلاوة ضمناً ، فما كان من هذا الضرب كان تفصيل بيانه موكولا إلى النبي  ، وهو معنى قوله سبحانه وتعالى : { لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون } .
فمن جمع بين الكتاب والسنة فقد استوفى وجهي البيان .
وقد جمع أبو داود في كتابه هذا من الحديث في أصول العلم ، وأمهات السنن ، وأحكام الفقه ما لا نعلم متقدماً سبقه إليه ، ولا متأخراً ، لحقه فيه .
قال أبو سليمان :
واعلموا رحمكم الله أن كتاب السنن لأبي داود كتاب شريف لم يصنف في حكم الدين كتاب مثله ، وقد رزق القبول من كافة الناس فصار حكماً بين فرق العلماء , وطبقات الفقهاء على اختلاف مذاهبهم . 176
   
وفاته ـ رحمه الله ـ
قال أبو عبيد الآجري :
توفي أبو داود في سادس عشر شوال ، سنة خمس وسبعين ومئتين.
قلت ـ الذهبي ـ : كان أخوه محمد بن الأشعث أسن منه بقليل ، وكان رفيقاً له في الرحلة .
يروي عن : أصحاب شعبة.
وروى عنه : ابن أخيه أبو بكر بن أبي داود .
ومات كهلاً .
قبل أبي داود بمدة . 177
   
157" أنظر " سير أعلام النبلاء " 13/204،203 , و " تاريخ دمشق " لابن عساكر 22/195 .
158" تاريخ دمشق " لابن عساكر 22/195 .
159 أنظر : " سير أعلام النبلاء " 13/221,218 .
160" سير أعلام النبلاء " 13/215 .
161" وفيات الأعيان " لابن خلكان 2/405 .
162" سير أعلام النبلاء " 13/217 .
163" سير أعلام النبلاء " 13/206 .
164 " سير أعلام النبلاء " 13/211 .
165" تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي 9/57 , و " سير أعلام النبلاء " 13/211 .
166 " السير " 13/211 .
167 أنظر : " تهذيب التهذيب " 4/172 , و " السير " 13/212 .
168" تذكرة الحفاظ " 2/592 .
169 " تاريخ دمشق " لابن عساكر 22/198 .
170 أنظر : " سير أعلام النبلاء " 13/213 .
171 أنظر : " وفيات الأعيان " 2/404 , و " سير أعلام النبلاء " 13/213 .
172 أنظر : " طبقات السبكي " 2/295 , و " تاريخ دمشق " 22/199 , و " سير أعلام النبلاء " 13/216 .
173 أنظر : " تاريخ بغداد " 9/57 , و " سير أعلام النبلاء " 13/206 و " تهذيب الكمال " 1/169 .
174 أنظر : " تهذيب الكمال " 1/169 , و " سير أعلام النبلاء " 13/215 .
175 " تهذيب التهذيب " 4/172 .
176 " تهذيب الكمال " 1/170 , و " تاريخ دمشق " لابن عساكر 22/197 .
177" سير أعلام النبلاء " 13/221 .








































































الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
 
سير أعلام السلف " الإمام أبو داوود ـ رحمه الله ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سير أعلام السلف " الإمام ابن ماجه ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام الترمذي ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام النسائي ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ :: كتابات وأبحاث مشرف الدعوة بالفرع :: السير والتراجم :: سير أعلام اسلف " الإمام أبو داوود ـ رحمه الله ـ "-
انتقل الى: