موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
مرحبا بكم في منتدي فرع الجمعية الشرعية بقرية
البطاخ التابع لمحافظة سوهاج
يسعدنا انضمامكم لنا عبرسجيلكم فى المنتدى
منتدى فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ
مع تحيات مدير المنتدى
مشرف الدعوة بالفرع
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
مرحبا بكم في منتدي فرع الجمعية الشرعية بقرية
البطاخ التابع لمحافظة سوهاج
يسعدنا انضمامكم لنا عبرسجيلكم فى المنتدى
منتدى فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ
مع تحيات مدير المنتدى
مشرف الدعوة بالفرع
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ هو أحد فروع الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية بمحافظة سوهاج
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا بكم فى منتدي فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ ساهموا فى نشر موقعنا
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
صلي الله على محمد صلي الله عليه وسلم
اللهم أعنا على رضاك حتى ترضي رضاءاً ليس بعده سخط ولا غضب
جميع حقوق الطبع والنشر والتوزيع والتصوير لأي كتاب موجود في المنتدي متااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااح بشرط دعوة صالحة بظهر الغيب
أرجو من كل من استفاد أو تعلم شيئاً من المنتدي أن لا ينسانا من صالح دعائه
نعدكم بإذن الله في كل زيارة لنا بالجديد وبالمفيد
بشري سارة لكل طلاب العلم : تم افتتاح ركن في منتدي فرع الجمعية الشرعية بالبطاخ للإجازات الشرعية المسندة لكل الراغبين في إجازة علمية بالسند مجاناً
هاااااااام جدا لمن لا يعلم :قد تظهر إعلانات على المنتدي بها صور نساء وهي لا تخص المنتدي بل هي تابعة لشركة جوجل ولا يمكن وقفها .

 

 المقتضب من أمثال العرب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

المقتضب من أمثال العرب  Empty
مُساهمةموضوع: المقتضب من أمثال العرب    المقتضب من أمثال العرب  I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 30, 2013 2:47 pm

مقدمة
إن الحمد لله . . .
نحمده و نستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران : 102)
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } (النساء : 1)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } (الأحزاب : 70-71)
أما بعد . . .
فان اصدق الحديث كتاب الله ، وان خير الهدى هدى نبيه محمد  ، وان
شر الأمور محدثاتها ، وان كل محدثة بدعة ، وان كل بدعة ضلالة ، وان كل ضلالة في النار .
ثم أما بعد . . .
إني رأيت حاجة الواعظ أو الخطيب إلى شيء من أدب اللسان بعد سلامته من اللحن ، كحاجته إلى الشاهد والمثل والشذرة والكلمة السائرة ، فإن ذلك يزيد المنطق تفخيماً ، ويكسبه قبولاً عند الناس ، ويجعل له قدراً في النفوس وحلاوة في الصدور ، ويدعو القلوب إلى وعيه ، ويبعثها على حفظه ، والأمثال ـ إذا لم تكن مخالفة للعقيدة ـ في الكلام كالتفصيل في العقد والتنوير في الروض ، والتسهيم في البرد .
ولما عرفت العرب أن الأمثال تتصرف في أكثر وجوه الكلام , وتدخل في جل أساليب القول , أخرجوها في أقواها من الألفاظ ، ليخف استعمالها ويسهل تداولها ، فهي من أجل الكلام وأنبله .
ومن عجائبها أنها مع إيجازها تعمل عمل الإطناب ، ولها روعة إذا برزت في أثناء الخطابة أو الوعظ .
 لذلك قمت بجمع بعض الأمثال المشهورة ، وغير المشهورة والتي يستفيد منها الداعي في طريق دعوته إلي الله عز وجل ، لذا أسأل الله تعالى أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، وأن ينفع به المسلمين ، خاصة الخطباء والوعاظ ، إنه ولى ذلك والقادر عليه .
   

الأمثال

إياك أعني واسمعي يا جارة
المثل : لسيار بن مالك الفزاري , قاله لأخت حارثة بن لأم الطائي ، وذلك أنه نزل بها فنظر إلى بعض محاسنها فهويها , واستحيا أن يخبرها بذلك فجعل يشبب بامرأة غيرها , فلما طال ذلك وضاق ذرعاً بما يجد وقف لها فقال :
كانت لنا من غطفان جــــــــاره حلالة ظعانة سيــــــــــــــــــــاره
كأنها من هيئة وشـــــــــــــــاره والحلي حلى التبر والحجــــــارة
مدفع ميثاء إلى قـــــــــــــــراره إياك أعني فاسمعي يا جــــــــاره

أفرخ القوم بيضتهم
يضرب مثلاً للأمر ينكشف بعد خفائه أيضاً .
وأصله : خروج الفرخ من البيضة وظهوره منها بعد كمونه فيها .
ومثله قولهم " بدا نجيث القوم " أي : ظهر ما أسروه وقد نجث الأمر إذا أسر , وسميت البيضة بيضة لأنها تجمع ما فيها , وبيضة القوم مجتمعهم .

إذا عز أخوك فهن
المثل : لهذيل بن هبيرة التغلبي , وكان أغار على بني ضبة , فأقبل بما غنم فقال أصحابه : اقسم بينا غنيمتنا , فقال : أخاف الطلب , فأبوا إلا القسم فقال " إذا عز أخوك فهن " , وقسم بينهم ومعناه : إذا صعب أخوك فلن ، فإنك إن صعبت أيضاً كانت الفرقة ، يقال : عز يعز عزة : إذا اشتد ، وعز على كذا أي اشتد , واستعز الوجع بالمريض أي : اشتد وعز ، والأرض العزاز : الصلبة الشديدة وعزني في الخطاب : اشتد فيه حتى غلبني .
وهن من قولهم : فلان هين لين : إذا كان سهلاً منقاداً ، وليس من الهوان ورجل هين لين وهين لين لغتان قال الشاعر :
هينون لينون أيسار ذوو يســـــر أرباب مكرمة أبناء أيســــار
وتقول الفرس في معنى هذا المثل :
إذا ما حمار السوء لم يأت حمله نفاراً فأدن الحمل منه وحمل
وأخذ معاوية معنى هذا المثل فقال : لو أن بيني وبين الناس شعرة ممدودة ما انقطعت , لأني إذا مدوا أرسلت , وإذا أرسلوا مددت .
وقال زياد : إياكم ومعاوية فإنه إذا طار الناس وقع , وإذا وقعوا طار .
قال الزجاج : قوله فهن بضم الهاء : خطأ إنما هو : فهن بكسر الهاء ، قال : وهن بالضم من الهوان وليس له ها هنا موضع وليس كما قال : إنما هو من الهون وهو الرفق واللين وفي القرآن : { على الأرض هونا }
إ
ِنّ لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلُبْ
معناه : إذا لم تدرك الحاجة بالغلبة والاستعلاء فاطلبها بالرفق والمداراة ، وأصل الخلابة : الخداع ومنه قيل : برق خلب : إذا ومض من غير مطر كأنه يخدع الشائم , وبه سميت المرأة خلوبا .
وله وجه آخر وهو : أنه يريد إذا لم تغلب عدوك بجلدك وقوتك فاخدعه وامكر به فإن المماكرة في الحرب أبلغ من المكاثرة والجلد ، وهو على حسب قول النبي  : " الحرب خدعة "
وقال بعض الحكماء : نفاذ الرأي في الحرب أنفع من الطعن والضرب .

أكلت يوم أكل الثور الأسود
يضرب مثلاً للرجل فقد ناصره فلحقه الضيم من عدوه .
وهو من أمثال كليلة ودمنة ، وتمثل به علي بن أبى طالب  حين اختلف عليه ، وعني قتل عثمان  .
وأصله فيما ذكر صاحب كليلة : أن ثورين أسود وأبيض كانا في بعض المروج , فكان الأسد إذا قصدهما تعاونا عليه فرداه ، فخلاً يوماً بالأبيض وقال له : إن خليتني فأكلت الأسود خلا لك مرعاك وأعطيك عهداً ألا أطور بك فخلاه والأسود , فأكله ثم عطف عليه فافترسه فقال : إنما أكلت يوم أكل الثور الأسود ، وتخاذل القوم فيما بينهم من إمارات شؤمهم ودلائل شقائهم .
ولما حضرت قيس بن عاصم الوفاة أحضر بنيه فقال لهم : ليأتني كل واحد منكم بعود ، فاجتمع عنده عيدان فجمعها وشدها وقال : اكسروها فلم يطيقوا ذلك ثم فرقها فكسروها فقال : هذا مثلكم في اجتماعكم وتفرقكم ثم أنشدهم لنفسه
بصلاح ذات البين طول بقائكم إن مد في عمري وإن لم يمـــــــــدد
حتى تلين جلودكم وقلوبكـــــــم لمسود منكم وغير مســــــــــــــــود
إن القداح إذا جمعن فأمهـــــــــا بالكسر ذو حنق وبطش أيــــــــــــد
عزت فلم تكسر وإن هـــــــــــي بددت فالوهن والتكسير للمتبـــــــدد

أتُعَلِّمُنِي بِضَبّ أَنا حَرَشْتُهُ
يضرب مثلاً لمعرفة الشيء من وجوهه .
وأصل الحرش : الأثر بالشيء وهو هاهنا بمعنى : الإثارة ، وهو أن تثير الضب من جحره فتستخرجه ، والمثل المعروف : هو أجل من الحرش .
وأصله في رموزهم : أن الضب كان ينعت الحرش لحسوله وهي : أولاده الواحد : حسل ، ويقول لهن : إذا أحسستن بالحرش فاصبرن ولا تخرجن من جحرتكن ، فصيد الضب ذات يوم فوضع رأسه على حجر وشدخ بحجر آخر فقلن له : أهذا الحرش ؟ فقال : هذا أجل من الحرش ، هذا الموت .

أَنْتَ تَئِقٌ وَأَنا مَئِقٌ فَمَتَى نَتَّفِقُ ؟
التئق : السريع إلى الشر ، والمئق : السريع البكاء .
يضرب مثلاً لسوء الموافقة في الأخلاق .
وقالوا التئق : الممتلىء غضباً ، يقال : أتأقت الإناء : إذا ملأته .
والمئق : القليل الاحتمال الجزوع من أدنى مكروه .
وأصله : أن رجلين كانا في سفر فساءت أخلاقهما فقال احدهما ذلك والسفر يورث ضيق الأخلاق .
وقالوا : لا تعرف أخاك حتى تغضبه أو تسافر معه .
وسمي السفر سفراً لأنه يسفر عن الأخلاق أي يكشف عنها ، وسميت المكنسة مسفرة : لأنها تسفر التراب عن وجه الأرض فتنكشف ، كما تسفر المرأة نقابها عن وجهها .
وقالوا الحريص والمسافر مريضان لا يعادان .
وقال بعضهم يمدح رجلاً : أبلج بسام وإن طال السفر .
وقال علي  : السفر ميزان القوم .

أعطى العبد كِراعاً فطلب ذِراعاً
يضرب مثلاً للرجل الشره يعطي الشيء فيأخذه ويطلب أكثر منه .
والمثل لأم عمرو بن عدي جارية مالك وعقيل ندماني جذيمة , وذلك أن عمرو بن عدى ابن أخت جذيمة فقد زماناً ، ثم ظفر به مالك وعقيل فقدما له طعاما فأكله واستزاد فقالت أم عمرو : أعطي العبد كراعاً فطلب ذراعاً ، ثم جلس معهما على شراب فجعلت تسقيهما وتدعه فقال عمرو :
تصد الكأس عنا أم عمـــــــرو وكان الكأس مجراها اليمينـــــــــــا
وما شر الثلاثة أم عمـــــــــرو بصاحبك الذي لا تصبحينــــــــــــا
ثم عرفاه فقد ما به على جذيمة فاستجلسهما فنادماه ولم ينادمه أحد قبلهما ، وكان يزعم انه ليس في الأرض من يصلح لمنادمته ذهاباً بنفسه ، فكان ينادم الفرقدين , يشرب قدحاً ويصب لكل كوكب منهما قدحاً , حتى نادمه مالك وعقيل فقال متمم بن نويرة :
وكنا كندماني جذيمة حقبــــــــــة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكــــــــــــــا لطول اجتماع لم نبت ليلة معـــا
يعني كنا كالفرقدين لا نفترق .

اختلط الحابِل بالنَابِل
والحابل : صاحب الحبالة وهي : شبكة الصائد.
والنابل : صاحب النبل ، وذلك إن يجتمع القناص فيختلط أصحاب النبال بأصحاب الحبائل فلا يصاد شيء , وإنما يصاد في الإنفراد .

أعذر من أنذر
أي : أقام العذر من خوف قبل الفعل .
ويقال : أعذر الرجل : إذا بلغ أقصى العذر وعذر إذا قصر وإذا اعتذر ولم يأت بعذر .
وفي القرآن : { وجاء المعذورون من الأعراب }
وقولهم : من عذيري من فلان , أي : من يعذرني منه ، والعذير مصدر بمنزلة النكير فأما قول النبي  : " لن يهلك الناس حتى يعذروا " , فإنه من قولهم : أعذر الرجل إذا كثرت ذنوبه وعيوبه .
وقيل : حتى يعذروا من يعذبهم أي يقيموا له عذراً ، وأما قولهم : تعذر على الأمر فمعناه : ضاق علي , وسميت العذراء عذراء لضيقها ، ويقال : اعتذر الرجل : إذا أتى بعذر ، واعتذر إذا لم يأت بعذر .

اسْتَغْنَيتِ التُّفَةُ عن الرُفِة
التفة : السبع الذي يقال له : عناق الأرض بالتثقيل والتخفيف ، والرفة : التبن وقيل : دقاق التبن بالتثقيل والتخفيف أيضاً ، فمن خفف قال أصله : رفهة .
والمعنى : أن التفة سبع يقتات اللحم فهي مستغنية عن التبن .
يضرب مثلاً للرجل يستغني عن الشيء فلا يحتاج إليه أصلاً .

بلغ السيل الزبى
يضرب مثلاً للأمر يبلغ غايته في الشدة والصعوبة .
والزبية : حفيرة تحفر في نشز من الأرض , وتغطى ويجعل عليها طعم فيراه السبع من بعيد فيأتيه , فإذا استوى عليها انقض غطاؤها فيهوى فيها فإذا بلغها السيل فقد بالغ .

البادئ أظلم
يقوله الرجل يجازي على الإساءة بمثلها , أي : الذي ابتدأ الإساءة أظلم .

أبطأ من فند
وهو مخنث من أهل المدينة مولى لعائشة بنت سعد بن أبي وقاص بعثته ليقتبس ناراً , فأتى مصر وأقام بها سنة , ثم جاءها بنار يعدو فتبدد الجمر , فقال : تعست العجلة فقالت عائشة :
بعثتك قابساً فلبثت حــــــــولاً متى يأتي غياثك من تغيـــــــــــث
ثم قال فيه الشاعر :
ما رأينا لغراب مثـــــــــــــلاً إن بعثناه لحمل المشملـــــــــــــــة
غير فند أرسلوه قابســـــــــــاً فثوى حولا وسب العجلـــــــــــــة

أظلم من الذئب
وأصله : أن أعرابية ربت ذئباً فلما شب افترس سخلة لها ، فقالت الأعرابية :
فرست شويهتي وفجعت طفـــــلاً ونسواناً وأنت لهم ربيـــــــــــب
نشأت مع السخال وأنت طفـــــل فما أدراك أن أباك ذيــــــــــــب
إذا كان الطباع طباع ســـــــــــوء فليس بمصلح طبعاً أديــــــــــب

ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل
يضرب مثلاً للرجل له منظر ولا مخبر له ، والدخل ما يبطن في الشيء ، يقال شيء مدخول إذا كان فاسد الجوف .
وفي الأثر : هدنة على دخن وعلى دخل ، أي : مصالحة على فساد ضمائر وقريب منه قول الشاعر :
ويخلف ظنك الرجل الطريــــــــــــــــر
وقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر :
وأحمق تحسبه كيســـــــــــــاً وقد تعجب العين من شخصـــه
وآخر تحسبه جاهـــــــــــــلاً ويأتيك بالأمر من فصـــــــــــه

أتجر من عقرب
وهو تاجر من تجار المدينة ، وكان أمطل الناس فعامله الفضل بن العباس ابن أبي لهب وكان أشد الناس اقتضاء ، فلما حل المال قعد الفضل بباب عقرب يقرأ وعقرب على شاكلته في المطل غير مكترث به ، فلما أعياه قال يهجوه :
قد تجرت في سوقنا عقـــــــرب لا مرحبا بالعقرب التاجــــــــــــــرة
كل عدو يتقي مقبــــــــــــــــــلاً وعقرب تخشى من الدابـــــــــــــرة
كل عدو كيده في إستــــــــــــــه فغير مخشي ولا ضائـــــــــــــــــره
إن عادت العقرب عدنا لهــــــــا وكانت النعل لها حاضـــــــــــــــرة

جزاء سنمار
يضرب مثلاً لسوء الجزاء ، يقال : " جزاه جزاء سنمار " ، وكان سنمار بناء مجيداً من الروم ، فبنى الخورنق للنعمان بن امرىء القيس ، فلما نظر إليه النعمان استحسنه وكره أن يعمل مثله لغيره فألقاه من أعلاه فخر ميتاً .
قال شرحبيل الكلبي :
جزاني جزاه الله شر جزائــــــــه جزاء سنمار وما كان ذا ذنــــــــــــبِ
سوى رصه البنيان سبعين حجــة يعل عليه القراميد والسكـــــــــــــــبِ
فلما رأى البنيان تم سحوقـــــــــه وآض كمثل الطود ذي الباذخ الصعبِ
وظن سنمار متى تم أنــــــــــــــه يفوز لديه بالمودة والقـــــــــــــــــربِ
فقال اقذفوا بالعلج من رأس شـــا هق فذاك لعمر الله من أعظم الخـب

حرة تحت قرة
يضرب مثلاً للأمر يظهر وتحته أمر خفي ، والحرة : العطش ، والقرة : البرد .
ويقولون في الدعاء : رماه الله بالحرة تحت القرة ، يعنون العطش مع البرد ونحو المثل قول الشاعر :
أرى خلل الرماد وميض جمر خليق أن يكون له ضــــــرام

الحق أبلج والباطل لجلج
يراد به : أن الحق منكشف والباطل ملتبس .
يقال : أنبلج الصبح : إذا انكشف , ومنه سمي الكشفة بين الحاجبين بلجة ، واللجلج من قولهم تلجلج في القول : إذا تتعتع فيه ولم يستوف العبارة عن معناه قال الشاعر :
ألم تر أن الحق تلقاه أبلجاً وانك تلقى باطل القول لجلجاً
ويقال : لجلج اللقمة في فيه : إذا أدارها ولم يسغها ، قال الشاعر :
يلجلج مضغة فيها أنيـــض أصلت فهي تحت الكشح داء
وقال بعضهم : الحق أبلج ، وطريق الصدق منهج ، ومسلك الباطل اعوج ، وقال الشاعر :
فإن الحق ليس به خفاء ولا تخفى الخيانة والخلاب

حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة
يضرب مثلاً في تشابه الشيئين ، يقال : حذاه حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة أي بمثل فعله وهو مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة .
والقذة : الريشة التي تركب على السهم ، وسهم أقذ : لا ريش عليه ، ومقذوذ مريش ، و ما أصبت منه أقذ ولا مريشا , أي : لم أصب منه شيئا ونحو المثل قول الشاعر :
الناس مثل زمانهــــــــــــــــــــــم قد الحذاء على مثالــــــــــــــــــــه
ورجال دهرك مثل دهـــــــــــرك في تصرفه وحالـــــــــــــــــــــــه
فالبس أخاك على التصنــــــــــــع والتفاوت من فعالـــــــــــــــــــــه
فالطرف يكبو مـــــــــــــــــــــــرة وهو الجواد على اعتلالــــــــــــه

حبلك على غاربك
يقال : ألقيت حبله على غاربه : إذا تركته يذهب حيث يريد ، وأصله أنهم إذا أرادوا إرسال الناقة في الرعي ألقوا جديلها على غاربها لئلا تبصره فيتنغص عليها ما ترعاه .
والغارب : مقدم السنام ثم صار غارب كل شيء أعلاه ومثله قولهم : خلة درج الصب ، وقولهم للمرأة : اذهبي فلا أنده سربك ، أي لا أرد إبلك .
والسرب : إبل الحي أجمع .

أحمق من شرنبث
وقيل : شرنبذ وحرنبذ ومرنبذ ، وهو رجل من بني سدوس : جمع عبيد الله بن زياد بينه وبين هبنقة وقال : تراميا , فرماه الشرنبث وقال : طيري عقاب وأصيبي الجراب , حتى يسيل اللعاب ، فأصاب بطن هبنقة فانهزم فقيل : أتنهزم من حجر واحد ؟ فقال : لو انه قال : طيري عقاب , وأصيبي الذباب فذهبت عيني ما كنت أصنع ؟ ، وذباب العين : السواد الذي في جوف الحدقة وذهبت كلمة الشرنبث مثلا في تهييج الرمي .

ضرب أخماس لأسداس
يضرب مثلاً للمماكرة والخداع .
وأصله : في أوراد الإبل وهو أن يظهر الرجل أن ورده سدس , وإنما يريد الخمس .
أخبرنا أبو أحمد قال : أخبرنا أبو بكر بن دريد عن عبد الرحمن عن عمه عن أبى عمرو بن العلاء قال : بلغني أن عتبة بن أبى سفيان قال لعبد الله بن عباس ما منع علياً أن يبعثك مكان أبى موسى ؟ فقال : عبد الله منعه والله ذاك حاجز القدر , وقصر المدة , ومحنة الابتلاء , أما والله لو بعثني لاعترضت في مدارج نفس معاوية ناقضاً لما أبرم , ومبرماً لما نقض , أسف إذا طار , وأطير إذا أسف , ولكن مضى قدر , وبقى أسف , والآخرة خير لأمير المؤمنين ، فقال خريم بن فاتك الأسدى :
لو كان للقوم رأى يرشدون بـــــه أهل العراق رموكم بابن عبــــــاس
لله در أبيه أيما رجل ما مثلـــــــه لفصال القول في النــــــــــــــــاس
لكن رموكم بشيخ من ذوى يمـــن لم يدر ما ضرب أخماس لأسـداس
ويقال للذي لا يعرف المكر والحيلة : إنه لا يعرف ضرب أخماس لأسداس وذلك إذا لم يكن له دهاء ومن لا يعرف المكروه جدير أن يقع فيه .

ضل دريص نفقه
يضرب مثلاً للرجل يلتبس عليه القول , وتعتاص الحجة عليه بعد أن كان قد هيأها فنسى وخلط .
والدريص : تصغير درص ، وهو ولد الفأرة , وهو إذا خرج من جحره لم يهتد إليه .
وتقول ضللت الدار .
وكل شيء لم يزل عن مكانه تقول فيه ضللت وأضللت الدرهم والشاة .

أطمع من أشعب
وهو : أشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير من أهل المدينة ، يكنى : أبا العلاء , ولد يوم قتل عثمان  وبقي إلى أيام المهدي .
ومن طمعه أنه كان يقول : ما تناجى إثنان إلا وقع في قلبي أنهما يأمران لي بشيء ، وإن كان على جنازة وقع في قلبي أن الميت أوصى لي بشيء من ماله
وقدم على يزيد بن حاتم بمصر فرآه يسار بعض خدمه فانكب على يده يقبلها فقال مالك قال : رأيتك تسار غلامك فعلمت أنك تأمر لي بشيء , قال : ما فعلت , ولكني أفعل وأمر له بصلة .
ورأى رجلاً يعمل طبقاً فقال : أقم حروفه فلعل من يشتريه يحمل لي فيه شيئا
وقال لدلالة : اطلبي لي امرأة إن تجشأت عليها شبعت , وإن أكلت رجل جرادة إتخمت .
وجعل له جعل على أن يغني سالم بن عبد الله , قال : فدخلت عليه فغنيته :
دعون الهوى ثم إرتمين قلوبنا بأسهم أعداء وهن صديق
فقال سالم : مهلاً مهلاً ، فقال :لا أسكت إلا بذلك السندي ، فقال : هو لك فأسكت , فأخذته وخرجت وقلت غنيته وطرب فأعطاني هذا السندي , وإنما أعطانيه لأسكت وأخذت منهم الجعل .

عير بُجَير بُجَرة نسي بجير خبره
يضرب مثلاً للرجل يعير صاحبه بما هو فيه ، وبجير : تصغير أبجر مرخماً والأبجر : الذي نتأ بطنه , وقد بجر بجرا , وبجرة وبجرة : لقب لرجل أبجر فعيره بجير نتوء بطنه فقيل له ذلك , ومنه أخذ المتوكل الليثي قوله :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
معناه : لا تجمع بينهما كما تقول لا تأكل السمك وتشرب اللبن ، قال الشاعر:
فإن عبت قوماً بالذي فيك مثله فكيف يعيب الصلع من هو أصلع
وأخبرنا أبو أحمد عن ابن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال : كان عمر يقول : كفى بك عيباً أن يبدو لك من أخيك ما يخفى عليك من نفسك , أو تؤذي جليساً بما فيك مثله .

عند جهينة الخبر اليقين
يضرب مثلاً لمعرفة الخبر والسؤال عنه .
أخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر بن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال : كان أصل هذا المثل أن بطناً من قضاعة يقال لهم : بنو سلامان بن سعد بن زيد بن الحاف بن قضاعة , كانوا حلفاء لبني صرمة من بني مرة بن عوف ، وكانوا نزولاً فيهم , وكان بطن من جهينة آخر يقال لهم : بنو حميس بن عامر وهم الحرقة حلفاء لبني سهم ابن مرة , وكانوا نزولاً فيهم ، وكان في بني صرمة يهودي تاجر من أهل تيماء يقال له : جفينة بن أبي حمل , وكان في بنى سهم بن مرة يهودى آخر يقال له : عمير بن حنى ، وكانا تاجرين في الخمر وكان أهل بيت من بني عبد الله بن غطفان يقال لهم : بنو جوشن جيراناً لبني صرمة , وكان يتشاءم بهم , ففقد منهم رجل يقال له : حصين , وكان أخوه يسأل عنه الناس , فشرب يوماً في بيت عمير بن حنى ، فقال عمير :
يسائل عن حصين كل ركب وعند جهينة الخبر اليقين
فحفظ أخوه ذلك ، فأتاه من الغد فقال : نشدتك بدينك هل تعلم من أخي خبراً فقال : لا , ثم قال :
لعمرك ما ضلت ضلال ابن جوشن حصاة بليل ألقيت وسط جندل
تركه فلما أمسى جاء فقتله وقال :
طعنت وقد كان الظلام يجنى عمير بن حنى في جوار بني سهم
فقيل لحصين بن حمام وهو من بني سهم : قد قتل جارك فقال : من قتله ؟ قيل : ابن جوشن جار لبني صرمة , قال : فإن لهم جاراً يهوديا فاقتلوه فأتوا إلى أبي حمل فقتلوه , فعمدت بنو صرمة إلى ثلاثة نفر من بني حميس بن عامر فقتلوهم , فقال لهم حصين : اقتلوا ثلاثة من جيرانهم السلاميين ، ففعلوا فقال لهم : حصين قتلنا من جيرانكم مثل ما قتلتم من جيراننا ، فمروا جيراننا وجيرانكم فليرحلوا عنا فأبوا فاقتتلوا , فأعانت ثعلبة بن سعد بني صرمة على بني سهم وكانت راية بني فزارة مع بني صرمة , وذلك يوم دارة موضوع ، فقال الحصين بن الحمام في ذلك :
أيا أخوينا من أبينا وأمنا ذروا موليينا من قضاعة يذهبا

عاط بغير أنواط
يضرب مثلاً : لادعاء الرجل ما لا يحسنه ، والعاطي : المتناول عطوته أعطوه تناولته ، والأنواط : المعاليق ، واحدها : نوط ، يقول : يتناول وليس له ما يتناول به ، ونطت الشيء بالشيء : علقته عليه .

عادت لعترها لميس
يضرب مثلاً : لمن يرجع إلى خلق كان قد تركه , والعتر : الأصل ، ولميس اسم امرأة ، وقالوا العتر لغة في : العطر ، والعتر أيضاً : العويد الذي في نصاب المسحاة يعتمد عليه العامل بها ومن ثم سمي أقارب الرجل : عترته لأن معتمده عليهم ، والعتر أيضاً : ذبيحة كانوا يذبحونها في الجاهلية لأصنامهم والعتر بالفتح ذبحها .

على أهلها دلت براقش
يضرب مثلاً : للرجل يرجع إصلاحه بإفساد ، وبراقش : اسم كلبة نبحت جيشاً كانوا قصدوا أهلها , فخفي عليهم مكانهم ، فلما نبحتهم عرفوهم فعطفوا عليهم فاجتاحوهم ، فقالت العرب : أشأم من براقش ، وأصل هذه الكلمة من النقش يقال : برقشت الثوب : إذا نقشته ، وأبو براقش : طائر يتلون في اليوم ألواناً فيقال للرجل الكثير التلون : أبو براقش ، قال الشاعر :
إن يغدروا أو يفجـــــــــــروا أو يبخلوا لم يحفلـــــــــــــــــوا
وغدوا عليك مرجليـــــــــــن كأنهم لم يفعلــــــــــــــــــــــــوا
كأبي براقش كــــــــــــــــــل يوم لونه يتخيـــــــــــــــــــــــل

عش رجباً ترا عجباً
يضرب مثلاً : في تحول الدهر وتقلبه وإتيان كل يوم بما يتعجب منه ومثله قولهم : يريك ، أي يظهر لك ما لم تره قبله .
وقيل : أى رويداً حتى ينقضى رجب الذى هو من الأشهر الحرم , فإنك ترى العجب من الحرب بعد انقضائه ، ولا يبقى الحال على ما تراه من الهدوء والمسالمة ، يضرب في تنقل الدهر يوم برأيه.

العاشية تهيج الآبية
والمثل ليزيد بن رويم وأصله : أن سليك بن سلكة ـ أحد صعاليك العرب ـ خرج للغارة فمر ببيت يزيد بن رويم وهو منفرد عن الحي , فدخله من ورائه فتمكن فيه وأراح ابن يزيد إبله فقال له يزيد : هلا عشيتها ساعة من الليل ؟
فقال : إنها أبت العشاء , فقال يزيد : العاشية تهيج الآبية ، يعني أن التي تأبى منها الرعي إذا رأت ما ترعى رعت معه وهو قريب من قولهم : تطعم تطعم ، فنفض يزيد ثوبه في وجهها فرجعت إلى مرتعها ومضى في أثرها وتبعه سليك حتى إذا جلس بحذائها ضربه سليك ضربة أبانت رأسه واطردها وقال :
وعاشية زج بطان ذعرتهــــــــــــا بصوت قتيل وسطها يتسيـــــــــــف
كأن عليه لون برد محبـــــــــــــــر إذا ما أتاه صارخ متلهـــــــــــــــــف
فبات لها أهل خلاء فناؤهـــــــــــم ومرت بهم طير فلم يتعيفـــــــــــــوا
وباتوا يظنون الظنون وصحبتـــي إذا ما علوا نشزا أهلوا وأوجفــــــوا
وما نلتها حتى تصعلكت حقبـــــــة وكدت لأسباب المنية أعـــــــــرف
وحتى رأيت الجوع بالصيف ضــر ني إذا قمت يغشاني الظلام فأسدف

أعز من الأبلق العقوق
والعقوق : الفرس الحامل ، والأبلق : صفة للذكر , ولا يجوز أن يكون حاملاً فجعلوه لما لا يكون مثلاً للعز ، والعز هاهنا بمعنى : القلة ، يقال شيء عزيز أي قليل ، وهو كقولك : أعز من الفحل الحامل ، ومثله قولهم : وقعوا في سلى جمل ، والسلي يكون للناقة ، وزعموا أن رجلاً قال لمعاوية : افرض لي , قال نعم ، قال : ولولدي ، قال : لا ، قال : ولعشيرتي ، فقال معاوية :
طلب الأبلق العقوق فلما لم ينله أراد بيض الأنوق

غَثُك خير من سَمِين غيرك
يضرب مثلاً : للقناعة بالقليل من حظك ، يقول : إن قليلك إذا قنعت به كان خيراً لك من كثير غيرك , يطمح إليه طرفك فتذل وتهون وتتعب وتنصب ، ومن أمثالهم في القناعة قول مرار بن منقذ :
وإن قراب البطن يكفيك ملؤه ويكفيك سوآت الأمور اجتنابها
ومثل المثل سواء قول بعضهم :
لعمرك ما مال الفتى بذخيرة ولكن إخوان الصفاء الذخائر
قليلك أجدى من كثير معاشر عليك إذا ما حالفتك المفاقــر

إزددتَ رَغْماً ولم تُدرك وَغْمْاً
الرغم : الذل ، والوغم : الثأر ، يضرب مثلاً لمن يسعى في أمر فلا تنجح مسعاته ولا يخرج منه سالماً كما أخذ فيه .

اَسأل من فَلْحَسٍ
هو الذي يتحين طعام الناس كالطفيلي يقال : جاءنا يتفلحس ، والفلحس الحريص , وبه سمي الكلب ، وقيل : كان رجل من شيبان عزيزا يسأل الغزاة سهماً لنفسه ولامرأته ولناقته , فيعطى وهو في بيته ، لعزه وابنه زاهر اعترض الغزى فسألهم ، فأجابوه إلى سهمي نفسه وامرأته وأبوا عليه سهم ناقته ، فقال فإني جار لكل من طلعت عليه الشمس ، فلم يمكنهم الغزو في عامهم ذلك فقيل فيه : العصا من العصية .

أستأصل اللهُ شَأْفَتَهُ
هي قرحة تخرج بالقدم فتكوى فتذهب , والمعنى : اَذهب الله أصله كما اذهب ذاك ، يضرب في دعاء الشر .

وافق شَنٌّ طَبَقَةَ
قَال الشرقي بن القطامي : كان رجل من دُهاة العرب وعقلاَئهم يقَال له شَنٌّ فَقَال : والله لأَطوفَن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها ، فبينما هو في بعض مسِيره إذ وافقه رجل في الطريق فسأله شَنٌّ : أين تريد ؟ فَقَالَ : موضع كذا , يريد القرية التي يقصدها شَنٌّ فوافقه حتى إذا أخذا في مسيرهما قَال له شن : أتحملني أم أحملك ؟ فَقَال له الرجل : ياجاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني ؟ فسكت عنه شَنٌّ وسارا حتى إذا قَربا من القرية إذا بزرع قد استحصد فَقَال شَنٌّ : أترى هذا الزرع أكِلَ أم لاَ ؟ فَقَال له الرجل : يا جاهل ترى نَبْتاً مستحصِداً فتقول أكِلَ أم لاَ ؟ فسكَتَ عنه شن حتى إذا دخلاَ القرية لَقيتهما جنازة فَقال شن : أترى صاحبَ هذا النعشِ حياً أو ميتاً ؟ فَقَال له الرجل ما رأيت أجهل منك ترى جنازة تسأل عنها أميت صاحبُها أم حي ؟ فسكت عنه شَن لا أراد مفارقته , فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله , فمضى معه فكان للرجل بنت يُقَال لها : طَبقة ، فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضَيفه فأخبرها بمرافقته إياه وشكا إليها جهلَه وحدثها بحديثه فَقَالَت : يا أبت ما هذا بجاهل أما قوله " أتحملني أم أحملك " فأراد أتحدثني أم أحدِثك حتى نقطع طريقنا , وأما قوله " أترى هذا الزرع أكِلَ أم لاَ " فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لاَ ، وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عقباً يحيا بهم ذكرهُ أم لاَ فخرج الرجل فَقَعد مع شَنٍّ فحادثه ساعة ثم قَالَ : أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه ؟ قَال : نعم ، ففَسره ، قَال شن : ما هذا من كلامك فأخبرني عن صاحبه قَالَ : ابنه لي فخطبها إليه فزوجه إياها , وحملها إلى أهله فلما رأَوها قَالَوا : وافَق شَنٌّ طَبَقَةَ ، فذهبت مثلاًً يضرب للمتوافقين .

هلم جرا
قَال المفضل : أي تعالوا على هِينَتكم كما يسهل عليكم ، وأصل ذلك من الجر في السوق , وهو أن تترك الإبل والغنم ترعى في سيرها قال الراجز :
لطالما جررتكن جـــرا حتى نَوَى الأَعْجَفُ وَاستمَرا
فاليوم لاَ آلُو الركاب شراً
وأول من قَال ذلك : المستطعمُ عَمْرو بن حمران الجَعْدِي زبْداً وتامكاً , حتى قَال له عمرو : كلاَهما وتمرا ، واسم ذلك الرجل : عائذ , وكان له أخ يسمى جندلة وهما ابنا يزيد اليشكري , ولما رجع عائذ قَالَ له أخوه جندلة :
أعائذ لَيت شعــــري أي أرضِ رَمَتْ بك بعد ما قَد غِبْتَ دَهْــــــــرَا
فلم يك يُرْتَجِي لكم إيــــــــــابُ ولم نعرفْ لدارك مستَقَــــــــــــــــرا
فقد كان الفراقُ أذابَ جسمــــي وكان العيشُ بعد الصفْو كَــــــــــدْرا
وكم قاسيت عائذ من فظيــــــع وكَم جاوزت أملَسَ مُقْشعـــــــــــــرا
إذا جاوزتها استَقْبَلت أخـــــرى وأقود مُشْمَخِرّ النِّيقِ وَعْــــــــــــــرا
فأجابه عائذ فَقَالَ :
أجَنْدَل كَم قَطَعتُ إليكَ أرْضــــاً يموت بها أبو الأشبال ذُعْــــــــــــرا
قَطَعتُ وَلاَ مِعَاتُ الآلِ تَجـــري وقد أوترت في الموماة كــــــــــــدرا
وَطَامِسَةُ المُتونِ ذَعَرْتُ فِيهَـــــا خواضِبَ ذَاتَ أرْآلٍ وَغُبـــــــــــــرا
وإن جاوزت مقْفرَةً رمت بــــي إلى أخْرَى كَتلك هَلُم جَــــــــــــــــرَّا
فَلَمَّا لاَحَ لي سَغَبٌ ولُوحٌ وقـــد مَتَعَ النهار لقيت عَمْــــــــــــــــــــرَا
فَقُلْتُ : فَهَاتِ زُبْداً أو سنامــــــاً فَقَالَ : كِلاَهُما وَتَزْادُ تَمْـــــــــــــــرَا
فَقَدم لِلقرى شطباً وزبـــــــــــداً وَظَلْتُ لَديه عَشْراً ثم عَشْــــــــــــرَا
فذهب قولُه مثلاً .

لا تهرف بما لا تعرف
يقال ذلك للرجل يكثر القول في وصفه الشيء ، والهرف : الإطناب .

لا تعدم خرقاء علة , ولا تعدم صناع ثلة
يقول : إن العلل موجودة تحسنها الخرقاء فضلاً عن غيرها ، وأخذ هذا المثل بعض المحدثين فقال : لعن الله قرية ليس فيها الفتى يطلب التعلل علة .
والصناع : المرأة التي تعمل الثياب وغيرها ، فالتي تعمل الثياب لا تعدم ثلة أي صوفاً تغزل منه .
يضرب مثلاً للحاذق بالشيء ، وأصل الثلة : الجماعة من الغنم ، والثلة الجماعة من الناس .

لا ناقة لي فيها ولا جمل
والمثل : للحارث بن عباد قاله حين قتل جساس كليباً واعتزل الفريقين حتى قتل ابنه بجير ، ومنه قول الراعي :
وما هجرتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل
ويروى : لا ناقتي في هذا ولا جملي أى : لا خير لي فيه ولا شر ، وأصله أن الصدوف بنت حنش العدوية كانت تحت زيد الأخنس العدوى , وله بنت من غيرها تسمى " الفارعة " كانت تسكن بمعزل منها في خباء آخر , فغاب زيد غيبة ، فلهج بالفارعة رجل عذري يدعى " شبثا " وطاوعته , فكانت تركب كل عشية جملاً لأبيها وتنطلق معه إلى ثنية يبيتان فيها , ورجع زيد عن وجهه فعرج على كاهنة اسمها " ظريفة " فأخبرته بريبة في أهله , فأقبل سائراً لا يلوى على أحد وإنما تخوف على امرأته حتى دخل عليها , فلما رأته عرفت الشر في وجهه فقالت : لا تعجل واقف الأثر ، لا ناقة لي في هذا ولا جمل وسمع الحجاج بعضهم يقول ذلك فقال له : لا جعل الله لك فيه لا ناقة ولا جملاً ولا حملاً ولا رخلاً .
وقال أبو سعيد المخزومي : يضرب فى التبرء عن الشئ ، قال الراعي :
وما هجرتك حتى قلت معلنـــة لا ناقة لي في هذا ولا جمـــل
أدعبل بن على دع مفاخرتــــي فلست ذا ناقة فيها ولا جمـــل

لا ماءك أبقيت , ولا حرك أنقبت
يضرب مثلاً لطالب الشيء بإضاعة غيره حتى يفوتاه جميعا .
وأصله : أن رجلاً كان في سفر ومعه امرأته , وكانت عاركاً فحضر طهرها ومعه ماء يسير فقيل لها : أحرى الاغتسال إلى وقت ورود الماء ، فأبت واغتسلت بالماء الذي كان معها , فبقيت هي وزوجها عطشانين من غير أن تبلغ حاجتها من الطهر , وقريب منه قولهم : لا في العير ولا في النفير .
يضرب مثلا للرجل يحتقر لقلة نفعه ، والعير : الإبل تحمل التجارة ويعنى به هاهنا عير قريش التي خرج رسول الله  لأخذها , ووقعت وقعة بدر لأجلها
والنفير : يعنى به وقعة بدر , وذلك أن كل من تخلف عن العير وعن النفير لبدر من أهل مكة كان مستصغراً حقيراً فيهم , ثم جعل مثلاً لكل من هذه صفته .

لا يعرف هَرَا من بُر
قال الأصمعي : معناه لا يعرف شيئا من شيء ، وقيل معناه : لا يعرف من يبره ممن يكرهه .
يقال : هررت الشيء : إذا كرهته .

لا تنه عن خلق وتأتى مثله
أي لا تجمع بين هذين ، كما تقول : لا تأكل السمك وتشرب اللبن ، وهو من شعر المتوكل بن عبد الله الليثي أوله :
للغانيات بذي المجاز رســـــــوم فببطن مكة عهدهن قديـــــــــــــم
فآلهم ما لم تمضه لسبيلــــــــــــه داء تضمنه الضلوع مقيــــــــــــم
لا تتبعن سبل السفاهة واقتصــد إن السفيه مضعف مذمــــــــــــوم
وأقم لمن صافيت وجهاً واحـــداً إن اللحاظ على الضمير نمــــــوم
لا تنه عن خلق وتأتى مثلـــــــه عار عليك إذا فعلت عظيـــــــــــم

أخيب من حنين
قال شرقي بن القطامي : كان من قريش , وذلك أن هاشم بن عبد مناف كان كثير التقلب في إحياء العرب للتجارات والوفادات وكان أوصى عشيرته أن يقبلوا كل مولود معه علامته ، فتزوج هاشم باليمن , فجاء بمولود سماه حنيناً حمله جده إلى رهط هاشم بغير علامة , فردوه خائبا فتمثل به .
وقيل : جاء بخفي حنين .
أي بخفي نفسه ، وقيل : حنين اسكافي من الحيرة ساومه أعرابي بخفين , ثم انصرف ولم يشترهما فألقى حنين أحدهما في أول طريقه والأخر في آخره فمر الأعرابي بالأول فتركه , فلما رأى الآخر أناخ راحلته ورجع ليأخذ الأول فركبها حنين وطار , فرجع الأعرابي إلى قومه بخفي حنين .
وقيل : حنين مغن دعاه قوم فأسكروه وسلبوه ثيابه وتركوه في خفيه .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

المقتضب من أمثال العرب  Empty
مُساهمةموضوع: المقتضب من أمثال العرب   المقتضب من أمثال العرب  I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 30, 2013 2:49 pm

رُبَ قول أشد من صَول
الصول : الحملة ، والوثب عند الخصومة والحرب ، قال طرفة في معنى المثل :
وترد عنك مخيلة الرجـــــــــــــل العريض موضحة عن العظم
بحسام سيفك أو لسانــــــــــــــــك والكلم الأصيل كأرغب الكلــم
وقال بعض حكماء الهند : قلما يمتنع القلب من القول إذا تردد عليه , فإن الماء ألين من القول والحجر أصلب من القلب ، وإذا انجرر عليه أثر فيه وقد يقطع الشجر بالفئوس فينبت , ويقطع اللحم بالسيوف فيندمل , واللسان لا يندمل جرحه , والنول تغيب في الجوف فتنزع , والقول إذا وصل إلى القلب لا ينزع , ولكل حريق مطفىء للنار الماء ، وللسم الدواء , وللحزن الصبر وللعشق الفرقة , ونار الحقد لا تخبو أبداً ، ونحو ذلك قول البحتري :
وما خرق السفيه وإن تعــــدى بأبلغ فيك من حقد الحليــــــــم
متى أحرجت ذا كرم تخطـــى إليك بمثل أفعال اللئيــــــــــــم

رماه بثالثة الأثافي
رماه بثالثة الأثافي : إذا رماه بداهية عظيمة ، وثالثة الأثافي : القطعة من الجبل يجعل إلى جنبها أثفيتان وتنصب القدر عليها ومعناه : انه رماه بأمر عظيم مثل قطعة جبل , قال خفاف بن ندبة :
فلم يك طبهم جبناً ولكن رميناهم بثالثة الأثافي

زوج من عود خير من قعود
المثل : لبنت ذي الإصبع العدواني ، وكان له أربع بنات فعرض عليهن التزويج , فقلن : خدمتك وقربك أحب إلينا ، ثم أشرف عليهن من حيث لا يشعرن به فسمع واحدة منهن تقول : لتقل كل واحدة منكن ما في نفسها , فقالت الكبرى :
ألا هل تراها مرة وضجيعهـــــا أشم كنصل السيف غير حقلــــــــــد
بصبر بأدواء النساء وأصلــــــه إذا ما انتمى من أهل بيتي ومحتدى
فقلن : أنت تريدين ذا قرابة قد عرفته ، وقالت الثانية :
ألا ليت زوجي من أناس أولى عدى حديث الشباب طيب الثوب والعطر
لصوق بأكباد النساء كأنــــــــــــــــه خليقه جان لا ينام على هجــــــــــر
فقلن لها : أنت تريدين فتى ليس من اهلك ، ثم قالت الثالثة :
ألا ليته يكسو الجمال نديه لــــــه جفنة يشقى بها النيب والجــــــزر
له حكمات الدهر من غير كبــرة تشين فلا فان ولا ضرع غمـــــــر
فقلن لها : أنت تريدين رجلاً سيداً ، وقلن للرابعة قولى فقالت : زوج من عود خير من قعود ، فزوجهن وتركهن سنة ، ثم أتى الكبرى فقال : كيف زوجك؟ فقالت : خير زوج يكرم الحليلة ويعطى الوسيلة ، قال : فما مالكم ؟ قالت ، خير مال الإبل نشرب ألبانها جرعا , ونأكل لحمانها مزعا , وتحملنا وضعفتنا معا , قال : زوج كريم ومال عميم .
ثم أتى الثانية فقال : كيف زوجك ؟ قالت : خير زوج يكرم عرسه , وينسى فضله ، قال : فما مالكم ؟ قالت : خير مال البقر تألف الفناء , وتملأ الإناء وتودك السقاء , ونساء مع نساء ، قال : حظيت ورضيت .
ثم أتى الثالثة فقال : كيف زوجك ؟ قالت : لا سمح بذر ولا بخيل حكر ، قال فما مالكم ؟ قالت : المعزى لو كنا نولدها فطماً , ونسلخها أدماً , لم نبغ بها نعما
ثم أتى الصغرى فقال لها : كيف زوجك ؟ قالت : شر زوج يكرم نفسه ويهين عرسه ، قال : فما مالكم ؟ قالت : شر مال الضأن جوف لا يشبعن , وهيم لا ينقعن , وصم لا يسمعن , وأمر مغويتهن يتبعن , فقال : أشبه أمراً بعض بزه ، أي ماله مثله .

سكت ألفاً ونطق خلفاً
يضرب مثلاً : للرجل يطيل الصمت ثم يتكلم بالخطأ ، والخلف : الردىء .

علم من حيث يؤكل الْكَتِف
يضرب لمن يأتى الأمور من مأتاها ، لأن أكل الكتف أعسر من غيره ، وقيل أكلها من أسفلها لأنه يسهل انجذاب لحمها من أعلاها يكون معقداً ملتويا لأنه غضروف متشبك باللحم قال :
إني على ما ترين من كبرى أعلم من حيث يؤكل الكتف

يَجْرِى يُلَيْقٌ ويُذَمُّ
هو : اسم فرس كان سبق الخيل ، وهو يعاب مع ذلك ، يضرب في ذم المحسن.

يا شَاةُ أين تذهبين ؟ قالت : أجَز مع المَجْزوزين
يضرب للأحمق يتكلم مع القوم ويفعل فعلهم وهو لا يدرى ما هم فيه .

هو خفيف الشَّنَةِ
أي : قليل المسألة للناس .

همك ما أهمك
ويروى : ما همك يقال : همه الأمر وأهمه بمعنى أي : إنما يعد من الهموم ما خصك ولا يهتم بما يهم صاحبك .
يضرب في قلة عناية الرجل بشأن صاحبه ويروى : همك ما أهمك : أي أذابك ما أحزنك ، يضرب لمن اشتد حزنه .

لا يُنْبِتُ الْبَقْلَةَ إلاَّ الْحَقْلَةُ
هي : القراح الطيب ، يضرب في انتتاج الكريم من الكريم .

وَلِّ حَارَّهَا من تَولى قَارَّهَا
يروى من ولى ، قاله الحسن بن على  لأبيه حين أمره عثمان  بضرب الوليد ابن عقبة , وقد شهد عليه بشرب الخمر .
يضرب في وضع الشيء موضعه الذي يستحقه .

لا يَمْدحُ الْعَرُوْسَ إلاَّ اَهْلُهَا
يضرب في إعجاب الرجل برهطه ـ أهله ـ .

من يَّطُلْ اَيْرُ أبيه يَنْتَطِقْ بِهِ
قاله على  ، أراد : من كثر إخوته اعتز بهم واشتد ظهره , وضرب المنطقة مثلاً لأنها تشد الظهر ، وقيل :
فلو شاء ربى كان أيد أبيكم طويلا كأير الحارث بن سدوس
وذلك أنه كان له أحد وعشرون ولداً ذكراً ، والعرب تقول : فلان طويل الأير : يريدون كثرة الأولاد .

قَنِعَ فَفنِعَ
أي : استغنى ، تقول العرب : قنعوا ففنعوا .

من عَزَّ بَزَّ
أي : من غلب سلب ، قاله جابر بن رألان السنبسى لما أقرع النعمان يوم بؤسه بينه وبين صاحبيه , فقرعهما فخلى سبيله ، قالت الخنساء :
كأن لم يكونوا حمى يتقى إذا الناس إذ ذاك من عز بزا

آخر الدواء الكيُّ
لأنه إنما يقدم عليه بعد أن لا ينفع كل دواء ، وقيل : آخر الطب , وقيل آخر الداء العياء ، أي إذا أعضل وأبى قبول كل دواء حسم بالكي آخر الأمر .

إَنَّهُ يَحْمِي الحَقِيقَةَ ويَنْسِلُ الوَدِيقَةَ ويَسُوقُ الوَسِيقَةَ
أي : يحمي ما تحق عليه حمايته : وينسل : أي يُسْرع العَدْوَ في شدة الحر وإذا أخذ إبلاً من قوم أغار عليهم لم يطردها طرداً شديداً , خوفاً من أن يلحق بل يسوقها سوقاً على تُؤدة ثقة بما عنده من القوة .

إنما هو كَبَارحِ الأَرْوَى قلِيلاً ما يُرى
وذلك أن الأرْوَى مساكنها الجبال , فلا يكاد الناس يرونها سانحةً ولا بارحةً إلا في الدهر مرة .
يضرب لمن يرى منه الإحسان في الأحايين . وقوله " هو " كناية عما يبذل ويعطى هذا الذي يضرب به المثل .
يقال فلان كبارح الأروي يراد : أنه لا يُرى , وذلك أن الأروي لا بارح لها لأن البارح يكون في الفضاء والأروي تسكن الجبال .
والأروي : جمع أروية وهي العنز الجبلية ، ويقولون تجمع بين الأروي والنعام يجعل مثلا للشيئين لا يجتمعان ، وذلك أن الأروي لا يكون إلا في الجبل , والنعام لا يكون إلا في السهل فلا يكون بينهما اجتماع أبدا .

كأن على رءوسهم الطير
يضرب مثلاً في الرزانة والحلم والركانة وقلة الطيش والعجلة , حتى كأن على الرءوس طيراً يخاف أصحابها طيرانها , فهم سكون لا يتحركون .
والطير : جماعة ، واحدها : طائر ، كما يقولون : صاحب وصحب ، وجعل أبو عبيدة وحده الطير واحداً وجمعاً ومن جيد ما قيل في الهيبة قول بعضهم يلقى الكلام فلا يراجع هيبــــــــة والسائلون نواكس الأذقــــــان
عز الوقار وخوف سلطان النهـى وهو المهيب وليس ذا سلطان

إِنْ تَكُ ضَبًّا فإنِّي حِسْلُه
يضرب في أن يلقَى الرجل مثلَه في العلم والدهاء ، والحسل : ولد الضب .
وحَرْشُ الضب : صَيْدُه
يضرب لمن يخبرك بشيء أنت به منه أعلم .
إذا اعترضت كاعتراضِ الهِرَّهْ أوشكت أن تسقط في أُفُرَّهْ
اعترض : افتعل من العرض وهو النشاط . والأفرة : الشدة .
يضرب للنشيط يغفل عن العاقبة .

إِنه لَهِترُ أهْتَارٍ
الهِتْر : العجب والداهية . يضرب للرجل الداهي الماكر .
قال بعضهم : الهِتْر في اللغة : العجب , فسمي الرجل الدَّاهِي به كأن الدَّهْر أبدعه وأبرزه للناس ليعجبوا منه .
والهِتْر : الباطل فإذا قيل " فلان هتر " , أي : من دهائه يعرض الباطل في معرض الحق , فهو لا يخلوا أبداً من باطل فجعلوه نفس الباطل .

إِذا سأل ألْحَفَ وإن سُئِل سَوَّف
قاله عون بن عبد الله بن عتبة في رجل ذكره ، والمثل يضرب للبخيل .

إِحْدَى لَيَاليكِ فَهِيسِي هِيسِي
قال الأموي : الهَيْسُ : السير ، أَي ضرب كان وأنشد :
إِحْدى لياليكِ فَهِيسِي هِيسِي لا تَنْعَمِي الليلَةَ بالتَّعْرِيس
يضرب للرجل يأتي الأمر يحتاج فيه إلى الجد والاجتهاد ، ومثله قولهم :
إِحْدَى لياليكِ منَ ابْنِ الْحُر إذا مَشَى خلْفَكِ لم تَجْتَرّي
إِلاَّ بقَيْصُومٍ وشِيح مُرِّ
يضرب هذا في المبادرة ، لأن اللص إذا طرد الإبل ضربها ضرباً يعجلها أن تجتر .

إِنما أخشى سَيْلَ تَلْعَتِي
التَّلْعة : مسيل الماء من السنَد إلى بطن الوادي ، لأن من نزل التلعة فهو على خطر أن يجيء السيل فيجرفه ، ومعنى المثل : إني أخاف شر أقاربي وبني عمي ، يضرب في شكوى الأقرباء .

أخَذَهُ بِرُمَّتِهِ
أي : بجملته ، الرمة : قطعة من الحبل بالية والجمع : رُمَم ورِمَام .
وأصل المثل : أن رجلاً دفَع إلى رجل بعيراً بحبل في عنقه , فقيل لكل من دفع شيئا بجملته : دفَعه إليه برمته , وأخذه منه برمته , والأصل ما ذكرنا .

إن أردت المُحَاجزة فَقَبْلَ الْمُنَاجزة
المحاجزة : الممانعة وهو أن تمنعه عن نفسك ويمنعك عن نفسه ، والمناجزة من النَّجْز وهو الفناء ، يقال : نجز الشئ أي فَني ، فقيل للمقاتلة والمبارزة : المناجزة ، لأن كلا من القرنَينِ يريد أن يفنى صاحبه ، وهذا المثل يروى عن أَكثم بن صيفيٍ .
قال أبو عبيد : معناه انج بنفسك قبل لقاء من لا تقاومه .

الأكْلُ سَلَجَانٌ والقَضاءُ لَيَّانٌ
السَّلْج : البلع . يقال : سَلَجْتُ اللقمة أي بلَعتها . والليَّان : المدافعة وكذلك اللَّيُّ ومنه " ليُّ الواجد ظلم " ، ولم يجئ من المصادر شيء على فَعلاَن بالتسكين إلا اللَّيَّان والشَّنْآن .
و يضرب لمن يأخذ مال الناس فيسهل عليه فإذا طولب بالقضاء دافع وصَعُبَ عليه .

إنّ في الْمَرْنَعَةِ لكل كرِيمٍ مَنفعة
المرنعة : الخِصْب . والمنفعة : الغنى والفضل ويروى " مقنعة " من القناعة وبالفاء من قولهم " مَنْ قَنَع فَنَع " أي استغنى ومنه قوله :
أظِلّ بيتي أم حسناء ناعِمَةً حسدتَنِي أم عطَاء اللّه ذَا الْفَنَعِ

خَذَهُ بِأبْدَحَ وَدُبَيْدَحَ
إذا أخذه بالباطل ، قاله الأصمعي ، ويقال : أَكل ماله بأبْدَحَ ودبيدح قال الأصمعي : أصله دُبَيْح فقالوا : دُبَيْدَح بفتح الدال الثانية .
قلت : تركيب هذه الكلمة يدل على الرخاوة والسهولة والسعة مثل : البَدَاح للمتسع من الأرض ، ومثله : تَبَدَّحَت المرأة : إذا مشت مشية فيها استرخاء فكأن معنى المثل : أكل ماله بسهولة من غير أن ناله نَصب , ودُبَيْح - على ما قاله الأصمعي - تصغير أدْبَحَ مرَّخما حكى الأصمعي : أن الحجاج قال لجبلة : قل لفلان : أكلْت مال الله بأبْدَحَ ودُبَيْدَح ـ يضرب للأمر الذي يبطل ولا يكون ـ فقال له جبلة : خواستة ايزد بخورى , بلاش وماش .

إِنّما أنت عَطِينَةٌ وإِنما أنْت عَجينَةٌ
أي : إنما أنت مُنْتِن مثل الإهَاب المعطون .
يضرب لمن يذم في أمر يتولاه .
أنشد ابن الأعرابي :
يا أيها المُهْدِي الخَنَا من كَلاَمـــــِهِ كأنك يَضْعو فِي إزارِك خِرْنـــــــِقُ
وأنت إذا انضمَّ الرجال عطينــــة تُطَاوح بالآنافِ ساعة تَنْطِـــــــــــقُ

إن غداً لناظِرِهِ قريب
أي لمنتظره يقال : نظرته ، أي انتظرته .
وأول من قال ذلك : قراد بن أجدع , وذلك أن النعمان بن المنذر خرج يتصيد على فرسه اليحموم , فأجراه على أثَر عيْر , فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر عليه , وانفرد عن أصحابه وأخذته السماء , فطلب مَلْجأ يلجأ إليه , فدفع إلى بناء فإذا فيه رجل من طيء يقال له : حنظَلة ومعه امرأة له فقال لهما : هل من مأوى , فقال حنظلة : نعم , فخرج إليه فأنزله ولم يكن للطائي غير شاة وهو لا يعرف النعمان فقال لامرأته : أرى رجلاً ذا هيئة وما أخْلَقَه أن يكون شريفاً خطيراً فما الحيلة ؟ قالت : عندي شيء من طَحين كنت ادّخرته فاذبح الشاةَ لأتخذ من الطحين ملَة قال : فأخرجت المرأة الدقيق فخبزت منه ملَة , وقام الطائي إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها فاتخذ من لحمها مرقة مضِيرة , وأطعمه من لحمها , وسقاه من لبنها , واحتال له شراباً فسقاه وجعل يحدثه بقية ليلته ، فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال : يا أخا طيء اطلب ثَوابك أنا الملك النعمان , قال : أفعل إن شاء الله ، ثم لحق الخيل فمضى نحو الحِيرة , ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابته نكبة وجَهْد وساءت حاله فقالت له امرأته : لو أتيتَ الملك لأحسن إليك ، فأقبل حتى انتهى إلى الحِيرَة , فوافق يومَ بؤس النعمان فإذا هو واقف في خَيْله في السلاح فلما نظر إليه النعمان عرفه وساءه مكانه فوقف الطائيّ المنزولُ به بين يدي النعمان فقال له : أنت الطائيّ المنزول به ؟ قال : نعم قال : أفلا جِئْتَ في غير هذا اليوم ؟ قال : أبَيْتَ اللعن وما كان علمي بهذا اليوم ؟ قال : والله لو سَنَحَ لي في هذا اليوم قابوسُ ابني لم أجد بُدّا من قتله , فاطلب حاجَتَكَ من الدنيا وسَلْ ما بدا لك فإنك مقتول قال : أبَيْتَ اللعنَ وما أصنع بالدنيا بعد نفسي .
قال النعمان : إنه لا سبيل إليها , قال : فإن كان لا بد فأجّلني حتى أُلم بأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم ثم أنصرف إليك ، قال النعمان : فأقم لي كَفيلاً بموافاتك , فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو بن قيس من بني شيبان وكان يكنى أبا الحوْفَزان ـ وكان صاحب الردافة ـ وهو واقف بجنب النعمان فقال له
يا شريكا يا ابن عمــــــــرو هل من الموت مَحَالـــــــــــــــــة
يا أخا كل مُضَــــــــــــــافٍ يا أخا مَنْ لا أخا لـــــــــــــــــــه
يا أخا النعمان فُــــــــــــــكَّ اليوم ضَيْفاً قد أتى لـــــــــــــــــه
طالما عالج كــــــــــــــرب الموت لا ينعم بالـــــــــــــــــــــه
فأبى شريك أن يتكفل به ، فوثب إليه رجل من كلب يقال له : قراد بن أجدع فقال للنعمان : أبيت اللّعن ، هو علي ، قال النعمان : أفعلت ؟ قال : نعم فضمنه إياه ، ثم أمر للطائي بخمسمائة ناقة , فمضى الطائي إلى أهله وجعَل الأجَلَ حولا من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليوم من قابل ، فلما حال عليه الحولُ وبقي من الأجل يوم , قال النعمان لقراد :ما أراك إلا هالكاً غَداً فقال قراد :
فإن يَكُ صَدْرُ هذا اليوم وَلىّ فإن غَداً لناظرهِ قَريــــــــبُ
فلما أصبح النعمان ركب في خيله ورَجْله متسلحاً كما كان يفعل حتى أتى الغريّينِ , فوقف بينهما وأخرج معه قرادا وأمر بقتله ، فقال له وزراؤه : ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه ، فتركه وكان النعمان يشتهي أن يقتل قرادا ليفلت الطائي من القتل , فلما كادت الشمس تَجب وقراد قائم مجرد في إزار على النِّطَع والسيافُ إلى جنبه , أقبلت امرأته وهي تقول :
أيا عين بكى لي قراد بن أجدعا رهينا لقتل لا رهينا موَدعــــــــــــا
أتته المنايا بغتةً دون قومـــــــه فأمسى أسيراً حاضر البيت أضْرَعَا
فبينا هم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد , وقد أمر النعمان بقتل قراد فقيل له : ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو ، فكف حتى انتهى إليهم الرجل فإذا هو الطائي ، فلما نظر إليه النعمان شَق عليه مجيئه فقال له : ما حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل ؟ قال : الوفاء ، قال : وما دعاك إلى الوفاء ؟ قال : دِيني ، قال النعمان : فاعرضها علي ، فعرضها عليه ، فتنصر النعمان وأهل الحيرة أجمعون , وكان قبل ذلك على دين العرب فترك القتل منذ ذلك اليوم وأبطل تلك السنة وأمر بهدم الغَريين وعفا عن قُراد والطائي وقال : والله ما أدري أيها أوفى وأكرم , أهذا الذي نجا من القتل فعاد , أم هذا الذي ضمنه ؟ والله لا أكون ألأم الثلاثة فأنشد الطائي يقول :
ما كنت أُخلف ظنه بعد الــــــذي أسدى إلى من الفَعَال الخالــــــي
ولقد دعتني للخلاف ضلاَلتـــــي فأبيت غير تمجدي وفعالــــــــي
إني امرؤ مني الوفاء سجِيــــــــة وجزاء كل مكارم بَـــــــــــــذالِ
وقال أيضاً يمدح قرادا :
ألا إنما يسمو إلى المجد والعـــــلا مخارِيق أمثال القراد بنِ أجدعـــا
مخاريقُ أمثال القراد وأهلـــــــــه فإنهم الأخيار من رهط تبـــــــــع

إذَا لَمْ تُسْمِعْ فَألْمِعْ
أي : إن عجزت عن الإسماع لم تعجز عن الإشارة .

اَكلتم تَمْري وعصيْتم أمري
هو من قول عبد الله بن الزبير في بعض الحروب لجنده : أكلتم تمري وعصيتم أمري ، سلاحكم رث ، وحديثكم غث ، عيال في الجدب ، أعداء في الخصب .
يضرب : لمن ترشحه لوقت الحاجة ثم يخيب فيه أملك .

بَرِّزْ نَارك , وإِن هَزَلْتَ فارَكَ
الفار هاهنا : عَضَل العَضُدَين ، تشبيهاً بالفار , كما تشبه به أيضاً فارة المسك لانتفاخها .
والمعني : آثِرِ الضيف بما عندك وإن نَهَكْتَ جِسْمَك .

البِطْنَةُ تَأفِنُ الفِطْنَةَ
يقال : أفن الفصيل : ما في ضرع أمه إذا شرب ما فيه .
يضرب لمن غَيَر استغناؤه عقلَه وأفسده ، و يضرب فى ذم الرغب والشره قال الأعشى :
يا بني منذر بن عبــدان والبطنة يوماً تسفه الأحلاما

تَرَكَ ما يَسُوءُهُ وَيَنُوءُهُ
إذا ترك للورثة ماله ، قيل : كان المحبوبي ذا يسار ـ غني ـ فلما حضرته الوفاة أراد أن يوصي فقيل له : ما نكتب ؟ فقال : اكتبوا ترك فلان - يعني نفسه - ما يسوءه وينوءه ـ ، أى : مالاً يأكله ورثته ، ويبقى عليه وزره .

تَرَكْتُهُ مُحْرَنْبِئاً لِيَنْبَاقَ
الإحرنباء : الإزبئرار ، ويقال : المحرنبئ : المضمِر لداهية في نفسه ، والإنبياقُ : الهجومُ على الشيء , أي : تركته يضمر داهيةً لينفتق عليهم بشر .
قال الزمخشرى : أي مطرقاً ليأتي ببائقة ، والمشهور قولهم : مخرنبق لينباع أي : ليثب باعاً باعاً ، ويروي : مخرنطما ، ومعناه ومعنى المخرنبق واحد وهو : الساكت المطرق .
يضرب لمن يَحلُم , فإذا وجد فرصة نزق وحل حبوته .

تسألنِي أُمُّ الْخِيَارِ جَمَلاَ يمشي رُوَيْداً ويكون أَوَّلاَ
يضرب في طلب ما يتعذر .

أَتْبع مِن تَوْلَبٍ
التَّوْلَبُ : ابن الحمار . قال سيبويه : هو مصروف لأنه فَوعل ، ويقال للأتان أم تَولب . وقال ابن فارس : لا يبعد أن تكون التاء في تَولَب واواً , يعني أن أصله : وولَب من ولَب يلب ولوباً إذا ذهب ، وتتبع سمي به لأنه يتبع الأم.

جاء بِالطِّمِّ والرِّمِّ
فالطم : البحر ، وقال ابن الأنباري : الطم الماء الكثير ، والرِّم : الثرى ، قال الأزهري : الطم بالفتح : البحر وإنما كسرت الطاء في هذا المثل لمجاورة الرم
الزمخشرى : أي بالبحر والبر ، وقيل بالرطب واليابس ، وقيل بالماء والتراب وقيل هما العدد الكثير ، وقيل هما الأمر العجيب .

جاوِرِينا واخْبُرِينَا
قال يونس : كان رجلان يتعشقان امرأةً ، وكان أحدهما جميلا وسيما وكان الآخر دميما تقتحمه العين ، فكان الجميل منهما يقول : عاشرينا وانظري إلينا وكان الدميم يقول : جاورينا واخبرِينا ، فكانت تدني الجميلَ فقالت : لأختبرنهما , فقالت لكل واحد منهما : أن ينحر جزوراً ، فأتتهما متنكرة فبدأت بالجميل فوجدته عند القدر يَلحس الدسم ، ويأكل الشحم ويقول : احتفظوا كل بيضاء ليهْ ، يعني الشحم ، فاستطعمته فأمر لها بِثيلِ الجَزور , فوضع في قصعتها ، ثم أتت الدميم , فإذا هو يقسم لحم الجزور ويعطي كل من سأله فسألته فأمر لها بأطايِبِ الجزور , فوضع في قصعتها فرفعت الذي أعطاها كل واحد منهما على حدة ، فلما أصبحا غَدَوَا إليها فوضعت بين يدي كل واحد منهما ما أعطاها , وأقصت الجميل وقربت الدميم ويقال : إنها تزوجته .
يضرب في القبيح المنظر الجميل المخبر .

جعلْتُهُ نُصْبَ عَيْنِي
النُّصْبُ : بمعنى المنصوب ، أي : جعلته منصوباً لعيني , ولم أجعله بظهر يعني لم أغفل عنه .
يضرب في الحاجة يتحملها المعني بها .

جَاءَ بِقَرْنَيْ حِمَارٍ
إذا جاء بالكذب والباطل , وذلك أن الحمار لا قَرن له , فكأنه جاء بما لا يمكن أن يكون .

جمع جراميزك
يقال ذلك للرجل يؤمر بالجد في الأمر والاجتهاد فيه .
وهو مثل قولهم : " اشدد حيازيمك للأمر " ، وروى عن علي  أنه عنه قال :
اشدد حيازيمك للمـــــــــــوت فإن الموت لاقيـــــــــــــــك
ولا تجزع من المــــــــــــوت إذا حل بواديــــــــــــــــــك
والجراميز هاهنا : الأطراف وما يتشعب منها ، وأصل الجرموز : الحوض الصغير يتخذ للإبل , وبه سمي الرحل , والحيزوم والحزيم الصدر وما والاه ويقال : تجرمز الليل إذا ذهب .

جَاءَ بأُمَّ الرُّبَيْقِ عَلَى أُرَيْقٍ
قال أبو عبيد : أم الربيقِ الداهية , وأصله من الحيات .
قلت : هذا التركيب يدل على شيء يحيط بالشيء ويَدُور به كالربقة وربقتُ فلاناً في هذا الأمر أي : أوقعته فيه حتى ارتبق وارتبك ، فكأن أم الربيق داهية تحيط وتدور بالناس حتى يرتبقوا ويرتبكوا فيها .
وأما أريق فأصله : وُرَيْق تصغير أَورق مرخما ، وهو الجمل الذي لونه لون الرمادِ .
وقال أبو زيد : هو الذي يضرب لونه إلى الخضرة , فأبدل من الواو المضمومة همزة كما قالوا : وجوه وأجوه ، ووقّتت وأقّتت ، قال الأصمعي : تزعم العرب أنه من قول رجل رأى الغول على جمل أورق .

جِئْنِي بِه مِنْ حَسِّكَ وَبَسِّكَ
ويروى " من عَسِّك وبَسِّك " أي : ائت به على كل حال من حيث شئت , وقال أبو عمرو : أي من جَهْدك ويقال : لأطلبنه من حَسٍّي وبَسٍّي أي : من جهدي وينشد :
تركت بيتي من الأشياء قَفراً مثل أمسِ كل شيء قد جمعت من حَسِّي وبَسِّي
قلت : الحَسُّ من الإحساس ، والبَسُّ : التفريق يقال : بَسَسْتُ المالَ في البلاد أي فرقته .
والمعنى : من حيث تدركه بحاستك , أي من حيث تبصره ومن روى " عَسِّك " فيجوز أن تكون العين بدلاً من الحاء ، ويجوز أن يكون من العَسِّ الذي هو الطلب , أي من حيث يمكن أن يُطلب ، وبسك : أي من حيث تدركه بِرفقك من أبس بالناقة إذا رفق بها عند الحلب , أو من حيث أنبست أي تفرقت
يضرب في إفراغ الوُسْع في الطلب حتى يعذر .

جَالِنِي أُجالِكَ , فَالدَّمْسُ مِنْ فِعَالِكَ
جَالِنِي : من المُجَالاة وهي المبارزة من قولهم " جلاَ عن الوطَن جلاء " إذا خرج والدَّمْسُ : الكتمان , يقال : دمَسْتُ عليه الخبر أي : كتمته ، يقول : بارزني للعداوة أبارزك , فشأنك المخاتلة .

جَاؤُا عَلَى بَكْرَةِ أَبِيهمْ
قال أبو عبيد : أي جاؤا جميعاً لم يتخلَف منهم أحد , وليس هناك بكرة في الحقيقة وقال غيره : البكرة تأنيث البكر وهو : الفتي من الإبل يصفهم بالقلَة أي : جاؤا بحيث تحملهم بكرة أبيهم قلة .
وقال بعضهم : البكرة ههنا التي يستقَى عليها , أي : جاؤا بعضهم على أثَرِ بعضٍ كدَوَرَان البكرة على نَسَق واحد .
وقال قوم : أرادوا بالبكرة الطريقَةَ كأنهم قالوا : جاؤا على طريقة أبيهم , أي يتقيلون أثره .
وقال ابن الأعرابي : البكرة جماعة الناس يقال : جاؤا على بكرتهم وبكرة أبيهم , أي بأجمعهم قلت : فعلى قول ابن الأعرابي يكون " على " في المثل بمعنى مع , أي جاؤا مع جماعة أبيهم , أي مع قبيلته ويجوز أن يكون " على " من صلة ، معنى الكلام : أي جاؤا مشتملين على قبيلة أبيهم , هذا هو الأصل ثم يستعمل في اجتماع القوم وإن لم يكونوا من نسب واحد , ويجوز أن يراد البكرة التي يستقى عليها وهي إذا كانت لأبيهم اجتمعوا عليها مستقين لا يمنعهم عنها أحد ، فشبه اجتماع القوم في المجيء باجتماع أولئك على بكرة أبيهم .

جُرُفٌ مُنْهَالٌ وَسَحَابٌ مُنْجَالٌ
يقولون : كيف فلان ؟ فيقال : جُرُفٌ منهال ، أي : لا حزم عنده ولا عقل والْجُرُف : ما تجرّفته السيولُ من الأودية ، والمُنْهال : المُنْهار ، يقال : هلتَه فانهال أي صببته فانصب ، والسحاب المنجال : المنكشف , يراد أنه لا يطمع في خيره .

جَاءَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ
الفريصة : لحمة بين الثدي ومرجع الكَتف ، وهما فريصتان إذا فزع الرجل أو الدابة أرعدتَا منه .
يضرب للجبان يفزع من كل شيء .

أَجْمل من ذي العِمَامَةِ
هذا مثل من أمثال أهل مكة , وذو العِمامةَ : سعيد بن العاص بن أمية وكان في الجاهلية إذا لبس عمامة لا يلبس قرشي عمامة على لونها ، وإذا خرج لم تبق امرأة إلا برزت للنظر إليه من جماله ، ولما أفضت الخلافة إلى عبد الملك بن مروان خطب بنت سعيد هذا إلى أخيها عمرو بن سعيد الأشدق , فأجابه عمرو بقوله :
فَتاة أبوها ذو العِمَامة وابنه أخوها فما أكفاؤها بكثير
وزعم بعض أصحاب المعاني أن هذا اللقب إنما لزم سعيدَ بن العاص كنايةً عن السيادة قال : وذلك لأن العرب تقول " فلان مُعَمَّم " يريدون أن كل جناية يجنيها من تلك القبيلة والعشيرة فهي معصُوبة برأسه ، فإلى مثل هذا المعنى ذهبوا في تسميتهم سعيد بن العاص ذا العصابة وذا العمامة .

حَتْفَهَا تَحْمِلُ ضَأْنٌ بِأَظْلاَفِهَا
يضرب لمن يوقع نفسه في هلكة .
وأصله : أن رجلاً وجَد شاة ولم يكن معه ما يَذْبَحها به , فضربَتْ بأظلافها الأرض فظهر سكين فذبحها به .

حَبْلَكِ عَلَى غَارِبِكِ
الغارب : أعلى السنام , وهذا كناية عن الطلاق ، أي : اذهبي حيث شئت وأصله أن الناقة إذا رَعَتْ وعليها الخِطامُ , ألقى على غاربها لأنها إذا رأت الخِطام لم يهنئها شيء .

الحقّ أَبْلَجُ وَالباطل لَجْلَجٌ
يعني أن الحق واضح يقال : صبح أَبلج أي : مشرق .
وفي صفة النبي صلى اللّه عليه وسلم " أبلج الوجه " أي مشرقه .
والباطل لجلج : أي ملتَبِس ، قال المبرد : قوله لجلج أي يتَردد فيه صاحبه ولا يصيب منه مخرجاً .

حَال صَبُوحُهُمْ عَلَى غَبُوقِهِمْ
يقال : حال الماء على الأرض حولاً أي : انْصَب وأحلته أنا : صببته قال لبيد
كأن دُموعه غرْبا سَنَـــاةٍ يحيلون السجال على السجالِ
ومعنى المثل على ما قالوا : افتقروا فقل لبنُهم فصار صبوحهم وغَبوقهم واحداً .

الحَرْبُ سِجَالُ
المُسَاجلة : أن تَصنَع مثل صنيع صاحبك من جرى أو سقى , وأصله من السجل وهو الدَّلْو فيها ماء قل أو كثر , ولا يقال لها وهي فارغة سجل .
قال الفضل بن العباس بن عتبة ابن أبي لهب :
من يساجلني يُسَاجِلْ ماجدا يَمْلأَ الدلوَ إلى عَقد الكرب
وقال أبو سفيان يوم أحد بعد ما وقعت الهزيمة على المسلمين : اعْل هُبَل اعْل هبل ، فقال عمر : يا رسول الله ألا أجيبه ؟ قال : بلى يا عمر ، قال عمر : اللّه أعلى وأجل فقال أبو سفيان : يا ابن الخطاب إنه يوم الصمت يوما بيوم بدر , وإن الأيام دول وإن الحرب سِجَال ، فقال عمر : ولا سَوَاء قتلاَنا في الجنة وقتلاَكم في النار ، فقال أبو سفيان : إنكم لتزعمون ذلك لقد خبنَا إذن وخسرنا .

أَحْلَمُ مِنَ الأَحْنَفِ
هو الأحْنَف بن قَيس وكنيته : أبو بحر , واسمه صخر من بني تميم , وكان في رجله حَنَف وهو الميل إلى إنسِيِها ، وكانت أمه ترقصه وهو صغير وتقول
والله لولا ضعفه من هزله وحنف أو دقةٌ في رجله
ما كان في صِبْيانكم من مثله
وكان حليماً موصوفاً بذلك حكيماً معترفاً له به ، قالوا : فمن حلمه أنه أشرف عليه رجل وهو يعالج قدراً له يطبخها فقال الرجل :
وقدر ككف القِرد لا مُستَعيرها يُعَار ولا من يأتها يتدَسم
فقيل ذلك للأحنف فقال : يرحمه الله لو شاء لقال أحسن من هذا . وقال : ما أحب أن لي بنصيبي من الذل حُمْر النَعم فقيل له : أنت أعز العرب فقال : إن الناس يرون الحلم ذلاً .
وكان يقول : رب غيظ قد تَجرعته مخافة ما هو أشد منه .
وكان يقول : كثرة المزاح تذهَبُ بالهيبة ومن أكثر من شيء عرف به . والسؤدد كرم الأخلاق وحسن الفعل .
وقال : ثلاث ما أقولهن إلا ليعتبر معتبر : لا أَخلُف جليسي بغير ما أحضر به ولا أُدخل نفسي فيما لا مدخَل لي فيه ، ولا آتي السلطان أو يرسل إلي .
وقال له رجل : يا أبا بحر دلَّني على محمدة بغير مرزئة قال : الخلق السجِيح والكف عن القبيح ، واعلم أن أَدْوأ الداء اللسان البذِي والخلُق الردي .
وأبلغ رجل مُصعَبا عن رجل شيئاً فأتاه الرجل يعتذر فقال مصعب : الذي بلغنيه ثِقة ، فقال الأحنف : كلا أيها الأمير فإن الثقة لا يبلغ .
وسئل : هل رأيت أحلَم منك ؟ قال : نعم وتعلمت منه الحلم قيل : ومن هو ؟ قال : قَيْس ابن عاصم المنقَري ، حَضَرته يوماً وهو محْتَبٍ يحدثنا إذ جاءوا بابنٍ له قتيل وابن عم له كَتِيف فقالوا : إن هذا قتل ابنَك هذا , فلم يقطع حديثه ولا نقض حبوته , حتى إذا فرغ من الحديث التفت إليهم فقال : أين ابني فلان ؟ فجاءه فقال : يا بني قم إلى ابن عمك فأطلقه , وإلى أخيك فادفنه , وإلى أم القتيل فأعطها مائةَ ناقةٍ فإنها غريبة لعلها تسلو عنه ، ثم اتكأ على شقه الأيسر وأنشأ يقول :
إني امْرؤ لا يَعتَري خلقـــــي دَنَس يفنِده ولا أَفْـــــــــــــــــــنُ
من مَنقَرٍ من بيتِ مَكْرُمــــــة والغُصْنُ يَنبتُ حَوْلَه الغُصْــــــنُ
خُطَباء حين يقومُ قائلهــــــــم بيضُ الوجوهِ مَصَاقع لُسْــــــــنُ
لا يَفْطِنُونَ لعَيبِ جارهـــــــمُ وَهُوُ لحسن جِواره فُطْــــــــــــن


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
حامل المسك
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى



عدد المساهمات : 1631
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

المقتضب من أمثال العرب  Empty
مُساهمةموضوع: المقتضب من امثال العرب    المقتضب من أمثال العرب  I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 30, 2013 2:52 pm

خَالِفْ تذْكَرْ
قال المفضل بن سلمة : أول من قال ذلك : الحُطَيئة , وكان ورَد الكوفة فلقي رجلا فقال : دلَني على أفتى المصر نائلا قال : عليك بعتيبةَ بن النهاس العِجلي فمضى نحو داره . فصادفه فقال : أنت عتيبة ؟ قال : لا قال : فأنت عتاب ؟ قال : لا قال : إن اسمك لشبِيه بذلك قال : أنا عتيبة فمن أنت ؟ قال : أنا جرول قال : ومن جرول ؟ قال : أبو ملَيكة قال : والله ما ازددت إلا عمى قال : أنا الحطيئة قال : مرحَباً بك ، قال الحطيئة : فحدثني عن أشعر الناس من هو قال أنت ، قال الحطيئة : خالف تذكر ، بل أشعر مني الذي يقول :
ومن يجعلِ المعروفَ من دون عِرْضِهِ يفره ومَنْ لا يتقِ الشتم يشتــــــمِ
ومن يك ذا فَضل فيبخل بفَضلِــــــــــهِ على قومه يستغن عنه ويذمــــــمِ
قال : صدقت فما حاجتك ؟ قال : ثيابك هذه فإنها قد أعجبتني , وكان عليه مطرف خزوجبة خز وعمامة خز . فدعا بثياب فلبسها ودفع ثيابه إليه ثم قال له ما حاجتك أيضاً ؟ قال : ميرة أهلي من حب وتمر وكسوة ، فدعا عوناً له فأمره أن يميرهم وأن يكسو أهله ، فقال الحطيئة : العود أَحمَدُ , ثم خرج من عنده وهو يقول :
سئلت فلم تَبخل ولَم تعط طَائلاً فسِيَانِ لا ذم عليك ولا حمد

جَرَى الْوَادِي فَطَمَّ عَلَى القَرِىِّ
أي : جرى سيلُ الوادي فطَم أي دفَن ، يقال : طَم السيل الركيةَ أي : دفنها والقَري : مجرى الماء في الروضة والجمع أقرية وقريان و " على " من صلة المعنى : أي أتى على القَري , يعني أهلكه بأن دفنه .
يضرب عند تجاوز الشر حده .

أسمع جَعْجَعَةً ولاَ أرَى طِحْناً
أي أسمع جَعْجَعَةً والطحْنُ : الدقيق ، فعل بمعنى مفعول كالذبح والفرق بمعنى المذبوح والمفروق .
يضرب لمن يعد ولا يفي .
وقيل : معناه أسمع جلبة ولا أرى عملاً .
والجعجعة هاهنا الصوت .
وفي موضع آخر الإلجاء إلى المضيق .
يقال : جعجع به إذا ألجأه إلى المضيق ، قال أبوقبيس بن الأسلت :
من يذق الحرب يجد طعمها مراً وتتركه بجعجــــــاع
والطحن بالكسر : الدقيق ، وبالفتح المصدر من طحن طحنا .

أَخْبَرْتُهُ بِعُجَرِي وَبُجرِي
قال أبو عبيد : أصل العُجَر : العروقُ المتعقدة ، والبُجَر : أن تكون تلك العروق في البطن خاصة .
يضرب لمن تخبره بجميع عيوبك ثقةً به .ِ
قال الشعبي : وقف عليٌّ  يوم الجمل على طلحة وهو صريع قتيل فقال : عز على أبا محمدٍ أن أراك مجَدلاً تحت نجوم السماء , تحشر من أفواه السباع وبطون الأودية إلى اللّه أشكو عُجَري وبُجَري .

أَخْلَفَ رُوَيْعِياً مَظِنَّه
أصله : أن راعياً كان اعتاد مكاناً يرعاه , فجاءه يوماً وقد حَالَ عما عَهِدَه أي أتاه الخلف من حيث كان لا يأتيه ومَظن كل شيء : حيث يظَن به ذلك الشيء . يضرب في الحاجة يعوق دونها عائق .
وقيل : يضرب مثلاً في الحاجة تلتمس فيحول دونها حائل ، وأصله أن راعياً قد عرف مكانا مشعباً , فقصده فصادف عارضاً يمنعه من رعيه .
والرويعي : تصغير الراعي ، ومثله قولهم : قد علقت دلوك دلو أخرى ، أي عرض في أمرك عارض ونحوه .
قال الشاعر في إخلاف الظن :
ظننت به ظنا فقصر دونــــــــــه فيا رب مظنون به الخير يخلـــــــف
وما الناس بالناس الذين عرفتهــم وما الدار بالدار التي كنت تعـــــرف
وما كل من تهواه يهواك قلبـــــــه وما كل من أنصفته لك ينصــــــــف

أَدْبَرَ غَرِيرُهُ وَأَقْبَلَ هَرِيرهُ
الغَرير : الخلق الحسن ، والهرير : الكراهية .
أي : ذهب منه ما كان يغر ويعجب , وجاء ما يكره منه من سوء الخلق وغير ذلك .
يضرب للشيخ إذا ساء خلقه .

رَضِيَ مِنَ الوَفَاءِ بِاللَّفَاءِ
الوَفَاء : التوفية ، يقال : وفّيته حقّه تَوفية ، ووفَاء واللّفاء : الشيء الحقير يقال لفاه حقه ، إذا بخسه ، فاللفَاء والوفاء مصدران ، يعني أنهما يدلان على معنى المصدر وإن كان كل منهما - عند النحاة - اسم مصدر كالكلام والسلام والبيان بمعنى التكليم والتسليم والتبيين ، يقومان مقام التوفية والتلفية .
يضرب لمن رضي بالتافه الذي لا قدر له , دون التام الوافر .

أرَوَغَاناً يَاثُعَال وقَدْ عَلِقْتَ بالْحِبَال ؟
الثعال : الثعلب .
يضرب لمن يُرَاوغ وقد وجَبَ عليه الحق .

أُرَيْنب مُقْرَنْفِطَهْ عَلَى سَوَاءِ عُرْفُطَهْ
أُرَيْنب : تصغير أرنب وهي تؤنث ، والإقرنفاط : الانقباض ، ومنه قول الرجل لامرأته وقد شاخا :
يا حبذا مُقرَنفَطُــــك إذ أنا لا أفرطُــــــــك
فقالت :
ياحبذا ذَباذِبــــــــــكَ إذ الشباب غالبــــــك
وهذه أرنب هَرَبَتْ من كلب أو صائد فعلت شجرة عُرفطة ، وسواء الشيء : وسطه .
يضرب لمن يستتر بما ليس يستره .

أرَادَ مَا يُحْظِينِي , فَقَالَ ما يَعْظِينِي
الإحظاء : أن تجعله ذا حُظوة ومنزلة ، والعظى : الرمى يقال : عظاه يعظِيه في القاموس أنه أجوف ، و أوي ، يقال : عظاء يعظوه عظوا , فلعل هذه لغة أخرى ، عظيا ولقي فلان ما عجاه وما عظاه ، إذا لقى شدة ، ولقَّاه الله ما عَظاه أي : ما ساءه .
يضرب للرجل ينصح صاحبه فيخطئ فيقول له ما يغيظه ويسوءه .

سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ
قاله ضبة بن أد لما لامه الناس على قتله قاتل ابنه في الحرم , ويقال : إن قولهم " سبق السيف العذل " لخزيم بن نوفل الهمداني .

سَمِّنْ كَلبْكَ يَأْكُلْكَ
ويروى : " أسْمِنْ ".
قالوا : أول من قال ذلك : حازم بن المنذر الحمَاني , وذلك أنه مر بمحلة همدان فإذا هو بغلام ملفوف في المعاوِز ، المعاوز : جمع نعوز - بوزن منبر - وهو الثوب الخلق ، فرحِمَه وحَمله على مقدم سَرجُه حتى أتى به منزله وأمر أمة له أن ترضعه فأرضعته حتى فطم , وأدرك وراهق الحُلم , فجعله راعياً لغنمه وسماه جحيشاً ، فكان يرعى الشاء والإبل وكان زاجراً عائفاً ، فخرج ذات يومٍ فعرضت له عُقَاب فعافها , ثم مر به غداف فزجره وقال :
تُخبِرُنيِ شواحِجُ الغُدفـــــــان والخُطب يشهدنَ مع العقبـان
أني جُحيش مَعشرِى همــدان ولَستُ عَبداً لبني حمـــــــان
الخطب : جمع أخطب وهو الصرد والصقر .
فلا يزال يتغنى بهذه الأبيات وإن ابنةً لحازم يقال لها : رَعُوم هَوِيَت الغلام وهويها , وكان الغلام ذا منظر وجمال ، فتبعه ذات يوم حتى انتهى إلى موضع الكلأ فسرح الشاء فيه واستظلَّ بشجرة واتكأ على يمينه وأنشأ يقول :
أمَالَك أم فُتدْعى لَهَـــــــــــــا ولا أنت ذو وَالِدٍ يُعــــــــــــــرفُ ؟
أرى الطيْرَ تُخبِرنِي أنّنِــــي جحيش وأن أبى حرشــــــــــــف
يقولُ غُرَابٌ غدا سَانِحــــــاً وشاهده جاهدا يَحلِــــــــــــــــــفُ
بأنى لهَمْدَانَ في غرهَــــــــا وَمَا أنا جاَفٍ ولا أهْيـــــــــــــــفُ
ولكنني من كرام الرجـــــال إذا ذكر السّيدُ الأشْــــــــــــــــرَفُ
وقد كَمنت له رَعُوم تنظر ما يصنع , فرفع صوته أيضاً يتغنى ويقول :
يا حبذا ربِيبتي رَعُـــــــــومُ وحبذا منطقها الرخِيـــــــــــــــــمُ
وَرِيحُ مَا يأتي بهِ النسيــــــمُ إنِّي بها مكلف أهيــــــــــــــــــــمُ
لو تعلمين العلم يا رَعُـــــومُ إني من همدانهاَ صَميـــــــــــــــمُ
فلما سمعت رَعُومُ شعره , ازدادت فيه رغبة وبه إعجاباً فدنت منه وهي تقول :
طار إلَيكم عَرَضاً فـــــؤادي وقَل من ذكراكم رقـــــــــــــاَدِي
وقد جفا جَنبي عن الوِسَــــادِ أبيتُ قَد حالَفني سُهَـــــــــــــادِي
فقام إليها جُحَيش فعانقها وعانقته , وقعدا تحت الشجرة يتغازلان فكانا يفعلان ذلك أياماً ، ثم إن أباها افتقدَها يوماً وفَطن لها فرصدها حتى إذا خرجت تبعها فانتهى إليهما وهما على سوأة فلما رآهما قال : سمن كلبك يأكلك ، فأرسلها مثلا ، وشد على جُحَيش بالسيف فأفلت , ولحق بقومه همدان وانصرف حازم إلى ابنته وهو يقول : موت الحرة خير من العرة ، فأرسلها مثلاً , فلما وصل إليها وجدها قد اختنقت فماتت ، فقال حازم : هان علَي الثكل لسوء الفعل فأرسلها مثلاً وأنشأ يقول :
قَد هَانَ هذا الثكل لَولا أّننــــي أحببت قَتلك بالحساَم الصـــــــــــارِمِ
ولقد هَمَمْتُ بذاك لولا أننـــــي شَمرْتُ في قتل اللعِينِ الظالـــــــــــم
فعليك مقتُ الَله مِنْ غَــــــدارةٍ وعليك لعنته ولعنة حَـــــــــــــــــازِمِ
وقال قوم : إن رجلا من طسْم ارتَبط كلباً , فكان يُسَمنه ويطعمه رجاء أن يصيدَ به , فاحتبس عليه بطعمه يوماً فدخل عليه صاحبُه فوثَب عليه فافترسه قال عوف بن الأحوص :
أراني وعوفا كالمسمنِ كلبهُ فخدشه أنيابه وأظافــــره
وقال طرفة :
ككلب طسْم وقَدْ تَرببــــــــــــهُ يعله بالحَليِب في الغـــــــــــلسِ
طل عَليه يَوماً بقَرقـــــــــــَرَةٍ إن لاَ يلغ فِي الدماء ينتهِـــــــسِ

سَمْنُكُمْ أهُرِيقَ فيِ أَدِيمِكُمْ
يضرب للرجل يُنفقُ ماله على نفسه ثم يريد أن يمتن به .
وقيل : ضرب مثلا للرجل خيره لا يتجاوزه ، وقال بعضهم :
ترحل فما بغداد دار إقامــــــــــــــة ولا عند من أمسى ببغداد طائــــل
محل أناس سمنهم في أديمهـــــــــم وكلهم من حيلة المجد عاطـــــــل
ولا غرو إن شلت يد المجد والعلـى وقل سماح من رجال ونائـــــــــل
إذا غضغض البحر الغطامط مــاؤه فغير عجيب إن تغيض الجـــداول

السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بغَيْرِهِ
أي : ذو الْجَدِّ من اعتبر بما لحق غيره من المكروه فيجتنب الوقوع في مثله .
قيل : إن أول من قال ذلك مَرثَد بن سَعْد أحد وفد عاد الذين بعثوا إلى مكة يستسقون لهم ، فلما رأى ما في السحابة التي رُفعت لهم في البحر من العذَاب أَسلم مرثد وكتم أصحابه إسلامه ، ثم أقبل عليهم فقال : ما لكم حَيَارى كأنكم سكارى إن السعيد من وُعِظ بغيره ، ومن لم يعتبر الذي بنفسه يلقى نكال غيره فذهبت من قوله أمثالاً .

شَرُّ أَيَّام الدِّيكِ يَوْمُ تُغْسَلُ رِجْلاَهُ
ويقال " براثنه " وذلك أنه إنما يقصَد إلى غسل رجليه بعد الذبح والتهيئة للاستواء .
قال الشيخ علي بن الحسن الباخرزي في بعض مُقَطعاته يشكو قومه :
ولا أبالي بإذلالٍ خُصِصتُ بــــــــه فيهمْ ومنهم وإن خصوا بإعـــزاز
رِجْلُ الدجَاجَةِ لا من عِزهَا غُسِلـتْ ولا مِنَ الذل حيصتْ مُقلَة البَـــازِ

طَالَ الأبَدُ عَلَى لُبَدٍ
يعنون : آخِرَ نسور لقمان بن عاد , وكان قد عُمر عُمْرَ سبعة أنسُر , وكان يأخذ فَرْخَ النسر فيجعله في جوبة في الجبل الذي هو في أصله , فيعيش الفرخُ خمسمائة سنة أو أقل أو أكثر , فإذا مات أَخذ آخر مكانه حتى هلكت كلها إلا السابع أَخذه فوضعه في ذلك الموضع وسماه لبداً , وكان أطولها عُمْراً فضربت العربُ به المثل فقالوا : طال الأبد على لبد قال الأعشى :
وأَنت الذي أَلهيت قَيلاً بكاَسِــــهِ ولقمان إذ خيرْتَ لقمَانِ فيِ العُمــــــــِرْ
لِنفسِك أن تختار سبعة أَنسُــــــر إِذا مَا مَضَى نَسْرٌ خلَوتَ إلى نَسْــــــرِ
فَعمر حتى خال أن نُســــــــوُرَه خلود وهل تبقي النفوس على الدهر ؟

ظِئْرٌ رَؤُومٌ خَيْرٌ مِنْ أمٍّ سَؤومٍ
الظئر : الحَاضنة والجمع : ظوار وهو جمع نادر والؤوم : العطوف والسؤوم الملول .
يضرب في عدم الشفقة وقلة الاهتمام .

أَعْيَيْتِنِي بأُشُرٍ فَكَيْفَ بِدُرْدُرٍ
أصل ذلك : أن رجلاً أبغض امرأته و أحبته فولدت له غلاماً , فكان الرجل يقبل دردره وهو : معرز الأسنان ، ويقول : فَديت دردرك ، فذهبت المرأة فكسرت أسنانها فلما رأى ذلك منها قال : أعييتني بأشُرٍ فكيف بدردر ؟ فازداد لها بغضاً والأشُرُ : تحزيز الأسنان , وهو تحديد أطرافها والباء في بأشُرٍ وبدردر بمعنى : مع أي أعييتِنِي حين كنت مع أشر فكيف أرجو فلاحَكِ مع دردر ؟
قال أبو زيد : معنى المثل أنك لم تقبلي الأدب وأنت شابة ذات أشر في أسنانك , فكيف الآن وقد أسننت ؟

العَجَبُ كُلُّ العَجَبِ بيْنَ جُمَادى وَرَجَبَ
أول من قَال ذلك : عاصم بن المقشعر الضبى وكان أخوه أبيدة علق امرأة الخنيفس بن خشرم الشيباني وكان الخنيفس أغير أهل زمانه وأشجَعَهم وكان أبيدة عزيزاً مَنِيعاً , فبلغ الخنيفس أن أبيدة مضى إلى امرأته فركب الخنيفسُ فرسه وأخذ رمحه وانطلقَ يرصُد أبيدة , وأقبل أبيدة وقد قضى حاجته راجعاً إلى قومه وهو يقول :
ألا إن الخنيفسَ فَاعلَمُـــــــــــوهُ كما سماهُ والدُهُ اللّعيــــــــــــــنُ
بهيم اللونِ محتقر ضَئِـــــــــــلٌ لئيماتٌٌ خلائقهُ ضنِيـــــــــــــنُ
أيوعدني الخنيفِسُ من بَعَيــــــدٍ ولما ينقطِعْ مِنْهُ الوَتِيــــــــــــن
لَهَوْتُ بِجَارتيهِ وَحَادَ عَِنــــــــي وَيَزْعُمُ أَنه أَنف شنُــــــــــــونُ
قَال : فشد عليه الخنيفس فقال أبيدة : أذكركَ حرمة خشْرم , فَقَال وحُرْمةِ خَشْرَمٍ لأقتلنك قَال : فأمهلني حتى أستلئم قَال : أو يستلئم الحاسر ؟ فقتله وقَال :
أيا ابْنَ المقشعر لَقيْتَ لَيثـــــــــاً له في جَوفِ أَيكته عَرِيـــــــــــــنُ
تقولُ صَدَدْتُ عَنكَ خناً وجُبْنـــاً وإنَكَ مَاجِد بطل متيــــــــــــــــــنُ
وإنك قَد لهوت بِجارتينـــــــــــا فهَاكَ أبيد لاَ قَاك القَرِيــــــــــــــنُ
ستعلمُ أَينا أَحْمى ذِمـــــــــــــاراً إذا قَصُرَتْ شِمَالُك واليميـــــــــنُ
لهوت بها فَقد بدّلتَ قَبْــــــــــراً ونائحة عَليك لها رنِيــــــــــــــــنُ
قَال : فلما بلَغ نعيه أخاه عاصماً لبس أطماراً من الثياب وركب فرسه وتقلَد سيفه , وذلك في آخر يوم من جُمادى الآخرة وبادر قَتلَه قبل دخول رجب , لأنهم كانوا لا يقتلون في رجب أَحداً , وانطلق حتى وقف بفناء خباء الخُنَيفس فنادى : يا ابن خشرم أَغث المُرْهقَ فطالما أَغَثت فَقَال : ما ذاك ؟ قَال : رجل من بني ضبة غصب أخى امرأته فشد عليه فقتله وقد عجزت عنه , فأخذ الخنيفسُ رمحه وخرج معه , فانطلقا فلما علم عَاصم أنه قَد بَعد عن قَومه داناه حتى قارنه ثم قنعه بالسيف فأطار رأسه , وقَال : العجب كل العجب بين جمادى ورجب , فأرسلها مثَلاً ورجع إلى قومه .

العُلْفُوفُ مُولَعٌ بالصُّوفِ
العلفوف : الجافي من الرجال المسِن ، قَاله ابن السكيت وأنشد :
يَسَرٌ إذا هب الشمالُ وأمحلوا في القومِ غير كبنة علفوف
الكبن - بوزن عتل - والكبنة : اللئيم , أو الذي لا يرفع طرفه بخلاً .
ومعنى المثل : إن الشيح المهتر الفاني يولع بأن يلعب بشَيء .
يضرب للمُسن الخَرِفِ .

عِلَّةٌ مَا عِلَّهْ أوتَاد وَأخِلَّهْ وَعَمَدُ المِظَلَّه أبْرِزُوا لِصِهْرِكُمْ ظُلَّهْ
قَالتها امرأة زوجتْ ، وأبطأ أهلها هداءها إلى زوجها وأعتلوا بأنه ليس عندهم أداة للبيت , فَقَالته استحثاثاً لهم وقَطعاً لعلتهم .
يضرب في تكذيب العلل .

الغَبْطُ خَيْرٌ مِنَ الهَبْطِ
ويقولون : اللهم غَبْطاً لاهبطاً ، يريدون : اللهم ارتفاعاً لا اتضاعاً , أي نسألك أن تجعلنا بحيث نُغْبَط .
والهَبْطُ : الذل يقال : هبطه فهبط لازم ومتعد قَاله الفراء .

هذاغَيْضٌ مِنْ فَيْضٍ
أي قليل من كثير . الغيض : النقصان والفيض : الزيادة يقَال : غاض يغِيض غَيْضاً , ومثله فاض وهذا كقولهم " بَرْضٌ من عِدٍّ " والبرض : القليل من كل شَيء ، والعِد : الماء الذي له مادة , ومنه قول ذي الرمَّة :
دَعَت مية الأعداد و استبدلت بِها خناطيل آجال من العين خذّل
الخناطيل : جمع خنطولة , وهي قطيع البقر والهاء في " استبدلت بها " تعود إلى منازلها .
ا
ُفْتَحْ صُرَرَكَ تَعْلَمْ عُجَرَك
الصُرَرْ : جمع صرة , وهي خِرقَة تجعل فيها الدراهم وغيرها ثم تُصر أي : تشد وتَقطع جوانبها لتؤمن الخيانة فيها .
والعُجَرْ : جمع عُجْرة , وهي العيب وأصلها العُقدة والأبنة تكون في العصا وغيرها .
يراد : ارجع إلى نفسك تعرف خيْركَ من شركَ .

الآن حَمِى الوَطِيسُ
قَال الأَصمَعي وغيره : الوَطِيس حِجَارة مُدورة , فإذا حميت لم يمكن أحدا أن يطأ عليها .
يضرب للأمر إذا اشتد .
ويروى أن النبي  رفعت له أرض مؤتَةَ , فرأى معترك القوم فَقَال : " الآنَ حمَى الوطيسُ " آي أشتد الأمر .

القَوْلُ مَا قَالتْ حِذَامِ
أي القولُ السديدُ المعتد به ما قَالته , وإلا فالصدقَ والكذب يستويان في أن كلا منهما قول .
يضرب في التصديق .
قَال ابن الكلبي : إن المثل للجيم بن صَعْب والد حنيفة وعجل , وكانت حَذامِ امرأته فَقَال فيها زَوجها لجيم :
إذَا قَالتْ حَذامِ فَصَدقوها فَإن القَول ما قَالتْ حَذامِ

قَدْ أسْمَعَتْ لَوْ نَادْيتَ حَيّاً
يضرب لمن يُوعظ فلا يقبل ولا يفهم .

كأنَّما أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ
الأُنْشُوطة : عقدَة يسهلُ إنحلالها مثل عقدة التكة ، ونشطت الحَبلَ أنشَطه نشطاً : عقدته أنشوطة , وأنشطته : حللته , والعقَال : ما يشد به وظيف البعير إلى ذراعه .
يضرب لمن يتخلص من ورطة فينهض سريعاً .

كلُّ شَاةٍ بِرِجْلِهَا سَتُنَاطُ
النوط : التعليق أي كل جان يؤخَذ بجنايته .
قَال الأَصمعي : أي لا ينبغي لأحد أن يأخذ بالذنب غير المذنبِ , قَال أبو عبيدة : وهذا مثَل سائر في الناس .

كَلاَمٌ كالعَسَلِ وَفِعْلٌ كالأسَلِ
يضرب في اختلاف القَول والفعل .

كما تَدِينُ تُدَانُ
أي : كما تجازى تجازى ، يعني كما تعمل تجازى إن حسناً فَحسن , وإن سيئاً فسيئ ، يعني إن عملت عملاً حسناً فجزاؤك جزاء حسن , وإن عملت عملاً سيئاً فجزاؤك جزاء سيء .
وقوله " تدين " أراد تصنع فسمى الابتداء جزاء للمطابقة والموافقة وعلى هذا قوله تعالى : { فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } , ويجوز أن يجري كلاهما على الجزاء , أي : كما تجازي أنت الناس على صنيعهم كذلك تجازى على صنيعك والكاف في " كما " في محل النصب نعتا للمصدر أي : تدان دينَاً مثل دينك .

كلُّ إنَاءٍ يَرْشَحُ بما فِيه
ويروى " ينضج بما فيه " أي يتحلب 0.

لأُلْحِقَنَّ حَوَاقِنَكَ بِذَوَاقِنِكَ
قَال أبو عبيد : أما الحاقنة فقد اختلفوا فيها فَقَال أبو عمرو : هي النقرة التي بين الترقوة وحبل العاتق وهما الحاقنتان .
قَال : والذاقنة طرَفُ الحلقوم ، قَال أبو عبيد : ذكرت ذلك للأصمعي فَقَال : هي الحاقنة والذاقنة , ولم أره وقَف منهما على حد معلوم .
قلت : قَال أبو زيد : الحواقن : ما تحقن الطعام في بطنه , والذواقن : أسفل بطنه , وقَال أبو الهيثم : الحاقنة المطمئن بين الترقوة والحلق , والذاقنة : نقرة الذقن والمعنى على هذا : لأجعلنك متفكراً ، لأن المتفكر يطرق فيجعل طرف ذقنه يمس حاقنته .
يضرب لمن يهدد بالقهر .

أَلْقِ دَلْوَكَ فِي الدِّلاءِ
قَال أبو عبيد : يُضْرَبُ في اكتساب المال والحث عليه .
قَال الشاعر :
وليسَ الرزقُ عَن طَلبٍ حثيثٍ ولكن ألقِ دلوَكَ فِي الــــــدلاَءٍ
تجِىءُ بِملئِهَا طوراً وطـــــوْرَاً تجيء بِحمأةٍ وقَلِيل مــــــــــاءِ

لله دَرُّهُ
أي : خيره وعطاؤه وما يؤخذ منه هذا هو الأصل , ثم يقَال لكل متعجب منه

لِكُلِّ سَاقِطَةٍ لاقِطَةٌ
قَال الأَصمَعي وغيره : الساقطة الكلمة يسقط بها الإنسان , أي لكل كلمة يخطئ فيها الإنسان من يتحفّظها فيحملها عنه وأدخل الهاء في " اللاقطة " إرادة المبالغة , وقيل : أدخلت لازدواج الكلام .
يضرب في التحفظ عند النطق .
وقيل : أراد لكل كلمة ساقطة أذن لاقطه لأن أداة لقط الكلام الأذن .

لَوْ قُلْتُ تَمْرَةً لَقَال جَمْرَةً
يضرب عند اختلاف الأهواء .

أَلْحِقِ الحِسِّ بالإسِّ
قَال ابن الأعرابي : الحس الشر ، والإس : الأصل .
معناه : ألحق الشر بأهله ، قَال الأزهري : الحس والأس بالفتح وقَال الجوهري: بالكسر .

لاَ يَغُرَّنَّكَ الدُّبَّاء وَإنْ كانَ فِي الماءِ
قَاله أعرابى تناول قَرعاً مطبوخا فأحرق فمه فَقَال : لا يغرنَك الدباء وإن كان نشؤه في الماء .

لاَ أُمَّ لَكَ
قَالَ أبو الهيثم : لاَ أم لك عندنا في مذهب : ليس لك أم حرة , وهذا هو الشتم الصحيح , لاَن بني الإماء عند العرب ليسوا بمحمودين , ولاَ لاَحقين بما يلحق به غيرهم من أبناء الحرائر , فأما إذا قَالَ " لاَ أبا لك " فلم يترك له من الشتيمة شيئاً , حكي جميع هذا عن أبى سعيد الضرير .

لاَ يَصْلُحُ رَفِيْقَاً مَنْ لَمْ يَبْتَلِعْ رِيقَاً
يضرب لمن يكظم الغَيظ ونصب " رفيقاً " على الحال وأراد بالريق ريقَ الغَضب .

ماتَ حَتْفَ أنْفِهِ
ويروى " حَتْفَ أنْفِيَه " و " حَتْفَ فِيْهِ " أي : مات ولم يقتل ، وأصلُهُ أن يموت الرجل على فراشه فتخرج نفسه من أنفه وفمه .
ِ قَال خالد بن الوليد عند موته : لقد لقيتُ كذا وكذا زحفَاً وما في جسدي موضع شِبر إلاَ وفيه ضربة أو طعنه أو رَمْيَة , وهاأنا ذا أموت حتف أنفي كما يموت العير فلاَ نامت أعين الجبَنَاء .

مَالًهُ عَافِطَةٌ وَلاَ نَافِطَةٌ
العافطة : النعجَة .
والنافطة : العَنز ، وقَال بعضهم : العافطة : الأمَة ، والنافطة : الشاة لأن الأمَة تعفط في كلامها , أي لاَ تفصح يقَال : فلان يعفط في كلامه و يعفط ، في كلامه ويقَال : العافطة : الضارطة , والنافطة : العاطسة ، وكلتاهما العنز تعفظ وتنفط , والعفيط : الحبق والنفيط : صوت يخرج من الأنف .
أي : ماله شيء .

ما أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَهْ
أي : ما أشبَهَ بعضَ القوم ببعض .
يضرب في تساوِي الناس في الشر والخديعة .
وتمثل به الحسنُ  في بعض كلامه للناس ، وهو من بيت أوله:
كلهم أروغ من ثَعلَب ما أشبه الليلَة بِالبارحه
وإنما خص البارحة لقربها منها فكأنه قَالَ : ما أشبه الليلة بالليلة , يعنى أنهم في اللؤم من نصاب واحد والباء في " البارحة " من صلة المعنى كأنه في التقدير شيء يشبه الليلة بالبارحة يقَال : شبهته كذا وبكذا .
يضرب عند تشابه الشيئين .

مَا يُشَقُّ غُبَارُهُ
يراد : أنه لاَ غبار له فيشق , وذلك لسرعة عدوه وخفة وطئه وقَالَ :
خَفت مواقع وطئه فَلَو أنـــه يجرى بِرملَة عَالجٍ لم يُرهــــج
وقَال النابغة :
أعلمت يومَ عكاظ حين لَقيتَني تَحتَ العَجَاجِ فَما شققت غُبَارِي
يضرب لمن لاَ يجاري .
لأن مجاريك يكون معك في الغبار فكَأنه قَال : لا قرين له يجاريه , وهذا المثل من كلام قَصِير لجذيمة .

مَنْ أشْبَهَ أبَاهُ فَمَا ظَلَمَ
أي لم يضع الشبهَ في غير موضعه لأنه ليس أحد أولى به منه بأن يشبهه ويجوز أن يراد : فما ظلم الأَب , أي : لم يظلم حين وضع زرعه حيث أدى إليه الشبه , وكلاَ القولين حسن .
وكتب الشيخ على أبو الحسن إلى الأديب البارع وقد وفَد إليه ابنه الربيع ابن البارع فَقَال : مرحباً بولده بل بولدي الظريف الربيع الوارد في الخريف :
كأنك قَد قَابلت منه سَجنجلاً فَجاءك منه بِالخيال المماثلِ

مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ
قَال أبو عبيد : هو رجل من العماليق ، أتاه أخ له يسأله فَقَال له عرقوب : إذا أطلعت هذه النخلة فلك طلعها ، فلما أطلعت أتاه للعدة ، فَقَال : دعها حتى تصير بلحا ، فلما أبلحت قَال : دَعها حتى تصير زهوا ، فلما زهت قَال : دعها حتى تصير رُطبا ، فلما أرطَبت قَال : دَعها حتى تصير تمراً ، فلما أتمرت عمد إليها عرقوب من الليل فجدها ولم يعط أخاه شيئاً ، فصار مثلاً في الخلف وفيه يقول الأشجعي :
وعدت وَكاَن الخلف منك سجية مواعيد عرقوب أخاه بيثربِ

مَنْ غَرْبَلَ النَّاس نَخَلُوهُ
أي من فَتَش عن أمور الناس وأصولهم جعلوه نخالة .

أنْكَحْنَا الفَرَا فَسنَرى
قَالَه رجل لامرأته حين خطَب إليه ابنتَه رجل , وأبى أن يزوجه فرضيت أمها بتزويجه , فغلبت الأب حتى زوجها منه بكره وقَال : أنكَحنَا الفرا فسنرى ثم أساء الزوجُ العشرةَ فطلقها .
يضرب في التحذير من سوء العاقبة .

هُوَ إمَّعَةٌ
وكذلك " إمْرَةٌ " وهما الرجل الضعيف الرأي الذي يقول لكل : أنا معَك وفي الحديث " إذ وقع الناسُ في الشر فلاَ تكن إمَّعَةً " قَالَوا هو أن يقول : إن هلك الناس هلكت لاَ أثور في الشر ، يقَال : رجل إمعة وإكعة ، وقَال ابن السراج : هو فعل لأنه لاَ يكون إفعل صفة قَال : وقول من قَال " امرأة إمعة " غلط لا يقَال للنساء ذلك .
وقد حكى عن أبي عبيد ويروى عن أمير المؤمنين علي  بيتان في هذا المعنى وهما :
ولست بإمعة في الخطــــــــوب أسائل هذا وذا مَا الخبـــــــــر
ولكنِني مدره الأَصغــــــــــــريـ نِ جلاَب خير وذا وَفَراج شرْ

هذِهِ بِتْلكَ وَالبَادِى أظْلَمُ
قَالَوا : إن أول من قَال ذلك الفرزدق وذلك أنه كان ذاتَ يوم جالساً في نادي قومه ينشدهم , إذ مر به جرير بن الخطَفى على راحلة وهو لاَ يعرفه فَقَالَ الفرزدق : من ذلك الرجل ؟ فَقَالَوا : جرير ابن الخطَفى فَقَال لفَتى : ائتِ أبا حزرة فقل له : إن الفرزدق يقول :
ما في حرامك إسكة معروفة للناظرين وماله شَقتــانِ
قَالَ : فلحقه الفتى فأنشده بيت الفرزدق ، فَقَال جرير : ارجع إليه فقل له :
لكن حرامك ذو شفاة جمـــة مخضرة كغباغب الثيران
الغباغب : جمع غبغب , وهو اللحم المتدلى تحت الحنك ، وهو الغبب أيضاً قَال : فرجع الفتى فأنشده بيت جرير فضحك الفرزدق ثم قَالَ : هذه بتلك والبادي أظلم .
والجالبُ للباء في قوله " بتلك " معنى الاَستحقاق ، أي هذه المقَالَة مستحقة أو مجلوبة بتلك المقَالَة , ويجوز أن تسمى باء البدل كما يقَال : هذا بذاك أي بدله وقوله " والباَدي أظلم " جعله أظلم لأنه سبب الاَبتداء .

مُكره أخُوكَ لا بَطَل
أصله : أن أبا خنش ـ خال بيهس ـ هجم به بيهس على قاتلى إخوته وهم في غار ، وكان شديد الجبن زاعماً له أن في الغار حمراً ، فجد في القتال فقيل له ما أشجعه ، فقال ذلك .
وقيل : أول من قاله جرول بن نهشل بن دارم وكان هيوباً ، غير أنه فى خلق كامل , وذلك إن أباه غزا بحي , وكان سيدهم بنى دارم وهم خلوف فنادى في قومه : أيما رجل لم يأتني بأسير أو ظعينة فهو نفى منى , فانطلق جرول متذمراً حتى حمل فى ناحية الجمهور على رجل يسوق ظعينة فرهبه الرجل لكمال خلقه وهم يترك الظعينة فقال جرول :
أنا جرول بن نهشـــــــــــل فى الحسب المرفـــــــل
فعرفه الرجل فقال :
إذا ما لقيت امرأ في الوغى فذكر بنفسك يا جـــــرول
ثم طعن فرسه فسقط فأوثقه وانتهى به إلى سيدهم ، فعرفه فقال له : ما هكذا عرفناك يا جرول , كيف كرهت العيش وخرجت فى الجيش , فقال جرول ذلك .
يضرب في حمل الرجل صاحبه على ما ليس من شأنه بالإكراه .
وقيل : يريد أنه محمول على ذلك لاَ أن في طبعه شجاعة .
وقيل : يضرب لمن يحمل على ما ليس من شأنه .

مَا حَوَيْتَ وَلاَ لَوَيْتَ
من الحوية ، وهى كل شىء ضممته إليك وحويته , ومن اللوية وهى كل شىء خبأته ولويته إلى نفسك ، كأنه قيل : ما ضممت إليك شيئا ولا ادخرت .

مْنَعُ دَرَّهُ وَدَرَّ غَيْرِهِ
أصل الدر : اللبن ، ثم جعل مثلا في كل نيل يضرب لمن يبخل ويأمر غيره بالبخل لمن يطلب الباطل .

يَحْسَبُ الْمَمْطُوْرُ أن كُلاًّ مُطِرَ
يضرب لمن كان في رخاء ورغد فظن أن الناس كلهم في مثل حاله .

يَا إبلى عُوْدِي إلى مَبَارِكِكِ
ويروى : إلى مبركك ، وأصله أن رجلاً عقر من إبله فنفرت ، فقال : يا إبلي عودي إلى مبركك هذا ما عشت ولك .
يضرب للرجل قد ترك أمراً وهو خير له مما أتى , فيؤمر بالرجوع إلى ما ترك.

اَوْثَقَ سَهْمٍ فِى كِنَانَتِى
أى : هو خير أعواني .
وأصله : أن ربيعة اجتمعت عند مالك بن مسمع , فقال له عبيد الله بن زياد بن ظبيان : اجتمعت ربيعة ولم تخبرني , فقال له مالك : يا أبا مطر والله إنك لأوثق سهم في كنانتي ، فقال : وأيضاً فإني سهم في كنانتك ، والله لئن قمت فيها لأطولنها , ولئن قعدت فيها لأخرقنها ، فقال له مالك : أكثر الله في العشيرة مثلك , فقال : لقد سألت ربك شططاً .

بَادِرِ الْفُرْصَةِ قَبْلَ أنْ تَعُوْدَ غُصَّةً
لأنك تسقط في يدك غب فواتها .
يضرب في انتهاز الفرص .

مَا يَلْقَى الشَّجِىُّْ مِنَ الخَلِىِّ
الشجي : مخفف ، يقال : شجي ، فهو شج كندى فهو ند ، ويروى : ويل للشجي من الخلي ، ومن ثقله فسبيله أن يجعله فعيلا بمعنى مفعول من شجاه يشجوه أو يخرجه مخرج سميج وسمج وقمين وقمن وحر وحرى وكر وكرى أو يريد به الازدواج كقولهم : الغدايا والعشايا , وقيل في الخلي الذي خلاه الهم أى : عداه وفارقه ، من قولهم : وخلاك .
ذم يضرب فيمن يسىء مساعدة أخيه على شأنه وهو على ذلك يعذله .

ما َلهُ سَعْنَةٌ وَلاَ مَعْنَةٌ
أى : قليل من شحم ولا قليل من ودك .
وقيل كثرة من طعام ولا قلة منه .
وقيل وعاء من خوص ولا ركوة .
وقيل السعنة : الميمونة ، والمعنة : المشؤمة

ما لَهُ شَقَذٌ وَلاَ نَقَذٌ
أى : ما له أحد يشقذه أى يطرده ، ولاينقذه .
وقيل الشقذ : الوتر ، والنقذ : الشفع

لاَ يَضُرُّ السَّحَابَ نُبَاحُ الْكِلاَبِ
وقيل :
فباتت كلاب الحي ينبحن مزنة وأضحت بنات الماء فيه تمعج
وقال الفرزدق :
وقد ينبح الكلب السحاب ودونه مهامه تغش نظرة المتأمــــــل
وقال الكميت :
فإنكم ونزارا في عداوتهـــــــــا كالكلب هر جدا وطفاء مدرار

أبخل من مادر
هو رجل من بنى هلال بن عامر يضرب به المثل ، بلغ من بخله انه سقى إبله فبقى في الحوض ماء قليل فسلح فيه ، ومدر الحوض بالسلح ، أى : لطخه
وأحسن من هذا القول ما قرأت للصاحب في رسالة مداعبة قوله :
اعلم يا أخي أنك جئت في اللؤم بنادر لم تهتد له فطنه مادر

ذَهَبَتْ هَيْفٌ لأَدْيَانِهَا
الهيف : السموم ، وأديانها : عاداتها ، وذلك أنها تجفف النبات وتلفح الوجوه
يضرب في إقبال الرجل على هواه
َسَعْدُ أمْ سُعَيْدٌ
هما ابنا ضبة بن أد ، خرجا في طلب إبل لهما فرجع سعد ولم يرجع سعيد فكان ضبة إذا رأى شخصاً مقبلاً قال ذلك ، أي أبي ابتي هو سعد الموجود أم سعيد المفقود .
يضرب فى النجح والخيبة , والخير والشر ، ثم انه في بعض مسائره أتى على مكان ومعه الحارث بن كعب في الشهر الحرام ، فقال له الحارث : قتلت ههنا فتى من هيئتة كذا وكذا , وأخذت منه هذا السيف ، فتناوله ضبة فعرفه فقال المثل : " إن الحديث ذو شجون " ، ثم ضربه به ، فعذل ، فقال : " سبق السيف العذل " .
يضرب في الاستعلام عن الخير والشر ، وفي العناية بذي الرحم .
قال الفرزدق :
وإني لأرجو الله أن يرأب الثأي وينقل حالي من سعيد إلى سعد

إنَّ المُنْبَتَّ لاَ أرْضاً قَطَعَ وَلاَ ظَهْراً أبْقَى
المنبت : المنقطع عن أصحابه في السفر والظّهر : الدابة .
يضرب لمن يُبالغ في طلب الشيء ويفرط حتى ربما يفَوته على نفسه .

إنَّ الجوَادَ عَيْنُهُ فُرَارُهُ
الفِرار بالكسر : النظر إلى أسنان الدابة لتعرف قدر سنها ، وهو مصدر ومنه قول الحجاج " فُرِرْتُ عَنْ ذكاء " ويروى فراره بالضم وهو اسم منه .
يضرب لمن يدل ظاهره على باطنه , فيغني عن اختباره حتى لقد يقال : إن الخبيث عينه فراره .

إنَّ البُغَاثَ بأَرْضِنَا يَسْتَنْسِرُ
البغاث : ضرب من الطير وفيه ثلاث لغات : الفتح والضم والكسر والجمع بِغثان ، قالوا : هو طير دون الرخمة ، واستنسر : صار كالنسر في القوة عند الصيد بعد أن كان من ضعاف الطير .
يضرب للضعيف يصير قوياً ، وللذليل يعز بعد الذل .

إنَّ الْحَديِدَ بالْحَدِيِدِ يُفْلَحُ
الفلح : الشق ومنه الفلاح للحراث لأنه يشق الأرض ، أي : يستعان في الأمر الشديد بما يشاكله ويقاويه .

إنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الْكَذِبِ
هذا من كلام عمران بن حصين .
والمعاريض : جمع المعراض ، يقال : عرفت ذلك في معراض كلامه أي : فحواه .
قلت : أجود من هذا أن يقال : التعريض ضد التصريح وهو أن يلغز كلامه عن الظاهر فكلامه معرض والمعاريض جمعه ، ثم لك أن تثبت الياء وتحذفها والمندحة : السعَة ، وكذلك الندحة يقال : إن في كذا ندحة : أي سعة وفسحة .
يضرب لمن يحسب أنه مضطر إلى الكذب .

إنَّ السَّلاَمَةَ مِنْهَا تَرْكُ ما فيها
قيل : إن المثل في أمر اللَقطة توجد .
وقيل : إنه في ذم الدنيا والحث على تركها وهذا في بيت أوله :
والنفس تكلفُ بالدنيا وقد علمت أن السلامة منها ترك ما فيه

إنَّ الهَوَان لِلَّئيمِ مَرْأمَة
المَرأَمة : الرئمانُ ، وهما الرأفة والعطف .
يعني : إذا أكرمت اللئيم استخف بك , وإذا أهنته فكأنك أكرمته كما قال أبو الطيب :
إذا أَنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

إنَّ تَحْتَ طِرِّيقَتِكَ لَعِنْدَأْوَةً
الطرق : الضعف والاسترخاء , ورجل مطروق : فيه رخوة وضعف ، قال ابن أحمر :
ولا تَصلي بمَطرُوق إذا ما سَرَى في القوم أصبح مستكينا
ومصدره الطريقة بالتشديد . والعندأوة : فعلأَوة من عند يعند عنوداً إذا عدل عن الصواب ، أو عند يعنِد ، إذا خالف ورد الحق .
ومعنى المثل أن في لينه وانقياده أحياناً بعض العسر .

إنِّي لآكُلُ الرَّأْسَ وَأَنَا أعْلَمُ ما فِيهِ
يضرب للأمر تأتيه وأنت تعلم ما فيه مما تكره .

إِنَّ ضَجَّ فَزِدْهُ وِقْراً
ويروى " إن جَرْجَرَ فزده ثقلا " أصلُ هذا في الإبل ، ثم صار مثلاً لأن تكلف الرجلَ الحاجة فلا يضبطها بل يضجر منها فيطلب أن تخفف عنه فتزيده أخرى , كما يقال : زيادة الإبرام تدنيك من نيل المرام .

الإثْمُ حَزَّازُ القُلوبِ
يعني ما حز فيها وحكها : أي أثر كما قيل : الإثم ما حك في قلبك , وإن أَفتاك الناس عنه وأَفتوك .
والحَزَاز : ما يتحرك في القلب من الغم ، ومنه قول ابن سيرين حين قيل له ما أشد الورع فقال : ما أيسره إذا شككت في شيء فدعه .
   

المراجع
" المستقصى في أمثال العرب " للزمخشري
" فصل المقال في شرح كتاب الأمثال " أبو عبيد البكري
" جمهرة الأمثال " أبي هلال العسكري
" مجمع الأمثال " أبو الفضل النيسابوري
" ثمار القلوب في المضاف والمنسوب " لأبى منصور الثعالبي
" قرى الضيف " لابن أبي الدنيا



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamelelmesk.yoo7.com
 
المقتضب من أمثال العرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع فرع الجمعية الشرعية بقرية البطاخ :: كتابات وأبحاث مشرف الدعوة بالفرع :: الرقاق والمواعظ والمنوعات :: المقتضب من أمثال العرب-
انتقل الى: