موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
مرحبا بكم في منتدي فرع الجمعية الشرعية بقرية
البطاخ التابع لمحافظة سوهاج
يسعدنا انضمامكم لنا عبرسجيلكم فى المنتدى
منتدى فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ
مع تحيات مدير المنتدى
مشرف الدعوة بالفرع
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
مرحبا بكم في منتدي فرع الجمعية الشرعية بقرية
البطاخ التابع لمحافظة سوهاج
يسعدنا انضمامكم لنا عبرسجيلكم فى المنتدى
منتدى فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ
مع تحيات مدير المنتدى
مشرف الدعوة بالفرع
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ هو أحد فروع الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية بمحافظة سوهاج
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا بكم فى منتدي فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ ساهموا فى نشر موقعنا
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
صلي الله على محمد صلي الله عليه وسلم
اللهم أعنا على رضاك حتى ترضي رضاءاً ليس بعده سخط ولا غضب
جميع حقوق الطبع والنشر والتوزيع والتصوير لأي كتاب موجود في المنتدي متااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااح بشرط دعوة صالحة بظهر الغيب
أرجو من كل من استفاد أو تعلم شيئاً من المنتدي أن لا ينسانا من صالح دعائه
نعدكم بإذن الله في كل زيارة لنا بالجديد وبالمفيد
بشري سارة لكل طلاب العلم : تم افتتاح ركن في منتدي فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ للإجازات الشرعية المسندة لكل الراغبين في إجازة علمية بالسند مجاناً
هاااااااام جدا لمن لا يعلم :قد تظهر إعلانات على المنتدي بها صور نساء وهي لا تخص المنتدي بل هي تابعة لشركة جوجل ولا يمكن وقفها .

 

 سير أعلام السلف " الحسن البصري ـ رحمه الله ـ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

سير أعلام السلف " الحسن البصري ـ رحمه الله ـ Empty
مُساهمةموضوع: سير أعلام السلف " الحسن البصري ـ رحمه الله ـ   سير أعلام السلف " الحسن البصري ـ رحمه الله ـ I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 27, 2013 5:50 pm

الحسن البصري
( 21 - 110 هـ = 642 - 728 مـ )
علم من أعلام هذه الأمة المباركة ، ورمز من رموزها ، وإنه لفخر لأي أمة من الأمم يوجد بها مثل هذا الرجل أن تفخر به .
هو : من كان يشبه كلامه كلام الأنبياء .
رجل إذا ذكر الزهد قرن به .
وإذا ذكر الخوف والخشية من الله تعالى ذكر به .
وإذا ذكر العباد كان هو في مقدمتهم .
وإذا ذكر الجهاد كان هو في طليعتهم .
هو : كما قال عنه أبى نعيم في " الحلية " : حليف الخوف والحزن أليف الهم والشجن ، عديم النوم والوسن , أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن .
الفقيه الزاهد ، المتشمر العابد ، كان لفضول الدنيا وزينتها نابذاً ، ولشهوة النفس ونخوتها واقذاً.
إنه الإمام " الحسن البصري " , رحمه الله تعالى رحمه واسعة , وأدخله فسيح جناته .
نحن ـ أخي القارئ ـ اليوم مع هذا الرجل الفريد .
نقلب صفحات سيرته العطرة ، لكي نتعرف عليه عن قرب .
وإنه لشرف لأي كاتب أن يضع في كتابه سيره هذه الرجل .
بل أقول : إنه لشرف أن يذكر اسمه فقط .
أسأل الله تعالى أن يحشرنا في زمرته ، وأن يملأ قلوبنا بحب هؤلاء الرجال الأطهار الأبرار ـ فهذا من دواعي تصنيف هذا الكتاب كما سبق وأشرنا في المقدمة ـ إنه ولي ذلك والقادر عليه .
   
شئ من سيرته ـ رحمه الله ـ
هو : الحسن بن يسار , وشهرته " الحسن البصري " ، وكان يلقب بأبي سعيد .
أبوه : كان مولي لزيد بن ثابت ـ  ـ ، وكان يسكن المدينة ، فأعتق وتزوج بها في خلافة عمر، فولد له بها الحسن ـ رحمة الله ـ لسنتين بقيتا من خلافة عمر .
أمه : اسمها " خيرة " وكانت جارية أم المؤمنين " أم سلمة " رضي الله عنها ، وكانت " خيرة " حبيبة إلى قلب أم المؤمنين .
حيث كانت أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ تبعث أم الحسن في الحاجة فيبكي وهو طفل , فتسكته أم سلمة بثديها ، أي : ترضعه .1
وبذلك أصبحت أم المؤمنين أم سلمة أما للحسن من جهتين :
فهي أمه بوصفه أحد المؤمنين . . .
وهي أمه من الرضاع أيضاً . . . .
و كانت ـ رضي الله عنها ـ تخرجه إلى أصحاب رسول الله  وهو صغير، وكانت أمه منقطعة إليها، فكانوا يدعون له .
فأي شرف ، وأي كرامة حظي بها الحسن البصري ـ رحمه الله ـ من إرضاع أم سلمة زوج النبي  له، أو من دعوة الصحابة  ، أو من نشأته في حجر زوجة من زوجات النبي  .
وهكذا ظل الحسن البصري يتقلب في هذا الأجواء العطرة بطيوب النبوة .
فهو يتنقل بين بيوت أمهات المؤمنين , فيتخلق بأخلاق صاحباتها جميعاً .
وبين بيوت الصحابة فيهتدي بهديهم , ويتتلمذ علي أيدي كبار الصحابة في مسجد رسول الله  .
حيث روي الحديث عن عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي موسي الأشعري ، وعبد الله بن عمر . . . .
ولما بلغ الحسن أربعة عشر سنة من عمره ، ودخل في مداخل الرجال انتقل مع أبويه إلي " البصرة " واستقر فيها مع أسرته .
ومن هنا نسب الحسن إلى " البصرة " وعرف بين الناس بالحسن البصري .
ولقد كانت البصرة يوم دخلها الحسن ، قلعة من أكبر قلاع العلم في دولة الإسلام ، وكان مسجدها العظيم ، يموج بمن ارتحل إليها من كبار الصحابة ، وجل التابعين . . .
وكانت حلقات العلم علي اختلاف ألوانها ، تعمر باحات المسجد ومصلاه .
وقد لزم الحسن المسجد ، وانقطع إلي حلقة عبد الله بن عباس " حبر الأمة " ، وأخذ عنه التفسير والحديث والقراءات .
كما أخذ عن وعن غيره الفقة ، واللغة , والأدب , وغيرها وغيرها. . . .
حتى أصبح عالماً فقيهاً ثقة , فأقبل الناس عليه ينهلون من علمه الغزير ، والتفوا حوله ينصتون إلى مواعظه التي اشتهر بها ، والتي تستلين القلوب القاسية ، وتستدر الدموع العاصية .
ولقد انتشر أمر الحسن البصري في البلاد ، وفشا ذكره بين العباد فجعل الخلفاء والأمراء يتساءلون عنه ، ويتتبعون أخباره ـ رحمه الله تعالى ـ .
 وهاهي نبذه مختصرة عن بعض شمائله ـ رحمه الله تعالى ـ.

خطبه ومواعظه ـ رحمه الله ـ
أشتهر الإمام الحسن البصري ـ رحمه الله ـ بمواعظه وكلامه الذي تخشع لسماعه القلوب ، وتذرف له العيون .
حتى قيل أن كلامه يشبه كلام الأنبياء .
ولما لا ، ولقد تربى الحسن البصري ـ رحمه الله تعالي ـ في بيت من بيوت النبوة ، وعلي يد زوجة من زوجات النبي  ، كانت معروفة بالعلم ، وبكثرة الرواية عن الرسول  .
ليس هذا فقط , بل قامت أم المؤمنين " أم سلمة "ـ رضي الله عنهاـ بإرضاعه أكثر من مرة ، حتى قيل أن هذه الفصاحة والعلم التي وصل إليها الحسن بسبب هذا .
وأسوق إليك أخي القارئ بعض من هذه المواعظ التي قدرت علي جمعها للإمام الحسن ، ولقد ذكرت هنا المواعظ والخطب للإمام ، وذكرت في فصل آخر نبذه من كلامه ـ رحمه الله ـ .
أيها الناس استعدوا للرحيل
قال حبيب العابد :
" دخلت البصرة ، فإذا أسواقها مغلقة وسككها خالية ، قلت : يا أهل البصرة أعندكم عيد لا أعرفه ؟ قالوا : لا ، ولكن الحسن البصري في الجامع يعظ الناس .
قال : فبادرت إلى مجلسه ، فوجدته جالساً على مرتفع من الأرض وهو يقول : أيها الناس استعدوا للرحيل ، فلم يبق من الدنيا إلا القيل ، وخذوا أهبة التحويل ، فليس إلى البقاء من سبيل ، أما علمتم أنكم على أشرة المنايا تحملون والى البلاء في دار البلاء عن قريب تسلمون ، وبأعمالكم التي عملتموها تفردون ، وعلى ديان يوم الدين تعرضون ، أمركم بالطاعة فما أطعتم ، ونهاكم عن المعصية فما انتهيتم ، وخوفكم بالنار فما خفتم ، ولا أرعويتم ، وشوقكم إلى الجنة فما اشتقتم ولا اشتهيتم ، فيا ذا الشيبة المؤذنة باقتراب الأجل ، ما انتظارك ؟ ، ويا ذا الشبيبة القادرة على اكتساب العمل ، ما اعتذارك؟ ، ويا أيها المطيع لفيه وهواه ، المضيع في حظه دنياه من أخراه ، المقيم على ذنوبه وخطاياه ، ليت شعري ما عذركم إذا وقفتم بين يده ؟! ، وما حجتكم إذا قدمتم عليه، لقد ضل سعيكم وخاب قصدكم ، فاستغفروا الله العظيم لي ولكم "2
وكتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز
عن عبد الله بن أبي الأسود :
عن الحسن أنه كتب إلى عمر بن عبد العزيز فقال :
" أعلم أن التفكر يدعو إلى الخير ، والعمل به ، والندم على الشر يدعو إلى تركه ، وليس ما يفنى وإن كان كثيراً ، يعدل ما يبقى وإن طلبه عزيزاً ، واحتمال المؤنة المنقطعة التي تعقب الراحة الطويلة ، خير من تعجيل راحة منقطعة ، تعقب مؤنة باقية .
فاحذر هذه الدار الصارعة الخادعة الخاتلة ، التي قد تزينت بخدعها ، وغرت بغرورها ، وقتلت أهلها بأملها ، وتشوفت لخطابها فأصبحت كالعروس المجلوة العيون إليها ناظرة ، والنفوس لها عاشقة ، والقلوب إليها والهة , ولألبابها دامغة ، وهي لأزواجها كلهم قاتلة ، فلا الباقي بالماضي معتبر ، ولا الآخر بما رأى من الأول مزدجر ، ولا اللبيب بكثرة التجارب منتفع ، ولا العارف بالله والمصدق له حين أخبر عنها مدكر ، فأبت القلوب لها إلا حباً , وأبت النفوس بها إلا ضناً ، وما هذا منالها إلا عشقاً ، ومن عشق شيئا لم يعقل غيره ، ومات في طلبه ، أو يظفر به ، فهما عاشقان طالبان لها فعاشق قد ظفر بها ، واغتر وطغى ونسي بها المبدأ والمعاد ، فشغل بها لبه ، وذهل فيها عقله ، حتى زلت عنها قدمه ، وجاءته أسر ما كانت له منيته ، فعظمت ندامته وكسرت حسرته ، واشتدت كربته ، مع ما عالج من سكرته ، واجتمعت عليه سكرات الموت بألمه ، وحسرة الموت بغصته ، غير موصوف ما نزل به وآخر مات قبل أن يظفر منها بحاجته ، فذهب بكربه وغمه لم يدرك منها ما طلب ، ولم يرح نفسه من التعب والنصب ، خرجاً جميعاً بغير زاد ، وقدما على غير مهاد ، فاحذرها الحذر كله ، فإنها مثل الحية ، لين مسها ، وسمها يقتل ، فاعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها ، وضع عنك همومها لما عاينت من فجائعها ، وأيقنت به من فراقها ، وشدد ما اشتد منها ، لرخاء ما يصيبك ، وكن أسر ما تكون فيها ، احذر ما تكون لها ، فإن صاحبها كلما اطمأن فيها إلى سرور له ، أشخصته عنها بمكروه ، وكلما ظفر بشيء منها وثنى رجلاً عليه ، انقلبت به ، فالسار فيها غار ، والنافع فيها غداً ضار ، صل الرخاء فيها بالبلاء ، وجعل البقاء فيها إلى فناء ، سرورها مشوب بالحزن وآخر الحياة فيها الضعف والوهن ، فانظر إليها نظر الزاهد المفارق ، ولا تنظر نظر العاشق الوامق ، واعلم أنها تزيل الثاوي الساكن ، وتفجع المغرور الآمن ، لا يرجع ما تولى منها فادبر ، ولا يدرى ما هو آت فيها ، فينتظر فاحذرها ، فإن أمانيها كاذبة ، وإن آمالها باطلة ، عيشها نكد ، وصفوها كدر وأنت منها على خطر ، إما نعمة زائلة وإما بلية نازلة ، وإما مصيبة موجعة وإما منية قاضية ، فلقد كدت عليه المعيشة إن عقل ، وهو من النعماء على خطر ، ومن البلوى على حذر ، ومن المنايا على يقين .
فلو كان الخالق تعالى لم يخبر عنها بخبر ، ولم يضرب لها مثلاً ، ولم يأمر فيها بزهد ، لكانت الدار قد أيقظت النائم ، ونبهت الغافل ، فكيف وقد جاء من الله تعالى عنها زاجر وفيها واعظ ، فما لها عند الله عز وجل قدر ، ولا لها عند الله تعالى وزن من الصغر ، ولا تزن عند الله تعالى مقدار حصاة من الحصا ، ولا مقدار ثراه في جميع الثرى ، ولا خلق خلقاً فيما بلغت أبغض إليه من الدنيا ، ولا نظر إليها منذ خلقها ، مقتاً لها ، ولقد عرضت على نبينا  بمفاتيحها وخزائنها ولم ينقصه ذلك عنده جناح بعوضة ، فأبى أن يقبلها ، وما منعه من القبول لها ولا ينقصه عند الله تعالى شيء ، إلا أنه علم أن الله تعالى أبغض شيئاً ، فأبغضه وصغر شيئاً فصغره ، ووضع شيئاً فوضعه ، ولو قبلها كان الدليل على حبه إياها قبولها ، ولكنه كره أن يحب ما أبغض خالقه ، وأن يرفع ما وضع مليكه ولو لم يدله صغر هذه الدار ، إلا أن الله تعالى حقرها أن يجعل خيرها ثوابا للمطيعين ، وأن يجعل عقوبتها عذابا للعاصين " .3
إن لأهل التقوى علامات
عن عبد المؤمن بن عبيد الله :
عن الحسن قال : " يا ابن آدم ، عملك عملك ، فإنما هو لحمك ودمك ، فانظر على أي حال تلقى عملك ، إن لأهل التقوى علامات ، يعرفون بها ، صدق الحديث ، ووفاء بالعهد ، وصلة الرحم ، ورحمة الضعفاء ، وقلة الفخر والخيلاء ، وبذل المعروف ، وقلة المباهاة للناس ، وحسن الخلق ، وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله .
يا ابن آدم ، إنك ناظر إلى عملك يوزن خيره وشره ، فلا تحقرن من الخير شيئاً ، وإن هو صغر ، فإنك إذ رأيته سرك مكانه ، ولا تحقرن من الشر شيئاً ، فإنك إذا رأيته ساءك مكانه ، رحم الله رجلا كسب طيباً , وأنفق قصداً ، وقدم فضلاً ليوم فقره وفاقته ، هيهات ، هيهات ، ذهبت الدنيا بحال بالها ، وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم ، أنتم تسوقون الناس ، والساعة تسوقكم ، وقد أسرع بخياركم ، فماذا تنتظرون ، والمعاينة فكأن قد ، إنه لا كتاب بعد كتابكم ، ولا نبي بعد نبيكم ، يا ابن آدم ، بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً ، ولا تبيعن آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا "4
عن أبو عبيدة سعيد بن رزين قال :
سمعت الحسن يعظ أصحابه يقول : " إن الدنيا دار عمل من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها سعد بها , ونفعته صحبتها , ومن صحبها على الرغبة فيها , والمحبة لها , شقي بها , وأجحف بحظه من الله عز وجل , ثم أسلمته إلى ما لا صبر له عليه , ولا طاقة له به من عذاب الله , فأمرها صغير , ومتاعها قليل , والفناء عليها مكتوب والله تعالى ولى ميراثها , وأهلها محولون عنها إلى منازل لا تبلى ولا يغيرها طول الثواء , منها يخرجون , فاحذروا ولا قوة إلا بالله ذلك الموطن , وأكثروا ذكر ذلك المفلت , واقطع يا ابن آدم من الدنيا أكثر همك , أو لتقطعن حبالها بك فينقطع ذكر ما خلقت له من نفسك ويزيغ عن الحق قلبك , وتميل إلى الدنيا فترديك , وتلك منازل سوء بين ضرها منقطع نفعها مفضية , والله بأهلها إلى ندامة طويلة وعذاب شديد , فلا تكونن يا ابن آدم مغتراً , ولا تأمن ما لم يأتك الأمان منه , فإن الهول الأعظم , ومفظعات الأمور أمامك لم تخلص منها حتى الآن , ولا بد من ذلك المسلك , وحضور تلك الأمور , إما يعافيك من شرها وينجيك من أهوالها , وإما الهلكة , وهي منازل شديدة مخوفة محذورة مفزعة للقلوب , فلذلك فاعدد , ومن شرها فاهرب , ولا يلهينك المتاع القليل الفاني , ولا تربص بنفسك فهي سريعة الانتقاص من عمرك , فبادر أجلك , ولا تقل غداً غداً , فإنك لا تدري متى إلى الله تصير .
واعلموا أن الناس أصبحوا جادين في زينة الدنيا , يضربون في كل غمرة , وكل معجب بما هو فيه راض به حريص على أن يزداد منه , فما لم يكن من ذلك لله عز وجل وفي طاعة الله فقد خسر أهله وضاع سعيه , وما كان من ذلك في الله وفي طاعة الله فقد أصاب أهله به وجه أمرهم , ووفقوا فيه بحظهم , عندهم كتاب الله وعهده وذكر ما مضى , وذكر ما بقى , والخبر عمن وراءهم , كذلك أمر الله اليوم , وقبل ذلك أمره فيمن مضى , لأن حجة الله بالغة , والعذر بارز , وكل مواف الله , ولما عمل ثم يكون القضاء من الله في عباده على أحد أمرين :
فمقضي له رحمته وثوابه , فيا لها نعمة وكرامة , ومقضي له سخطه وعقوبته , فيالها حسرة وندامة , ولكن حق على من جاءه البيان من الله بأن هذا أمره , وهو واقع أن يصغر في عينه ما هو عند الله صغير , وأن يعظم في نفسه ما هو عند الله عظيم , أو ليس ما ذكر الله من الكراهة لأهلها فيما بعد الموت والهوان ما يطيب نفس امرىء عن عيشة دنياه , فإنها قد أذنت بزوال لا يدوم نعيمها , ولا يؤمن فجائعها , يبلى جديدها , ويسقم صحيحها , ويفتقر غنيها , ميالة بأهلها لعابة بهم على كل حال , ففيها عبرة لمن اعتبر وبيان فعلي منتظر !
يا ابن آدم أنت اليوم في دار هي لافظتك , وكأن قد بدا لك أمرها فإلى الصرام ما يكون سريعاً , ثم يفضي بأهلها إلى أشد الأمور وأعظمها خطراً , فاتق الله يا ابن آدم , وليكن سعيك في دنياك لآخرتك , فإنه ليس لك من دنياك شيء , إلا ما صدرت أمامك , فلا تدخرن عن نفسك مالك , ولا تتبع نفسك ما قد علمت أنك تاركه خلفك , ولكن تزود لبعد الشقة , واعدد العدة أيام حياتك وطول مقامك , قبل أن ينزل بك من قضاء الله ما هو نازل , فيحول دون الذي تريد .
فإذا أنت يا ابن آدم قد ندمت حيث لا تغني الندامة عنك , ارفض الدنيا , ولتسخُ بها نفسك , ودع منها الفضل فإنك إذا فعلت ذلك أصبت أربح الأثمان من نعيم لا يزول , ونجوت من عذاب شديد ليس لأهله راحة ولا فترة .
فاكدح لما خلقت له قبل أن تفرق بك الأمور , فيشق عليك اجتماعها , صاحب الدنيا بجسدك , وفارقها بقلبك , ولينفعك ما قد رأيت مما قد سلف بين يديك من العمر , وحال بين أهل الدنيا وبين ما هم فيه , فإنه عن قليل فناؤه , ومخوف وباله , وليزدك إعجاب أهلها بها زهداً فيها , وحذراً منها , فإن الصالحين كذلك كانوا .
واعلم يا ابن آدم أنك تطلب أمراً عظيما لا يقصر فيه إلا المحروم الهالك ، فلا تركب الغرور وأنت ترى سبيله ، ولا تدع حظك وقد عرض عليك وأنت مسئول ومقول لك ، فأخلص عملك ، وإذا أصبحت فانتظر الموت ، وإذا أمسيت فكن على ذلك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله " .5
   
من روائع كلامه ـ رحمه الله ـ
ترك لنا الإمام الحسن البصري ـ رحمه الله ـ روائع من الكلام والأقوال ، والتي تدل علي فصاحته وعلمه ـ رحمه الله ـ .
حتى قيل : أن كلامه يشبه كلام الأنبياء , وذلك لما وصل إليه الحسن من قوة البيان ، وجزالة الألفاظ .
وقيل أيضاً : " كان الحسن يتكلم بكلام كأنه الدر، فتكلم قوم من بعده بكلام يخرج من أفواههم كأنه القئ "6
فهيا بنا نقتطف بعض من تلك الأزهار اليانعة ، من بستان كلام الإمام الحسن البصري ـ رحمه الله ـ كما أوردها أبي نعيم في كتابه : " الحلية " ، والله المستعان .
عن حوشب :
عن الحسن قال : " يا ابن آدم ، والله إن قرأت القرآن , ثم آمنت به، ليطولن في الدنيا حزنك ، وليشتدن في الدنيا خوفك ، وليكثرن في الدنيا بكاؤك "7
عن عمران القصير قال :
سألت الحسن عن شئ فقلت: إن الفقهاء يقولون كذا وكذا، فقال : " وهل رأيت فقيهاً بعينك ؟! , إنما الفقيه: الزاهد في الدنيا ، البصير بدينه ، المداوم على عبادة ربه " . 8
وعن حزم بن أبي حزم قال :
سمعت الحسن يقول :" بئس الرفيقان :الدينار والدرهم ، لا ينفعانك حتى يفارقاك " . 9
وعن الحسن قال : " أهينوا الدنيا ، فوالله لأهنأ ما تكون إذا أهنتموها " .10
وكان الحسن يقول : " اصحب الناس بما شئت أن تصحبهم ، فإنهم سيصحبونك بمثله " .11
وعن صالح المري :
عن الحسن قال : " ابن آدم ، إنما أنت أيام ، كلما ذهب يوم ، ذهب بعضك " . 12
وعن مبارك بن فضالة قال :
سمعت الحسن يقول : " فضح الموت الدنيا ، فلم يترك فيها لذي لب فرحاً " . 13
وعن الحسن قال : " ابن آدم ، السكين تحد ، والكبش يعلف ، والتنور يسجر " .14
وعن طلحة بن صبيح :
عن الحسن قال : " المؤمن من علم أن ما قال الله كما قال ، والمؤمن أحسن الناس عملاً ، وأشد الناس وجلاً ، فلو أنفق جبلاً من مال , ما أمن دون أن يعاين ، لا يزداد صلاحاً وبراً , إلا ازداد فرقاً والمنافق يقول : سواد الناس كثير , وسيغفر لي , ولا بأس علي ، فيسئ العمل , ويتمنى على الله " .15
وقام المغيرة بن مخادش ذات يوم إلى الحسن فقال : كيف نصنع بأقوام يخوفننا ، حتى تكاد قلوبنا تطير ؟ , فقال الحسن : " والله لئن تصحب أقواماً يخوفونك حتى يدركك أمن،خير من أن تصحب أقواماً يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف " . 16
وسأله رجل فقال له : يا أبا سعيد ما الإيمان ؟ .
قال : " الصبر، والسماحة " .
فقال رجل : يا أبا سعيد ما الصبر والسماحة ؟
قال : " الصبر عن معصية الله ، والسماحة بأداء فرائض الله " 17
عن عمران بن خالد قال :
قال الحسن : " إن المؤمن يصبح حزيناً ويمسي حزيناً , ولا يسعه غير ذلك , لأنه بين مخافتين , بين ذنب قد مضى لا يدري ما الله يصنع فيه, وبين أجل قد بقي لا يدري ما يصيب فيه من المهالك "18
عن العوام بن حوشب قال :
سمعت الحسن يقول : " من كانت له أربع خلال حرمه الله على النار , وأعاذه من الشيطان : من يملك نفسه عند الرغبة , والرهبة وعند الشهوة , وعند الغضب " .19
وعن حوشب بن مسلم قال :
سمعت الحسن يقول : " أما والله لئن تدقدقت بهم الهماليج , ووطئت الرجال أعقابهم , إن ذل المعاصي لفي قلوبهم , ولقد أبى الله أن يعصيه عبد إلا أذله " . 20
عن عبد الحميد الزيادي :
عن الحسن البصري ـ رحمه الله ـ قال : " إن لله عز وجل عباداً كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين , وكمن رأى أهل النار في النار مخلدين , قلوبهم محزونة , وشرورهم مأمونة , حوائجهم خفيفة , وأنفسهم عفيفة , صبروا أياماً قصاراً تعقب راحة طويلة , أما الليل فمصافة أقدامهم , تسيل دموعهم على خدودهم , يجأرون إلى ربهم ربنا ربنا , وأما النهار فحلماء علماء بررة أتقياء , كأنهم القداح , ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى , وما بالقوم من مرض أو خولطوا ولقد خالط القوم من ذكر الآخرة أمر عظيم " .21
عن صالح بن رستم قال :
سمعت الحسن يقول : " رحم الله رجلاً لم يغره كثرة ما يرى من كثرة الناس , ابن آدم إنك تموت وحدك , وتدخل القبر وحدك , وتبعث وحدك , وتحاسب وحدك , ابن آدم وأنت المعنى , وإياك يراد " . 22
عن أبو داود المبارك بن فضالة قال :
سمعت الحسن يقول : " ابن آدم طأ الأرض بقدمك , فإنها عن قليل قبرك , إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك"
عن أبو عبيدة الناجي :
أنه سمع الحسن يقول : " يا بن آدم ! إنك لا تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك , وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب من نفسك فتصلحه , فإذا فعلت ذلك لم تصلح عيباً إلا وجدت عيباً آخر لم تصلحه , فإذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصة نفسك , وأحب العباد إلى الله تعالى من كان كذلك " .
عن زكريا :
عن الحسن قال : " إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني , وإنما الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل " .
عن يونس :
عن الحسن قال : " الصلاة إذا لم تنه عن الفحشاء والمنكر لم تزد صاحبها إلا بعداً " .
وعن عقبة بن خالد العبدي قال :
قال الحسن : " إن القلوب تموت وتحيا , فإذا هي ماتت فاحملوها على الفرائض , فإذا هي أحييت فأدبوها بالتطوع " .
   
جهاده وشجاعته ـ رحمه الله ـ
لم يشتهر الإمام الحسن البصري بعلمه وبزهده فقط ، بل اشتهر أيضاً بشجاعته وجهاده ضد الطغاة والظالمين ، فكان ـ رحمه الله ـ لا يستحي أن يجهر بكلمة الحق في وجه أي ظالم مهما كانت قوته ، مما عرضه ـ رحمه الله ـ لكثير من الأذى والاضطهاد ممن صدع بالحق في وجوههم ، وحتى كاد أن يقتل بسبب جرأته في قول الحق ضد الطغاة , فكان ـ رحمه الله ـ بحق لا يخشى في الله لومة لائم .
وعلي رأس هؤلاء الطغاة الذين وقف ضدهم الإمام الحسن البصري : " الحجاج بن يوسف الثقفي " .
فلما ولي الحجاج بن يوسف الثقفي العراق , وطغى في ولايته وتجبّر, كان الحسن البصري أحد الرجال القلائل الذين تصدوا لطغيانه , وجهروا بين الناس بسوء أفعاله , وصدعوا بكلمة الحق في وجهه, من ذلك :
أن الحجاج بنى لنفسه بناء في " واسط ", فلما فرغ منه نادى في الناس أن يخرجوا للفرجة عليه والدعاء له بالبركة .
فلم يشأ الحسن أن يفوّت على نفسه فرصة اجتماع الناس هذه, فخرج إليهم ليعظهم ويذكّرهم ويزهدهم بعرض الدنيا , ويرغبهم بما عند الله عز وجل .
ولما بلغ المكان , ونظر إلى جموع الناس وهي تطوف بالقصر المنيف , مأخوذة بروعة بنائه , مدهوشة بسعة أرجائه , مشدودة إلى براعة زخارفه , وقف فيهم خطيباً , وكان في جملة ما قاله :
لقد نظرنا فيما ابتنى أخبث الأخبثين , فوجدنا أن فرعون شيد أعظم مما شيّد , وبنى أعلى مما بنى , ثم أهلك الله فرعون وأتى على ما بنى وشيّد.
ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه , وأن أهل الأرض قد غرّوه . .
ومضى يتدفق على هذا المنوال حتى أشفق عليه أحد السامعين من نقمة الحجاج فقال له : حسبك يا أبا سعيد . . , حسبك .
فقال له الحسن : لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليبيننه للناس ولا يكتمونه .23
 وموقف آخر تعرض فيه الحسن لأن يصدع بكلمة الحق ، دون خوف ولا وجل .
فلما ولي " عمر بن هبيرة الفزاري " العراق , وأضيفت إليه خراسان ، وذلك في أيام : " يزيد بن عبد الملك " ، استدعى الحسن البصري ومحمد بن سيرين والشعبي , وذلك في سنة ثلاث ومائة .
فقال لهم : إن يزيد خليفة الله استخلفه على عباده ، وأخذ عليهم الميثاق بطاعته ، وأخذ عهدنا بالسمع والطاعة ، وقد ولاني ما ترون فيكتب إلي بالأمر من أمره , فأقلده ما تقلده من ذلك الأمر ، فما ترون ؟
فقال ابن سيرين والشعبي قولاً فيه تقية ـ غامض ـ .
فقال ابن هبيرة : ما تقول يا حسن .
فقال : يا ابن هبيرة خف الله في يزيد , ولا تخف يزيد في الله ، إن الله يمنعك من يزيد ، وإن يزيد لا يمنعك من الله ، وأوشك أن يبعث إليك ملكاً فيزيلك عن سريرك , ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ، ثم لا ينجيك إلا عملك .
يا ابن هبيرة ! إن تعص الله , فإنما جعل الله هذا السلطان ناصراً لدين الله وعباده , فلا تركبن دين الله وعباده بسلطان الله ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
فأجازهم ابن هبيرة , وأضعف جائزة الحسن , فقال الشعبي لابن سيرين : سفسفنا له فسفسف لنا .24
 وموقف آخر :
خرج الحسن من عند ابن هبيرة , فإذا هو بالقراء على الباب , فقال : ما يجلسكم ها هنا ؟!
تريدون الدخول على هؤلاء الخبثاء ، أما والله ما مجالستهم مجالسة الأبرار ، تفرقوا فرق الله بين أرواحكم وأجسادكم ، قد فرطحتم نعالكم ، وشمرتم ثيابكم ، وجززتم شعوركم ، فضحتم القراء فضحكم الله .
والله لو زهدتم فيما عندهم ، لرغبوا فيما عندكم ، ولكنكم رغبتم فيما عندهم ، فزهدوا فيكم ، أبعد الله من أبعد .30
   
من كراماته ـ رحمه الله ـ
لما قال الحسن البصري ما قال للحجاج بن يوسف الثقفي ، في اليوم التالي دخل الحجاج إلى مجلسه , وهو يتميز من الغيظ , وقال لجلاسه : تباً لكم وسحقا , يقوم عبد من عبيد أهل البصرة , ويقول فينا ما يشاء أن يقول , ثم لا يجد فيكم من يردّه , أو ينكر عليه , والله لأسقينّكم من دمه يا معشر الجبناء .
ثم أمر بالسيف والنطع فأحضرا , ودعا بالجلاد فمثل واقفا بين يديه , ثم وجه إلى الحسن البصري بعض شرطة , وأمرهم أن يأتوا به .
وما هو إلا قليل حتى حضر الحسن , فشخصت إليه الأبصار ووجفت عليه القلوب , فلما رأى الحسن السيف والنطع والجلاد حرّك شفتيه , ثم أقبل على الحجاج , وعليه جلال المؤمن وعزة المسلم ووقار الداعية إلى الله .
فلما رآه الحجاج على حاله هذا هابه أشد الهيبة وقال له : هاهنا يا أبا سعيد . . هاهنا . .
ثم ما زال يوسع له ويقول : هاهنا . . والناس ينظرون إليه فيدهشه واستغراب حتى أجلسه على فراشه .
ولما أخذ الحسن مجلسه التفت إليه الحجاج وجعل يسأله عن بعض أمور الدين , والحسن يجيبه كل مسألة بجنان ثابت , وبيان ساحر وعلم واسع .
فقال له الحجاج : أنت سيّد العلماء يا أبا سعيد , ثم دعا بغالية وطيّب له بها لحيته وودعه .
ولما خرج الحسن من عنده تبعه حاجب الحجاج وقال له : يا أبا سعيد لقد دعاك الحجاج بغير ما فعل بك , واني رأيتك عندما أقبلت ورأيت السيف والنطع فحرّكت شفتيك , فماذا قلت ؟ .
فقال الحسن : لقد قلت : يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي , اجعل نقمته برداً وسلاماً علي كما جعلت النار برداً وسلاما على إبراهيم.26
وذكر الإمام ابن أبي الدنيا كرامة أخرى للإمام الحسن فقال:
حدثني عصام بن زيد قال : كان رجل من الخوارج يغشى مجلس الحسن فيؤذيهم , فقيل للحسن : يا أبا سعيد ألا تكلم الأمير حتى يصرفه عنا ؟ قال : فسكت عنهم .
قال : فأقبل ذات يوم و الحسن جالس مع أصحابه , فلما رآه قال : " اللهم قد علمت أذاه لنا فاكفناه بما شئت " .
قال : فخر الرجل والله من قامته , فما حل إلى أهله إلا ميتاً على سرير .
فكان الحسن إذا ذكره بكى وقال الناس : ما كان أغره بالله . 27

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

سير أعلام السلف " الحسن البصري ـ رحمه الله ـ Empty
مُساهمةموضوع: سير أعلام السلف " الحسن البصري ـ رحمه الله ـ   سير أعلام السلف " الحسن البصري ـ رحمه الله ـ I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 27, 2013 5:52 pm

[font=Times New Roman]oman]t]
عبادته ـ رحمه الله ـ
عرف الإمام الحسن البصري ـ رحمه الله ـ بكثرة العبادة والاجتهاد في الطاعة ، خاصة قيام الليل ، فلقد جاءه معاوية بن قرة فسأله عن أشد العبادة . فدار بينهما هذا الحوار .
عن معاوية بن قرة قال :
أتينا الحسن فسألناه : أي العبادة أشد ؟ .
قال : فقال قائل منا : أشد العبادة الجهاد في سبيل الله .
وقال قائل : أشد العبادة الصلاة .
وقال قائل : أشد العبادة الزكاة .
وقال قائل : الصيام .
قال : فقلت بيني وبين نفسي لأكلمنه , قال : قلت : يا أبا سعيد إني لم أجد من العبادة أشد من الورع .
فقال : لا أبا لك , فهل ينتفع بشيء من هذا إلا بالورع .
قال : فقال الحسن : إني لم أجد من العبادة شيئا أشد من الصلاة في جوف هذا الليل .28  
 وقال السري بن يحيى :
" كان الحسن يصوم البيض، وأشهر الحرم، والاثنين والخميس" 29  
 ولقد كان ـ رحمه الله ـ لا يفارق المسجد ، حتى أصبحت له سيماً واضحة ، يعرفه بها الناس .
 عن الأشعث بن سوار قال :
أردت أن أقدم البصرة لألقى الحسن، فأتيت الشعبي فسألته.
فقلت: يا أبا عمرو إني أريد أن آتي البصرة ، قال : وما تصنع بالبصرة ؟
قلت : أريد أن ألقى الحسن فصفه لي ، قال : نعم ، أنا أصفه لك : إذا دخلت البصرة ، فادخل مسجد البصرة ، فارم ببصرك ، فإذا رأيت في المسجد رجلاً ليس في المسجد مثله ، أولم تر مثله ، فهو الحسن .
قال الأشعث : فأتيت مسجد البصرة ، فما سألت عن الحسن أحداً حتى جلست إليه بنعت الشعبي " .30  
ونلاحظ من خلال هذه الواقعة أن الحسن البصري من كثره مكوثه في المسجد ، ظهرت عليه علامات تميزه عن غيره ، ومما يدل علي ذلك قول الشعبي : فإذا دخلت المسجد فارم ببصرك ، فإذا رأيت رجلاً ليس في المسجد مثله فهو الحسن .
فانظر أخي القارئ :
إلى المنزلة التي بلغها الإمام الحسن ـ رحمه الله ـ من العبادة والطاعة والتقرب إلى الله عز وجل ، حتى أنه لا يوجد من يشبه في المسجد في صفته وسمته من العبادة والاجتهاد .
      
خوفه وخشيته من الله عز وجل
كان الإمام الحسن البصري ـ رحمه الله تعالى ـ  كثير البكاء , شديد الخوف والخشية من الله عز وجل .
حتى قيل عنه : أنه حين كان يخرج إلى الناس , كأنه قد عاين الآخرة ، فيخبر الناس عنها .
وقال إبراهيم بن عيسى اليشكري :
" ما رأيت أحدا أطول حزناً من الحسن ، ما رأيته إلا حسبته حديث عهد بمصيبة " .31  .
  وعن علقمة بن مرثد قال :
 " وأما الحسن فما رأينا أحدا أطول حزناً منه ، ما كنا نراه إلا حديث عهد بمصيبة .
 وسمعته يقول : نضحك , ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا وقال : لا أقبل منكم شيئاً .
  ويحك يا ابن آدم ، هل لك بمحاربة الله - يعني قوة - والله لقد رأيت أقواماً كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه ، ولقد رأيت أقواما يمسي أحدهم ولا يجد عنده إلا قوتاُ , فيقول : لا أجعل هذا كله في بطني ، فيتصدق ببعضه , ولعله أجوع إليه ممن يتصدق به عليه " .32  
وعن حمزة الأعمى قال :
"  ذهبت بي أمي إلى الحسن ، فقالت : يا أبا سعيد ، ابني هذا قد أحببت أن يلزمك ، فلعل الله أن ينفعه بك.
قال : فكنت أختلف إليه ، فقال لي يوماً : يا بني أدم الحزن على خير الآخرة ، لعله أن يوصلك إليه ، وابك في ساعات الخلوة , لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك ، فتكون من الفائزين .
قال : وكنت أدخل عليه منزله وهو يبكي ، وآتيه مع الناس وهو يبكي ، وربما جئت وهو يصلي ، فأسمع بكاءه ونحيبه ، قال : فقلت له يوماً : يا أبا سعيد ، إنك لتكثر من البكاء .
قال : فبكى ، ثم قال : يا بني ، فما يصنع المؤمن إذا لم يبك ، يا بني ، إن البكاء داع إلى الرحمة , فإن استطعت أن لا تكون عمرك إلا باكياً فافعل ، لعله يراك على حالة فيرحمك بها ، فإذا أنتقد نجوت من النار " .33  
عن مالك بن دينار قال :
دخلت مع الحسن السوق ، فمر بالعطارين ، فوجد تلك الرائحة ، فبكى , ثم بكى ، ثم بكى ، حتى خفت أن يغشى عليه .
ثم قال لي : يا مالك ، والله ما هو إلا حلول القرار من الدارين جميعاً ، الجنة أو النار ، ليس هناك منزل ثالث ، من أخطأته - والله - الرحمة صار إلى عذاب الله .
قال : ثم جعل يبكي , فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيراً حتى مات " . 34  
  عن صالح بن حسان قال :
  " أمسى الحسن صائماً , فجئناه بطعام عند إفطاره , قال : فلما قرب إليه , قال : عرضت له هذه الآية : { إن لدينا انكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما } ,  قال : فقلصت يده عنه , فقال ارفعوه , فرفعناه , قال : فأصبح صائماً , فلما أراد أن يفطر ذكر الآية ففعل ذلك أيضا .
  فلما كان اليوم الثالث انطلق ابنه إلى ثابت البناني ويحيي البكاء وأناس من أصحاب الحسن , فقال : أدركوا أبي , فانه لم يذق طعاما منذ ثلاثة أيام , كلما قربنا إليه ذكر هذه الآية : { إن لدينا انكالا وجحيما } ، فقرأها , قال : فأتوه , فلم يزالوا به حتى اسقوه شربة من سويق " . 35  
وذكر أبو مروان بشر الرحال :
عن الحسن قال : " يحق لمن يعلم أن الموت مورده , وأن الساعة موعده , وأن القيام بين يدي الله تعالى مشهده ,  أن يطول حزنه " 36  
وعن حميد قال :
" بينما الحسن في يوم من رجب في المسجد وهو يمص ماء ويمجه , تنفس تنفساً شديداً , ثم بكى حتى ارتعدت منكباه , ثم قال : لو أن بالقلوب حياة , لو أن بالقلوب صلاحاً , لأبكيتكم من ليلة صبيحتها يوم القيامة , إن ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر فيه من عورة بادية , ولا عين باكية من يوم القيامة " . 42  
  وحكيم بن جعفر قال :
قال لي مسمع: "  لو رأيت الحسن لقلت قد بث عليه حزن الخلائق من طول تلك الدمعة , وكثرة ذلك النشيج " .
وعن يزيد بن حوشب :
"  ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز , كأن النار لم تخلق إلا لهما " .
وعن حفص بن عمر قال : " بكى الحسن . فقيل له ما يبكيك ؟ فقال : أخاف أن يطرحني غدا في النار ولا يبالي " .38  
عن أسماء بن عبيدة قال :
" جالست الحسن في مجلسه ، وجالسته خالياً ، وجالسته في الجماعة ، فما رأيته يرغب في الدنيا قط ، وما رأيته ضاحكاً قط إلا متبسماً , غير يوم واحد , فأنه جاء رجل فقال : يا أبا سعيد إن امرأتي طلبت أن أكسوها خماراً من قز ، وأنا أكره أن أكسوها القز، فأعطيتها ثمنه , فقال الحسن: تكره أن تكسوها وتعطيها ثمنه ! وضحك " .39    

زهده ـ رحمه الله ـ
كان ـ رحمه الله تعالى ـ زاهدا في الدنيا ، راغباً عنها ، حيث كان انشغاله وهمه الآخرة فقط ، ولا شئ سوى الآخرة ، ويلاحظ هذا من خلال مواعظه ، ومن خلال كلامه ، حيث ينصب جل كلامه علي الآخرة وما فيها ، وعن نبذ الدنيا واجتنابها بما فيها .
ولقد كان تعلقه ـ رحمه لله ـ بالآخرة ، الأثر الواضح في زهده في الدنيا والتجافي عنها .
وليس هذا شئ مستغرب عليه ـ رحمه الله ـ فلقد عاصر جُل الصحابة  , وتتلمذ علي أيديهم ، و تعلم منهم الكثير والكثير ، وتأثر بهم في كل شئ ، وها هو يحدثنا عن ذلك فيقول :    
" والله لقد أدركت أقواماً ما طوى لأحدهم في بيته ثوب قط , ولا أمر في أهله بصنعة طعام قط , وما جعل بينه وبين الأرض شيئاً قط وإن كان أحدهم ليقول : لوددت أني أكلت أكلة في جوفي مثل الآجرة قال : ويقول بلغنا أن الآجرة تبقى في الماء ثلاثمائة سنة .
ولقد أدركت أقواماً إن كان أحدهم ليرث المال العظيم , قال : وإنه والله لمجهود شديد الجهد , قال : فيقول لأخيه : يا أخي إني قد علمت أني ذا ميراث , وهو حلال , ولكني أخاف أن يفسد علي قلبي وعملي فهو لك لا حاجة لي فيه .
قال : فلا يرزأ منه شيء أبداً , و إنه مجهود شديد الجهد "40  
 وعن مطر، قال :
 " دخلنا على الحسن نعوده ، فما كان في البيت شئ ، لا فراش ولا بساط ولا وسادة ولا حصير , إلا سرير مرمول هو عليه ".41  
  والسرير المرمول : الذي نسج وجهه بالسعف , ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير .
عن كلثوم بن جوشن قال :
 " خرج الحسن وعليه جبة يمنة , ورداء يمنة , فنظر إليه فرقد فقال بالفارسية : أستاذ ينبغي لمثلك أن يكون .
فقال الحسن : يا بن أم فرقد ! أما علمت أن أكثر أصحاب النار أصحاب الأكسية ؟ " . 42
      
أخلاقه ـ رحمه الله ـ
أمتاز الإمام الحسن ـ رحمه الله تعالى ـ بأخلاق جمة , وبتقوى وورع نادرين , حتى عرف بين الناس بذلك .
 فعن يونس قال :
" أمرني الحسن أن أشتري له إزاراً , فدخلت السوق فرأيت إزارا مع رجل فقلت : بكم ؟ قال : بثمانية دراهم .
 قلت : لا سبعة دراهم .
 قال : ثمانية .
 قلت: لا , سبعة .
 قال : سبعة ونصف .
 قلت : لا , سبعة , فأبى أن يبيعني ، فدخلت السوق فلم أر شيئاً كان أمثل منه عندي , فرجعت إليه وقلت : هات ميزانك .
 قال : فوضعت له ثمانية .
 فقال : سبعة ونصف .
 فقلت : إن الذي أمرنا أن نشتري له هذا الإزار قال : إن اشتريتم لي شيئاً من السوق فكان فيه كسر , فأجبروه لصاحبه .  
قال الرجل : هو الحسن إذاً " . 43  
 ومما اشتهر به ـ رحمه الله ـ أخلاقه مع إخوانه ، فكان يؤثرهم علي نفسه ، ويفضلهم علي أي شئ .
فعن قتادة ، قال :
" دخلنا على الحسن وهو نائم ، وعند رأسه سلة ، فجذبناها فإذا خبز وفاكهة ، فجعلنا نأكل ، فانتبه فرآنا ، فسره ، فتبسم وهو يقرأ : {أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا } الآية .44  
وعن سلام بن النجاشي قال :
" لقي الحسن بن أبي الحسن البصري بعض إخوانه , فلما أراد أن يفارقه خلع عمامته فألبسه إياه , وقال : إذا أتيت أهلك فبعها واستنفق ثمنها " . 50
وكان للحسن البصري بيت إذا فتح بابه فهو غذنه , فجاءه أعرابي فصادفه مفتوحاً فدخل , و الحسن في المذهب , فجاء إلى شيء تحت سرير الحسن فأخرجه , وجعل يأكل , فنظر إليه الحسن وجعل يبكي فقيل له : ما يبكيك يا أبا سعيد ؟  
فقال : ذكرني هذا أخلاق قوم قد مضوا . 46  
وقيل للحسن : إن فلاناً اغتابك !
فبعث إليه طبق حلوى , وقال : " بلغني أنك أهديت إلي حسناتك فكافأتك " .47  
 فانظر أخي القارئ :
إلى مدي ما وصل إليه هذا الرجل من الأخلاق والسماحة والتقوى، والتي جعلته مميزاً  ومعروفاً وسط الناس .
ويلاحظ هذا من القصة الأولي ، حيث عرف البائع أن هذه الأخلاق لا توجد إلا في شخص واحد ، فقال في ثقة ويقين : هو الحسن إذا .

ثناء الناس عليه ـ رحمه الله ـ
أثني علي الإمام الحسن البصري الكثير من الناس ، سواء من عرفوه ، أم من لم يعرفوه ، وقرأوا عنه ، لما تحلي به هذا الرجل من كمال الصفات في العلم ، والأخلاق ، والزهد ، و الورع .
ولقد جمعت بعض ما قيل في حق الإمام الحسن ، علي لسان بعض العلماء ، وعلي لسان بعض من عرفوه وعاشوا معه .
قال محمد بن سعد :
"  كان الحسن ـ رحمه الله ـ جامعاً ، عالماً ، رفيعاً ، فقيهاً ، ثقة ، حجة ، مأموناً ، عابداً ، ناسكاً ، كثير العلم ، فصيحاً ، جميلاً ، وسيماً " . 48  
وعن خالد بن صفوان ، قال :
لقيت مسلمة بن عبد الملك فقال : يا خالد ، أخبرني عن حسن أهل البصرة ؟ .
قلت : أصلحك الله ، أخبرك عنه بعلم ، أنا جاره إلى جنبه ، وجليسه في مجلسه ، وأعلم من قبلي به : أشبه الناس سريرة بعلانية  وأشبهه قولاً بفعل ، إن قعد على أمر قام به ، وإن قام على أمر قعد عليه ، وإن أمر بأمر كان أعمل الناس به ، وإن نهى عن شئ كان أترك الناس له ، رأيته مستغنياً عن الناس ، ورأيت الناس محتاجين إليه .
قال : حسبك ، كيف يضل قوم هذا فيهم . 49
 وعن العوام بن حوشب ، قال :
 " ما أشبه الحسن إلا بنبي " .
وعن أبي بردة ، قال :
" ما رأيت أحدا أشبه بأصحاب محمد  منه " 50  
  وقال أبو قتادة :
  " الزموا هذا الشيخ ، فما رأيت أحدا أشبه رأيا بعمر منه ـ يعني الحسن ـ " .56  
 وعن أنس بن مالك  قال :
 " سلوا الحسن ، فإنه حفظ ونسينا " .
 وقال قتادة :
" ما جمعت علم الحسن إلى أحد من العلماء , إلا وجدت له فضلاً عليه ، غير أنه إذا أشكل عليه شئ ، كتب فيه إلى سعيد بن المسيب يسأله ، وما جالست فقيهاً قط إلا رأيت فضل الحسن " .
وقال أيوب السختياني :
" كان الرجل يجلس إلى الحسن ثلاث حجج , ما يسأله عن المسألة هيبة له " . 52
وعن علي بن زيد قال :
" سمعت من ابن المسيب ، وعروة ، والقاسم وغيرهم ، ما رأيت مثل الحسن ، ولو أدرك الصحابة وله مثل أسنانهم ما تقدموه " .53  
وقال عوف :
" ما رأيت رجلاً أعلم بطريق الجنة من الحسن " . 54  
 وعن حجاج الأسود ، قال :
 " تمنى رجل فقال : ليتني بزهد الحسن ، وورع ابن سيرين ، وعبادة عامر بن عبد قيس ، وفقه سعيد بن المسيب ، وذكر مطرف بن الشخير بشئ .
 قال : فنظروا في ذلك ، فوجدوه كله كاملاً في الحسن " . 55  
 وعن جعفر بن سليمان قال :
 " كان الحسن من أشد الناس إذا حضر الناس ، وكان أجمل الناس وأروى الناس , وأسخى الناس , وأفصح الناس .
  قال : وكان المهلب إذا قاتل المشركين فكان الحسن من الفرسان الذين يقدمون " . 61
      
وفاته ـ رحمه الله تعالى ـ
 وفي ليلة الجمعة من أول رجب سنة مائة وعشر ، لبى الحسن البصري ـ رحمه الله ـ نداء ربه . . .
 فلما أصبح الناس وشاع فيهم نعيه، ارتجت " البصرة " لموته رجاً . . .
  قال الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ :
  " مات في أول رجب ، وكانت جنازته مشهودة ، صلوا عليه عقيب الجمعة بالبصرة ، فشيعه الخلق ، وازدحموا عليه ، حتى إن صلاة العصر لم تقم في الجامع " اهـ .
 ذلك لأنه لم يبق أحد يقيم الصلاة . . .
ولا يعلم الناس أن الصلاة عطلت في جامع " البصرة " منذ ابتناه المسلمون إلا في ذلك اليوم . .
عن يونس قال :
" لما حضرت الحسن الوفاة جعل يسترجع ، فقام إليه ابنه فقال : يا أبت قد غممتنا ، فهل رأيت شيئاً ؟
قال : هي نفسي لم أصب بمثلها " .
وقال هشام بن حسان :
" كنا عند محمد بن سيرين عشية يوم الخميس ، فدخل عليه رجل بعد العصر فقال : مات الحسن ، فترحم عليه محمد , وتغير لونه وأمسك عن الكلام ، فما تكلم حتى غربت الشمس ، وأمسك القوم عنه مما رأوا من وجده عليه " .
قلت : وما عاش محمد بن سيرين بعد الحسن إلا مئة يوم.  
ويروى أنه أغمي عليه ثم أفاق إفاقة , فقال : لقد نبهتموني من جنات وعيون ، ومقام كريم . 57  
وعن سلام بن مسكين قال :
" دخلنا على الحسن وهو مريض , فلحظ إلينا لحظة , فقال : لو أن ابن آدم أخذ من صحته ليوم سقمه " .58  
وقال رجل قبل موت الحسن لابن سيرين :
 " رأيت كأن طائراً أخذ أحسن حصاة بالمسجد .
فقال : إن صدقت رؤياك , مات الحسن .
 فلم يكن إلا قليلاً حتى مات الحسن " . 59  
      
 1أنظر : " سير أعلام النبلاء "  للذهبي 4/564
 2" المواعظ والمجالس " ص (181)
 3أنظر : " حلية الأولياء " لأبى نعيم 2/135
4 أنظر : " الحلية " لأبي نعيم 2/143 ، و" تهذيب الكمال " للمزي 6/116.
 5" الحلية " لأبي نعيم 2/142،140
6 أنظر : " سير أعلام النبلاء " للذهبي 4/577
 7أنظر : " الزهد " لأحمد بن حنبل (259) ، و" الحلية " لأبي نعيم 2/133
 8" الحلية " 2/147 ، و" الزهد " لأحمد (279)
 9 " سير أعلام النبلاء" للذهبي 4/576
 10 أنظر " الطبقات الكبرى " لا بن سعد 7/168 ، و" الزهد " لأحمد (282) .
 11 " سير أعلام النبلاء " 4/584 .
 12 " الحلية " 2/148 .
 13 أنظر : " الحلية " 2/148 .
14   أنظر : " الزهد " لأحمد (270) ، و" الحلية " 2/152 .
  15" الحلية " 2/153 .
 16 أنظر : " تهذيب الكمال " للمزي 6/114 .
  17" تهذيب الكمال " 6/121 .
 18 " الحلية " 2/132
 19 " الحلية " 2/144
 20 " الحلية " 2/149
  21" الحلية " 2/151
22(1،2) " الحلية " 1/155
 23" صور من حياة التابعين " لعبد الرحمن رأفت الباشا 2/16
24 أنظر : " وفيات الأعيان " لابن خلكان 2/71
 25 أنظر " سير أعلام النبلاء " للذهبي 4/586
 26 أنظر : " صور من حياة التابعين " لعبد الرحمن رأفت الباشا 2/17
 27 أنظر : " مجابو الدعوة " لابن أبي الدنيا .
 28 " الزهد " لابن حنبل .
  29" الزهد " لابن حنبل (269)
  30" تهذيب الكمال " للمزي 6/106
 31أنظر : " الزهد " لابن حنبل (259) ، و" الحلية " لأبي نعيم 2/133
  32" سير أعلام النبلاء " للذهبي 4/585
  33" تهذيب الكمال " للمزي 6/115
 34 " تهذيب الكمال " للمزي 6/125
  35" الزهد " لابن حنبل (346)
 36 " الحلية " لأبي نعيم 2/133
  37" الحلية " 2/144
 38 أنظر : " صفة الصفوة " لابن الجوزى 3/233
 39 انظر : " المعرفة والتاريخ " للفسوي
 40 " الحلية " لأبي نعيم 2/146
  41" المعرفة والتاريخ " للفسوي 2/48
  42" الطبقات الكبرى " لابن سعد 7/169
  43" المعرفة والتاريخ " للفسوي
  44" سير أعلام النبلاء " للذهبي 4/577
  45" مكارم الأخلاق " لابن أبي الدنيا .
  46" الإخوان " لابن أبي الدنيا .
  47" وفيات الأعيان " لابن خلكان 2/71
 48 " الطبقات الكبرى " لابن سعد  7/157
 49 أنظر : " الحلية " لأبي نعيم  2/147 ، و" المعرفة والتاريخ " للفسوي 2/51 ، و" سير أعلام النبلاء " للذهبي 4/567 .
 50 أنظر : " الطبقات الكبرى " لابن سعد 7/162 ، و" أخبار القضاة " لوكيع 2/7 .
 51 " المعرفة والتاريخ " للفسوي 2/47
  52" سير أعلام النبلاء " للذهبي 4/573 .
 53 " الطبقات الكبرى " لابن سعد 7/161 .
 54 " المعرفة والتاريخ " للفسوي 2/50 .
  55" الطبقات الكبرى " لابن سعد 7/165
  56" المعرفة والتاريخ " للفسوي .
 57 أنظر : " سير أعلام النبلاء " للذهبي 4/587 .
  58" الطبقات الكبرى " لابن سعد 7/174 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
 
سير أعلام السلف " الحسن البصري ـ رحمه الله ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سير أعلام السلف " الأعمش ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام الترمذي ـ رحمه الله ـ
» سير أعلام السلف " الإمام أبو داوود ـ رحمه الله ـ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ :: كتابات وأبحاث مشرف الدعوة بالفرع :: السير والتراجم :: سير أعلام السلف " الإمام الحسن البصري "-
انتقل الى: